المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذ1 يفعلون بالسنة



ناجي
12-01-2006, 10:44 PM
الملف - عمان



"الاميركيون والايرانيون حلفاء " , بهذه العبارة بدأ الشيخ عبد الكريم عبد الرزاق عبد القادر حديثه مع "الملف نت" الذي التقاه في منزله في عمان ليتحدث عن مآساته مع الاعتقال على يد قوات الاحتلال الأميركي و"مغاوير" وزارة الداخلية العراقية.



الشيخ عبد الكريم هو من مواليد العاصمة بغداد وتحديدا من مدينة الكرخ , حيث كان إمام وخطيب جامع عمر المختار , وهو من أكبر الجوامع في منطقة اليرموك في العاصمة العراقية , حيث يتسع لأكثر من 3 آلاف مصلي , بالإضافة إلى أنه رئيس جمعية عمر المختار لرعاية الأرامل والايتام , والتي ترعى أكثر من 500 عائلة , سنية وشيعية ومسيحية أيضا.



يقول الشيخ عبد الكريم إنه ومنذ احتلال العراق في نسيان / إبريل من العام 2003 , بدأ بالقيام بواجبه الوطني والديني الملقى على عاتقه من على المنبر , حيث كان يحث على مقاومة المحتل وتحرير الأرض ونبذ الطائفية التي يمقتها كثيرا , على حد قوله , وواجبات جمعيته هي خير دليل على ذلك.



ويضيف الشيخ أنه وبعد قترة ليست بالطويلة على احتلال العراق , بدأت المضايقات والضغوط عليه بسبب خطبه وآرائه , التي سرعان ما تحولت إلى تحذيرات وتهديدات على ألسنة المترجمين ومعظمهم من أتباع الميليشيات الشيعية ومن الأكراد , بحسب الشيخ , الذين كانوا يحذرونه من عدم التعرض للأميركان أو التحريض عليهم في خطبه.



ويقول الشيخ , لقد كنت اقوم بواجبي الوطني وأفضح تصرفاتهم وانتهاكاتهم لأبسط حقوق الإنسان العراقي على أرضه , حيث كان يرد إلى مسامعه ما يفعلونه بالرجال العراقيين من الذين يشتبهون بهم , إذ كانوا , أي الأميركان وبمساعدة المترجمين "الذين كانوا يرتجمون ما لم يتحدث به هؤلاء" , يقومون بتعرية الرجال ووضع أسلاك الكهرباء على أعضائهم التناسلية , بالإضافة إلى قيام المجندات الأميركيات باستعراضات جنسية أمام الشيوخ وكبار السن والملتحين , إلى جانب أسر العراقيات للضغط على المجاهدين لتسليم أنفسهم.



"فلم أستطع السكوت" , يقول الشيخ , وقمت بفضح أعمالهم وانتهاكاتهم يوميا وبشكل أكبر , إلى أن جاء يوم اعتقالي الأول على يد الأميركان بتاريخ 7/10/2003, حيث داهمت قوة أميركية قوامها 50 جنديا منزلي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل , وكنت ولا زلت أعاني من أزمة قلبية , وكانت زوجتي تصلي وصرخت فجأة وعلمت أن الأميركيين قد داهموا المنزل , حيث خرجت إليهم وتحدث معهم بالإنجليزية قائلا "التزموا الهدوء وسآتي معكم " , إلا أنهم لم يستمعوا إلي وقاموا بمداهمة المنزل وتدمير محتوياته والاعتداء على زوجتي وابنائي وبناتي.



يضيف الشيخ أنهم قاموا بجره إلى الخارج ولم يسمحوا له بأخذ دواء القلب الخاص به إلا بعد أن تفقده قائد الدورية الأميركي بـ"قلم حبر" ليتأكد من خلوه من أي شيئ مريب , ما هذا الرعب في نفوسهم؟! يستغرب الشيخ.



ويقول إنهم قاموا بإلقائه داخل السيارة و"نام" عليه أكثر من 20 جنديا حتى وصلوا إلى معتقل قصر السلام , دخل عليه عراقي ضخم الجثة وبدأ بضربه ضربا مبرحا من دون أي سؤال , حيث قال له الشيخ إنني مريض بالقلب وإن لديه 4 شرايين مسدودة , فرد عليه قائلا "سأسد لك الخامس"!!



ويضيف , عندما بدأ الأميركيون بالتحقيق معه , وهو يستطيع التحدث بالأنجليزية , علم أن المترجم كان يحرض عليه بالترجمة الخاطئة , ويقول , وبعد أن أذاقوني شتى أنواع التعذيب والإهانة لم أستطع التحمل , إذ استمر التعذيب من الساعة الواحدة من نفس اليوم إلى الساعة السادسة صباحا , حيث استيقظت في أحد مستشفيات بغداد , وسمع الجنود يتهامسون أنه إذا مات لا ترجعوه مباشرة إلى بيته لكي نقول أنه من الأزمة القلبية وليس من التعذيب.



