naji2003
08-11-2005, 01:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً :: أسأل الله عز وجل ان يجزي رجال الحسبة عنا خيرا .. وان يرفع قدرهم .. ويعظم أجرهم .. على حفظ عورات المسلمين .. وان يرزقهم الفردوس الأعلى ..
ثانياً :: هذه القصة دلالة واضحه على ستر رجال الهيئية على أبناء وبنات المسلمين في كل مكان .. وان الهدف الاصلاح لا التشهير ...
ثالثا :: أعلم أن هذه القصة ستكون غصة في حلوق بعض الخلق لكن لن ألتفت اليهم .. لأن الهدف الاعتبار وليس الانتقاد ...
والآن مع القصة كاملة :::
قصة من الواقع حدثت مع الشيخ سليمان علو حفظه الله رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة قال :::::::::::::::::::::::::::::::
جلس بهدوء أمامي ، وأخرج من جيبه كرتاً وضعه بين يديّ ...
تأملت الكرت قليلاً ، وأخذت أتأمل في وجهه ...
الكرت ذو ألوان صارخة ورسومات هابطة تدل على العشق والغرام ، والشاب الذي يجلس أمامي يبدو جاداً ومستقيماً ...
ابتسمت في وجهه وقلت : ما هذا الكرت ؟ وما قصته ؟
فقال : هذا كرت لأحد الشباب العابثين المتسكعين في الأسواق الذين يعبثون بأعراض المسلمين ، ويعاكسون الفتيات الجاهلات الغافلات ، يوقعوهن في العشق والغرام ويجرونهن للوقوع في الفاحشة ...
وقد استخلصته أختي من إحدى الفتيات الساذجات في السوق ، وجئت لكي تناصحوه وتزجروه ...
شعرت بالسعادة من حماسة هذا الشاب وحرصه على الإنكار ، وأيضاً سعدت بتلك الأخت الفاضلة والتي قامت بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السوق ...
شكرته ووعدته خيراً ....
*******
مضى الشاب ووضعت الكرت أمامي على الطاولة أنتظر الفرصة المناسبة للاتصال بالشاب صاحب الكرت ، ولكن زحمة الأعمال وتتابعها حال بيني وبين الاتصال ، إلى أن جاء ذلك اليوم ...
جلست أحقق مع شاب ضبطته الهيئة في حالة اختلاء مع فتاة في إحدى المنتزهات ، وبعد الانتهاء استدعيت أحد رجال الهيئة حتى يتم اتخاذ الإجراء المناسب معه ، وقمت باستدعاء الفتاة ...
جلست الفتاة أمامي ، بحجابها المطرز وعباءتها المفصلة لجسدها ، منظرها جعل الأمر يبدو واضحاً بالنسبة لي ...
تساءلت بمرارة : أين الأب وأين الأم ؟؟
أين أخوتها ؟
كيف سمحوا لها بالخروج على هذه الهيئة الفاتنة ؟
كيف غاب الرقيب ؟ ومن المسئول ؟
أما هي فقد جلست في صمت ، تتمنى الموت على الفضيحة ، كانت يائسة ومنهارة ، الفضيحة تطاردها والعار قد جلبته لأسرتها ...
أنطلقت أعظها وأذكرها ...
كيف تركت للشيطان أن يقودك إلى هذا الطريق القذر النجس ؟؟
هل تعلمين ماذا جنيت على أسرتك من الفضيحة والعار ؟
كيف بك إذا قبض ملك الموت روحك وأنت على هذه الحالة ؟
وهل تظني أن الشاب سيتزوج منك ؟
لقد عرضت عليه الزواج منك ! هل تريدين أن تعرفي بماذا أجاب ؟
إنه لا يتزوج من فتاة تسلم نفسها للشيطان ... من فتاة قد تخدعه مع شاب آخر ...
ذكرتها بالنار التي أعدها الله عز وجل للعصاة يوم القيامة ...
وأخيراً طلبت منها رقم هاتف ولي أمرها حتى نتصل عليه ...
بدأت تذكر الرقم رقماً رقما ، وصوتها تخنقه العبرات ...
أنتهيت من كتابة الرقم ، شعرت بأن هذا الرقم معروفاً لديّ ...
أخذت أفكر لمن هذا الرقم ؟ ومتى سمعت بهِ ؟
صوبت نظري إلى الكرت الذي أمامي على الطاولة ...
