المعلم
04-02-2006, 01:59 PM
حين تحترم نفسك يحترمك الناس.. وحين تحترم العقيدة التي تحملها يحترمك العالم، هذه ببساطة هي القوانين والأعراف التي يحتكم إليها كل البشر، من يتخلّ عن عقيدته ومبادئه يصبح في نظر العالم إنسانا بلا هوية، وبالتالي هو إنسان مسلوب الحق في الاعتراض على أي إهانة يتعرض لها، وحتى لو رفض الإهانة فلن يغير ذلك من الأمر شيئاً، حسنا هل يحترم المسلمون عقيدتهم بشكل جيد حين يسافرون إلى الغرب؟ وهل هم سفراء حقيقيون لمبادئهم وقيمهم الرفيعة والعالية حين يمثلون بلدانهم في المحافل الدولية؟ وقبل ذلك هل لهم مواقف معروفة في التصدي لمن يهين مقدساتهم أو رموزهم في الداخل والخارج؟، وحين تكون الإجابة على تلك الأسئلة مرضية ومقبولة فسنستطيع الانتصار على من أهان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في الدنمارك وفي غيرها، لكن ما يحدث اليوم هو حمى رسائل جوال فقط، شعوب تعبر عن ردة فعل وقتية لا تصنع مواقف واضحة أو ثابتة، بعد أن فشلت أغلب حكومات الدول الإسلامية في تبني موقف حازم يلغي هذا العبث الذي طال وسيطول.. يستمر النكرات في التسلق على أكتاف هذا الدين ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، بحجة حرية الرأي والتعبير، وتتم حمايتهم والإغداق عليهم غربيا، وكل ما نملكه محاضرة ورسالة جوال، وتهديد ووعيد بمقاطعة الرز والزبدة، فعادة لا تتعدى مقاطعتنا التنفيس والمشاركة الوجدانية، وتذكروا هنا - إن كان لكم ذاكرة - مصاحف جوانتانامو التي رميت في المراحيض ودورات المياه، في المقابل تتواصل مسرحية (الهولوكوست) في السيطرة على عقل العالم برغم زيفها لأنها وجدت من يدعمها وينفخ فيها ليل نهار، بالمال والقلم والعقل، إنني أحسد اليهود حين يستطيعون تمرير كذبة وتحويلها إلى أسطورة، في حين أفشل أنا المسلم في تعريف العالم (فقط بالحقيقة) إن التخطيط السليم يوصلك للهدف، وهو ما فشلنا ونفشل فيه دائما كعرب ومسلمين، أسبوع كامل وأنا أتابع وسائل الإعلام الإسلامية ولم أجد أي عمل منظم أو موقف جماعي، وشعرت بالذل ولم أرفع رأسي إلا حين استدعت حكومة بلادي سفيرنا من كوبنهاجن، إنه موقف رائع ونحن نطالب بالمزيد، أما بقية الدول (فالنوم سلطان) أكثر من مليار من المسلمين يتألمون اليوم، وحكوماتهم تنام في العسل وتغمس في الزبدة الدنماركية، إنني مع المقاطعة بشرط أن تستمر وألا تكون (زوبعة في فنجان)، لنتعلم من اليهود في هذه المسألة على الأقل، ففي النهاية لن نموت إذا خلت المائدة من خيرات بقرات الدنمارك، وما دام لديهم حرية تعبير، فلدينا أيضا حرية في الشراء والاختيار، وتبعا لمواقفهم تجاهنا يجب أن تكون المعاملة والشراء والمشاركة الاقتصادية، عذرا يا حبيبي يا رسول الله: فأمتك اليوم مقطعة الأوصال والمواقف مشغولة، إلى أن يجيء الصباح ويستيقظ شهريار، وسيستيقظ لا محالة.
محمد علي البريدي - رجال ألمع
محمد علي البريدي - رجال ألمع