وفي اليوم نفسه , يتحدث الشيخ , قاموا بنقلي إلى الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية حافي القدمين وممزق الثياب , حيث وصفوه للمسؤولين عن الشعبة بأنه "إرهابي خطير جدا" , وأسمعوه جميع أنواع السُباب والشتائم باللغة الإنجليزية.



ويقول أن التعذيب استمر مدة 7 أيام , حيث كنت أنام على الارض وأشرب من ذات القارورة التي كنت أتبول فيها , إذ كانوا يخرجون المعتقلين إلى المرافق , أي الحمامات , كل 3 أيام مرة واحدة , ويضيف أنه وأثناء فترات التعذيب كان يستمع إلى صراخ فتاة عراقية تنادي "والله أنا عذراء والله أنا شريفة والله أنا بكر وا محمدا وا إسلاماه أنجدوني يا مسلمين" , وبقي أنينها 4 أيام وعلم الشيخ أنهم اعتدوا عليها واغتصبوها.



وبعد الأيام الـ7 من التعذيب خرج من 5 إلى 7 آلاف شخص , سنة وشيعة ومسيحيين في مظاهرة كبيرة يحملون صور الشيخ مطالبين بالافراج عنه , لما كان يتمتع به من شعبية وحب جميع اهالي منطقته لأنه صادق وفعال للخير لجميع الناس بمختلف طوائفهم.



وبعد المظاهرة أفرج الأميركيون عن الشيخ واستلمه ضابط أميركي يدعى "غارنر" وبدأ بالاعتذار إليه وقال له إنه يتمنى الرجوع إلى وطنه أميركا لأنه شاهد أخطاء وجرائم بلده الكبيرة في العراق , ولم يجبه الشيخ قائلا , "سأجيبك عندما ترحلون عن بلدي".



ويؤكد الشيخ , أنه وفي الخطبة التي تلت الافراج عنه مباشرة , ندد بالأميركان وتحول الجامع إلى منبر للمقاومة بعيدا عن الطائفية والفئوية , مشيرا إلى أن الحكومة العراقية الحالية لم ترض على هذا الوضع , فقد أرسلت إليه 15 رسالة تهديد وجدها داخل صندوق الاقتراحات في الجامع.



وفي تاريخ 10/5/2005 الماضي , داهم 50 جنديا من "مغاوير" الداخلية العراقية الجامع وبدأوا بضرب كبار السن ضربا مبرحا , وكانوا مرتدين لأحذيتهم ويشتمون الله والرسول صحابته ويسألون , أين الشيخ؟ فلم يرد عليهم الشيخ فزادوا من ضربهم لكبار السن ودنسوا الجامع ودخلوا إلى مقر الجمعية وقاموا بتكسيرها وسرقة جميع محتوياتها وإتلاف الأطعمة التي تحتفظ بها الجمعية للعائلات الفقيرة , فخرج الشيخ ليسلم نفسه حتى يتوفقوا عن هذا التدمير والضرب , فألقوا القبض عليه بالاضافة الى مؤذن الجامع وشخص قال لهم "رفقا بالشيخ فهو مريض".



وردد هؤلاء هتافات طائفية تمس الرسول وصحابته , ويستغرب الشيخ من هذه الهتافات فهو ليس متعصبا أو طائفيا بل يمقت الطائفية كثيرا , ويسرد قصة على مسامع "الملف نت" حيث يقول انه علم بأن هنالك عائلة مسيحية تعاني كثيرا من الفقر وليس لديها معيل وتسكن في حي يدعى حي الميكانيك في بغداد , فقدم لها مساعدات , فاستغربت منه ربة هذا المنزل قائلة , "انت مسلم ونحن مسيحيون , فلماذا تقدم لنا المساعدة؟!" فقال إن الاسلام وسيدنا محمد يأمرنا بتقديم المساعدة إلى أي إنسان مهما كانت ديانته او طائفته" فأجابته بنية حسنة أنها تريد صورة للنبي محمد لتقبلها وتشكره , وأصبحت في كل مرة ترى فيها الشيخ تقول له "سلملي على محمد".



ويتابع الشيخ , قام المغاوير باعتقال 300 شخص من السنة ووضعوهم في "العمليات" الأمن العامة سابقا , وقاموا بتقسيمهم إلى زنزانتين لا تتسع كل واحدة منها لأكثر من 20 شخصا , حيث كانوا ينامون فوق بعضهم والبعض أو وقوفا.



ويقول , جاء في اليوم التالي ضابط عراقي يدعى المقدم محمد , من مغاوير الداخلية وكان برفقته مسؤول يلقي بالأوامر هنا وهناك يتحدث بلغة أعجمية , وكان يسأل عن طيار عراقي وطلب من المقدم محمد إخراجه , وعلم الشيخ فيما بعد أنهم أسروا جميع العراقيين من ضباط وطياريين من الذين شاركوا بالحرب العراقية الإيرانية وقاموا بتصفيتهم بمعرفة الحكومة العراقية ومباركة الأميركيين , حيث كان يسمع الشيخ ورفاقه المعتقلين صوت إطلاق نار منفرد بعد إخراجهم لهؤلاء من الزنازين , حيث قتل مئات من هؤلاء الضباط بدم بارد وأعدامات عشوائية.



