المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلّم الوليعي



أبو رامي
11-12-2005, 11:03 AM
هذه القصة من الأدب الشعبي المتداول في بادية ينبع ، وهي تروى بطرق مختلفة ، وما زلت اذكر جدتي رحمة الله عليها عندما كانت تشير إلى جبل رضوى في أيام الصحو وتقول انظر هنالك ( شداد الوليعي ) وتشير إلى أعلى قمتين في الجبل ما زلت أراهما إلى اليوم وعند المساء استمع إليها وهي تروي هذه القصة


مسلّم الوليعي


من الأدب الشعبي الينبعي


خرج مسلّم سليم الوليعي من ديرتة يبحث عن لقمة العيش لا يمتلك سوى القليل من الطعام وبعض الماء وكان يسير بمحاذاة جبال رضوى حتى وصل إلى بئر يسمى ( بئر السلمية ) من جهة سيل ( بواط ) جلس بجانب البئر وأكل ما معه من طعام وملأ قربته من الماء ورحل متجها إلى ( العيص ) ولكنه ضل الطريق وغير اتجاهه حتى نفذ ما معه من ماء واشتد عليه العطش وسقط مغشيا عليه وكان الوقت عصراً حين عودة الرعاة ، فمرت بمكانه صبية ترعى أغنامها وشاهدته ملقى على الأرض ( وفمه ) يغوص بالتراب فلمسته بإبهام رجلها لتعرف إن كان يتحرك أم لا ثم قلبته على ظهره فوجدته معفرا بالتراب وأدركت أنه عطشان ، فأحضرت الماء ونفضت التراب عن وجهه بطرف شيلتها و سقته وعندما أفاق سألها من أين أنت وأين منازل أهلك فدلته عليها فذهب إلى والدها وتعرف عليه وأخبره أنه يبحث عن عمل دون أن يخبره بخبر ابنته فاتفق معه على أن يعمل عنده راعيا للإبل وتم له ذلك وكان خلال رعيه يلتقي هذه الفتاة التي انقذت حياته وهي ترعى غنمها ويتحدث معها حديثا عابرا ثم أصبحت ساعات اللقاء تطول حتى أنهما في بعض الأحيان ينامان في نفس المكان الذي يرعيان فيه إبلهما وغنمهما في جو من البراءة والنقاء فانشغل قلبه بها وعزم على أن يتزوجها ولكنه غير متيقن من حبها له أو موافقة أبيها وإخوانها عليه فهو مجرد راعي إبل ولم يمتلك الجرأة لمفاتحتها في الأمر فهداه تفكيره إلى إستشارة عجوز معروفة في تلك الناحية بدهائها وحكمتها ، فذهب إليها وعبر لها عن أحاسيسه تجاه هذه الفتاة ورغبته في الارتباط بها ولا يعرف إن كانت تبادله نفس الشعور أم لا ، فأشارت عليه العجوز أن تظاهر أمامها بالسقوط وارم نفسك في التراب حتى يتعفر وجهك ولا تتحرك حتى ترى ردة فعلها فأن رفعت برقعها ونفخت الغبار عن وجهك بفمها فإنها تحبك فاعرض عليها أمر الزواج وأنت مطمئن، وإن نفضت عنك الغبار بطرف شيلتها فليس لك نصيب فيها .
ففعل ما أشارت به العجوز فرفعت الفتاة برقعها ودنت منه ونفخت التراب عن وجهه وفمه فقام من لحظته وعرض عليها الزواج فوافقت ونشأت بينهما من تلك اللحظة علاقة حب شريفة تسامع بها فتيان الحي وبدؤوا يتناقلون أخبارها ويتابعون تفاصيلها ويزيدون عليها حتى وصلت إلى مسامع إخوتها الذين غضبوا وعزموا على وضع حد لها .. ولكن أبيهم منعهم من القيام بأي تصرف حتى يتبين حقيقة الأمر
ثم أن أبيها ذهب ذات ليلة وكأنه يريد أن يتفقد الإبل فوجد ابنته والراعي نائمين وقد وضعا بينهما حاجزا من التراب يفصلهما فأدرك أن نية الراعي سليمة فوقف فوق رأسيهما ونثر رماد الغليون بجانبهما وذهب ، ولما قاما ورْووا الرماد قالت الفتاة هذا رماد غليون أبي، وهو إشارة إلى رضاه عنا ولكني غير مطمئنة لموقف إخواني و سوف أجس نبضهم هذا اليوم عند ورود الإبل الماء ولكن قبل أن ترد البئر أغرس في فخذي كل ناقة شوكتين حتى لاتستطيع الركض ألا ناقة أجعلها في طرف القطيع كي تهرب بها إذا لاحظت على أخوتي الغضب وأنا استطيع أن أتبين غضب إخوتي فإذا سمعتني قلت [/align]
( ورّد البل يا مسلّم لا سلمت لامك )
.فسارع بالهرب
وعندما وردوا البئر وجدت إخوانها يرفعون صوتهم بالحداء ويقولون :
مسلم لو مسكناه********** قطعنا كف يمناه
خلينا الموت يبراه
فصرخت بأعلى صوتها ( ورد البل يا مسلم لا سلمت لأمك ) وما زالت تكررها حتى سمعها مسلم وهرب وعندما حاول أخوتها أن يلحقوا به لم يجدوا ناقة صالحة يمتطونها
ذهب مسلم إلى عشيرته وقضى ما يقارب الشهر يعاني لوعة الغرام وألم الفراق حتى نحل جسمه وبرت عظامه وهو يردد في كل حين

