مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة الخامسة ( أسرة / طارق نقادي في ينبع تواصل سرد ما جرى لهم في عبارة الموت
أبو سفيان
15-02-2006, 09:19 AM
عبدالله السلمي - ينبع
http://www.ecoworld-mag.com/Images/ecoworld/141/p72_1_1.jpg
صورة طارق نقادي من أرشيف المنتدى
الحلقة الأولى
اسرة النقادي عائلة سعودية كتب الله لها حياة جديدة بعد ان انقذها من كارثة عبارة (الموت) السلام!! التي غرقت في البحر الاحمر ومعها مئات الركاب.. غرق اكثرهم ومات وصارع الآخرون منهم الموت فوق البحر حتى خرجوا إلى حياة جديدة بدؤوها بايمان صادق ان الله على كل شيء قدير. اما عائلة النقادي فلم تكن تتوقع ان ينجو كامل افرادها بعد ان تفرقوا في اللحظة الحاسمة وظنوا ان لا لقاء بعد اليوم ولكن الله شاء ان يجتمعوا من جديد!!
كيف نجوا؟ وكيف كانت حكايتهم؟ وشعورهم اثناء مصارعة البحر والبحث عن افراد الاسرة؟ وكيف التقوا؟.. كل ذلك يكشفه حديثهم لـ(المدينة) بعد ان اجتمعت الاسرة في منزلها بينبع بيحي النقادي على طريق ينبع النخل يستقبلون المهنئين ويـتأملون الحياة من جديد بشعور لا يوصف تغمره الفرحة وتحدثت عنه القدرة ويتلهف اليه كل من اراد ان يعتبر.
يقول والد الاسرة رجل الاعمال طارق نقادي: اولاً أحمد الله على لطفه وتدبيره الذي كتب لنا عمرا جديداً بعد ان رأينا الموت بأعيننا وسط البحر وهذا أمر فيه الكثير من الحكمة والقدرة الالهية اما عن قصة غرقنا فقد توجهت بأسرتي المكونة من زوجتي وولدي سيف الدين وابنتي آلاء وولاء والخادمة إلى ميناء ضباء لقضاء الاجازة في مصر وقررنا ركوب العبارة بعد ان وجدنا صعوبة في الحجز بالمطار اضافة إلى شحن السيارة ومقطورة محملة بالاغراض ولدينا منزل في دريم لاند بـ 6 اكتوبر وحجزنا في العبارة على الغرفتين 69 و67 درجة اولى في الدور الثامن وصادف ان وجدت في ميناء ضباء اثنين من المهندسين والعاملين عندي فركبوا معي بالغرفة 67 ومعنا ولدي سيف الدين وفي الغرفة 69 توجد زوجتي وابنتي والخادمة ومنعنا المسؤول من الدخول بحجة ان المكيفات لا تعمل وطلب الانتظار حتى يتم تشغيلها وبعد ربع ساعة وافق ووجدنا المكيفات لا تعمل فنزلت إلى الادارة وصعدت اكثر من 10 مرات وكان جوابهم المسؤول غير موجود فاتصلت بمكتب ضباء وطلبت منهم التدخل فصدرت تعليمات وصعد المهندس وقال المروحة تعمل ولكن (الكمبروسر) لا يعمل وبعد نصف ساعة تم تشغيله ثم نمت في غرفتين وبعد ساعتين طلب مني ابني الاستيقاظ واخبرني بوجود حريق في العبارة!!
ثم حضر البحارة وطلبوا منا المغادرة كي لا يسبب الدخان لنا اختناقاً فصعدنا إلى السطح وقالوا! الحريق أسفل العبارة في السيارات المشحونة ولاحظت ان الاضاءة كانت خافتة مما يعني ان هناك التماساً كهربائياً.
وحسب ما علمنا فان سبب الحريق ناتج عن المولدات الكهربائية الخاصة بعنبر 7 و8 عندما شغلت وكانت مداخنها غير آمنة وتسببت في حرارة كانت السيارات قريبة منها فاشتعلت النيران فيها وهذا الكلام ذكره لي بحار كان معي عندما غرقت العبارة. والمؤسف انه لم يطلب منا احد أخذ طوق النجاة وارشادنا إلى كيفية النجاة ولم يوزع البحارة بشكل جيد ولم نسمع اصوات المكبرات الارشادية واتحدى ان حصل ذلك ولا اعتقد ان مسؤولي العبارة حاولوا الاستغاثة منذ وقت مبكر وهذا فيه استهتار بارواح 1420 راكبا ومن المفترض اجراء تحقيق عربي من قبل المسؤولين لمعرفة اسباب الغرق والاجراءات التي اتخذت.