أعدت النظر إلى الرقم الذي ذكرته الفتاة ...
وضعت يدي على رأسي ...
وانطلقت من شفتيي : لا إله إلا الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ...
إنه نفس الرقم ...
كما تدين وتدان والجزاء من جنس العمل ...
لم تنتبه الفتاة فقد كانت مطرقة برأسها إلى الأرض ...
سألتها : لمن هذا الرقم ؟
فقالت : إنه لأخي وذكرت اسمه ...
اتصلت على الشاب ،وأثناء الاتصال أخذت أردد مع نفسي : دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ، وطلبت منه الحضور إلى مكتب الهيئة لأمر ضروري وعاجل ...
******
جاء الشاب إلى المكتب ، تظاهر بالجدية والثبات وعدم المبالاة ، لكنني أحس بدقات قلبه المتسارعة فهو في مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
جلس وكأنه يجلس على جمر ، يعبث بأصابعه التي تمتد إلى عنقه وشعره ...
مددت إليه بالكرت وبه رقم هاتفه وقلب تضرج بالدم في تنسيق بديع وعجيب ..
- هل هذا الكرت لك ...
أجاب بسرعة ، لا .. ليس لي ...
ضحكت : أنا لم استدعيك من أجل الكرت ...
عاد إليه الهدوء وقال : بصراحة الكرت لي ، ولكن ياشيخ أنا تركت معاكسة الفتيات منذ فترة ، وتخلصت من جميع كروتي ، إنها لحظة من لحظات الطيش ، حسببي الله على رفقاء السوء ، هم الذين جروني إلى مثل هذه الأمور القذرة ...
صوبت عيني في عينيه حاول أن يتجنبني ، ضحكت ، أيقنت بأنه يحاول الكذب وخداعي ...
حلف لي ... صدقني ياشيخ ... أنا لا أكذب عليك ...
أعتدلت في جلستي وقلت له : لقد طلبتك لأمر آخر ، فالموضوع خطير جداً ، ولا يحتمل التأخير ...
نبرات صوتي ، وملامح وجهي التي تغيرت جعلت الشاب يتأهب لخبرٍ مفجع ...
واصلت حديثي ، لقد وجدنا هذه الفتاة مع شاب في إحدى المنتزهات ، وقد أعطتنا رقمك ، وتقول إنها أختك ....
وفي هذه اللحظة دخلت الفتاة ليتعرف عليها الشاب ...
وقف الشاب على قدميه ، ألتفت إلى الفتاة ...
سكت لحظة وأخذ يقلب نظره بيني وبين الفتاة ، ثم أنهار باكياً ينتحب ، أما أخته فقد أنهارت هي الأخرى ، وأخذا يبكيان سوياً ...
أخرجت الفتاة من الغرفة ، وتقدمت نحو الشاب ، وضعت يدي على كتفه ...
- أتمنى أن تكون هذه موعظة لك ولأختك ، الحمدلله أن الهيئة أمسكت بهما ، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ، أنتبه لأختك فما أظن الذي حصل لها إلا بسببك ، فإن شؤم المعصية يحل بالمرء في نفسه أو ماله أو عرضه ، وكما كنت تحاول الإيقاع بالفتيات كان هناك من يحاول الإيقاع بـ... والجزاء من جنس العمل وقديماً قيل : دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ...
ألتفت إليّ بعينين قد أغرورقتا بالدموع وقال : نعم أنا السبب ...
كنت أظن نفساً ذكياً ، أستطيع الايقاع بالفتيات ...
لقد كنت ذئباً محتالاً قذراً يعبث بقلوبهن وربما أعراضهن ...
بل قل كنت غبياً يوم تركت الذئاب يعبثن بقلب أختي ... ولا أدري ربما عفتها وشرفها ...
نعم أنا الجاني أولاً وأخيراً ...
أمي ... أبي ... أنتما السب ، نعم أنتما السبب لقد تركتما لنا الحرية التامة ، أين متابعتكما ومراقبتكما ...
لا .. لستما السبب ، إنهما مسكينان ، لقد كنا نخدعهما ، إنهما لا يعرفان حقيقة المجتمع والفساد الذي أنتشر بين شبابه الغافل ، أنا الذي يعرف حال الشباب و أنا من كان يجب عليه أن يحمي أخته من الذئاب أمثالي ...
نعم كنت ذليلاً بسبب ذنوبي وآثامي ، كنت جباناً أضعفتني حياتي العابثة ...