قالوا لي ذوب العسل في مسلته وأزريت لا أجيه=قالوا لي بك الكـبر ولو بي الكبر جودتني عظامي
وجابوا لي تمر الحجــاز اللي من به السقم يبريه =كبيت تمر الحجـــاز وقلت ماني بجيعان ظامي
قالوا بك الهوى قلت الهـوى صــدتوا شواريه=لو ما بي الهــــوى ما تعديت جيعان ضامي
[/poem]

أويقول

يا راكب من عندنا فـوق سبـاح = يشدي غزال جافل مع صحاصيح
لا نيب لا راعي ولا نيب مصلاح = لاشك أبـدور عليـه المصاليـح
إذ ريعاته يزهن الخصر وملاح = ما دام ما وسـدت منهن ماريـح
[/poem]


وعندما رآه أخوه سويلم الذي يكبره سنا على هذه الحال سأله عن خبره فروى له قصة الفتاة وما كان بينهما من عشق وغرام وما كان من رغبته في الزواج منها وغضب إخوانها عليه وطردهم له فأخذ سويلم يخفف عنه ويسليه ويطلب منه نسيان الأمر ، ثم أنه عرض عليه أن يصعدوا إلى قمة ( جبل رضوى ) حيث مراتع الغزلان والمناظر التي تساعد على النسيان فأجابه مسلم إلى ما طلب وقد بيت في نفسه أمرا وعندما وصلا قمة الجبل قال مسلم ما رأيك يا أخي في أن تمسكني من جديلتي وتجعلني أتدلى لأشرف على السفح وأشاهد الغزلان فإجابه سويلم إلى طلبه وعندما دلاه سارع مسلم بإخراج مدية كان يخفيها في جبته وجذ بها جدائله فتدحرج من الجبل وسقط ميتا
ثم أن سويلم رحل من ساعته ليبحث عن تلك الفتاة التي تسببت في مقتل أخيه فأخذ جدائله وعباته ووضعها على شداد ناقته ولم يزل سائرا حتى وقف على صبية ترعى الغنم وسألها عن أناس صفاتهم كذا فقالت والله لا أجيبك حتى تجيبني عن صاحب هذه العباة وهذه الجدائل أحي هو أم ميت فقال والذي سألتيني به أنه ميت ولم تكد تسمع الجواب حتى سقطت مغشيا عليها وماتت في الحال فأدرك حينها أنها الفتاة المقصودة وأنشد :


والله ماآلوم الوليعي ولـو طـاح =من راس رضـوى والعوض به عباته
مير إذهنوا لي عند هبات الأريـاح =لا أزف عمـري ثـم اسـوي سواتـه
[/poem]

[align=center]فذهب قوله (والعوض به عباته) مثلا

محب الموروث
11-12-2005, 02:01 PM
شكرا استاذي لعرض هذه القصة بأسلوبك الرائع وهو فوق أن أشهد أو أشيد به ..
وكما ذكرت فإن قصة الوليعي تعتبر إحدى أهم موروثات الأدب الشعبي الينبعي ، وروايتها بالشكل الذي أورته هنا هو الأرجح والأقرب للمنطق والواقع .. وكنت أحتفظ بقصائد للأخ وللفتاة بحثت عنها في عجالة ولم أعثر عليها وبإذن الله سأسارع الى وضعها هنا فور عثوري عليها ..
الذي أراه أن تنشر هذه القصة حسب روايتك لها وتدعم بالشواهد والتفاصيل في كتيب ، أتمنى أن تبادر أستاذي الى هذا ..
وتقبل شكري وتحياتي ..

