الــصــقــر
11-10-2005, 05:31 PM
مع بدء العام الدراسي الجديد في أسبانيا منتصف سبتمبر الجاري، يشهد قسم من المدارس الحكومية في البلاد تدريس مادة الدين الإسلامي.
وتأتي هذه الخطوة تطبيقا لاتفاق بين الحكومة والهيئة الإسلامية، الممثل الرسمي لمسلمي أسبانيا، بتدريس الدين الإسلامي للتلاميذ الراغبين في ذلك، بصرف النظر عن ديانتهم.
وبدأ بالفعل تطبيق هذا الاتفاق في النصف الثاني من العام الدراسي 2004-2005، إلا أنه كان على نطاق محدود جدا، لم يتعد عمليا مدرستين.
وأعلنت وزارة التعليم الأسبانية أنه سيبدأ تطبيق الاتفاق بشكل أكثر توسعا هذا العام لكنه يبقى جزئيا، وأرجعت ذلك لنقص أعداد المدرسين، غير أن تقارير صحفية أسبانية تحدثت عن "تلكؤ بعض الحكومات المحلية في الامتثال للاتفاق".
ثلاث مناطق
وفي الوقت الراهن، يشمل سريان الاتفاق ثلاث مناطق رئيسية: هي منطقة الأندلس بأقصى الجنوب، وأراجون بالوسط، ومنطقة الباسك بأقصى الشمال، بحسب الوزارة.
ويدرّس الدين الإسلامي منذ سنوات في مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين اللتين تحتلهما أسبانيا، حيث توجد بهما نسبة كبيرة من المسلمين تزيد عن 40% من العدد الإجمالي للسكان، وقد مثلت المدينتان نموذجا لنقل التجربة إلى المناطق الأسبانية.
ولا يزيد عدد المدرسين الذين سيضطلعون بالمهمة عن 17 مدرسا يتوزعون على نحو 40 مدرسة بالمناطق الثلاثة التي سيبدأ تدريس الإسلام بها.
وسيقوم 13 مدرسا بالعمل في منطقة الأندلس بالجنوب، وهي المنطقة التي تعرف كثافة كبيرة في المهاجرين المسلمين حيث يتركزون بالأخص في مناطق زراعية.
ويقوم 3 مدرسين بالعمل في منطقة أراجون، بينما سيعمل مدرس واحد فقط في منطقة الباسك، وهي المنطقة التي تعرف عددا قليلا من المهاجرين المسلمين وتتميز بنزعتها الاستقلالية عن الحكم المركزي.
وكانت جزر الخالدات (الكاناري) بالمحيط الأطلسي تنتظر وصول مدرس واحد على الأقل لتدريس الدين الإسلامي في مدارسها العمومية، غير أنها أجلت ذلك بسبب شح المدرسين وانتظار قرار بذلك من الحكومة المركزية.
وقال رياض تتري الأمين العام للهيئة الإسلامية في أسبانيا لإسلام أون لاين.نت الثلاثاء 13-9-2005 أنه يأمل أن يشمل سريان اتفاقية تدريس الدين الإسلامي بالمدارس مختلف مناطق البلاد، وخصوصا العاصمة مدريد التي وصفها تتري بالمنطقة "المهمة" حيث يفوق عدد المسلمين بها 100 ألف نسمة.
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت: إن برشلونة (شمال شرق) التي يوجد بها تجمع إسلامي كبير يزيد عن 150 ألفا، لن يتم فيها أيضا تدريس الدين الإسلامي خلال العام الدراسي 2005-2006.
قلة المدرسين
وعبر رئيس الهيئة الإسلامية "عبد السلام منصور إيسكوديرو" في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأسبانية، عن عدم رضاه عن قلة عدد المدرسين وكون الاتفاقية تشمل مناطق قليلة من البلاد.
غير أنه اعتبر أن من الضروري أن تبدأ الدروس بعد انتظار دام سنين على أن يتم استكمال تطبيق الاتفاقية لتشمل باقي مناطق البلاد.
وتشكو الهيئة الإسلامية من أن عدد التلاميذ المسجلين حاليا في لوائح وزارة التعليم الأسبانية والذين يرغبون في تلقي دروس الدين الإسلامي أقل من 25 ألفا، بينما يؤكد منصور إيسكوديرو أنهم يتجاوزون 80 ألف تلميذ.
وحسب صحيفة "أ ب س" الأسبانية فإن قلة عدد المدرسين ترجع إلى أن الحكومة الأسبانية فضلت توفرهم بمواصفات خاصة، بينها حملهم لشهادات جامعية ونشأتهم داخل أسبانيا.
