فوزي القبساني
18-09-2005, 11:25 AM
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً )
صححه الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم 315
فرحوا.. بزلزال مكة
لقد فرح المساكين اصحاب العقول الضيقة بزلزال مكة المكرمة حرسها الله ليثبتوا استدلالهم الفاسد على نظرتهم الفاسدة ان ما حدث من كوارث ارضية وحوادث كونية انما معناها واحد فما اصاب الكفار هو عين الذي اصاب المسلمين وما اصاب بقعة ما على الارض يتساوى مع ما يحدث في اطهر بقعة على الارض ويستمر اصحاب العقول الضيقة بالحديث لنفي قضية انتقام الله على احد وما ذلك الا لارضاء الساسة والاسياد وخاصة ان كان هؤلاء الاسياد هم من الدولة العظمى ليكسبوا منهم الولاء والقربى ولا اقولا إلا (فلا نامت اعين الجبناء).
اظن انني ولله الحمد ذكرت في مقالتي السابقة (حوار مع اهبل) ما يطمئن نفس العاقل حول هذه القضية ولكن للاسف ان الرسالة لم تصل بعد لطائفة من اصحاب الاقلام والزوايا وذلك لاستمرار الاستفهام والاستنكار والاستهزاء والسخرية (كما هي عادتهم) وكان اخرها فرحتهم بزلزال مكة (يا للمساكين).
مكة المكرمة شرفها الله
لا اريد ان اقدم معلومات مفصلة عن مكة المكرمة فالحديث عنها يطول ولكني سأذكر طرفا من فضائلها حتى تكتمل حلقات نقاشنا في هذا المقال.
اقسم الله بأرضها (وهذا البلد الامين) وجعلها الله دار امان (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا) واوسع الله رزقها وهي الارض القاحلة (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن اكثرهم لا يعلمون) توعد الله من يظلم ويلحد بها (ومن يرد فيه بإلحاد نذقه من عذاب أليم) نسبها الله لنفسه تشريفا (فليعبدوا رب هذا البيت) وفيها البركة (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات).
وجعلها الله قبلة للمسلمين (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) وهي الحرم لا يقطع زرعها ولا يصاد صيدها ولا ينفر ولا تأخذ لقطتها وحرمتها بدأت منذ خلق الله السموات والارض.
مكة والاقدار الكونية:
لا يختلف احد من العقلاء ما هي مكانة مكة المكرمة قدرا شرعيا وقدرا كونيا اما القدر الشرعي فقد سبق ذكره في الفقرة السابقة واما القدر الكوني فهي التي حباها الله بموقع استراتيجي له اهميته وكفاها انها مركز للكرة الارضية.
ويفوتني حقيقة المعلومات الجيولوجية عن هذه القبلة المشرفة (الآن) ولا عيب ولكني سأهتم مستقبلا بذلك فقط لاقناع ابناء المسلمين بأهمية مكة شرفها الله ثم امثالهم من غير المسلمين وان كنت ارى ان غير المسلمين احيانا اعقل من ربعنا اذا جاءتهم المعلومات.
فمكة المكرمة يصيبها الحر والضباب والطوز والامطار والسيول بل السيول المدمرة ايضا فقد مر على مكة اكثر (71) سيلا تاريخيا فمنها ما هدم البيوت حول الكعبة ومنها ما هدم الكعبة ومنها ما اغرق الكعبة او اجزاء منها ومنها من مات بسببها العشرات والمئات والألوف واخر السيول ما حصل في حج العام الماضي 1425 وكان بصحبتي في حملتي حملة البيت العتيق (أدام الله عزها) مجموعة من الاسر الكريمة من اهل الكويت ممن شهدوا ذلك.
فهل ضر مكة ما حدث وهل اهتزت مكانتها الشرعية بما حصل وهل تظن بها السوء لان الله قدر عليها ذلك (لا يا عقلاء) ليس هناك تعارض بين القدر الكوني والقدر الشرعي اذا فهمنا الامر جيدا كما اراد الله ورسوله.
فلا تفرحوا يا..