عندما بدأت العبارة تغرق ومالت إلى الجهة اليمنى وكنا على سطح الباخرة نزلت حتى وصلنا إلى سطح الماء وكانت اسرتي والمهندسين بجانبي وبدأت الامواج تتقاذفنا ناديت ابني سيف ولم يجب وناديت زوجتي مع الظلام فاجابتني وان بناتها معها ثم فرقتنا الامواج كلاً على حدة!
وبدأت لحظة الفراق وكنا قد لبسنا اطواق النجاة التي احضرها ابني سيف الدين لجميع افراد الاسرة والمهندسين وفي الماء كان بجانبي مساعد مهندس للعبارة وقال لي تعال معي هذه (برميل) تمسك به ثم عرف انه (بوت) ويحتاج إلى فتح ولم نتمكن من ذلك ووجدنا أخا له في الماء وطلبنا منه ان يرفعنا معه ثم ركبنا ووصل العدد إلى 42 شخصاً وامضينا 18 ساعة في البحر تتقاذفنا الامواج يمنة ويسرة وكنا نرى الطائرات تحوم فوقنا ولكنها لم تفعل شيئاً وبعد غروب الشمس جاءتنا باخرة اسمها قرين آي لاند لتنقل البضائع حملتنا معها ووصلنا إلى مصر وبدأت اسأل عن اسرتي لعلني اجدها وكنت طوال رحلة الغرق اعيد الذكريات واتذكر زوجتي وابنائي والحياة والموت واشياء كثيرة وفي مصر اتصلت ببعض اقاربي وعلمت ان ابنتي آلاء قد نجت ووصلت إلى مصر ثم علمت أيضاً ان ابنتي ولاء وجدوها وامها في المستشفى وبقي سيف الدين لا نعرف عنه شيئاً وكذلك الخادمة والمهندسين وبعد ذلك وصلت مكالمة تفيد بنجاة ابني سيف الدين فاستطعت ان اتصل عليه واكلمه واطمأن على نجاة اسرتي وغداً نكمل حديث الام من قصتها مع اسرتها والغرق واشياء اخرى حدثت لنا في البحر.
الحمدلله على السلامة ....
أبو وضاح
15-02-2006, 03:47 PM
الحمدلله على سلامتهم
ورحم الله من استشهد فى هذه العبارة
من يفعل الخير لم يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
نواف سند
15-02-2006, 06:29 PM
الحمد لله على سلامة الشيخ طارق وعائلتة
والحمد لله على سلامة جميع الناجين
والى رحمة الله تعالى المتوفين
.
الــصــقــر
16-02-2006, 12:01 AM
الحمدلله على سلامتهم
معلم ينبعاوي
16-02-2006, 12:16 AM
شكرا لك يابو سفيان على تحقيق رغبات مرتادي المنتدي .
أبو سفيان
17-02-2006, 12:14 AM
http://www.almadinapress.com/images/thumbnails/37067.jpg
زوجة النقادي تحكي قصتها مع أمواج البحر
كــلمــة (يــارب) كــانــت الــقــارب والــجــسر وطــوق الــنــجـاة
عبدالله السلمي - ينبع
أكدت منى محمد عبدالسلام الناظوري زوجة طارق نقادي ان رحلتها الطويلة مع الامواج كانت عمراً طويلاً لا يمكن حسابه اليوم بالمواقيت فلقد مرت لحظات الغرق دون ان ادريها عاماً هي أو عامين.
نداء زوجي
تقول منى: آخر لحظة مع افراد اسرتي عندما غرقت العبارة حيث نادني زوجي يسألني عن البنات فسمعت صوته ولم أراه من شدة الظلام وقلت له: البنات عندي ثم ضربنا الموج وافترقنا جميعاً وهنا فقدت حتى بناتي ولكن قبل ذلك ودعنا ابني سيف الدين وذهب كل في مأساته ولم اكن مستخدمة طوق النجاة بشكل جيد مع انه كان على رقبتي ووجدت نفسي مع خمسة اشخاص نمسك بقارب مقفل لأننا لا نعرف كيف نفتحه.