وكانت مسألة إعداد المدرسين من بين نقاط الخلاف بين الحكومة الأسبانية والهيئة الإسلامية، كما عبر مسئولون مغاربة عن الرغبة في إيفاد مدرسين من داخل المغرب إلى أسبانيا، وهو الشيء نفسه الذي كانت ترغب فيه السعودية. غير أن الحكومة الأسبانية فضلت إعداد مدرسين من داخل البلاد بدلا من جلبهم من الخارج.
تنفيذ طال انتظاره
ويعد الاتفاق بين الهيئة الإسلامية والحكومة الاشتراكية الحالية إحياء لاتفاق وقعته الهيئة بداية التسعينيات من العقد الماضي مع الحكومة الأسبانية الاشتراكية السابقة، غير أن تنفيذه تأخر لعدة سنوات لأسباب وصفت بالفنية قبل أن يصل الحزب الشعبي اليميني إلى السلطة عام 1996 ويتم تجميد الاتفاقية لمدة 8 سنوات.
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت: إن المنظمات والهيئات الإسلامية في البلاد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى محو الصور النمطية التي تركزت في أذهان الأسبان حول الإسلام، خصوصا بعد التفجيرات التي عرفتها مدريد في مارس 2004 والتي أودت بحياة حوالي 200 شخص قُبض بعدها على عدد من المهاجرين المسلمين.
تعريف بسيط
وبحسب وزارة التعليم الأسبانية، فإن الدروس حول الدين الإسلامي ستكون بسيطة تشتمل على التعريف بالدين الإسلامي وأركانه وأسسه العامة، على اعتبار أن التلاميذ رغم أغلبيتهم المسلمة فإن بينهم أعدادا من المسيحيين، كما سيركز على علاقة الإسلام بالديانات السماوية الأخرى، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ الإسلام.
وحسب صحيفة "إيل بيريوديكو دي أراجون" الأسبانية فإن الدروس حول الإسلام ستكون اختيارية وستلقى كلها باللغة الأسبانية، باستثناء بعض الحالات الخاصة التي سيتم فيها قراءة آيات القرآن الكريم بالعربية. وأضافت الصحيفة أنه لن يتم تعليم التلاميذ أسس الصلاة أو الفرائض الإسلامية الأخرى مثلا باعتبار أن ذلك يبقى من مهام الأسرة والمساجد.
وقالت الصحيفة إن كل مدرس سيتلقى أجرا شهريا قدره 1200 يورو (1471 دولارا).
المصدر : إسلام أون لاين
وتأتي هذه الخطوة تطبيقا لاتفاق بين الحكومة والهيئة الإسلامية، الممثل الرسمي لمسلمي أسبانيا، بتدريس الدين الإسلامي للتلاميذ الراغبين في ذلك، بصرف النظر عن ديانتهم.
وبدأ بالفعل تطبيق هذا الاتفاق في النصف الثاني من العام الدراسي 2004-2005، إلا أنه كان على نطاق محدود جدا، لم يتعد عمليا مدرستين.
وأعلنت وزارة التعليم الأسبانية أنه سيبدأ تطبيق الاتفاق بشكل أكثر توسعا هذا العام لكنه يبقى جزئيا، وأرجعت ذلك لنقص أعداد المدرسين، غير أن تقارير صحفية أسبانية تحدثت عن "تلكؤ بعض الحكومات المحلية في الامتثال للاتفاق".
ثلاث مناطق
وفي الوقت الراهن، يشمل سريان الاتفاق ثلاث مناطق رئيسية: هي منطقة الأندلس بأقصى الجنوب، وأراجون بالوسط، ومنطقة الباسك بأقصى الشمال، بحسب الوزارة.
ويدرّس الدين الإسلامي منذ سنوات في مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين اللتين تحتلهما أسبانيا، حيث توجد بهما نسبة كبيرة من المسلمين تزيد عن 40% من العدد الإجمالي للسكان، وقد مثلت المدينتان نموذجا لنقل التجربة إلى المناطق الأسبانية.
ولا يزيد عدد المدرسين الذين سيضطلعون بالمهمة عن 17 مدرسا يتوزعون على نحو 40 مدرسة بالمناطق الثلاثة التي سيبدأ تدريس الإسلام بها.
وسيقوم 13 مدرسا بالعمل في منطقة الأندلس بالجنوب، وهي المنطقة التي تعرف كثافة كبيرة في المهاجرين المسلمين حيث يتركزون بالأخص في مناطق زراعية.
ويقوم 3 مدرسين بالعمل في منطقة أراجون، بينما سيعمل مدرس واحد فقط في منطقة الباسك، وهي المنطقة التي تعرف عددا قليلا من المهاجرين المسلمين وتتميز بنزعتها الاستقلالية عن الحكم المركزي.
