المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتخاذ القرار



ينبع
13-09-2005, 06:04 PM
اتخاذ القرار
من كتاب (( لا تحزن ) ) للقرني


{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}

إن كثيراً منا يضطرب عندما يريد أن يتخذ قرارا, فيصيبه القلق والحيرة والإرباك والشك, فيبقى في ألم ٍ مستمر وفي صداع دائم, إن على العبد أن يشاور وان يستخير الله, وان يتأمل قليلاً, فإذا غلب على ظنه الرأي الأصوب والمسلك الأحسن أقدم بلا إحجام, وانتهى وقت المشاورة والاستخارة, وعزم وتوكل, وصمم وجزم, لينهي حياة التردد والاضطراب.
لقد شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وهو على المنبر يوم أحد, فأشاروا عليه بالخروج, فلبس لامته واخذ سيفه, قالوا: لعلنا أكرهناك يارسول الله؟ لو بقيت في المدينة. قال صلى الله عليه وسلم ((ماكان لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يقضي الله بينه وبين عدوه)). وعزم صلى الله عليه وسلم على الخروج.
إن المسألة لاتحتاج إلى تردد, بل إلى مضاء وتصميم وعزم أكيد, فان الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذ القرار.
تداول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الرأي في بدر {{ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر}} , {{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}} , فأشاروا عليه, فعزم صلى الله عليه وسلم وأقدم, ولم يلو على شيء.
إن التردد فساد في الرأي, وبرود في الهمة, وخور في التصميم, وشتات للجهد, وإخفاق في السير. وهذا التردد مرض لا دواء له إلا العزم والجزم والثبات, اعرف أناسا من سنوات وهم يقدمون ويحجمون في قرارات صغيرة, وفي مسائل حقيرة, وما أعرف عنهم إلا روح الشك والاضطراب, في أنفسهم وفي من حولهم.
انه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة, وتتأمل المسألة, وتستشير أهل الرأي , وتستخير رب السموات والأرض, أن تقدم ولا تحجم, وان تنفذ ماظهر لك عاجلاً غير آجل .
وقف أبو بكر الصديق يستشير الناس في حروب الردة, فأشار الناس كلهم عليه بعدم القتال, لكن هذا الخليفة الصديق انشرح صدره للقتال, لأن هذا إعزاز للإسلام, وقطع لدابر الفتنة, وسحق للفئات الخارجة على قداسة الدين, ورأى بنور الله أن القتال خير, فصمم على رأيه, واقسم: والذي نفسي بيده , لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة, والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. قال عمر: فلما علمت أن الله شرح صدر أبي بكر, علمت انه الحق, ومضى وانتصر وكان رأيه الطيب المبارك, الصحيح الذي لا لبس فيه ولا عوج.
إلى متى نضطرب؟ والى متى نراوح في أماكننا ؟ والى متى نتردد في اتخاذ القرار؟

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فان فساد الــرأي أن تترددا

إن من طبيعة المنافقين إفشال الخطة بكثرة تكرار القول وإعادة النظر في الرأي {{لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ}}
إنهم يصطحبون ( لو ) دائما, ويحبون ( ليت ) ويعشقون ( لعل ) فحياتهم مبنية على التسويف, وعلى الإقدام والإحجام, وعلى التذبذب . {{مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}}.
مرة معنا ومرة معهم , مرة هنا ومرة هناك