ان من البلاء الذي قدره الله علينا هذه العقول الضيقة والاقلام الفارغة التي تفرح بنكبات اهل الاسلام ويحزنون لمصاب غيرهم يتصفون بما يعيبون به غيرهم من الشماتة والسخرية وكلا الطرفين مخطىء وليعلم.
وليعلم اننا لا نشمت بأحد ولا نتمنى السوء لاحد بل نحن رحمة كنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم نحب الخير للجميع كما نحب لانفسنا ونكره السوء للاخرين كما نكرهه لانفسنا لذا نبكي كما بكى صلى الله عليه وسلم على من لم يؤمن ويهتدي (فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا) (الكهف: 6).
فلا تفرح يا هذا بجهلك وابك على خطيئتك وامسك عليك لسانك وقلمك واياك والافتراء على الله ورسوله او الاستخفاف بشرع الله وحملته فإن الله قال (نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم).
فعدم جمال مكة طبيعيا وعدم عصمتها من الكوارث والزلازل (نقيصة في حقها) لان الله لم يجعل الدنيا دار قرار ولم يجعلها ذات وزن حتى بوزن بعوضة ولو كانت ذات وزن عند الله لما شرب منها كافر شربة ماء كما هو الحال وتحريمها على الكافرين.
فما حدث للانبياء والرسل من البلاء والمصائب من فقر وجوع وعطش ومرض وموت حبيب وفقد عزيز وجروح بحرب وهزائم معارك وانتصار اعداء كل هذا لا ينقص من قيمة النبوة والرسالة والصلاح والتقى شيئا.
فهي سنن كونية اراد الله منها الاختيار والابتلاء والاجر والمثوبة لاحبابه وانها ان جاءت لغيرهم فهي اختبار وابتلاء ليرجعوا لرشدهم ويتوبوا لربهم قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (الروم: 41) وتأتي هذه البلايا على البعض عقوبة وانتقام من الله عزوجل كما فعل الله بجيش ابرهة فأرسل عليهم طيرا ابابيل وهم في مكة المكرمة (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
فلا تلوموني إذا لم يفهم المدعون
( وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً )
صححه الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم 315
فرحوا.. بزلزال مكة
لقد فرح المساكين اصحاب العقول الضيقة بزلزال مكة المكرمة حرسها الله ليثبتوا استدلالهم الفاسد على نظرتهم الفاسدة ان ما حدث من كوارث ارضية وحوادث كونية انما معناها واحد فما اصاب الكفار هو عين الذي اصاب المسلمين وما اصاب بقعة ما على الارض يتساوى مع ما يحدث في اطهر بقعة على الارض ويستمر اصحاب العقول الضيقة بالحديث لنفي قضية انتقام الله على احد وما ذلك الا لارضاء الساسة والاسياد وخاصة ان كان هؤلاء الاسياد هم من الدولة العظمى ليكسبوا منهم الولاء والقربى ولا اقولا إلا (فلا نامت اعين الجبناء).
اظن انني ولله الحمد ذكرت في مقالتي السابقة (حوار مع اهبل) ما يطمئن نفس العاقل حول هذه القضية ولكن للاسف ان الرسالة لم تصل بعد لطائفة من اصحاب الاقلام والزوايا وذلك لاستمرار الاستفهام والاستنكار والاستهزاء والسخرية (كما هي عادتهم) وكان اخرها فرحتهم بزلزال مكة (يا للمساكين).
مكة المكرمة شرفها الله
لا اريد ان اقدم معلومات مفصلة عن مكة المكرمة فالحديث عنها يطول ولكني سأذكر طرفا من فضائلها حتى تكتمل حلقات نقاشنا في هذا المقال.
اقسم الله بأرضها (وهذا البلد الامين) وجعلها الله دار امان (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا) واوسع الله رزقها وهي الارض القاحلة (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن اكثرهم لا يعلمون) توعد الله من يظلم ويلحد بها (ومن يرد فيه بإلحاد نذقه من عذاب أليم) نسبها الله لنفسه تشريفا (فليعبدوا رب هذا البيت) وفيها البركة (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات).