وكانت جزر الخالدات (الكاناري) بالمحيط الأطلسي تنتظر وصول مدرس واحد على الأقل لتدريس الدين الإسلامي في مدارسها العمومية، غير أنها أجلت ذلك بسبب شح المدرسين وانتظار قرار بذلك من الحكومة المركزية.
وقال رياض تتري الأمين العام للهيئة الإسلامية في أسبانيا لإسلام أون لاين.نت الثلاثاء 13-9-2005 أنه يأمل أن يشمل سريان اتفاقية تدريس الدين الإسلامي بالمدارس مختلف مناطق البلاد، وخصوصا العاصمة مدريد التي وصفها تتري بالمنطقة "المهمة" حيث يفوق عدد المسلمين بها 100 ألف نسمة.
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت: إن برشلونة (شمال شرق) التي يوجد بها تجمع إسلامي كبير يزيد عن 150 ألفا، لن يتم فيها أيضا تدريس الدين الإسلامي خلال العام الدراسي 2005-2006.
قلة المدرسين
وعبر رئيس الهيئة الإسلامية "عبد السلام منصور إيسكوديرو" في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأسبانية، عن عدم رضاه عن قلة عدد المدرسين وكون الاتفاقية تشمل مناطق قليلة من البلاد.
غير أنه اعتبر أن من الضروري أن تبدأ الدروس بعد انتظار دام سنين على أن يتم استكمال تطبيق الاتفاقية لتشمل باقي مناطق البلاد.
وتشكو الهيئة الإسلامية من أن عدد التلاميذ المسجلين حاليا في لوائح وزارة التعليم الأسبانية والذين يرغبون في تلقي دروس الدين الإسلامي أقل من 25 ألفا، بينما يؤكد منصور إيسكوديرو أنهم يتجاوزون 80 ألف تلميذ.
وحسب صحيفة "أ ب س" الأسبانية فإن قلة عدد المدرسين ترجع إلى أن الحكومة الأسبانية فضلت توفرهم بمواصفات خاصة، بينها حملهم لشهادات جامعية ونشأتهم داخل أسبانيا.
وكانت مسألة إعداد المدرسين من بين نقاط الخلاف بين الحكومة الأسبانية والهيئة الإسلامية، كما عبر مسئولون مغاربة عن الرغبة في إيفاد مدرسين من داخل المغرب إلى أسبانيا، وهو الشيء نفسه الذي كانت ترغب فيه السعودية. غير أن الحكومة الأسبانية فضلت إعداد مدرسين من داخل البلاد بدلا من جلبهم من الخارج.
تنفيذ طال انتظاره
ويعد الاتفاق بين الهيئة الإسلامية والحكومة الاشتراكية الحالية إحياء لاتفاق وقعته الهيئة بداية التسعينيات من العقد الماضي مع الحكومة الأسبانية الاشتراكية السابقة، غير أن تنفيذه تأخر لعدة سنوات لأسباب وصفت بالفنية قبل أن يصل الحزب الشعبي اليميني إلى السلطة عام 1996 ويتم تجميد الاتفاقية لمدة 8 سنوات.
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت: إن المنظمات والهيئات الإسلامية في البلاد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى محو الصور النمطية التي تركزت في أذهان الأسبان حول الإسلام، خصوصا بعد التفجيرات التي عرفتها مدريد في مارس 2004 والتي أودت بحياة حوالي 200 شخص قُبض بعدها على عدد من المهاجرين المسلمين.
تعريف بسيط
وبحسب وزارة التعليم الأسبانية، فإن الدروس حول الدين الإسلامي ستكون بسيطة تشتمل على التعريف بالدين الإسلامي وأركانه وأسسه العامة، على اعتبار أن التلاميذ رغم أغلبيتهم المسلمة فإن بينهم أعدادا من المسيحيين، كما سيركز على علاقة الإسلام بالديانات السماوية الأخرى، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ الإسلام.
وحسب صحيفة "إيل بيريوديكو دي أراجون" الأسبانية فإن الدروس حول الإسلام ستكون اختيارية وستلقى كلها باللغة الأسبانية، باستثناء بعض الحالات الخاصة التي سيتم فيها قراءة آيات القرآن الكريم بالعربية. وأضافت الصحيفة أنه لن يتم تعليم التلاميذ أسس الصلاة أو الفرائض الإسلامية الأخرى مثلا باعتبار أن ذلك يبقى من مهام الأسرة والمساجد.
وقالت الصحيفة إن كل مدرس سيتلقى أجرا شهريا قدره 1200 يورو (1471 دولارا).
المصدر : إسلام أون لاين