كنت أراها تخرج بعباءتها وحجابها الفاتن ، فيستعجم لساني ولا أنطق ...
كنت جباناً ، والآن أجني ثمرة جرائمي في حق نفسي وحق أختي وحق الآخرين ...
إنها مرة ، إنني أتذوقها في حلقي ، إنها مرة .. مرة تكاد روحي تخرج معها ...
إنها فضيحة ... فضيحة ...
يارب ... يارب عفوك يارب ...
وهنا سكت الشاب وعاد إلى البكاء من جديد ...
تركته يبكي إلى أن سكت ...
مددت له المناديل ، شرب كأساً من الماء ، ألتفت إليّ في ذلٍ رهيب ...
- ياشيخ ... أنا بين يديك أفعل بي ما تشاء ، أذهب بي إلى السجن ، أنا أستحق ذلك بل أكثر ، ولكن ...
- ولكن ماذا ؟
- أختي أرجوك لا تفضحها يا شيخ ، أرجوك لا ترسل بها إلى السجن ، ليست هي الجانية ، الجاني من ضيع الأمانة ، من فرط في حفظها ، يا شيخ السجن يعني نهاية حياتها وحياة أسرتي ...
- لا تخف لن أرسلها إلى السجن بل سأرسلها معك ...
- حقاً ياشيخ .. سترسلها معي ، ستعود معي إلى البيت ...
- نعم ولكن قبل أن تذهبا عاهدا الله على التوبة والإنابة إليه ، فإن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر ...
- قال الله تعالى : (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) .
تقدم نحوي يريد أن يقبل رأسي ويدي ، منعته ، وقلت له : بل انطرح بين يدي ربك وخالقك ، معترفاً بذنبك متذللاً وخاضعاً ترجو رحمته وتخشى عذابه ، واعلم بأن الله غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، كما أنه شديد العقاب ، أعد لمن ضيع الأمانة وفرط في حفظها ناراً وقودها الناس والحجارة ....
أطرق برأسه إلى الأرض ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقد تقاطر الدمع على خده ثم قال : شكراً لك ياشيخ لن أنسى أياديك البيضاء عليّ وعلى أسرتي ما حييت ...
القصة منقوله من موقع ((( طريق التوبة )))
أولاً :: أسأل الله عز وجل ان يجزي رجال الحسبة عنا خيرا .. وان يرفع قدرهم .. ويعظم أجرهم .. على حفظ عورات المسلمين .. وان يرزقهم الفردوس الأعلى ..
ثانياً :: هذه القصة دلالة واضحه على ستر رجال الهيئية على أبناء وبنات المسلمين في كل مكان .. وان الهدف الاصلاح لا التشهير ...
ثالثا :: أعلم أن هذه القصة ستكون غصة في حلوق بعض الخلق لكن لن ألتفت اليهم .. لأن الهدف الاعتبار وليس الانتقاد ...
والآن مع القصة كاملة :::
قصة من الواقع حدثت مع الشيخ سليمان علو حفظه الله رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة قال :::::::::::::::::::::::::::::::
جلس بهدوء أمامي ، وأخرج من جيبه كرتاً وضعه بين يديّ ...
تأملت الكرت قليلاً ، وأخذت أتأمل في وجهه ...
الكرت ذو ألوان صارخة ورسومات هابطة تدل على العشق والغرام ، والشاب الذي يجلس أمامي يبدو جاداً ومستقيماً ...
ابتسمت في وجهه وقلت : ما هذا الكرت ؟ وما قصته ؟
فقال : هذا كرت لأحد الشباب العابثين المتسكعين في الأسواق الذين يعبثون بأعراض المسلمين ، ويعاكسون الفتيات الجاهلات الغافلات ، يوقعوهن في العشق والغرام ويجرونهن للوقوع في الفاحشة ...
وقد استخلصته أختي من إحدى الفتيات الساذجات في السوق ، وجئت لكي تناصحوه وتزجروه ...
شعرت بالسعادة من حماسة هذا الشاب وحرصه على الإنكار ، وأيضاً سعدت بتلك الأخت الفاضلة والتي قامت بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السوق ...
شكرته ووعدته خيراً ....
*******
مضى الشاب ووضعت الكرت أمامي على الطاولة أنتظر الفرصة المناسبة للاتصال بالشاب صاحب الكرت ، ولكن زحمة الأعمال وتتابعها حال بيني وبين الاتصال ، إلى أن جاء ذلك اليوم ...
