المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الأمين العام للجنة المقاطعة لمناسبة أسبوع مقاطعة السلع الأمريكية



جراح
10-12-2005, 01:33 PM
--------------------------------------------------------------------------------

حوار مع الأمين العام للجنة المقاطعة لمناسبة أسبوع مقاطعة السلع الأمريكية



حوارات :عام :الثلاثاء 7 ربيع الأول 1425هـ - 27 أبريل 2004م



بمناسبة فاعليات أسبوع المقاطعة الذي تنظمه النقابات المهنية المصرية , كان لنا هذا الحوار مع أمين اللجنة المصرية لمقاطعة السلع الأمريكية بالإسكندرية ؛ الأستاذ/هشام علي الدين.



أستاذ هشام.. يؤخذ علي العرب دائما أنهم فقط يتكلمون ولا يفعلون, والمقاطعة جاءت لتغير من هذا المفهوم, فكيف تبلورت المقاطعة من مجرد 'فكرة, إلي 'واقع' ملموس؟

المقاطعة بدأت شعبية و عفويه عقب اندلاع انتفاضة الأقصى, ونستطيع أن نقول أنها كانت انتفاضة شعبية للتضامن مع انتفاضة الشعب الفلسطيني, ومن خلال التنسيق بين النقابات المهنية واللجان الشعبية أمكن تحديد الأطر المنظمة لهذه الحركة حتى أخذت أبعادها الحالية.



لا شك أن المقاطعة أخذت أبعادا واسعة الخطي وحظيت باهتمام شعبي جارف, فهل يمكن أن تلخص لنا الأسباب الداعية إليها؟

المقاطعة تأتي في المقام الأول استجابة لفتوى العلماء وشيوخ الأزهر الشريف وعلماء المملكة العربية السعودية, فبغض النظر عن النتائج, فالمقاطعة تحقق مفهوم الولاء والبراء, وهو ما يشكل 70 % من أسباب المقاطعة.

ثم تأتي المقاطعة نصرة لإخواننا في الأرض المحتلة, حيث نادي الحق فينا[ وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر].

وتأتي المقاطعة لوقف الدعم الأمريكي للصهاينة, فالطائرة التي تقتل ياسين والرنتيسي أمريكية, والجرافه التي تهدم البيوت الفلسطينية معونة أمريكية.

وأخيرا تأتي المقاطعة كواجب أخلاقي, فكيف أعطي أموالي لمن يقتل إخواني, وهو ما قاله لنا بعض البسطاء من الناس حينما كنا نشرح لهم أبعاد المقاطعة وأثرها, فقالوا' من العار أن نعطي أموالنا لمن يقتل أبنائنا'.



فما هي أهدافكم من المقاطعة؟

أولا المقاطعة رسالة لأهل الجهاد في فلسطين المحتلة, بأننا معهم يدا بيد, نشد أزرهم ونعضد جهادهم, فهم بحجارتهم يقتلون العدو, ونحن بأموالنا ندمر اقتصاده.

ونهدف من وراء المقاطعة إلي توعية الشعوب بأبعاد المؤامرة الصهيونية الأمريكية وتحالفهم علي الجهاد الفلسطيني.

ونهدف كذلك إلي التأثير الاقتصادي علي الشركات الأمريكية والصهيونية كي ترحل عن ديارنا ولا تعطي أموالنا لمن يقتل أبنائنا.



وهل ترصدون نجاحا للمقاطعة؟

دعنا نتحدث بلغة الأرقام:

ـ ورد في بيان لوزارة التجارة المصرية أن واردات الصهاينة انخفضت من 545 مليون دولار إلي 8 مليون دولار فقط.

ـ غرفه التجارة المصرية الأمريكية قدرت خسائر شركة [آريال] الصهيونية بـ242 مليون دولار, وانخفض حجم استحواذهم علي السوق المصري من 65% إلي 35% فقط, واضطرت الشركة إلي تغيير علامتها التجارية[ النجمة السداسية].

ـ في 20 فبراير 2003 دعت [كوكاكولا مصر] إلي جمعية عمومية لمناقشة الانسحاب من السوق المصري بعد تحقيق خسائر قدرت بـ 542 مليون جنيه مصري وهو كما يعادل أكثر من نصف راس مال الشركة, مما اضطر شركة اطلانتا الأمريكية إلي دعمها بـ700مليون جنيه ضمانا لاستمرارها في الأسواق المصرية.