أنا والمسيحي
من ضمن الخمسة أشخاص كان رجلا مسيحياً من الجنسية المصرية بجانبي يستغيث ويقول: يا عذراء انقذيني وكنت انا والآخرون نردد الشهادة وندعو الله ان ينقذنا ثم ضربتنا موجة قوية وغرق المسيحي ومات وبقينا إلى الصباح أربعة أشخاص إلى ان نقلتني موجة أخرى إلى قارب ثان مغلق فناداني رجل وقال: انت معك طوق النجاة انقذي نفسك لوحدك فسمعت كلامه ثم ان رجلاً يسبح فوق الماء قال: افتحوا (البوت) فوصل الينا ونزلنا جميعاً تحت الماء وشاء الله ان اخرج وحدي اما هم فقد نزلوا وغرقوا تحت الماء ووجدت بجانبي طفلاً صغيراً كان يمسك بي وانا اسبح فوق الماء وجاءت موجة قوية فشربنا كمية كبيرة من الماء واستطعت ان استفرغ واخرج الماء اما الطفل فلم يستطع فضربته على ظهره وخرج الماء من فمه وحاولت ان اساعده بما أستطيع وسألته عن أهله فقال: امي ماتت في الماء وأبي لا اعرف عنه شيئا واشتدت علينا الامواج حتى مات الطفل وبقيت انا اسبح في منطقة كبيرة ولا اعرف إلى اية جهة ولا أرى شيئاً حتى قدر الله ان اصل إلى عبارة انقذتني ورفعتني اليها وقد كنت مجهدة جداً وعلى متنها بدأت اتذكر ابنائي وزوجي وقمت ابحث عنهم داخل العبارة فلم أجد احداً . وكنت ابكي والناس يحاولون ان يطمئنوني إلى ان استسلمت ووضعوا لنا مراتب فاستلقيت على واحدة منها وبعد وقت وصلت ابنتي ولاء.
سألتني عن العائلة
ورأتني ثم بكت وسألتها عن العائلة فذكرت لي قصتها مع اختها آلاء عند لحظة الغرق وكذلك الخادمة ثم احضروا لنا اكلاً وماء وجففوا ثيابنا المبتلة بالماء ووعدونا بالوصول إلى مصر صباح السبت بعد ان يأخذوا جولة يحاولون إنقاذ الآخرين وانتشال الجثث ولكن لوجود امرأة تأثرت من ارتفاع السكر عجلوا وذهبوا بنا إلى مصر وكنا طول الطريق نسأل الركاب عن اوصاف العائلة ولم نحصل على نتيجة ومن المناظر المحزنة انه كانت معنا 7 جثث وناس تبكي وناس تسأل وكان معنا شخص سعودي معه شريحة جوال فاستفدنا منها واتصلنا على اقاربنا في مصر وطمأناهم إلى ان وصلنا إلى مستشفى سفاجا ووصل زوجي في الليل وبدأنا نبحث عن سيف الدين واخته الاء.
أبو سفيان
17-02-2006, 05:57 PM
ونتابع معكم اللقاء الذي نشره الأستاذ/ عبد الله السلمي بالمدينة على عدة حلقات عن أسرة النقادي وما يبثونه من قصص وحكايات عن كارثة العبارة ؛؛فبالأمس تحدثت زوجة / طارق نقادي عن الحادثة وما جرى لها حتى جمعها الله بزوجها وبناتها وبقية أفراد الأسرة بعد ما فرقتهم أمواج البحر كل في طريق ..