الشاهين
12-12-2005, 12:09 AM
وانا اؤيد كلام اخي محب الموروث استاذنا ابارامي لما لهذا الادب من عشاق ومتابعين .

أبو زارع
12-12-2005, 10:49 AM
قصه جديره بأن تخلد تسلم ابا رامي



والله ماآلوم الوليعـي ولـو طـاح=من راس رضوى والعوض به عباته
مير إذهنوا لي عند هبات الأريـاح =لا أزف عمري ثم اسوي سواته

الريفي
13-12-2005, 12:00 AM
الاستاذ الفاضل ابورامي
نشكرك على تزويدنا بهذه القصة وماتتضمنه من نقاء القلوب
لك منا جزيل الشكر ولاتحرمنا بطرح مثل هذه القصص
تحياتي

مرسول
13-12-2005, 02:35 PM
قصه جديره بأن تخلد تسلم ابا رامي


والله ماآلوم الوليعـي ولـو طـاح=من راس رضوى والعوض به عباته
مير إذهنوا لي عند هبات الأريـاح =لا أزف عمري ثم اسوي سواته



يا راكب من عندنا فوق سباح=يشدي غزال جافل مع صحاصيح
لا نيب لا راعي ولا نيب مصلاح=لا شك أبدور عليه المصاليح
إذا ريعاته يزهن الخصر وملاح=ما دام ما وسدت منهن ما ريح

استاذنا ابو رامي
ما اجمل القصص القديمة التي يتداولها الجميع فعلا هي التي بعد الله تنمي العقول وتدون مسميات البلدان والتاريخ والشعر وتخبر هذا الجيل كيف كان جيلنا السابق وبساطته لا يعرف دش ولا يحزنون ولا افلام ينمقها المخرجون على السليقة والطيبة والامل وعينهم بالله
ياليت محب الموروث يزوندنا بكامل القصايد وممكن مع الزمن وتداول الناس لهذه القصص تختلف وان كان الجوهر واحد
استاذي مثل هذه القصه ارى ان تنقل للشعر الشعبي
مع شكري وتحياتي

ZEYAD
13-12-2005, 03:12 PM
تسلم يا ابو رامـــــــــــي

ناصر
14-12-2005, 12:00 AM
أستاذي أبو رامي

شكرا على هذه القصة المليئة بالصدق والنقاء والحب, وشكرا على إعطائها تلك الصبغة الأدبية الرائعة والسرد المتسلسل الجميل.
أويد ما ذهب إليه بعض الأخوان بجمع القصص التراثية التي تعرفها في كتاب فمثلك لا يعييه ذلك فأنت تملك كل المقومات وهذه ليست شهادة مني بل هو الواقع الذي يعرفه الكثيرون, أتمنى أن أرى هذا العمل يوما ما.

دمت بخير

أبو رامي
15-12-2005, 01:21 AM
أولا/
أشكر جميع المتداخلين معي في هذه القصة الشعبية محب الموروث ـ الشاهين ـ أبو زارع ـ محمد جميل الريفي ـ مرسول ـ ZEYAD ـ سابر ، وأعتبر إعجابهم دافعا لنا جميعا للبحث عن مثل هذه القصص التي يزخر بها تراثنا ونشرها ليطلع أجيال اليوم على ما تحويه من عظة وعبرة وما يبين بعض جوانب الحياة في تلك العصور

ثانيا/
أسمعني أستاذنا أبو سفيان من محفوظه أبياتا تخص هذه القصة وهي غير مكتوبة فيها مما دفعني للبحث في مواقع الانترنت ، فوجدت هذه القصة مروية بأساليب مختلفة وإن كانت كلها تجمع على أن القصة حدثت في رضوى بينبع ، والجميل في الأمر أنني وجدت بعض الأبيات التي أسمعني إياها أبو سفيان ويسرني أن أنقلها هنا .. مع الإشارة بأنني ما زلت منتظرا القصائد التي ذكرها محب الموروث مع شكري له على حسن ظنه بي



