ينبع
13-09-2005, 06:27 PM
تعرفوا إيش في عند الإشارة ؟
عند الإشارة
أنتظر اللون الأخضر لأنطلق لأذهب إلى البيت بعد يوم شاق في العمل, شاق بالملل والروتين والنفاق والجهل المطبق بالتطور. أأْخذُ نفساً عميقاً, فالإشارة لازالت حمراء في أولها. ألتفتُ يميناً وشمالاً أراقب أولئك الذين يمارسون الانتظار معي.
ألم يفكر أحدكم بمن حوله عند إشارة المرور؟ ألم يدقق أحدكم في الناس: ملامحهم, أحجامهم, ألوانهم, الأصوات المنبعثة من مذياع سياراتهم. هنا صوت لتلاوة القرآن, وهنا تشويش (ما عنده أريل), وهنا أغاني صاخبة, وهنا موسيقى كلاسيك. جنسيات متعددة, أشكال عادية وأخرى أبداً غير عادية, وكأنك تتجول على حافة خريطة الكرة الأرضية. كثيراً ما أمعن في هؤلاء, أصدقاء الإشارة العابرين, أتخيل عوالمهم كيف تكون؟ وأحلامهم ما هي؟ أمنياتهم, طموحهم, وما يعانون من آلام.
كثيراً ما أشهد لحظات نزول دمعة من وراء إطار نظارة معتمة, وألتقط صورة لمشهد درامي لزوجين قد ملّ الزواج منهما, ومشكلاتهم صارت لا تناقَش, لا تُحل, إلا بالصّوت الذي ينافس الأصوات عند الإشارة, والإيماءات الحادة التي تقول إنها حرب, ولكن من نوع آخر.
وكثيراً ما يحزنني كيف أن أبوين يتكدس صغارهم في الخلف ويحشرهم الصمت الخائف الحزين المتألم. ولا حراك في تلك السيارة غير المُقل الصغيرة التي تحاول أن تعانق السماء وكل ما يحول بينها وبين ذلك اللون الأزرق الشاسع هو زجاج النافذة.
كثيراً ما أشاهد لقطات ممنوعة في المقاعد الخلفية لسيارات الأجرة. وأدقق كيف أن السائق يكون منزعجاً جداً ولا يدري ما يفعل, أو لا يستطيع أن يتفوه بالرفض, أو أنه يكون عكس ذلك تماماً سعيداً جداً بما يجري في مقاعده الخلفية.
آه لو تعلمون كم تحمله إشارة المرور من حكايات ومشاهد!
فقط لو تعلمون.
عند الإشارة
أنتظر اللون الأخضر لأنطلق لأذهب إلى البيت بعد يوم شاق في العمل, شاق بالملل والروتين والنفاق والجهل المطبق بالتطور. أأْخذُ نفساً عميقاً, فالإشارة لازالت حمراء في أولها. ألتفتُ يميناً وشمالاً أراقب أولئك الذين يمارسون الانتظار معي.
ألم يفكر أحدكم بمن حوله عند إشارة المرور؟ ألم يدقق أحدكم في الناس: ملامحهم, أحجامهم, ألوانهم, الأصوات المنبعثة من مذياع سياراتهم. هنا صوت لتلاوة القرآن, وهنا تشويش (ما عنده أريل), وهنا أغاني صاخبة, وهنا موسيقى كلاسيك. جنسيات متعددة, أشكال عادية وأخرى أبداً غير عادية, وكأنك تتجول على حافة خريطة الكرة الأرضية. كثيراً ما أمعن في هؤلاء, أصدقاء الإشارة العابرين, أتخيل عوالمهم كيف تكون؟ وأحلامهم ما هي؟ أمنياتهم, طموحهم, وما يعانون من آلام.
كثيراً ما أشهد لحظات نزول دمعة من وراء إطار نظارة معتمة, وألتقط صورة لمشهد درامي لزوجين قد ملّ الزواج منهما, ومشكلاتهم صارت لا تناقَش, لا تُحل, إلا بالصّوت الذي ينافس الأصوات عند الإشارة, والإيماءات الحادة التي تقول إنها حرب, ولكن من نوع آخر.
وكثيراً ما يحزنني كيف أن أبوين يتكدس صغارهم في الخلف ويحشرهم الصمت الخائف الحزين المتألم. ولا حراك في تلك السيارة غير المُقل الصغيرة التي تحاول أن تعانق السماء وكل ما يحول بينها وبين ذلك اللون الأزرق الشاسع هو زجاج النافذة.
كثيراً ما أشاهد لقطات ممنوعة في المقاعد الخلفية لسيارات الأجرة. وأدقق كيف أن السائق يكون منزعجاً جداً ولا يدري ما يفعل, أو لا يستطيع أن يتفوه بالرفض, أو أنه يكون عكس ذلك تماماً سعيداً جداً بما يجري في مقاعده الخلفية.
آه لو تعلمون كم تحمله إشارة المرور من حكايات ومشاهد!
فقط لو تعلمون.