واليوم تحكي القصة ابنته ولاء طارق نقادي فماذا قالت ؟؟
http://www.almadinapress.com/images/thumbnails/37142.jpg
الأستاذ/ طارق نقادي
http://www.alhejaz.net/aw1/ala1.jpg
ولاء طارق نقادي
عبدالله السلمي- ينبع
تواصل (المدينة) رصد قصة نجاة اسرة النقادي بينبع من كارثة عبارة الموت (السلام 98) وروى الأب لـ(المدينة) عن قصة نجاته وبحثه عن ابنائه وكما تحدثت زوجته يوم امس عن ما واجهته من مصاعب حتى نجت وذكرت انها كانت مستلقية على ظهر العبارة ورأتها ابنتها ولاء التي جمعها القدر مع والدتها على ظهر العبارة نفسها ولكن كيف شقت طريقها وسط البحر حتى ركبت العبارة؟. في هذه الحلقة تروي لنا ولاء قصة اللحظات الرهيبة قبل النجاة من الغرق.
فراق الأهل
عندما غرقت الباخرة بأكملها وضربنا الموج والعوامات المائية ابتعدت عن أهلي وبقيت أصارع البحر لمدة نصف ساعة تقريبا مرة اصعد ومرة أنزل حتى وجدنا (بوت) طافيا على الماء ومعي مجموعة من المصريين وشخص سعودي معه اخوه الصغير اسمه ريان وعمره 6 سنوات وعندما ركبنا القارب رأيت شقيقتي آلاء تصارع الموج وتحاول ان تركب معنا وحاولت مساعدتها بكل ما استطيع ولم اتمكن من ذلك لأن الأمواج كانت قوية وابعدتنا عنها ثم اختفت عني تماما وزاد بكائي عليها وعلى اسرتي الباقية وبقينا في قاربنا حتى الصباح مرة ننزل ومرة نطلع مع الماء واصبحنا نرتجف من شدة البرد خاصة الطفل الصغير ريان.
إنقاذ القارب
أثناء الليل شعرنا أن القارب بدأ يمتلئ بالماء فقررت أنا والشخص السعودي وأحد المصريين (غرف) الماء من القارب بجهد متواصل ومكثف لكي لا نغرق وبعد وقت طويل نادى احد الرجال الآخرين وقال: (حرام عليكم المرأة تغرف الماء وانتم جالسين ثم طلبوا مني ان اجلس وقام احدهم بدلا عني وعدت وأمسكت بالطفل الصغير ريان حتى الصباح واكتشفنا أن القارب قد خرقه الماء من الاسفل واصبح شبه حلقة تطفو على الماء ونحن متعلقون بها ورأينا قاربا سليما على مسافة منا فقرر السعودي التوجه له سباحة وسحبه بحبل ان وجد وفعلا توجه اليه وترك اخاه الصغير في القارب معنا ولم يستطع الرجوع لأننا ابتعدنا عنه بفعل الموج وهو كذلك ورأيت اخاه ينزل ويطلع في الماء فقلت للرجال الموجودين: امسكوا به حتى لا يغرق فقالوا: الطفل مات قبل أن يذهب أخوه! وبعد ذلك رأينا باخرة بعيدة فقررنا التوجه نحوها ولكن كان الموج يبعدنا. وبعد ان اقتربنا من الباخرة المتوقفة جاءتنا موجة قوية ارجعتنا إلى مكاننا الأول وابعد ونحن منهكون تماما ولكن موجة عكسية ضربتنا بقوة وقربتنا من الباخرة المتوقفة التابعة للبحرية المصرية وكان ذلك بعد مغرب يوم الجمعة فاستطعنا ان نصل ونصعد بسلام وكانت مهمتي الجديدة البحث عن أهلي واخوتي داخل الباخرة لعلني أجدهم فوقعت عيناي على والدتي وهي مستلقية على ظهرها وبعد ذلك وصلنا الى مصر كما ذكرت ولكن قبل ذلك صعدت إلى غرفة خاصة في الباخرة وارتحت قليلا ولكن فراق اهلي انساني التعب ولم يجعلني ارتاح حتى وجدت والدتي وذكرت لها قصة شقيقتي آلاء التي لا تزال عالقة في ذهني عندما رأيتها تغرق كما توقعت وجلسنا نبكي عيها هي ووالدي واخي والخادمة والاخرين. والمسؤولون عن الباخرة يجمعون الجثث ويتجولون لإنقاذ ناجين آخرين إلى ان وصلنا إلى سفاجا بمصر وفي الليل جاءنا والدي وفرحنا به بعض الشيء ولكن لا زال سيف الدين وآلاء دون اخبار حتى جاءت مكالمة من الاقارب تفيد بأن آلاء موجودة وهي بخير وبقي سيف الدين دون اخبار لأننا افتقدناه منذ البداية. وغداً تكمل الصغيرة آلاء الحديث عن قصتها عندما غرقت ولم تستطع ان تركب مع اختها وماذا فعلت؟ ومن أنقذها؟ ولماذا نامت نومة عميقة؟ وماذا دار في حوارها مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك والسفير السعودي في القاهرة هشام ناظر؟ ومن الذي منحها مكافأة 10 الاف جنيه مصري؟ وكيف اتصلت بسائق المنزل في ينبع من وسط البحر؟.