جابولي شربة قراح من المطر قدام ثانيه =وكبيت شربة قراح وقلت انا جيعان ضامي
وجابولي در البكار اللي مريض الكبد يبريه=وكبيت در البكار وقلت انا جيعان ضامي
وجابولي سكر نبات مجمعا كل الدواء فيه=وكبيت سكر نبات وقلت انا جيعان ضامي
وجابولي مال الشريف اللي هوى الفقري ويغنيه=وكبيت مال الشريف وقلت انا جيعان ضامي
قالوا بلاك الكبر قلت الكبر مااوحي مشاكيه=ولو كان صيدي كبر كان عاقتني عضامي
قالوا بلاك الهوى قلت الهوى جيتم محاريه=لولا الهوى ماتعديت العرب جيعان ضامي



ثالثا /
تم نقل القصة إلى قسم الشعر الشعبي بناء على اقتراح مرسول ، وهو اقتراح وجيه

المعلم
16-12-2005, 02:15 AM
شكرا لك أبا رامي
دائما متألق
حفظكم الله جميعا
تحيتي لكم

إبراهيم المحياوي
16-12-2005, 06:46 PM
سلمت يا أبارامي وشكرا على توضيحك القصه اللتي تعددت رواياتها

أبو ريان
10-04-2006, 03:41 PM
أخواني الأعزاء

هنا سأروي لكم قصة مسلم الوليعي كما عرفتها من (الشيبان)

وروايتها لا تختلف عن رواية الراوي محمد الشرهان إلا بشيْ بسيط جدا
وسمه الأول مسلم بتشديد اللام

ويبدو أن اسم الوليعي جاء بعد أن مات متولعا بالحب وإلا فليس هو اسمه الحقيقي




في زمن بعيد وفي بدايات القرن الثاني عشر تقريبا


عاش مسلم الوليعي وهو شاب بدوي من سكان المنطقة الشمالية الغربية

وكان مسلم شابا طيب الأخلاق شهم ذو نخوة


و كغيره من الشباب يطمح لجمع المراجل بجمع المال وتكوين النفس

ولم يكن في ذلك الوقت من الأعمال التي يمتهنها الشباب إلا أعمالا محدودة ومن أبرزها الرعي
فاشتغل مسلم بالرعي وأصبح يتنقل بين القبائل حتى حط رحالة في الشمال
عند رجل من رجال إحدى القبائل المشهورة
وكان ذلك الرجل لديه حلال كثير وكان كريما فأكرم مسلم وأحبه مسلم الوليعي
واشتغل عنده سنوات عديدة

وكان لذلك الرجل بنت جميلة ألفت مسلم فأحبها وأحبته حب عفيف طاهر

وكان صاحب الحلال لديه ذودين من الإبل فكان مسلم يرعي ذود والبنت ترعى ذود

وفي أحد الأيام في مفلى الإبل قرصت مسلم حية


وكان ذلك أمام مرأى من جميع الرعيان

فلما بكا مسلم وتألم

هبت إليه الفتاة

وأمسكت بمكان القرصه وهو اصبعه الخنصر

وأرخت لثامها تمص اصبعه لتسحب منه السم

وسقط لثامها بالأرض ولم تأبه به


وهنا قال الشرهان أنه بعد ذلك خاف من أن يصل إلى والد الفتاة خبره هذا فيقتله فهرب


وقال لي والدي أنه لم يهرب في وقتها بل استمر عندهم والأمر كان طبيعيا

وأنهم بعد ذلك عزبوا في الإبل وكانت الفتاة ترعى ذودها بقرب ذود مسلم

ولما أمساهم الليل ناموا بجانب بعض ولكنهم غير ملتصقين ببعض وكانا ملتحفين لحافا واحدا
ومن طهرهم فصلوا فيما بينهم بحبس صغير من التراب

وعندما استيقضوا في الصباح رأت البنت حول منامهم أثر حوافر فرس أبيها


فخافا أن يتهمهم بتهمة

ولخوف الفتاة على مسلم من والدها قالت له لا تدخل الفريق بل ابق بعيدًا وأنا سوف أذهب بالإبل وسأكتشف إن كان والدي قد ضن بنا سوءًا أم لا
فإن كان الأمر طبيعي ولم يشك فسأقرع الحوض للإبل وتأتي أنت
لأنني إن ذهبت لأناديك علموا أننا خائفين فيشكون في أمرنا

وإن كان هناك خطرًا عليك فسأصرخ باسمك فاهرب لأهلك
وهذا من حرصها عليه لأنها تحبه فضلت أن يبقى بعيدًا لكي لايطوله شر والدها