ـ في 28 فبراير 2004 دعت شركة فايزر الأمريكية للأدوية إلي جمعية عمومية لمناقشة الانسحاب من السوق المصري بعدما حققت خسائر تقدر بـ60مليون جنيه مصري وهو ما يعادل أكثر من نصف راس مال الشركة.

ـ اضطرت الشركات الأمريكية والصهيونية إلي زيادة حملاتها الإعلامية التي تتبرأ فيها من صلتها بالصهاينة.

ـ اضطرت هذه الشركات إلي زيادة نسبة الخصومات علي منتجاتها لجذب المزيد من العملاء تعويضا لخسائرها.

ـ انتعشت حركة الإنتاج والمبيعات في الشركات الوطنية.

ـ أغلقت بعض فروع لشركات عالمية مثل إغلاق فرع ماكدونالدز في الإبراهيمية أشهر مناطق مدينة الإسكندرية.



أستاذ هشام... الشركات الصهيونية والأمريكية تحاول الالتفاف حول المقاطعة بعدما لمست تلك الشركات فاعلية المقاطعة وأثرها, هل تلتفتون إلي ذلك؟

نعم, نحن نرصد العديد من المحاولات للالتفاف حول المقاطعة من خلال تعيير تلك الشركات علامتها التجارية [ مثل شركة آريال] أو من خلال طرح منتجات جديدة بأسماء عربية شعبية للإيحاء أنها وطنية [ وذلك مثلا إنتاج شركة كوكولا مشروب'الرايق'].

ودور اللجنة هنا يكمن في القيام بحملات توعيه مستمرة لصد هذه الالتفافة وفضحها, فالحرب بيننا وبينهم قائمه ومستمرة.



إن وسائل الإعلام غالبا ما تركز في خطابها, لاسيما في إعلانات المواد الاستهلاكية, علي المرأة, فأين دور المرأة المسلمة من حملتكم؟

المرأة رأس الحربة في حملتنا, حيث تستحوذ علي 75% من جهودنا, وندرك أن للمرأة دورا كبيرا في تحديد وقت الشراء ونوعيه المواد المشتراة وكذلك التاجر الذي نشتري منه.

ونقول أن استجابة المرأة مدهشه, فبمجرد ذكر العمليات الاستشهادية وكيف يقتل الصهاينة أبنائنا تكون الاستجابة منهن فورية.



وهل تجدون أثرا للمقاطعة علي السياسات الأمريكية؟

الذي يبين اثر المقاطعة وأنها غصة في قلوب الأمريكيين أن طروحاتهم الأخيرة المتمثلة فيما يسمي[ الشرق الأوسط الكبير] تركز في بنودها علي إلغاء كافه أشكال المقاطعة لإسرائيل, وإنشاء ما يسمي بـ[الكويز] وهي منطقة صناعية تعفي واشنطن منتجاتها من الضرائب إذا دخلت أراضيها, شريطة أن يكون إسهام الصهاينة فيها لا يقل عن 8 %, كما تدعو تلك الأطروحة إلي إنشاء منطقة للتجارة الحرة تلغي فيها الحواجز وتكون السيطرة فيها للصهاينة.



البعض ينادي بالتدرج في المقاطعة لتدمير وطرد الشركات الصغيرة ثم التحول إلي الأكبر, فما رأيكم في هذا الطرح؟

لا شك أن التدرج من سياسات اللجنة ليس فقط فيما يخص مقاطعة الشركات الأمريكية والصهيونية, ولكن أيضا التدرج في الخطاب.

فنحن نتدرج في المقاطعة ونركز في ذات الوقت, فمثلا ندعو إلي مقاطعة المطاعم التي تقدم الوجبات الأمريكية مثل محلات البيتزا وماكدونالدز, ولكن نركز علي هذا الأخير, حتى إذا انسحب من السوق نركز علي غيره مع بقاء التوعية العامة بضرورة مقاطعة الكل, فهذه استراتيجيتنا.

وهناك شق آخر في هذه الاستراتيجية, وهو ضرورة دعم المنتجات الوطنية وتحسين صورتها, حيث نطلب من الشعوب مقاطعة الأجنبي بعدما نوفر لهم البديل الوطني المناسب, ونتمهل إذا لم نستطع ذلك.

