صالح محسن الجهني
02-09-2005, 12:18 AM
أخواني وأصدقائي الأعزاء في منتدى المجالس الينبعاوية الكريمة إدارة وأعضاء كرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث لكم جزيل الشكر والتقدير على ما لمسته منكم من صادق المشاعر والأحاسيس والمواساة الأخوية الكبيرة والتي ليست بغريبة عليكم فأنتم أخوة كرام أوفياء صادقين المشاعر تشعرون بما يشعر به المسلم تجاه أخيه المسلم عندما يصاب بمصاب جلل مقتدين بما أمر الله عزّ وجل وما أوصى به رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام لتثبيت أخيكم على الصبر بما قضى الله وقدر فله سبحانه وتعالى الحمد والشكر على جميع قضائه وقدره ونعمه التي لا تعد ولا تحصى فلقد أصبت في أبني عبد المحسن مصابا كبيرا أسأل الله أن يغفر له ذنبه وأن ينجيه وأن يأخذ بيده لما فيه الخير له في الدنيا والآخرة وأن يتغمدالفقيد الذي توفاه الله بواسع من رحمته ومغفرته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يعيضهم الخير في الدنيا والآخرة وأن يكون جزاء صبرهم على ما قدر سبحانه وتعالى جنة الرضوان إنه نعم المولى والنصير ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
كما أنني أشكر جميع الأخوة والأصدقاء الذين تكرموا جزاهم الله الخير والأجر الكبير بالأتصال بي والذي عرفني بهم هذا المنتدى المبارك وهم ( أبو سفيان ، أبو رامي ، أبو ياسر ، أبو تركي ، أبو سالم ، القالط ، محمد الهريويل ، عايش الدميخي ، ضمن السناني ، صالح التميمي ، عبيد عبدالله السيد ، عبد العزيز علام ، أيمن الغمري ، أبو فواز ، أنس الدريني ، خليل ، راعي البل ، يحيى السناني ، الشاعر ، رضا الأهدل ، مخلص ، أبراهيم الدبيسي ، غريب الشرق ، أو كانو ، القناص ، البندر ، النادر ، أحمد السناني ، ياسر الكبيدي ، سعد السناني ، سلمان السناني ، عبد الرحيم البلوي ، فريج أبو مديدة ) .
والشكر الجزيل موصول للجميع هنا في المجالس الينبعاوية الكريمة إدارة وأعضاء كرام ولجميع الزملاء في القوات الجوية الملكية السعودية والأصدقاء والأقارب في وطننا الحبيب .
أخواني العزاء إن كنت قد أصبت في إبني عبد المحسن في يوم الأربعاء 14 / 6 / 1424 هـ فمصاب الأمة في فقد قائدها وباني نهضتها الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله عليه يوم الأثنين 26 / 6 / 1426 هـ أكبر بكثير نسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
قال أمير الشعراء أحمد شوقي : عندما توفي مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني عام 1908 م قصيده رثاء فيه تقع في (64) بيتا رحمة الله عليهم جميعا وأموات المسلمين مطلعها :
المشرِقانِ عليك ينتحبانِ=قاصيهما في مأتمٍ والداني
يا خَادِمَ الإسلامِ أجرُ مجاهدٍ=في اللهِ من خلدٍ ومن رضوانِ
فوددت أن أحذو حذوه بهذه القصيدة المتواضعه كمعارضة متبعا نهجه الجميل في إحدى روائعه رحمة الله عليه .
أمل أن تحوز على رضاكم واستحسانكم وأن تكون معبرة عما تكنه قلوبنا جميعا من مشاعر صادقة تجاه فقيدنا الكبير خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله علية وهذه الأسرة المالكة الكريمة وهذا الوطن الحبيب .