ويروي الشيخ أن وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ , جاء في أحد الليالي وأمر بإخراج معتقلين إلى ساحة المعتقل وتحديدا الضباط والطيارين السابقين وأمر بتعذيبهم وسلخ جلودهم وقتلهم أمام عينيه باستخدام شتى أنواع التعذيب , مؤكدا أنه كان يشتم رائحة شواء أجسام المعتقلين جراء التعذيب بالكهرباء , ويتابع , أنه وبعد 16 يوما من التعذيب المستمر , شاهد شاب معتقل وقد قام المغاوير بإجلاسه على قارورة زجاجية مكسورة , وبعد أن خرجت أحشائه من دبره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة , قام الشيخ يتلقينه الشهادة ووضعه باتجاه القبلة , فرآه أحد المغاوير وانهال عليه بالضرب رغم حالته هذه.



ويؤكد الشيخ , بكل أسف , أن الاعتقالات تتم بالهوية والمنطقة وحسب الطائفة من قبل الشرطة العراقية , ويتابع الشيخ شهادته لـ"الملف نت" ويروي انه في أحد أيام الاعتقال سأله أحد الحراس ماذا تعرف عن الحسين بن علي , رضي الله عنه , فبدأ الشيخ بالحديث عن الحسين , وعندما انتهى الشيخ من حديثه قال الحارس لزميل له "يبدوا اننا اعتقلنا شيخا شيعيا!!!"



ويشير الشيخ إلى أنه في الستة أيام الأخيرة من الاعتقال , نقل وزملاؤه المعتقلون الذين بلغ عددهم 500 أو 600 من إلى معتقل "النسور" ووضعوا أيضا في غرف لا تتسع لـ10 أشخاص , حيث قاموا بتعليقه من يديه وانهالوا عليه بالضرب وقاموا برشه والمعتقلين بـ"حامض الكبريتيك" الذي يؤدي إلى سلخ جلد الإنسان.



وبعد مضي أيام "الجحيم" الستة خرجت مظاهرة حاشدة للمطالبة بالافراج عني وعن جميع المعتقلين.



ويقول , وبالفعل قامت الحكومة العراقية بالافراج عني في تاريخ 29/5/2005 , وتوجهت مباشرة إلى العاصمة الاردنية عمان التي وصل إليها محمولا لا يستطيع المشي من شدة التعذيب , حيث باشرت العلاج على الفور , ولا أزال في عمان , حيث نصحني الاطباء بإجراء عملية بأسرع وقت ممكن وإلا سأعاني من الشلل , فأنا لدي انزلاق في الفقرات في منطقة النخاع الشوكي جراء التعذيب.



ويؤكد الشيخ أن جميع الاعترافات التي تم نشرها على لسان بعض المعتقلين هي ليست صحيحة لأنها تتم تحت التعذيب ومن دون وعي المعتقل أو بوسائل ضغط حقيرة يتم ابتزاز المعتقل من خلالها, وفي هذا الموضوع , يشرح الشيخ قائلا , يتم تجويع المعتقلين عن طريق توزيع كميات طعام قليلة جدا لا تكفي 3 أشخاص ويتم توزيعها على أكثر من 20 شخصا , لدرجة أن المعتقل يتمنى الشهادة على أن يعايش شتى أنواع التعذيب , إذ يروي الشيخ أن المغاوير قاموا بتبصيمه على اعترافات بأنه إرهابي وقاتل للأبرياء وهو مخدر تماما من شدة التعذيب , ويقول إن أحد المعتقلين رفض التوقيع على اعترافات من هذا القبيل , فجلبوا مراسل ومصور إحدى القنوات الإخبارية للقائه , غير أنهم أحضروا زوجته وقاموا بتعريتها من خلف الكاميرا وهددوه باغتصابها إذا لم يوقع على الاعترافات.



ومن الجدير بالذكر أن قناة الجزيرة قامت باستضافة الشيخ عبد الكريم عبد االرزاق عبد القادر في إحدى حلقات برنامج الاتجاه المعاكس وواجه أحد مسؤولي ميليشيات بدر حول عمليات التعذيب ليس فقط في معتقل الجادرية بل في معتقلات كثيرة , مؤكدا ان وزارة الداخلية كانت لا تبقي المعتقلين في نفس المعتقل أكثر من 5 أو 6 أيام خوفا من اكتشاف عمليات التعذيب من قبل منظمات حقوق الانسان.



وأكد الشيخ عبد الكريم في ختام حديثه أن أميركا وإيران هم حلفاء وليس كما يتصور العالم , وأن فضيحة معتقل الجادرية تمت بعلم الأميركان والحكومة العراقية وبإشراف المخابرات الإيرانية وضباطها المسؤولين الفعليين عن الملف الأمني في العراق , على حد تعبيره.



ووجه الشيخ عبد الكريم نداءا من خلال "الملف نت" إلى جميع المسلمين من جميع الطوائف والملل لمد يد العون للعراق والشعب العراقي وإنقاذه من مستنقع الطائفية الذي أدخلوا العراق إليه.



من الإيميل
منقول من الساحة السياسية