وكانت تمشي إلى الفريق بخطىً وجله ولم تكن مشكلتها أهلها بقدر ما هي مفارقة مسلم

ولما عادت وقابلت أبيها وجدته لم يشك بأي شيء لأنه يثق فيهما ويعلم طهرهما

وعلى قول ابن رشيد



مايستشك ياحمود كود الرديين
وإلا ترى الطيب وسيعٍ بطانه




ومن فرحة البنت وشوقها لمسلم بعد علمها بأنه لن يفارقها


نسيت فصاحت له تناديه باسمه


وعندما سمع نداءها علم أنه الموت فهرب

وكان متحسرا لفراقها وخائفًا عليها من أن يمسها والدها بسوء

فذهب لأهله خالي اليدين

وكان مهموما من فراق محبوبته والهم الأكبر خوفه عليها

فجلس عند أهله مريضا وانسلت حاله

فحاروا به أهله

عرضوه على أطباء شعبيين عدة فلم يجدوا به مرض

وقال أحدهم إن الذي فيه عشق


فخلوه يشرف بأعلى مكان واسمعوا ما يقول


فعلا نفذوا ما أوصاهم به الحكيم الشعبي



ولأن جبل رضوى قريب منهم جدا



صعدوا به قمة جبل رضوى


فأشرف منها أعلى مكان ووقف على الميهاف

وأنشد الأبيات التالية :




يقول الوليعـي والوليعـي مسلـم
من دامت أيـام الصبـا لـه دام
لو إن عجـات الصبـا يجبرنـه
كما يجبر الجابر كسيـر عظـام
قارٍ قراني يوم قرصت خنصري
قـارٍ قرانـي ماعلـيـه لـثـام
إلى قرى القراى وأرخـى لثامـه
قلبـي تزايـد عـلـة وهـيـام
قراني وهو يسبح من الدمع ناظره
ليتـه قرانـي والعيـون نـيـام
رقيت في رضوى ورضوى منيفه
وأخيل في عيني جنـوب وشـام
أخيـل بعينـي طلحـة ناعميـة
سـلام يـادار الحبيـب سـلام
أنا جيتكم من راس رضوى عشيه
كما شن غـرب بـاد منـه وذام





وبعد أن أتم الأبيات سقط ميتًا وتدحرج من أعلى قمة رضوى



فأقسم أخوه أن يقتل من قتلت أخاه
فعندما حملوه لدفنه قام أخوه وقص قرونه
وبعد أن دفنه أخذ الجدايل (القرون) وعبائته
وذهب إلى منازل القبيلة التي كان مسلم يعمل فيها
و وضع عباءة مسلم على جنب الذلول والقرون ربطها على القربة
وعندما وصل منزل القبيلة وقف على العد
وكل من جائت تروي عطاها القربة تروي له فإذا ملأتها ولم تقل شيئًا
أخذها ونثر ماها
إلين جت بنت ومن أول ماشافت العباة على الذلول هرعت إليها
فباشرها بمد القربة إليها فرأت القرون
فقالت : ياولد أسألك بالله العظيم ربك اللي خلقك وأذرى نسمك وين راعي هالقرون والعباة؟
فقال والله ما جيتك إلا دافنه

فصعقت الفتاة وماتت في مكانها

رحمهم الله جميعا


وهذه القصة مثبته ومتواترة الروايات
وعليها شواهد من الشعر


مثل قول أحد الشعراء



والله فلا ألوم الوليعـي ولـو طـاح
من رأس رضوى والعوض به عباته
مير اعذروني عند هبات الأريـاح
لأذب عمري ثـم أسـوي سواتـه



وكذلك قول الشاعر





قبلك جريٍ والمعنى وابن روق
ومسلم من رأس عيطا رمنـه




وجري هو جري الجنوبي والمعنى هو محمد المعروفة قصته وابن روق هو دخيل الله الدجيما

آمل أن تعجبكم هذه القصة وألا أكون أخطأت في نقلها ومن لديه توضيح آمل أن يضيفه

منقول مع تعديل في العنوان

ZEYAD
10-04-2006, 07:23 PM
سلمت وبيض الله وجهك

أبو ريان
11-04-2006, 02:42 AM
ووجهك اخي الغالي زياد

ابن عاطي
28-04-2006, 11:43 PM
قصه حلوه


تسلم أخي صوت الثواني

أبو وضاح
29-04-2006, 07:58 AM
قصة رائعة
الله يبعدنا عن العشق

حامد مسلم
29-04-2006, 07:05 PM
الاستاذ الفاضل ابورامي
نشكرك على تزويدنا بهذه القصة وماتتضمنه من نقاء القلوب
لك منا جزيل الشكر ولاتحرمنا بطرح مثل هذه القصص
تحياتي
نتمنى منك ابو رامي ان تزودنا بهذه القصص الجميلة

أديب الشبكشي
25-07-2007, 02:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنقل إليكم هذه القصة بعنوان: قصة الوليعي (( مسلم )) شهيد الحب العذري

وإن شاء الله ما تكون موجودة بالقسم

هذه القصة والقصيدة لأحد أفراد قبيلة جهينة العريقة ......