المسجدانِ وقبلةُ الإيمانِ=حُزناً عليكَ وسائرُ البلدانِ
يا خَادِمَ الحرمينِ من نسماتِها=خيرُ الدعاءِ بصادقِ الوجدانِ
بُشراكَ خيراً والعبادُ شواهدٌ=والأرضُ والإسلامُ والملَكانِ
اللهُ يعلمُ ما بذلتَ لدينهِ=ماذا صنعتَ لأمةِ الفرقانِ ؟
كي يستنيرَ العالمون بنورها=نوراً بنورِ طباعةِ القرآنِ
المسلمون وقد أصبتَ قلوبهم=يرجون خيراً رحمةَ الرحمنِ
هم يسألون الله في كنفِ الدجى=إكرامكمْ في جنةِ الرضوانِ
عقبى الحياةِ إلى نعيمِ رياضها=ومن الرياضِ إلى رياضِ جنانِ
الموتُ حقٌ والحياةُ قصيرةٌ=واللهُ باقٍ كلُ شيءٍ فاني
ملكُ الملوكِ ومن عظيمِ جلالهِ=أكساك ثوبَ العدلِ والإحسانِ
مُلهم فؤادكَ حيثُ شاءَ من المنى=بالخيرِ حتى كُرِّمَ الحَرَمانِ
العالمون على صعيدٍ واحدٍ=أطروكَ بالخيراتِ والإحسانِ
لما نُعيتَ مواكباً في موكبٍ=صوب الرياضِ بحسرةِ الولهانِ
الكلُ منهم شاعرٌ بمصابنا=يا من بذلتَ الخيرَ للأوطانِ
يا رائدَ التعليمِ في وقتٍ مضى=إنعمْ بخيرِ اللحدِ والأكفانِ
الجامعاتُ حواضرٌ ملموسةٌ=أميةٌ في رافدِ النسيانِ
إن كان من يبني الرجالَ معلمٌ=للعلمِ والتعليمِ أنت الباني
أوليت بيتَ اللهِ جهداً وافراً=نعّم الموسعُ للحجيجِ الحاني
الزائرون القادمون وقد رأوا=أمَّ القرى ومدينةَ العدناني
معمورتان بحلةٍ قدسيةٍ=قالوا كأنهما هُما القمرانِ
معمورتان من الحجارةِ إنما=أسلافنا للمجدِ والعمرانِ
فضلُ السقايةِ والرفادةِ نلتها=للهِ زمزمُ رافدٌ بأمانِ
للهِ ترويةُ البحارِ نشرتها=وبحارنا بالعذبِ تلتقيانِ
نسألهُ أن يسقيكَ أجرُ معينها=من كوثرِ المختارِ والريانِ
رمزُ الزراعةِ في بلادٍ أصبحتْ=للقمحِ مهدٌ والمياهُ سواني
الأمنُ كنتَ وزيرَهُ وسوارَهُ=حصناً منيعاً ثابتَ الأركانِ
شيدتَ دوراً للعلاجِ طبيبها=للاعتناءِ بصحةِ الأنسانِ
صممتَ في صمِ الجبالِ معابرً=دشنتَ ميناءً عظيمَ الشأنِ
يا ممسكاً حبلَ الإلهِ توكلاً=بالسرِ والإفصاحِ والإعلانِ
الخيرُ قد شملَ الحياةَ بأسرِها=والخلقُ للأعمارِ بالبرهانِ
صغتَ المراسيمَ الثلاثةَ حكمةً=نهجاً لنا في راسخِ البنيانِ
أُعطيتَ همّةَ قائدٍ متفهمٍ=ساسَ الظروفَ بحنكةِ الشجعانِ
تغزو بقلبكَ ناصرٌ ومجاهدٌ=في عزةِ الإسلامِ والأفغانِ
لبنانُ ساحرةُ القلوبِ أعنتها=في رأبِ صدعٍ نازفِ الشريانِ
القدسُ زهراءُ المدائنِ أهلُها=لا ينكرون دعائمَ الفرسانِ
قد كنتَ خيرَ الداعمين جِهادِهم=الصابرون لسطوةِ السجانِ
الانتفاضةُ بالقلوبِ ضممتها=عطفاً يليقُ بهمةِ الشبانِ
بذلٌ سخيٌ في صراعٍ مؤلمٍ=للأمتينِ بعيدُها والداني
قد سجلَ التاريخُ جُهداً صادقاً=فيما مضى بالغورِ والجولانِ
