جراح
05-02-2006, 02:11 PM
(الوفاق) تطرح قضية التعليم على مشاركين في العملية التربوية
الرياض : مجدل أبو صادق
أثار التحقيق الذي طرحته (الوفاق) مؤخرا حول قضية التعليم، ردود أفعال واسعة، اتضح من تحليل مضامينها أن معظم المشاركين مشاركون في العملية التعليمية مباشرة، باعتبارهم معلمين أو أولياء أمور، وأنهم عاشوا في دائرة التعليم، واتسمت تجربتهم بالايجابية أو السلبية.
وبتحليل مضمون ما تم مناقشته، أشار 65 % من المشاركين إلى (سلبية) التعليم مع ذكر ملامح ومسببات ذلك، في حين اكتفى 30% من المشاركين بطرح حلول عملية فقط و5% تحدثوا عن إيجابيات التعليم في السعودية.
من المفارقات التي تؤكد (سلبية) التعليم كمحور أولي في القضية، أن 40% من المشاركين صاغوا ملاحظاتهم بلغة ركيكة يشوبها العديد من الأخطاء اللغوية. كما لوحظ أن العديد من الأكاديميين ممن يحملون إجازة الدكتوراه شاركوا بأسمائهم الصريحة في رصد السلبيات وصياغة الحلول، إلى جانب العامة، والذين إما هم أساتذة أو أولياء أمور طلاب، ومن هؤلاء (المشاكس)، كما يبدو من اسمه المستعار، حيث يرى أن أساس المشكلة في المقصف المدرسي. يقول (في نظري أن أهم مسببات الفشل في التعليم هو المقصف المدرسي، فالمدرسة لا يمكن أن تطلب أي شيء من إدارة التعليم، لأن لديها مقصفا، فقد قال أحد المسؤولين "يا أخي عندك مقصف اصرف منه، يا ليت عندنا مقصف بالإدارة".
ووجه الدكتور عبد الله بن مرعي بن محفوظ سؤالا إلى وزارة التعليم العالي هو "هل الوزارة عقبة أمام التوسع في عدد المؤسسات التعليمية الخاصة أو الأهلية؟"، الدكتور بن محفوظ يجيب نفسه على سؤاله بقوله "الإجابة نعم بكل تأكيد، فكم من خطط خمسية للتنمية طافت والوزارة مازالت تدرس تفعيل اللوائح النظامية للجامعات والكليات الأهلية، أعظم الجامعات الأمريكية والأوربية افتتحت فروعاً لها في كل من دبي والشارقة (الجامعة الأمريكية) والدوحة (جامعة كورنيل) والمنامة والكويت، إلا في السعودية وقف النظام ضد وجودها، مع العلم أنها معترف بشهاداتها لدى التعليم العالي!".
ويطالب بن محفوظ أن يعمل المسؤولين في التعليم بالإطلاع على المؤشرات الديموغرافية للمملكة العربية السعودية، حيث سيرون بأنفسهم أن نسبة النمو السكاني للمملكة تعتبر من أعلى مستويات النمو العالمية، لذلك يجب على الوزارة التوسع والتطور في حجم ونوعية التعليم العالي.
ويقول بن محفوظ بحسب إحصائية عام 1415هـ بلغ عدد الطلاب والطالبات 165 ألف، وعام 1420هـ بلغ العدد 430 ألف طالب وطالبة، وفي 1425 هـ وصل العدد إلى أكثر من 750 ألف طالب وطالبة لذا فإنه ليس من العدل إجبار السعوديين على الذهاب إلى الأردن واليمن والسودان ومصر ودول الخليج بحجة عدم وجود أماكن لهم في وطنهم، والسبب برأيه معروف مسبقا، لأن الوزارة متصلبة في إعطاء التراخيص لجامعات أو كليات خاصة أو الاعتراف بهم، ومهما كانت الأعذار ما زالت الجامعة العربية المفتوحة في السعودية غير معترف بشهاداتها إلى اليوم.