تدور أحداث هذه القصة في الزمن الماضي أي ما يقارب الـ 200 سنة .....أترككم مع القصة :

هذا واحد من ابناء الباديه من قبيلة جهينة _وأغلب الظن حسب ما سمعت من كبار السن إنه من ( ذبيان ) من جهينة
حول جبل رضوى شمال ينبع كان عمره 10 سنوات واسمه مسلم ولقب بعد القصه اللي صارت عليه بلقب (( الوليعي مسلم)) لتولعه بمحبوبته .

وقصته انه كان يتيم وصغير بعمره وكانو ربعه باديه يربعون لين يوصلون الشفا بين تيما وحايل بوقت الربيع ثم يرجعون لدياره وشاءت الاقدار بما انه يتيم انه يشتغل راعي عند اقبيلة عنزه المجاوره لقبيلته وكانت تسرح معه بالبل بنت معزبه واسمها ظبيه وكانت اصغر منه بسنتين وكانوا اطفال اذا حسبناها بوقتنا الحالي .

وكان يحب ظبيه وكل ما كبر يكبر حبها له لين اصبحوا في عز شبابهم لكن مايدري هل ظبيه تحبه والا لا فقرر انه يسأل عجوز عنها قالت له انا مالك عندي علاج بس لك عندي خطه والخطه هي انك تسوي نفسك مقروووص واللي يخاف عليك هو اللي راح يمص الدم عنك.

وفعلا جا وسط البيوت وقام يصارخ ويسوي نفسه مقرووص وصاحو العرب يامن يمص له الدم ومع الصراخ تسللت ظبيه مسرعه يوم شافت انه مسلم نقزت على ابهام رجله وقامت تمص الدم فعرف انها تحبه.

وراح للبل ولحقته ظبيه وكلمها بأمر الزواج وحبه لها سمعت اخت ظبيه الكلام وفزعت لابوها وقالت له ووصل الخبر لعيال عمها فتوعدوه رجعت ظبيه وحست انهم دروا عنهم رجعت لمسلم وقالت له اركب الذلول الفلاني وارجع لاهلك وحطت بخف الذلول ابره عشان يسرع.

جو عيال عم ظبيه راكبين على الجيش ويحدون ويقولون مسلم لو مسكناه قطعنا كف يمناه فركب على الذلول وراح لديرته برضوى ويوم وصل هناك كان له اخ من امه اسمه سويلم وكان هو اللي يداريه ويعطف عليه .

لكن مسلم تغيرت حالته ولا يتكلم ولا ياكل حاولو بشتى الوسائل انه يتكلم بس ما تكلم وجلس مريض فتره طويله ونحيل واخوه احتار بحالته وقرر انه يوديه لكاهنه عندهم قالت له طلعه ضلع رضوى فووووق اذا كان عنده علم يبي يقوله لك واذا كان شاعر يبي يقول قصيده.

وفعلا طلع اخو الوليعي رضوى واخذ معه مسلم وكان الوقت ربيع والجبل فوق سهل وله هويه كبيره اللي يطلع له يمد نظره على مسافه بعيده ويوم طلعو فوق قام سويلم وشب النار وسوا القهوه وللآن مسلم ما يتكلم وقال سويلم لمسلم انا ابروح اتقنص وانت خلك هنيا يبي عشان يبعد عنه ويسمعه يمكن يقول شي وراح عنه.

قام مسلم من مكانه وجا على راااس الهويه وجلس يخايل بعيونه فوق وتحت ومد نظره جهة ديار ظبيه وكأنها يشوف الطلحه اللي كانو ينامون عندها ويتخيل ظبيه وايامها معه وتكلم بس تكلم بقصيده والقصيده على طرق الهلاليين وطرق الهلاليين معروف و تقول القصيده :