وجعلها الله قبلة للمسلمين (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) وهي الحرم لا يقطع زرعها ولا يصاد صيدها ولا ينفر ولا تأخذ لقطتها وحرمتها بدأت منذ خلق الله السموات والارض.
مكة والاقدار الكونية:
لا يختلف احد من العقلاء ما هي مكانة مكة المكرمة قدرا شرعيا وقدرا كونيا اما القدر الشرعي فقد سبق ذكره في الفقرة السابقة واما القدر الكوني فهي التي حباها الله بموقع استراتيجي له اهميته وكفاها انها مركز للكرة الارضية.
ويفوتني حقيقة المعلومات الجيولوجية عن هذه القبلة المشرفة (الآن) ولا عيب ولكني سأهتم مستقبلا بذلك فقط لاقناع ابناء المسلمين بأهمية مكة شرفها الله ثم امثالهم من غير المسلمين وان كنت ارى ان غير المسلمين احيانا اعقل من ربعنا اذا جاءتهم المعلومات.
فمكة المكرمة يصيبها الحر والضباب والطوز والامطار والسيول بل السيول المدمرة ايضا فقد مر على مكة اكثر (71) سيلا تاريخيا فمنها ما هدم البيوت حول الكعبة ومنها ما هدم الكعبة ومنها ما اغرق الكعبة او اجزاء منها ومنها من مات بسببها العشرات والمئات والألوف واخر السيول ما حصل في حج العام الماضي 1425 وكان بصحبتي في حملتي حملة البيت العتيق (أدام الله عزها) مجموعة من الاسر الكريمة من اهل الكويت ممن شهدوا ذلك.
فهل ضر مكة ما حدث وهل اهتزت مكانتها الشرعية بما حصل وهل تظن بها السوء لان الله قدر عليها ذلك (لا يا عقلاء) ليس هناك تعارض بين القدر الكوني والقدر الشرعي اذا فهمنا الامر جيدا كما اراد الله ورسوله.
فلا تفرحوا يا..
ان من البلاء الذي قدره الله علينا هذه العقول الضيقة والاقلام الفارغة التي تفرح بنكبات اهل الاسلام ويحزنون لمصاب غيرهم يتصفون بما يعيبون به غيرهم من الشماتة والسخرية وكلا الطرفين مخطىء وليعلم.
وليعلم اننا لا نشمت بأحد ولا نتمنى السوء لاحد بل نحن رحمة كنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم نحب الخير للجميع كما نحب لانفسنا ونكره السوء للاخرين كما نكرهه لانفسنا لذا نبكي كما بكى صلى الله عليه وسلم على من لم يؤمن ويهتدي (فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا) (الكهف: 6).
فلا تفرح يا هذا بجهلك وابك على خطيئتك وامسك عليك لسانك وقلمك واياك والافتراء على الله ورسوله او الاستخفاف بشرع الله وحملته فإن الله قال (نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم).
فعدم جمال مكة طبيعيا وعدم عصمتها من الكوارث والزلازل (نقيصة في حقها) لان الله لم يجعل الدنيا دار قرار ولم يجعلها ذات وزن حتى بوزن بعوضة ولو كانت ذات وزن عند الله لما شرب منها كافر شربة ماء كما هو الحال وتحريمها على الكافرين.
فما حدث للانبياء والرسل من البلاء والمصائب من فقر وجوع وعطش ومرض وموت حبيب وفقد عزيز وجروح بحرب وهزائم معارك وانتصار اعداء كل هذا لا ينقص من قيمة النبوة والرسالة والصلاح والتقى شيئا.
فهي سنن كونية اراد الله منها الاختيار والابتلاء والاجر والمثوبة لاحبابه وانها ان جاءت لغيرهم فهي اختبار وابتلاء ليرجعوا لرشدهم ويتوبوا لربهم قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (الروم: 41) وتأتي هذه البلايا على البعض عقوبة وانتقام من الله عزوجل كما فعل الله بجيش ابرهة فأرسل عليهم طيرا ابابيل وهم في مكة المكرمة (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
فلا تلوموني إذا لم يفهم المدعون