تتراوح دائرة السلبيات من انتقاد عالي إلى منخفض بحسب شخصية المشارك. بعضهم يفضل الكوميديا في رصد المواقف التي تلخص رأيه في قضية التعليم، فمثلا نايف رصد خبرا استفزه له علاقة ارتباطية بما قاله الدكتور بن محفوظ، فقد قال "التعليم لدينا يحتاج إلى shift+delet وإعادة تأسيس من جديد". ثمة نموذج آخر لمواطن أطلق على نفسه مسمى (مدرس ثانوي في حفر الباطن) يسرد حادثة وقعت تفاصيلها داخل مدرسته. يقول "طرفة حصلت أمامي وأنا عند مدير المدرسة، حيث ولي أمر أحد الطلاب طلب من المدير مساعدة ابنه في النجاح. هل تعلمون لماذا؟ لأنه يريد لابنه أن يطلع أي شي حتى لو طلع مدرس، يعني إن المدرس ليس له قيمة".
مسألة اختيار الطلاب لدراسة التخصصات التي تؤهله ليكون معلما، يراها أبو بدر الرويلي سببا لتدنى مستوى التعليم. يقول "اختيار المعلم من أسباب هذا المستوى لأنه لا يذهب إلى كلية المعلمين إلا ضعيفو التقدير أما من يحصلون على تقدير ممتاز فيختارون الكليات الأمنية".
أبو فارس التميمي، يطرح سلبيات من خلال نماذج حياتية، بقوله "ندرس الإنجليزي 6 سنوات ولو سألك أحد ما عن الحروف الأبجدية، لم نأتي بإجابة صحيحة، فهذا معناه خلل في التعليم ككل، ويستلزم المعالجة".
(الأميري) كما سمى نفسه، يرى المسألة معاكسة لما رآها التميمي، يقول "انظر إلى عدد المواد في كل صف، ففي بعض الصفوف تصل إلى 18 مادة، ويتساءل بقوله ماذا سيستفيد طالب في الابتدائي من معرفة مناخ الصومال وجيبوتي، وما فائدة أقسام الجامعات من تدريس أوروبا القديمة أو الأدب الانجليزي.
الأميري يرى ضرورة تقليل المواد واختصارها، وأن تكون مركزة في الجوانب العلمية. ويضيف إلى ذلك، ملاحظته حول النشاطات اللا منهجية التي ترهق يوم الطالب والمعلم، حيث يرصد قيام بعض المدارس بالتخصص في إعداد حفلات الاستقبال لضيوف المنطقة.
السلبيات التي صاغها المشاركون تتنوع ما بين سياسة في المناهج، وما بين سياسة إدارة التعليم ذاتها. عبر عن ذلك (ابن البلد) الذي وجه سؤالا إلى وزير التعليم العالي هو "ما رأيك في الأولوية لافتتاح فرع جامعة، هل هي المدينة التي عدد سكانها 62 ألف نسمة وتبعد عن أقرب جامعة 100 كم؟، أم المدينة التي عدد الطلبة والطالبات بها 100 ألف وعدد سكانها 338 ألف وتبعد عن أقرب جامعة 500 كيلومتر؟، مشيرا إلى أن المدينة الأولى التي أقر معاليه لها جامعة هي الزلفي، والمدينة الثانية التي نسيها معالي الوزير هي حفر الباطن.
المشاركات كانت بعضها هادئة تصيغ فكرتها استدلالا بوقائع منها مثبت، ومنها غير مثبت. والبعض الآخر كان يصيغ فكرته عاطفيا دون أية وقائع. سعود نموذج لذلك، فقد كان غاضبا من التعليم السعودي بمعناه العام.
يقول سعود "كلنا يعرف أن التعليم عندنا متخلف جدا، ويخرج رهبانا، ولا يخرج أناس مبدعين، إذا لم نعلمه الانجليزي والكمبيوتر فماذا نعلمه". وتمتد درجة غضب سعيد إلى المقارنة مع دول الجوار. يقول سعود "أصبحنا ندرس عندهم، ونشتري سياراتنا من عندهم، ونستثمر أموالنا عندهم".