أبو حنين
18-02-2006, 12:36 PM
ياليت يكون الموضوع بدون صور بناته ماله داعي
والحمدلله علي السلامه
أبو سفيان
18-02-2006, 12:50 PM
ونواصل معكم الحلقة الرابعة من حكاية أسرة / طارق النقادي وما حدث لهم في العبارة المنكوبة وهذه المرة الحديث للابنــة آلاء طارق نقادي وهي تقول :
باخرة مصرية أنقذتني والتم شمل الأسرة بعد العثور على أخي سيف الديـن سيف الدين
http://www.alhejaz.net/aw1/ala.jpg
آلاء طارق نقادي
عبدالله السلمي - ينبع
روت ولاء طارق نقادي يوم أمس انها لم تستطع حمل شقيقتها معها في القارب ورأتها تغرق كما بدا لها، لتفاجأ بعد ساعات بأنها نجت من الغرق وكتبت لها الحياة من جديد.. فكيف حدث ذلك.. هذا ما تحكيه لنا آلاء في هذه الحلقة من روايتها عن اللحظات العصيبة قبل النجاة.
تقول آلاء: كنت ممسكة بيد والدتي وشقيقتي ولاء ولكن الموج القوي فرقنا وابتعدنا عن بعضنا فوجدت نفسي فوق الماء اصارع الغرق ولم اتمكن من الركوب مع شقيتي ولاء في القارب رغم قربي من ذلك لان الموج ابعدني وشربت ماءً كثيراً كاد ان يقتلني ولكن أحد المصريين جزاه الله خيراً حملني من فوق الماء ووجدنا قارباً فتحوه ووضعوني في القارب ونمت مباشرة ولا اعرف كيف نمت هل هو من التعب ام من الفاجعة؟ لا اعرف!! المهم انني لم اتذكر شيئاً حتى الصباح حين وجدت نفسي مع بقية الركاب نصارع الغرق لان القارب بدأ يغرق في الماء وعند ظهر يوم الجمعة تقريباً رأينا طائرات في المنطقة من فوقنا وكنا نتمنى ان ينقذونا ولكنها لم تفعل وبين المغرب والعشاء وصلت الينا عبارة مصرية سريعة فحملتنا ثم انقذت سعوديين كانوا في البحر وتوجهت بنا إلى الغردقة في مصر ثم نقلوني بالاسعاف إلى المستشفى لانني كنت ارتعش من شدة البرودة والإرهاق ووضعوا لي المحاليل الطبية إلى ان استقرت حالتي وفي اثناء ذلك زارني الرئيس المصري محمد حسني ومعه السفير السعودي هشام ناظر وعدد من المرافقين وسألني عن حالتي الصحية وطمأنني بنجاة اسرتي ولكنني كنت قلقة جداً ولا اعرف عن مصيرهم شيئاً رغم عبارات الرئيس التي تبعث بالامل.
اثناء زيارة الرئيس المصري والسفير السعودي للمستشفى قدمت لي القوات المصرية مبلغاً مقداره 10 آلاف جنيه هدية منهم وسمعت بعضهم يقول الرئيس والسفارة سيعطونك اكثر من 10 آلاف جنيه ولكنه لم يحصل وكنت ابحث عن طريقة اطمئن بها على افراد اسرتي وهذا الذي يهمني مهما قدمت اليّ من أموال فأهلي اغلى من كل شيء.
