المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناهج التعليم الخاص تحفل بالمعلومات الخاطئة فمتى يتم تطويرها؟



جراح
21-02-2006, 01:59 PM
يتزايد الشعور بأهمية تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية، بل إن هناك من يرى أن هذا التعليم يحتاج إلى جهود كبيرة للرفع من مستواه، ولا سيما أنه حجر الزاوية في تقدم الأمم ورقيها، وهذا لا شك مطلب مهم تبذل من اجله الدول المتقدمة بسخاء وهذا ما قامت به وزارة التربية والتعليم من خلال تطوير المناهج على مراحل, إلا أن الملاحظ أن مناهج التعليم الخاص - هذه الفئة الغالية على نفوسنا جميعاً - لم تنل حقها من التطوير, وقد سبق أن كتبت عدة مرات عنها وعن ضعفها وعدم مناسبتها لتعليم الطلاب الصم، لا من حيث المحتوى فحسب، بل امتد ليشمل أكثر من هذا، أي نوعية المواد التي تدرس، وثبت لي من أنه لا حياة لمن تنادي, فالتعليم الخاص يبقى فيه المنهج لعدة سنوات دون مراجعة أو تصحيح أو تعديل، ما يجعله يقدم للطالب مادة خاطئة لا ذنب لأبنائنا في أن يتعلموها بسبب تقصير المسؤولين في هذا القطاع المهم، فالمناهج في التعليم الخاص لا تناسب الطالب من حيث المحتوى، وإضافة إلى أن بعضها يقدم معلومات خاطئة منها مفكرة توزع على الطلاب منذ أكثر من 15 عاماً في مادة الجغرافيا، وأضربها هنا كمثال يجد فيها الطالب أن عدد السكان في المملكة 14 مليون نسمة وأن مساحتها تبلغ 2.4 مليون كيلو متر مربع، بينما في العام الماضي درس الطالب في المدارس العادية أن عدد السكان 23.500 مليون نسمة وأن المساحة تبلغ مليوني كيلو متر مربع! وعند رجوعي للدول الموجودة في تلك المذكرة وجدت أنها تختلف عن الواقع وبفارق كبير، فما ذنب هؤلاء الطلاب حتى نهملهم بهذا الشكل؟ ولما أبلغت معلم المادة بهذه الأخطاء أفاد بأنه يعرفها ولكن لا يستطيع أن يغيرها! وفي درس دول شبه الجزيرة العربية يتعلم الطالب أن عددها ست دول والصحيح أنها سبع دول كما نعلم جميعاً, فهل بمثل هذه المناهج ندرس أبناءنا لتكون لديهم إعاقة تعليمية إضافة إلى إعاقتهم التي يعانون منها؟! ومن هذا المنطلق فإنني أناشد المسؤولين في التعليم الخاص بالتالي:
1 ـ أن يعاد النظر في جميع مناهج الصم واختيار ما يناسب الطلاب وحذف ما لا يفيدهم مع تدعيم تلك المناهج بالصور قدر الإمكان لاعتماد الصم على المشاهدة في التعلم وعدم الاكتفاء بأخذ مناهج التعليم العام ووضع شعار الصم على الغلاف الخارجي، فما يناسب التعليم العام لا يناسب طالب معهد الأمل.
2 ـ الدقة في اختيار من يعملون في هذه المعاهد فليس كل من يعمل فيها مؤهلا للتدريس أو للعمل الإداري، فقد تجد خريجا جامعيا من التعليم الخاص ضعيفا في مادة من المواد ويسند إليه تدريسها.
3 ـ إطالة وقت الدراسة لطلاب التعليم الخاص، فليس يوجد للصم في الغالب أصدقاء إلا في معهدهم حيث يلتقون من شتى أنحاء مدينة كالرياض مثلا وعندما يخرجون يفتقدون هذا الجانب المهم، أو تفعيل مقار الدراسة للالتقاء ولو لمرة واحدة أسبوعياً.
4 ـ تدريس الحاسب الآلي لهذه الفئة مع أهميتها بالنسبة لهم، مع الإشارة إلى عدم توافرها لهم حتى كتابة هذه السطور .
5 ـ من خلال معرفتي البسيطة بلغة الإشارة ومن خلال بعض أصدقائي من الصم عرفت أن نسبة كبيرة من المعلمين لا تجيد لغة الإشارة فكيف يستطيعون إيصال معلوماتهم إلى الطلاب، ولماذا لا تعقد لهم دورات مكثفة في لغة الإشارة ويربط بين إتقانها والعمل في هذه المعاهد؟ فليس من المعقول أن مدرسا للصم إما أن يكون ضعيف الإشارة وإما تكون إشارته خاطئة.