الرياض : مجدل أبو صادق
أثار التحقيق الذي طرحته (الوفاق) مؤخرا حول قضية التعليم، ردود أفعال واسعة، اتضح من تحليل مضامينها أن معظم المشاركين مشاركون في العملية التعليمية مباشرة، باعتبارهم معلمين أو أولياء أمور، وأنهم عاشوا في دائرة التعليم، واتسمت تجربتهم بالايجابية أو السلبية.
وبتحليل مضمون ما تم مناقشته، أشار 65 % من المشاركين إلى (سلبية) التعليم مع ذكر ملامح ومسببات ذلك، في حين اكتفى 30% من المشاركين بطرح حلول عملية فقط و5% تحدثوا عن إيجابيات التعليم في السعودية.
من المفارقات التي تؤكد (سلبية) التعليم كمحور أولي في القضية، أن 40% من المشاركين صاغوا ملاحظاتهم بلغة ركيكة يشوبها العديد من الأخطاء اللغوية. كما لوحظ أن العديد من الأكاديميين ممن يحملون إجازة الدكتوراه شاركوا بأسمائهم الصريحة في رصد السلبيات وصياغة الحلول، إلى جانب العامة، والذين إما هم أساتذة أو أولياء أمور طلاب، ومن هؤلاء (المشاكس)، كما يبدو من اسمه المستعار، حيث يرى أن أساس المشكلة في المقصف المدرسي. يقول (في نظري أن أهم مسببات الفشل في التعليم هو المقصف المدرسي، فالمدرسة لا يمكن أن تطلب أي شيء من إدارة التعليم، لأن لديها مقصفا، فقد قال أحد المسؤولين "يا أخي عندك مقصف اصرف منه، يا ليت عندنا مقصف بالإدارة".
ووجه الدكتور عبد الله بن مرعي بن محفوظ سؤالا إلى وزارة التعليم العالي هو "هل الوزارة عقبة أمام التوسع في عدد المؤسسات التعليمية الخاصة أو الأهلية؟"، الدكتور بن محفوظ يجيب نفسه على سؤاله بقوله "الإجابة نعم بكل تأكيد، فكم من خطط خمسية للتنمية طافت والوزارة مازالت تدرس تفعيل اللوائح النظامية للجامعات والكليات الأهلية، أعظم الجامعات الأمريكية والأوربية افتتحت فروعاً لها في كل من دبي والشارقة (الجامعة الأمريكية) والدوحة (جامعة كورنيل) والمنامة والكويت، إلا في السعودية وقف النظام ضد وجودها، مع العلم أنها معترف بشهاداتها لدى التعليم العالي!".
ويطالب بن محفوظ أن يعمل المسؤولين في التعليم بالإطلاع على المؤشرات الديموغرافية للمملكة العربية السعودية، حيث سيرون بأنفسهم أن نسبة النمو السكاني للمملكة تعتبر من أعلى مستويات النمو العالمية، لذلك يجب على الوزارة التوسع والتطور في حجم ونوعية التعليم العالي.
ويقول بن محفوظ بحسب إحصائية عام 1415هـ بلغ عدد الطلاب والطالبات 165 ألف، وعام 1420هـ بلغ العدد 430 ألف طالب وطالبة، وفي 1425 هـ وصل العدد إلى أكثر من 750 ألف طالب وطالبة لذا فإنه ليس من العدل إجبار السعوديين على الذهاب إلى الأردن واليمن والسودان ومصر ودول الخليج بحجة عدم وجود أماكن لهم في وطنهم، والسبب برأيه معروف مسبقا، لأن الوزارة متصلبة في إعطاء التراخيص لجامعات أو كليات خاصة أو الاعتراف بهم، ومهما كانت الأعذار ما زالت الجامعة العربية المفتوحة في السعودية غير معترف بشهاداتها إلى اليوم.
