المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة سعودية لتحديد مستويات تركيز غاز (الرادون) في المنازل الذي يقتل سنوياً 20.000



أبو وضاح
14-01-2006, 11:33 PM
يعكف المختصون في معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على إجراء دراسة لتحديد مستويات تركيز غاز (الرادون) ونتائج تحلله في المساكن والمباني العامة في عدد من مناطق المملكة باعتباره أحد مسببات الإصابة بالسرطان في المملكة.

وكشف مختص في مجموعة الدراسات الصحية والبيئة للإشعاع بمركز الحماية من الإشعاع بأن الدراسة تهدف إلى تحديد تركيز الغاز والعوامل المساعدة في زيادة تركيزه داخل المساكن، وبيئات العمل المختلفة في مدينة الرياض كمرحلة أولى، تليها مدن ومناطق المملكة الأخرى، حيث تم اختيار معلمي المدارس الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم وبعض طلابها كشريحة من المجتمع للمساهمة في توزيع كواشف الغاز في مساكنهم حرصاً على دراسة أكبر عدد ممكن من المساكن في هذه الدراسة .

وقال إن المدينة ترحب بالراغبين في المساهمة في هذه الدراسة واستقبال كواشف قياس تركيز غاز الرادون لمعرفة مستواه في منازلهم لأن الإنسان يتعرض خلال حياته اليومية للإشعاع الصادر من مكونات القشرة الأرضية والأشعة الكونية التي يعد غاز الرادون ونواتج تحلله المساهم الأكبر في مكوناته، أو تركيز النظائر المشعة الموجود في المياه وخاصة المياه الجوفية غير المعالجة أو الأغذية وغيرها، كما يتعرض للإشعاع المستخدم في المجال الطبي.
وأوضح أن من أهم أنواع الصخور التي يزداد تركيز غاز الرادون فيها الصخور البلورية والجرانيت والبازلت والصوان وهي تستخدم في مواد البناء حالياً، مشيراً إلى أن غاز الرادون عديم الطعم والرائحة واللون وخامل كيميائياً، أي أنه لا يتحد مع أية عناصر أو مركبات أخرى في الطبيعة، وهو ينتقل من خلال الشقوق والتصدعات الموجودة في الأرضيات داخل المساكن، ويتراكم مستوى تركيز هذا الغاز في الأماكن المغلقة بسبب احتباسه داخل تلك الأماكن، بالإضافة إلى انبثاق كميات منه من مواد البناء والمياه المستخدمة في المبانى أو الغاز الطبيعي المستخدم للطهي في المطابخ.

وأشار إلى أن خطورة غاز الرادون تكمن عند تحلله بانبعاث جسيمات (ألفا) المشحونة إلى نواتج صلبه تسمى نواتج تحلل الرادون، وعندما يستنشق الإنسان هذا الغاز ونواتج تحلله تلتصق النواتج المشعة بالأغشية المخاطية المبطنة لأجزاء الجهاز التنفسي، مما يرفع من نســبة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

ويمثل الرادون ونواتج تحلله ما نسبته 55% تقريبا من الجرعة الإشعاعية الطبيعية التي يتعرض لها عامة الناس ما يدعو لمعرفة مدى ارتفاع تركيز غاز الرادون في بعض المساكن لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتقليل من أخطار استنشاقه.

وأوضح بأن غاز الرادون من ملوثات البيئة التي لا يمكن الجزم بأخطارها بشكل قاطع لكن الدراسات تربط بينه وبين الإصابة بأمراض سرطان الرئة خاصة وأنه يعتبر المسبب الثاني لها بعد التدخين في الولايات المتحدة حيث يقدر عدد الوفيات نتيجة هذا الغاز بحوالي 20000 نسمة سنويا.