يقول الوليعـي والوليعـي مسلّـم
من دامت ايـام الصبـا لـه دام
لو إن عجـات الصبـا يجبرنـه
كما يجبر الجابـر كسيـر عظـام
ليالي الهوى مثل الربيع ليا زهى
وش حيلتـي مـا للربيـع مقـام
قاري قراني يوم قرصت بهامـي
غروٍصغيـر مـا عليـه لـثـام
قراني وهو يسفح من الدمع ناظره
ليتـه قرانـي والعيـون نـيـام
رقيت في رضوى ورضوى منيفه
وأخيل في عيني جنـوب وشـام
أخيل في عينـي طلحـة ناعميـة
سـلام يـادار الحبيـب ســلام
يامرتـع للنـوق تـوي لقيـتـه
في خشم و(علة) من يميـن ردام
ياليتنـي يـوم دنتنـي منيـتـي
بديار (ظبية) عـن ديـار تهـام
أنا جيتكم من راس رضوى عشيّة
كما شن غـربٍ بـاد منـه وذام




وهذا البيت الاخير قاله يوم نوى يرمي روحه من الجبل، احس اخوه انه يبي يرمي روحه من الجبل وركض عليه فعلا بس ما لحق الا على عباته واخذها ونزل تحت لقى مسلم ميت وراسه ما بقى منه الا جدايله وحزن عليه حزن شديد واخذ جدايله وحطها على بدرره او شنه وركب الجمل اللي جا فيه مسلم من الديره اللي هو كان فيها وقال لازم اروح للمره اللي تسببت عليه واشوفها.

وفعلا راح يم ديرتهم وهو يعرفهم وسوا نفسه يدور له جمل وينشدالناس جت ظبيه من بين الناس له مسرعه قالت له
اسألك بالله راع القرون هذي حي والا ميت ؟

قالها راعي الجدايل هذي جا مريض وما يتكلم وطلعناه راس رضوى وقال لها القصيده فما كان منها الا انها شهقت وماتت.

رجع سويلم اخو مسلم لديرته وكان متأثر بقصة الهوى هذي فتهيض ببيتين يقول فيها :



والله ما لوم الوليعـي ولـو طـااح
من راس رضوى والعوض به عباته
مير اذهنوني عند هبـات الاريـااح
لا ذب عمري ثـم اسـوي سواتـه




وسلامتكم

المعلم
25-07-2007, 02:33 AM
أخي الشبكشي
شكرا لك
ومن الحب ماقتل
تحيتي لك

ابن ثنيان
30-06-2010, 04:18 PM
هذه القصة والقصيدة لأحد أفراد قبيلة جهينة العريقة ......
تدور أحداث هذه القصة في الزمن الماضي أي ما يقارب الـ200 سنة .....أترككم مع القصة :

هذا واحد من ابناء الباديه من قبيلة جهينة _وأغلب الظن حسب ما سمعت من كبار السن إنه من ( رفاعه ) من جهينة_


حول جبل رضوى شمال ينبع كان عمره 10 سنوات واسمه مسلم ولقب بعد القصه اللي صارت عليه بلقب


(( الوليعي (http://www.alasadh.com/vb/t9957.html) الرفاعي مسلم)) لتولعه بمحبوبته .


وقصته انه كان يتيم وصغير بعمره وكانو ربعه باديه يربعون لين يوصلون الشفا بين تيما وحايل بوقت الربيع ثم


يرجعون لدياره وشاءت الاقدار بما انه يتيم انه يشتغل راعي


عند اقبيلة عنزه المجاوره لقبيلته وكانت تسرح معه بالبل بنت معزبه واسمها ظبيه وكانت اصغر منه بسنتين


وكانوا اطفال اذا حسبناها بوقتنا الحالي .


وكان يحب ظبيه وكل ما كبر يكبر حبها له لين اصبحوا في عز شبابهم لكن مايدري هل ظبيه تحبه والا لا فقرر انه


يسأل عجوز عنها قالت له انا مالك عندي علاج بس لك عندي خطه


والخطه هي انك تسوي نفسك مقروووص واللي يخاف عليك هو اللي راح يمص الدم عنك


وفعلا جا وسط البيوت وقام يصارخ ويسوي نفسه مقرووص وصاحو العرب يامن يمص له الدم ومع الصراخ تسللت


ظبيه مسرعه يوم شافت انه مسلم نقزت على ابهام رجله


وقامت تمص الدم فعرف انها تحبه


وراح للبل ولحقته ظبيه وكلمها بأمر الزواج وحبه لها سمعت اخت ظبيه الكلام وفزعت لابوها وقالت له ووصل الخبر


لعيال عمها فتوعدوه رجعت ظبيه وحست انهم دروا عنهم


رجعت لمسلم وقالت له اركب الذلول الفلاني وارجع لاهلك وحطت بخف الذلول ابره عشان يسرع


جو عيال عم ظبيه راكبين على الجيش ويحدون ويقولون مسلم لو مسكناه قطعنا كف يمناه


فركب على الذلول وراح لديرته برضوى ويوم وصل هناك كان له اخ من امه اسمه سويلم وكان هو اللي يداريه


ويعطف عليه .