تتراوح دائرة السلبيات من انتقاد عالي إلى منخفض بحسب شخصية المشارك. بعضهم يفضل الكوميديا في رصد المواقف التي تلخص رأيه في قضية التعليم، فمثلا نايف رصد خبرا استفزه له علاقة ارتباطية بما قاله الدكتور بن محفوظ، فقد قال "التعليم لدينا يحتاج إلى shift+delet وإعادة تأسيس من جديد". ثمة نموذج آخر لمواطن أطلق على نفسه مسمى (مدرس ثانوي في حفر الباطن) يسرد حادثة وقعت تفاصيلها داخل مدرسته. يقول "طرفة حصلت أمامي وأنا عند مدير المدرسة، حيث ولي أمر أحد الطلاب طلب من المدير مساعدة ابنه في النجاح. هل تعلمون لماذا؟ لأنه يريد لابنه أن يطلع أي شي حتى لو طلع مدرس، يعني إن المدرس ليس له قيمة".
مسألة اختيار الطلاب لدراسة التخصصات التي تؤهله ليكون معلما، يراها أبو بدر الرويلي سببا لتدنى مستوى التعليم. يقول "اختيار المعلم من أسباب هذا المستوى لأنه لا يذهب إلى كلية المعلمين إلا ضعيفو التقدير أما من يحصلون على تقدير ممتاز فيختارون الكليات الأمنية".
أبو فارس التميمي، يطرح سلبيات من خلال نماذج حياتية، بقوله "ندرس الإنجليزي 6 سنوات ولو سألك أحد ما عن الحروف الأبجدية، لم نأتي بإجابة صحيحة، فهذا معناه خلل في التعليم ككل، ويستلزم المعالجة".
(الأميري) كما سمى نفسه، يرى المسألة معاكسة لما رآها التميمي، يقول "انظر إلى عدد المواد في كل صف، ففي بعض الصفوف تصل إلى 18 مادة، ويتساءل بقوله ماذا سيستفيد طالب في الابتدائي من معرفة مناخ الصومال وجيبوتي، وما فائدة أقسام الجامعات من تدريس أوروبا القديمة أو الأدب الانجليزي.
الأميري يرى ضرورة تقليل المواد واختصارها، وأن تكون مركزة في الجوانب العلمية. ويضيف إلى ذلك، ملاحظته حول النشاطات اللا منهجية التي ترهق يوم الطالب والمعلم، حيث يرصد قيام بعض المدارس بالتخصص في إعداد حفلات الاستقبال لضيوف المنطقة.
السلبيات التي صاغها المشاركون تتنوع ما بين سياسة في المناهج، وما بين سياسة إدارة التعليم ذاتها. عبر عن ذلك (ابن البلد) الذي وجه سؤالا إلى وزير التعليم العالي هو "ما رأيك في الأولوية لافتتاح فرع جامعة، هل هي المدينة التي عدد سكانها 62 ألف نسمة وتبعد عن أقرب جامعة 100 كم؟، أم المدينة التي عدد الطلبة والطالبات بها 100 ألف وعدد سكانها 338 ألف وتبعد عن أقرب جامعة 500 كيلومتر؟، مشيرا إلى أن المدينة الأولى التي أقر معاليه لها جامعة هي الزلفي، والمدينة الثانية التي نسيها معالي الوزير هي حفر الباطن.
المشاركات كانت بعضها هادئة تصيغ فكرتها استدلالا بوقائع منها مثبت، ومنها غير مثبت. والبعض الآخر كان يصيغ فكرته عاطفيا دون أية وقائع. سعود نموذج لذلك، فقد كان غاضبا من التعليم السعودي بمعناه العام.
يقول سعود "كلنا يعرف أن التعليم عندنا متخلف جدا، ويخرج رهبانا، ولا يخرج أناس مبدعين، إذا لم نعلمه الانجليزي والكمبيوتر فماذا نعلمه". وتمتد درجة غضب سعيد إلى المقارنة مع دول الجوار. يقول سعود "أصبحنا ندرس عندهم، ونشتري سياراتنا من عندهم، ونستثمر أموالنا عندهم".