جلست أحقق مع شاب ضبطته الهيئة في حالة اختلاء مع فتاة في إحدى المنتزهات ، وبعد الانتهاء استدعيت أحد رجال الهيئة حتى يتم اتخاذ الإجراء المناسب معه ، وقمت باستدعاء الفتاة ...
جلست الفتاة أمامي ، بحجابها المطرز وعباءتها المفصلة لجسدها ، منظرها جعل الأمر يبدو واضحاً بالنسبة لي ...
تساءلت بمرارة : أين الأب وأين الأم ؟؟
أين أخوتها ؟
كيف سمحوا لها بالخروج على هذه الهيئة الفاتنة ؟
كيف غاب الرقيب ؟ ومن المسئول ؟
أما هي فقد جلست في صمت ، تتمنى الموت على الفضيحة ، كانت يائسة ومنهارة ، الفضيحة تطاردها والعار قد جلبته لأسرتها ...
أنطلقت أعظها وأذكرها ...
كيف تركت للشيطان أن يقودك إلى هذا الطريق القذر النجس ؟؟
هل تعلمين ماذا جنيت على أسرتك من الفضيحة والعار ؟
كيف بك إذا قبض ملك الموت روحك وأنت على هذه الحالة ؟
وهل تظني أن الشاب سيتزوج منك ؟
لقد عرضت عليه الزواج منك ! هل تريدين أن تعرفي بماذا أجاب ؟
إنه لا يتزوج من فتاة تسلم نفسها للشيطان ... من فتاة قد تخدعه مع شاب آخر ...
ذكرتها بالنار التي أعدها الله عز وجل للعصاة يوم القيامة ...
وأخيراً طلبت منها رقم هاتف ولي أمرها حتى نتصل عليه ...
بدأت تذكر الرقم رقماً رقما ، وصوتها تخنقه العبرات ...
أنتهيت من كتابة الرقم ، شعرت بأن هذا الرقم معروفاً لديّ ...
أخذت أفكر لمن هذا الرقم ؟ ومتى سمعت بهِ ؟
صوبت نظري إلى الكرت الذي أمامي على الطاولة ...
أعدت النظر إلى الرقم الذي ذكرته الفتاة ...
وضعت يدي على رأسي ...
وانطلقت من شفتيي : لا إله إلا الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ...
إنه نفس الرقم ...
كما تدين وتدان والجزاء من جنس العمل ...
لم تنتبه الفتاة فقد كانت مطرقة برأسها إلى الأرض ...
سألتها : لمن هذا الرقم ؟
فقالت : إنه لأخي وذكرت اسمه ...
اتصلت على الشاب ،وأثناء الاتصال أخذت أردد مع نفسي : دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ، وطلبت منه الحضور إلى مكتب الهيئة لأمر ضروري وعاجل ...
******
جاء الشاب إلى المكتب ، تظاهر بالجدية والثبات وعدم المبالاة ، لكنني أحس بدقات قلبه المتسارعة فهو في مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
جلس وكأنه يجلس على جمر ، يعبث بأصابعه التي تمتد إلى عنقه وشعره ...
مددت إليه بالكرت وبه رقم هاتفه وقلب تضرج بالدم في تنسيق بديع وعجيب ..
- هل هذا الكرت لك ...
أجاب بسرعة ، لا .. ليس لي ...
ضحكت : أنا لم استدعيك من أجل الكرت ...
عاد إليه الهدوء وقال : بصراحة الكرت لي ، ولكن ياشيخ أنا تركت معاكسة الفتيات منذ فترة ، وتخلصت من جميع كروتي ، إنها لحظة من لحظات الطيش ، حسببي الله على رفقاء السوء ، هم الذين جروني إلى مثل هذه الأمور القذرة ...
صوبت عيني في عينيه حاول أن يتجنبني ، ضحكت ، أيقنت بأنه يحاول الكذب وخداعي ...
حلف لي ... صدقني ياشيخ ... أنا لا أكذب عليك ...
أعتدلت في جلستي وقلت له : لقد طلبتك لأمر آخر ، فالموضوع خطير جداً ، ولا يحتمل التأخير ...
نبرات صوتي ، وملامح وجهي التي تغيرت جعلت الشاب يتأهب لخبرٍ مفجع ...
واصلت حديثي ، لقد وجدنا هذه الفتاة مع شاب في إحدى المنتزهات ، وقد أعطتنا رقمك ، وتقول إنها أختك ....