ونحن نتدرج أيضا في الخطاب بما يناسب كل شريحة من شرائح المجتمع, فالمتدين نوضح له ضرورة مقاطعة كل البضائع الصهيونية والأمريكية, والشخص الذي لا نلمس فيه ذلك نكتفي بان نطلب منه مقاطعة منتج واحد حتى إذا استجاب وألف ذلك ندعوه إلي مقاطعة آخر وهكذا.



للمقاطعة بعدين: ديني ووطني, أيهما أكثر تأثيرا في تقبل فكرة المقاطعة؟

البعد الديني لا يعلوه شئ, فالحرام هو الحد الذي يخضع له الكل, ولكن نحن نحرص كذلك علي تنويع الخطاب لنضمن مساندة كل شرائح المجتمع.



أستاذ هشام..البعض يطلق فقاعات كلامية في وجه المقاطعة, مثل تضرر العمالة, وكذلك تضرر الاقتصاد الوطني, والبعض يقول' أنا أقاطع ومائه لا يقاطعون فلا فائدة...فما ردكم علي هذه الأقاويل؟

القول بأن 'العمالة تضرر من جراء المقاطعة' حق يراد به باطل, لأننا ذا احتكمنا إلي الشرع فسنجد القاعدة تقول'دفع أكبر الضررين ' فهذه الفئة التي تفقد وظائفها لديها من الفرصة لتبحث عن عمل آخر, أما هذا الذي يموت في أرضنا المحتلة ويهدم بيته فمن له؟, هذه واحدة, والثانية أن الخصخصة التي تنادي بها الحكومات وتطبقها تسرح العمالة أيضا بزعم المصلحة العامة والحفاظ علي اقتصاد الدولة, حيث تم تسريح 180 ألف عامل, فلماذا التفرقة؟

وهنا يحسن بنا أن نذكر بعض الحقائق المتعلقة بالاستثمارات الأمريكية التي تبلغ قيمتها 3 مليار دولار وتوظف 40 ألف عامل, في حين أن سوق العمل بها 29 مليون عامل, منهم 3 مليون بلا عمل, وعلي ذلك فان حجم المسرحين من الشركات الأمريكية لا يمثل 1% من حجم العاطلين عن العمل.

كما أن هناك 'تدوير للعمالة في السوق, فعندما تغلق شركة أمريكية أو صهيونية تفتح أكثر من شركة وطنية تستوعب عددا اكبر من العمالة.

ويكفي للدلالة علي 'بطلان'هذه الشبهة أن الشركات الأمريكية تسببت في تسريح 1500 عامل من شركة [الإسكندرية للزيوت والصابون] وبعد مقاطعة المنتج الأمريكي انتعشت حركة الشركة واستقدمت عددا من العمالة التي سبق وسرحتها.

أما القول بان المقاطعة تضر الاقتصاد الوطني, فغير ذلك, لان الشركات الأمريكية والصهيونية لا تسهم في رفع مستوي الاقتصاد الوطني لأنها تركز علي المنتجات الاستهلاكية والترفيهية, ومعظمها كذلك معفي من الضرائب.

وفيما يخص من يقول'أنا أقاطع ومائه لا يقاطعون' فنقول له أن المقاطعة موقف, وعبادة 'لله عز وجل', ومجموع المواقف يؤدي بلا شك إلي اثر.



ماذا عن خططكم المستقبلية؟

لا نستطيع الإفصاح عن ذلك, ولكن لكل وقت مقال ولكل فعل ما يناسبه.



كلمة أخيرة إلي من يستجيب لنداء المقاطعة..

لا يكفي ذلك, فيجب أن تدعو إلي ما تعتقد أنه الصواب.



كلمة توجهونها إلي رافضي المقاطعة...

ماذا تنتظرون حتى تقاطعون؟؟



كلمة إلي الشعوب العربية

يا 300 مليون عربي, لو منعتم أموالكم عن أمريكا لركعت عند أرجلكم.



كلمة إلي القادة والزعماء والقادة العرب

من خلال موقعكم ومسؤوليتكم, فعلوا المقاطعة الرسمية من خلال الجامعة العربية, لتلتقي كلمتكم مع رغبة شعوبكم.