جراح
25-01-2006, 11:34 PM
دبي : مجدل أبو صادق
وصف المهندس المعماري السعودي سامي عنقاوي في حوار مع مجلة Forbes العربية الوضع المعماري في مكة بأنه يرتفع على بيت الله الحرام، وقال إن ما سيأتي من مبانٍ في مكة سيغير من مستقبل المدينة كليًّا، حيث سيتم "التطاول على بيت الله الحرام"، كما يقول.
التطاول كما يفسره العنقاوي هندسيًّا بأنه هيمنة بناءٍ على آخر، بتحقيق النسبة والتناسب، ما يعني أن زائر الكعبة سيراها بالنسبة إلى شيء آخر يحيط بها، وكلما علا البناء حول الكعبة، كلما صغرت أكثر. يقول العنقاوي "مستقبلاً ستصبح الكعبة وكأنها في نيويورك".
ويزعم عنقاوي أنه وجد في عام 1990 المكان الذي كان فيه منزل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة سابقًا. لقد نقب الموقع شخصيًّا، قرب الحرم المكي، إلا أنه أُجبر على ترك المشروع تحت ضغط بعض الشخصيات الدينية. يقول "تجدوه الآن مردومًا، والناس يمشون فوقه في الساحة الكبيرة عند المروة".
واعتمد عنقاوي في تأكيداته على موقع منزل الرسول من خلال تواتر أهل مكة والحفريات الأثرية التي اطلع عليها.
التواتر، حيث ينتقل الخبر المؤكد والوصف المكاني من جيلٍ إلى جيلٍ، كما وضح عنقاوي إلى جانب التواتر الشفوي، حيث يتم توثيق المكان في كتبٍ عدةٍ منها كتاب (الأزرقي) الذي ورد فيه أن "منزل الرسول صلى الله عليه وسلم اشتراه معاوية، وفتح فيه بابًا إلى دار أبي سفيان التي كانت مجاورةً إلى منزل الرسول صلى الله عليه وسلم". يقول: "فعلاً، حسب تواتر أهل مكة، فإن منزل أبي سفيان معلومٌ مكانًا، كما هي حال منزل الرسول الذي وصل بينهما ببابٍ". إلى جانب الكتب، هناك الخرائط العثمانية القديمة أيضًا.
المسألة بالنسبة إلى العنقاوي (تاريخ)، وبالنسبة إلى من وصفهم بـ(هؤلاء) فإنهم "يحوّلون التاريخ إلى أسطورةٍ".
(هؤلاء) يدركون تمامًا موقع منزل الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يؤكد العنقاوي، إلا أن الاتجاه الديني السائد، وغياب الصوت الآخر ساعد في تفعيل التعمد الواضح لمكانة الموقع التاريخي.
ويرى العنقاوي نفسه وسطيًّا بين تدمير التاريخ من جهةٍ، وتقديس التاريخ من جهةٍ أخرى، حيث يرفض مشروعًا لإنشاء (تلفريك) يصل إلى (غار حراء). يقول: "في وقتٍ سابقٍ تم تقديم مطالبة بإزالة غار حراء. الآن أصبح الأمر عكسيًّا، حيث يريدونه موقعًا سياحيًّا للفرجة". تزعجه تمامًا فكرة أن يتحول (غار حراء) إلى موقعٍ سياحيٍّ تكثر حوله علب الـ(بيبسي كولا)، وآلات تصوير السائحين.
عودة إلى بيت الله الحرام ، حيث يرى العنقاوي أنه إلى جانب إزالة العمران التاريخي الذي تطور في مكة طوال 1400 سنة، ستتراجع هيبة المكان، لأن الزائر إلى بيت الله بعدما كان ينظر إلى السماء والأفق الشاسع الذي يحيط بالبيت المقدس، سينظر إلى مشروعاتٍ فندقيةٍ وسكنيةٍ تعلو وتتطاول على المكان المقدس ذاته، يصفها: "وكأن الكعبة وسط حفرة" بعد غياب العلاقة البصرية بينها وبين الأفق الذي كان يحيط بها.
المهندس عنقاوي يحيل المسألة إلى "الجشع"، حيث وصل سعر المتر المربع في منطقة الحرم المكي إلى مائة ألف دولار، ما يدفع المشروعات العقارية إلى تعويض ذلك بمبانٍ ضخمةٍ تطل على الكعبة كي يتم البيع بسعر أعلى، يضاف إلى ذلك نوعية البناء الهندسي، مشيرًا إلى بعض المباني العملاقة التي لا يميزها عن أي بناءٍ آخر في نيويورك سوى "هلال" وضع في أعلى البناء.
المشروعات تلك لا يراها العنقاوي ردة فعلٍ طبيعيةٍ للنمو الذي يتطلب توسعًا يستوعب زوار المكان، لأنها تهدد تاريخ مكة. هناك حلولٌ هندسيةٌ أخرى طرحها العنقاوي منذ عشرين عامًا، وهي البناء المتدرج، يقول: "يمكن بناء كتلٍ بطريقةٍ متدرجةٍ تتماشى مع جغرافية مكة، والمبنى يكون هو المحور، كما كان في كل التاريخ".
