المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقنين ضرب الطلاب وسيلة تربوية للعقاب لمنع العنف بالمدارس



ابن البلد
01-12-2005, 03:38 PM
تقنين ضرب الطلاب وسيلة تربوية للعقاب لمنع العنف بالمدارس !!
بسام بادويلان

أجمع عدد من التربويين والطلاب على أن الضرب وسيلة تربوية لا يمكن أن يتم الاستغناء عنها متى تم استخدامها بشكل صحيح وبضوابط مقننة لا تصل إلى حد العنف بحيث يتم استخدامها بعد كل الوسائل التربوية بدءا بالكلمة والنصح والتهديد والوعيد والحسم واستدعاء ولي الأمر ووصولا إلى الضرب غير المبرح.وقال أصحاب هذا الرأي أن الضرب يجب أن لا يستخدم مع كل الطلاب وإنما مع بعضهم لأن هناك فروقاً فردية وتفاوتاً في السمات الشخصية للطلاب مطالبين بأن يتم هذا الأسلوب بواسطة لجنة أو إدارة المدرسة والا يكون خاضعا لهوى أحد. في الوقت ذاته رفض عدد من الطلاب الضرب باعتباره من وجهة نظرهم يمس ويهين كرامة الطلاب. يرى حسين طارق أن الضرب أفضل من حسم الدرجات أو الفصل ولكن بأسلوب وضوابط مقننة بحيث لا يكون ضربا مؤلما أو مهينا للطالب وأن لا يتجاوز قدر عقوبة الخطأ الذي ارتكبه الطالب بحيث لا يفرط المعلم في هذا الأسلوب.أ ما بسام طلال المساوى يتفق مع الرأي السابق ويرى أن الضرب أفضل من حسم الدرجات وهو أهون الأمرين على الرغم من أنه لا يفضله كأسلوب تربوي إلا في أضيق الحدود وقت الحاجة المبررة له.ولم يحبذ حسام تركي السليماني أسلوب الضرب كوسيلة للعقاب مقترحا أن يتم اللجوء إلى البدائل الموجودة كاستدعاء ولي الأمر أو حسم الدرجات أو كتابة التعهد حتى إن استدعى الأمر وصول العقوبة إلى حد الفضل لمعالجة المشكلة ولحل الخطأ، وقال إن الضرب إهانة للطالب مؤكدا اهمية الا يصل الى حد القسوة.ويرفض ريان البيشي اسلوب الضرب معتبرا انه ليس حلا لمعالجة الخطأ وأنه قد ينفر الطالب من إكمال الدراسة ويحبط رغبته وقد يتطور حتى يشحن الطالب ضد معلمه مؤكدا ان التفاهم وفهم الطرف الآخر هو أنجع الحلول العلاجية.

تقنين الضرب

ويرى عدد من المعلمين ان الضرب المقنن والمضبوط وسيلة للتأديب وللعقاب لا يمكن الاستغناء عنها لطالما استخدم بطريقة بعيدة عن الإهانة وتجريح الطالب. يرى معلم الفيزياء فايز إبراهيم الثمالي أن الضرب مفيد ومهم لا غنى عنه طالما وضعت الضوابط المقننة له معتبرا أنه أسلوب مكمل للعملية التربوية بحيث يتم من خلال لجنة . أما معلم الحاسب الآلي منصور محمد النجار فقال ''الضرب موجود في التشريع الرباني وهو عقاب تأديبي وقد أخذ به وأقر على شارب الخمر بالجلد على سبيل المثال وليس الحصر وكذلك ضرب الأبناء لعشر للصلاة من هنا فإن الضرب أسلوب تربوي وتأديبي لطالما تم النصح مؤكدا انه لا يوجد أسلوب تأديبي أنجع منه أو بديل عنه للطالب المشاكس أو المخطئ.وبين النجار أن الجيل السابق كان مكافحا وله أسلوب أخرج عظماء ومشاهيرفي التاريخ والأدب والعلم وأعيان المجتمع واضاف انه حتى وقت قريب كان الضرب مسموحا ومتاحا مشيرا الى ان منعه الان ادى الى نشوء جيل جديد لا يكثرث بشيء.