وفي هذه اللحظة دخلت الفتاة ليتعرف عليها الشاب ...
وقف الشاب على قدميه ، ألتفت إلى الفتاة ...
سكت لحظة وأخذ يقلب نظره بيني وبين الفتاة ، ثم أنهار باكياً ينتحب ، أما أخته فقد أنهارت هي الأخرى ، وأخذا يبكيان سوياً ...
أخرجت الفتاة من الغرفة ، وتقدمت نحو الشاب ، وضعت يدي على كتفه ...
- أتمنى أن تكون هذه موعظة لك ولأختك ، الحمدلله أن الهيئة أمسكت بهما ، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ، أنتبه لأختك فما أظن الذي حصل لها إلا بسببك ، فإن شؤم المعصية يحل بالمرء في نفسه أو ماله أو عرضه ، وكما كنت تحاول الإيقاع بالفتيات كان هناك من يحاول الإيقاع بـ... والجزاء من جنس العمل وقديماً قيل : دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ...
ألتفت إليّ بعينين قد أغرورقتا بالدموع وقال : نعم أنا السبب ...
كنت أظن نفساً ذكياً ، أستطيع الايقاع بالفتيات ...
لقد كنت ذئباً محتالاً قذراً يعبث بقلوبهن وربما أعراضهن ...
بل قل كنت غبياً يوم تركت الذئاب يعبثن بقلب أختي ... ولا أدري ربما عفتها وشرفها ...
نعم أنا الجاني أولاً وأخيراً ...
أمي ... أبي ... أنتما السب ، نعم أنتما السبب لقد تركتما لنا الحرية التامة ، أين متابعتكما ومراقبتكما ...
لا .. لستما السبب ، إنهما مسكينان ، لقد كنا نخدعهما ، إنهما لا يعرفان حقيقة المجتمع والفساد الذي أنتشر بين شبابه الغافل ، أنا الذي يعرف حال الشباب و أنا من كان يجب عليه أن يحمي أخته من الذئاب أمثالي ...
نعم كنت ذليلاً بسبب ذنوبي وآثامي ، كنت جباناً أضعفتني حياتي العابثة ...
كنت أراها تخرج بعباءتها وحجابها الفاتن ، فيستعجم لساني ولا أنطق ...
كنت جباناً ، والآن أجني ثمرة جرائمي في حق نفسي وحق أختي وحق الآخرين ...
إنها مرة ، إنني أتذوقها في حلقي ، إنها مرة .. مرة تكاد روحي تخرج معها ...
إنها فضيحة ... فضيحة ...
يارب ... يارب عفوك يارب ...
وهنا سكت الشاب وعاد إلى البكاء من جديد ...
تركته يبكي إلى أن سكت ...
مددت له المناديل ، شرب كأساً من الماء ، ألتفت إليّ في ذلٍ رهيب ...
- ياشيخ ... أنا بين يديك أفعل بي ما تشاء ، أذهب بي إلى السجن ، أنا أستحق ذلك بل أكثر ، ولكن ...
- ولكن ماذا ؟
- أختي أرجوك لا تفضحها يا شيخ ، أرجوك لا ترسل بها إلى السجن ، ليست هي الجانية ، الجاني من ضيع الأمانة ، من فرط في حفظها ، يا شيخ السجن يعني نهاية حياتها وحياة أسرتي ...
- لا تخف لن أرسلها إلى السجن بل سأرسلها معك ...
- حقاً ياشيخ .. سترسلها معي ، ستعود معي إلى البيت ...
- نعم ولكن قبل أن تذهبا عاهدا الله على التوبة والإنابة إليه ، فإن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر ...
- قال الله تعالى : (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) .
تقدم نحوي يريد أن يقبل رأسي ويدي ، منعته ، وقلت له : بل انطرح بين يدي ربك وخالقك ، معترفاً بذنبك متذللاً وخاضعاً ترجو رحمته وتخشى عذابه ، واعلم بأن الله غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، كما أنه شديد العقاب ، أعد لمن ضيع الأمانة وفرط في حفظها ناراً وقودها الناس والحجارة ....
أطرق برأسه إلى الأرض ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقد تقاطر الدمع على خده ثم قال : شكراً لك ياشيخ لن أنسى أياديك البيضاء عليّ وعلى أسرتي ما حييت ...
القصة منقوله من موقع ((( طريق التوبة )))