وصف المهندس المعماري السعودي سامي عنقاوي في حوار مع مجلة Forbes العربية الوضع المعماري في مكة بأنه يرتفع على بيت الله الحرام، وقال إن ما سيأتي من مبانٍ في مكة سيغير من مستقبل المدينة كليًّا، حيث سيتم "التطاول على بيت الله الحرام"، كما يقول.
التطاول كما يفسره العنقاوي هندسيًّا بأنه هيمنة بناءٍ على آخر، بتحقيق النسبة والتناسب، ما يعني أن زائر الكعبة سيراها بالنسبة إلى شيء آخر يحيط بها، وكلما علا البناء حول الكعبة، كلما صغرت أكثر. يقول العنقاوي "مستقبلاً ستصبح الكعبة وكأنها في نيويورك".
ويزعم عنقاوي أنه وجد في عام 1990 المكان الذي كان فيه منزل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة سابقًا. لقد نقب الموقع شخصيًّا، قرب الحرم المكي، إلا أنه أُجبر على ترك المشروع تحت ضغط بعض الشخصيات الدينية. يقول "تجدوه الآن مردومًا، والناس يمشون فوقه في الساحة الكبيرة عند المروة".
واعتمد عنقاوي في تأكيداته على موقع منزل الرسول من خلال تواتر أهل مكة والحفريات الأثرية التي اطلع عليها.
التواتر، حيث ينتقل الخبر المؤكد والوصف المكاني من جيلٍ إلى جيلٍ، كما وضح عنقاوي إلى جانب التواتر الشفوي، حيث يتم توثيق المكان في كتبٍ عدةٍ منها كتاب (الأزرقي) الذي ورد فيه أن "منزل الرسول صلى الله عليه وسلم اشتراه معاوية، وفتح فيه بابًا إلى دار أبي سفيان التي كانت مجاورةً إلى منزل الرسول صلى الله عليه وسلم". يقول: "فعلاً، حسب تواتر أهل مكة، فإن منزل أبي سفيان معلومٌ مكانًا، كما هي حال منزل الرسول الذي وصل بينهما ببابٍ". إلى جانب الكتب، هناك الخرائط العثمانية القديمة أيضًا.
المسألة بالنسبة إلى العنقاوي (تاريخ)، وبالنسبة إلى من وصفهم بـ(هؤلاء) فإنهم "يحوّلون التاريخ إلى أسطورةٍ".
(هؤلاء) يدركون تمامًا موقع منزل الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يؤكد العنقاوي، إلا أن الاتجاه الديني السائد، وغياب الصوت الآخر ساعد في تفعيل التعمد الواضح لمكانة الموقع التاريخي.
ويرى العنقاوي نفسه وسطيًّا بين تدمير التاريخ من جهةٍ، وتقديس التاريخ من جهةٍ أخرى، حيث يرفض مشروعًا لإنشاء (تلفريك) يصل إلى (غار حراء). يقول: "في وقتٍ سابقٍ تم تقديم مطالبة بإزالة غار حراء. الآن أصبح الأمر عكسيًّا، حيث يريدونه موقعًا سياحيًّا للفرجة". تزعجه تمامًا فكرة أن يتحول (غار حراء) إلى موقعٍ سياحيٍّ تكثر حوله علب الـ(بيبسي كولا)، وآلات تصوير السائحين.
عودة إلى بيت الله الحرام ، حيث يرى العنقاوي أنه إلى جانب إزالة العمران التاريخي الذي تطور في مكة طوال 1400 سنة، ستتراجع هيبة المكان، لأن الزائر إلى بيت الله بعدما كان ينظر إلى السماء والأفق الشاسع الذي يحيط بالبيت المقدس، سينظر إلى مشروعاتٍ فندقيةٍ وسكنيةٍ تعلو وتتطاول على المكان المقدس ذاته، يصفها: "وكأن الكعبة وسط حفرة" بعد غياب العلاقة البصرية بينها وبين الأفق الذي كان يحيط بها.
المهندس عنقاوي يحيل المسألة إلى "الجشع"، حيث وصل سعر المتر المربع في منطقة الحرم المكي إلى مائة ألف دولار، ما يدفع المشروعات العقارية إلى تعويض ذلك بمبانٍ ضخمةٍ تطل على الكعبة كي يتم البيع بسعر أعلى، يضاف إلى ذلك نوعية البناء الهندسي، مشيرًا إلى بعض المباني العملاقة التي لا يميزها عن أي بناءٍ آخر في نيويورك سوى "هلال" وضع في أعلى البناء.
المشروعات تلك لا يراها العنقاوي ردة فعلٍ طبيعيةٍ للنمو الذي يتطلب توسعًا يستوعب زوار المكان، لأنها تهدد تاريخ مكة. هناك حلولٌ هندسيةٌ أخرى طرحها العنقاوي منذ عشرين عامًا، وهي البناء المتدرج، يقول: "يمكن بناء كتلٍ بطريقةٍ متدرجةٍ تتماشى مع جغرافية مكة، والمبنى يكون هو المحور، كما كان في كل التاريخ".