الضرب ضرورة

ويؤيد معلم الحاسب الآلي عبدالعزيز الهندي أسلوب الضرب في بعض الأمور بأسلوب التدرج خاصة تجاه بعض الطلاب الذين لا ينفع معهم أي أسلوب آخر على الرغم مع أن الضرب مرفوض خاصة في المرحلة الثانوية لأن الطالب فيها قد كبر ووصل إلى سن أكبر من الضرب بينما يمكن استخدامه في المرحلة الابتدائية مشيرا إلى أن ابنه يضرب بشكل شبه يومي في مدرسته الابتدائية . واشار الى وجود طلاب لا يهمهم حسم الدرجات أو أي إجراء من هذا القبيل أو استدعاء ولي الأمر بمعنى أنهم ''بايعينها'' على حد قولهم ولا يهمهم شيء. وبين أن الضرب في الفترة الماضية في جيلنا والذي قبله خرج جيلا قويا من بينهم خرج العلماء والمعلمين والوزراء والفقهاء والأطباء والمهندسين والطيارين والذين يشار إليهم بالبنان. من جانبه أكد عبدالله السليمي وكيل مدرسة ثانوية فلسطين بجدة أن قرارات وزارة التربية والتعليم واضحة بمنع ضرب المعلمين الطلاب دون أي وجهة نظر أو اجتهاد فردي من المعلم، مبينا أن هناك لائحة توضح الأساليب التأديبية التي يلجأ لها المعلم في معاقبة تلميذه وهي لائحة السلوك والمواظبة محددة جميع المخالفات التي يمكن أن يقوم بها الطالب وكذلك التصرف الذي يمكن أن تتخذه المدرسة بحق الطالب ابتداء من حسم الدرجات أو تمتد إلى فصل الطالب لمدة أسبوعين وحسب نوعية المخالفة والقضية وقد تمتد للفصل بعد الرفع للجهة المعنية. واشار الى ان لجوء بعض المدرسين إلى العقوبات أو الضرب يرجع إلى مجموعة من الأسباب الاخرى التى تتعلق بالتربية لذا فمن الطبيعي أن تزيد تلك المخالفات والعقوبات كلما كان عدد الطلاب كبير في الوقت الذي تتفاوت وتختلف فيه سلوكيات وثقافات الطلاب التربوية.

وبين السليمي أن المعلم مرب ومعلم فإن لاحظ أي سلوك خاطئ على طالب يمكن أن تحل المشكلة من البداية عن طريق المرشد الطلابي وإدارة المدرسة وتتدخل المدرسة في حال مااذا كانت المخالفة كبيرة. وقال ان تطبيق عقوبة الضرب في المرحلة الابتدائية أكثر من المرحلة الثانوية بسبب التفاوت في أعمار الطلاب.وأوضح السليمي أن المجتمع يريد أن يغير كل الموروث الموجود لدى أذهان كثير من المعلمين وأولياء الأمور خلال الفترة الماضية التي جاء فيها قرار منع الضرب والذي لم يكن موجودا في تلك الفترة الماضية. واضاف ان صدور هذا القرار في مرحلة معينة يحتاج إلى تفعيل وإلى ضبط وإيجاد البدائل التربوية العقابية المجدية لاسيما وأن الشرع قد أقر الضرب البسيط كأسلوب من أساليب التربية وفق ضوابط معينة وإن هناك مثلا شرعيا تربويا قول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه ''مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر''، وضرب الزوجة وفق شروط وضوابط وشروط ووضعية معينة، وشارب الخمر، كل هذه الأمثلة تدل على أن الضرب هو أسلوب من أساليب التربية.

واضاف في وقت سابق كان الطالب يهاب المعلم إلا أنه في الوقت الراهن يقال أن هيبة المعلم قد ضاعت ، ولم يشك أولياء الأمور من ضرب أبنائهم في الماضي لتربيتهم مثلما يشكو منه الكثير في الوقت الراهن ، حيث ينظر ولي المر للمعلم الذي يلجأ للضرب كأنه شخص من الشارع قد اعتدى على ابنه ضربا. واضاف ان اللجوء إلى الضرب في الحالات القليلة أسلوب عقابي مهم ويمكن أن يقنن ويتم وفق لجنة مدرسية حتى يتم تلافي أي نزعات فردية أو ردة فعل شخصية من أي معلم ونحن نريد أن يكون الضرب هو إحساس لخطأ أقترفه الطالب.