لكن مسلم تغيرت حالته ولا يتكلم ولا ياكل حاولو بشتى الوسائل انه يتكلم بس ما تكلم وجلس مريض فتره طويله


ونحيل واخوه احتار بحالته وقرر انه يوديه لكاهنه عندهم قالت له


طلعه ضلع رضوى فووووق اذا كان عنده علم يبي يقوله لك واذا كان شاعر يبي يقول قصيده


وفعلا طلع اخو الوليعي (http://www.alasadh.com/vb/t9957.html)رضوى واخذ معه مسلم وكان الوقت ربيع والجبل فوق سهل وله هويه كبيره اللي يطلع له


يمد نظره على مسافه بعيده ويوم طلعو فوق قام سويلم وشب النار


وسوا القهوه وللآن مسلم ما يتكلم وقال سويلم لمسلم انا ابروح اتقنص وانت خلك هنيا يبي عشان يبعد عنه ويسمعه


يمكن يقول شي وراح عنه


قام مسلم من مكانه وجا على راااس الهويه وجلس يخايل بعيونه فوق وتحت ومد نظره جهة ديار ظبيه وكأنها


يشوف الطلحه اللي كانو ينامون عندها ويتخيل ظبيه وايامها معه


وتكلم بس تكلم بقصيده والقصيده على طرق الهلاليين وطرق الهلالليين معروف و تقول القصيده :



يقول الوليعي (http://www.alasadh.com/vb/t9957.html)والوليعـي مسلّـم====== من دامت ايـام الصبـا لـه دام


.
لو إن عجـات الصبـا يجبرنـه====== كما يجبر الجابـر كسيـر عظـام
.
ليالي الهوى مثل الربيع ليا زهى====== وش حيلتـي مـا للربيـع مقـام
.
قاري قراني يوم قرصت بهامـي====== غروٍصغيـر مـا عليـه لـثـام
.
قراني وهو يسفح من الدمع ناظره====== ليتـه قرانـي والعيـون نـيـام
.
رقيت في رضوى ورضوى منيفه====== وأخيل في عيني جنـوب وشـام
.
أخيل في عينـي طلحـة ناعميـة====== سـلام يـادار الحبيـب ســلام
.
يامرتـع للنـوق تـوي لقيـتـه====== في خشم و(علة) من يميـن ردام
.
ياليتنـي يـوم دنتنـي منيـتـي====== بديار (ظبية) عـن ديـار تهـام
.
أنا جيتكم من راس رضوى عشيّة====== كما شن غـربٍ بـاد منـه وذام


وهذا البيت الاخير قاله يوم نوى يرمي روحه من الجبل


احس اخوه انه يبي يرمي روحه من الجبل وركض عليه فعلا بس مالحق الا على عباته واخذها ونزل تحت لقى


مسلم ميت وراسه ما بقى منه الا جدايله وحزن عليه حزن شديد واخذ جدايله وحطها على


بدرره او شنه وركب الجمل اللي جا فيه مسلم من الديره اللي هو كان فيها وقال لازم اروح للمره اللي تسببت عليه


واشوفها


وفعلا راح يم ديرتهم وهو يعرفهم وسوا نفسه يدور له جمل وينشدالناس جت ظبيه من بين الناس له مسرعه قالت له


اسألك بالله راع القرون هذي حي والا ميت


قالها راعي الجدايل هذي جا مريض وما يتكلم وطلعناه راس رضوى وقال لها القصيده فما كان منها الا انها


شهقت وماتت


رجع سويلم اخو مسلم لديرته وكان متأثر بقصة الهوى هذي فتهيض ببيتين يقول فيها :


والله ما لوم الوليعـي ولـو طـااح====== من راس رضوى والعوض به عباته


.
مير اذهنوني عند هبـات الاريـااح====== لا ذب عمري ثـم اسـوي سواتـه

مخاوي الهوجاس
20-07-2010, 02:48 PM
الاستاذ الفاضل ابورامي
نشكرك على تزويدنا بهذه القصة وماتتضمنه من نقاء القلوب
لك منا جزيل الشكر ولاتحرمنا بطرح مثل هذه القصص
تحياتي