الاتصال بالمنزل في ينبع
لم اكن احفظ ارقام هواتف اقاربي في مصر ولا غيرهم وتذكرت رقم تليفون منزلنا في ينبع واتصلت عليه لان اخي علاء موجود به ولم يذهب معنا في العبارة وكان اتصالي عن طريق وفد السفارة السعودية في مصر الذي زارني في المستشفى ورد على اتصالي السائق واخبرني ان شقيقي علاء توجه إلى مصر للبحث عنا.
أول اطمئنان
جاءت خالتي الموجودة في مصر إلى المستشفى ووجدتني وسألتها عن اسرتي مباشرة وقالت لي: امك وشقيقتك ولاء موجودتان في سفاجا فتوجهت لها مباشرة وهناك كدت اطير من الفرح عندما رأيت والدتي وولاء وكذلك والدي الذي حضر إلى المستشفى ثم خرجنا بعد ذلك إلى أحد الفنادق.
أين سيف الدين؟
توجهنا إلى الفندق والالم يعتصرنا لان سيف الدين ليس معنا وهو المتبقي الوحيد لنعلن فرحنا وفي الفندق رغم انه لم يكن معنا الا ان الامل كان موجوداً في نفوسنا وشعورنا يقول: سنجده ان شاء الله أو نسمع خبر نجاته وهو ما حصل حين اتصل اقاربنا من السعودية واخبرونا بأنهم سمعوا اسم سيف الدين في بيان وزارة الداخلية من ضمن الناجين فاكتملت فرحتنا بهذا الخبر ونحن غير مصدقين مع ان سيف الدين في لحظة غرقنا الحرجة قال آخر كلماته: سنلتقي في الدريم!! وغداً يكمل سيف الدين الحديث عن قصة نجاته وما سبب تأكده من النجاة؟ ولماذا نزل في الماء بطوعه؟ ولماذا لم تسقط نظارته في الماء؟ وماذا لو سقطت مع انها كانت معرضة لذلك واشياء أخرى يتحدث عنها بالتفصيل.
أبو سفيان
19-02-2006, 01:33 PM
http://www.almadinapress.com/images/thumbnails/37244.jpg
سيف الدين نقادي الطالب بمتوسطة سهيل بن عمرو بينبع يروي حكايته مع العبارة وكيف نجاه الله
تأكدت من الغرق فقلت لأهلي نلتقي في (الدريم) وبالفعل تحقق الحلم!
عبدالله السلمي - ينبع
على مدى أربع حلقات نشرت (المدينة) قصص نجاة افراد اسرة طارق نقادي من حادث غرق العبارة المصرية (السلام 98) وتحدث نقادي وزوجته وابنتاه عن تفاصيل اللحظات العصيبة قبل النجاة ويستكمل اليوم الابن سيف الدين حكايات اسرته عن تجربتهم المريرة.
يقول سيف: عندما شعرت بأننا غارقون لا محالة ولم يتبق من العبارة الا جزء صغير طاف وبدأ الدخان يتصاعد بكثافة شعرت باختناق شديد فنزلت في الماء لمدة ثوان ثم خرجت ومرة أخرى خرجت ولم أجد دخاناً وقلت لأهلي: نلتقي في الدريم!! وهذا آخر امل والحمد لله تحقق الامل ونجونا جميعاً والتقينا ولا ادري لماذا قلت هذه الكلمة الوداعية ولكن لحكمة ارادها الله وعندما ابتعدت عن اسرتي وجدت ما يشبه (البرميل) وسمعت بعض المصريين يقول: (هذا يفتح افتحوه!) ففعلنا وانفتح وكان قارباً فجلسنا فيه وكان العدد 31 ركباً وبقينا به حتى ظهر يوم الجمعة وكنا نرى الطائرات من فوق المنطقة ثم ان سفينة كان يقودها مجموعة من الهنود توقفت بجانبنا وانزلت السلالم وصعدنا فيها واحداً واحداً وبقيت متوقفة حتى الساعة السابعة من صباح يوم السبت إلى ان جاءت سفينة مصرية حربية اخذتنا معها ولكن قالوا لنا سنأخذ جولة في البحر وننتشل جثثا من الماء أو ناجين وفي الساعة الثالثة صباحاً نتوجه إلى الغردقة.
النظارة لم تسقط
بعد ان هدأت داخل السفينة اكتشفت ان نظارتي لم تسقط وهذه نعمة كبيرة من الله مع انها لم تكن موثقة جيداً واصطدم الماء بوجهي كثيراً ولكنها لم تسقط ولم تنكسر وما كنت حريصاً عليها لان يدي تمسك بالقارب ولو سقطت لما استطعت ان أرى شيئاً خاصة في الظلام على عكس والدي الذي فقد نظارته في الماء مع انها كانت موثقة ويستطيع ان يرى بدونها!
شريحة الجوال
كانت معي شريحة صالحة للاستخدام ولكن الجهاز تعطل فاخذت جهازاً من احد الهنود واستخدمته لاخراج الأرقام المخزنة من الشريحة خاصة ارقام اقاربي في مصر لاني أريد ان اسأل عن اهلي وعندما وصلنا إلى مصر اتصلت على قريب لي ثم طمأن اهلي على نجاتي وعرفت اننا نجونا جميعاً وبدأت اطمئن داخل المستشفى واجريت لي تحاليل وكشوفات طبية مع أربعة سعوديين آخرين واخبرت ان شقيقتي الاء كانت موجودة وتجمع الاهل واخذوها معهم وصباح الأحد جاء اهلي إلى المستشفى فكانت فرحة لا توصف حين رأيتهم مع ان اختي ولاء ليست معهم لأنها كانت مرهقة وبعد ذلك توجهنا إلى الفندق واجتمعنا وبدأت اتذكر بدايات الغرق واعتقادي ان افراد اسرتي قد غرقوا وقد كنت ابكي بشدة داخل القارب ولا اعرف مصيرهم وكنت افكر كيف سأعيش حياتي دون اهلي؟ واتذكر مواقف حياتنا قبل الكارثة وامني نفسي وادعو الله ان يجمعنا ونسيت انني قلت لهم: نلتقي في الدريم إلى ان ذكروني بها وانني احضرت لهم وسيلة النجاة المبدئية.
استقبال حافل
توجهنا مباشرة من الفندق إلى السعودية وعندما وصلنا استقبلونا استقبالاً حافلاً خاصة الأقارب في المطار وعندما ذهبت إلى مدرستي متوسطة سهيل بن عمرو بينبع البحر كان الجميع حريصاً على تهنئتي بالسلامة ووعدتني المدرسة بإقامة حفل قريباً وانا اشكر الجميع على مشاعرهم.
صدمة علاء!
علاء نقادي لم يذهب مع اسرته وبقي في ينبع.. فكيف تلقى خبر غرق العبارة؟ وهل كان ذهابه إلى مصر للقاء الاسرة ام لاستلام الجثث؟ وما هو شعور اسرته بعد ان اجتمعت من جديد في ينبع؟ وماذا قررت الاسرة من عمل في الحياة بعد ان كتب لها عمراً جديداً؟!
غداً يتكلم علاء وتعلن الاسرة عن برنامج حياتها الجديد!! وتختتم قصة نجاتها لـ(المدينة).
مهضوم
19-02-2006, 09:51 PM
شكرا لكم عشنا مع الحلقات وما يقولونه من حكايات فيها الكثير من العبر
وارجو الا تنسوا الخدامة فهي كذلك من الأسرة وفي راسها كلام كثير
ومن العدل أن تشترك معنا في التعبير عن مشاعرها وما حصل لها
معلم ينبعاوي
20-02-2006, 12:54 AM
جزاك الله خير يا (ابو سفيان )
الرأي الخاص
21-02-2006, 10:44 PM
الحمد لله ولا حول ولاا قوة الا بالله
ولكن لدي ملاحظة واخشى اذكرها خوفا أن يفهمها الناس بشكل خاطئ
شكرا للجميع
ولد البندر
22-02-2006, 02:15 AM
واله قصه مؤثره
والحمدلله على سلامت الجميع
ولطفا لا امرا يا ادارة المنتدى نرجو ا حذف الصور
يعني صراحه هذ شي ما تعودناه منكم
الحاكم
23-02-2006, 01:27 PM
مشكور يابو سفيان
ضي العيون
15-03-2006, 09:56 PM
الحمدلله على السلامة
Powered by Al-hejaz ® Version 4.2.2 Copyright © 2024 alhejaz , Inc. All rights reserved, by Ahmed Alhassanat