رمزُ السيادةِ والسلامِ وملهمٍ=إن مال غيرُكَ راجحُ الميزانِ
كم من مبادرةٍ سعيتَ لرسمها=ترنوا لجمعِ الأهلِ والإخوانِ
حقُ الجوارِ فضيلةٌ تدعوا لها=من صادقِ الإحساسِ والأشجانِ
أنت الذي نصرَ الإلهُ مسارهُ=في دحرِ ناقوسٍ من الطغيانِ
لم ترضى إلا أن تعودَ لأهلِها=أرضُ الكويت ومقلةُ الأعيانِ
أرضُ الكرامِ كريمةٌ أحسابها=آلُ الصباحِ وخيرةُ الجيرانِ
في نصرةِ المظلومِ لم تركنْ إلى=ركنٍ من الخذلانِ والخسرانِ
للبوسنيين الجيوشَ عقدتها=مضّطرةً في غزوةِ البلقانِ
قد كنتَ من أرضِ الرياضِ تُديرُها=والله أيدكمْ بنصرٍ ثاني
كم من بناءٍ شامخٍ في أرضها=وبغيرها للبيرقِ الرنانِ
في خدمةِ الإسلامِ كفٌ ناصعٌ=في مدِ كفِ العونِ قلبٌ هاني
جزلُ العطايا للكوارثِ حيثما=كانت سعيتَ بشعبكَ المتفاني
نلتَ المحبةَ والكرامةَ سيداً=والاحترامَ مُشيعُ الجثمانِ
عانيتَ من داءٍ أليمٍ أجرهُ=خيراً ومكّرمةً إلى الغفرانِ
تبكي عليكَ عصابةٌ أسديتها=خيراً كثيراً صفوةُ الأديانِ
اللهُ نسألُ من كريمِ عطائهِ=في جنةٍ مخضرةِ الأغصانِ
دعني أميرُ الشعرِ أرثي راحلاً=إن الرجالَ معادنٌ ومعاني
علمتني قرضُ القصيدِ فهل إلى؟=من كان مثلي في خُطاك ثواني
فكأنما إحساسكُمْ عطرُ الشذى=وكأنما سحرُ البيانِ دعاني
يا ليتَ شعري أن يجودَ ويرتقي=في منبرِ الأدبِ اللبابِ تراني
أيقنتُ أنكَ مادحٌ أو راثيٌ=من حققوا للأمتينِ أماني
ها قد تبعتكَ في رثاءِ مبجلٍ=الفهدُ يوم رحيلهِ أبكاني
أقسمتُ أنكَ لو شهدتَ صنيعهُ=(لنظمتَ فيه يتيمةَ الأزمانِ)(1)
يا دائمَ الإنعامِ أوسِع منزلاً=للسابقين لرحمةٍ وتهاني
يا رب رُحماكَ بُعيّدَ رحيلهمْ=أسبغ علينا نعمةَ السلوانِ
الصبرُ بالضراءِ خيرُ وسيلةٍ=والحمدُ بالسراءِ للمنانِ
البَيْعَةُ الغراءِ في أعناقنا=محفوفةٌ بالخيرِ والريحانِ
هذا وعبد الله خيرُ خليفةٍ=عبد العزيز ونسلهُ صنوانِ
الخيرُ فيكمْ والوفاءُ سبيلنا=وسبيلكمْ من سالفِ الأزمانِ
نعّمَ العزاءُ لأمةٍ نحنو لها=في دولةٍ مرموقةِ السلطانِ
نحن السعوديون عِزُّ بلادنا=باللهِ أزّهقنا العدو الشاني
أهلٌ لحملِ أمانةٍ طابت لنا=فيها النعيمُ بأخّضرٍ وبيانِ
يا خَادِمَ الحرمين هذا عهدنا=سلطانُ أنسى جُودهُ أحزاني
في منشطٍ أو مكرهٍ يا سيدي=طوعُ البنانِ وأيها الأمرانِ
(1) أقتباس من قصيدة أمير الشعراء حيث يقول مخاطبا مصطفى كامل :
لولا مغالبة الشجون لخاطري=لنظمت فيك يتيمة الأزمانِ
أسأل الله العلي القدير أن يجزى من يتفضل بنشرها الخير الكثير في أي مقام يرى أنه مناسب لها مع خالص شكري وتقديري للجميع .
أبو محسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث لكم جزيل الشكر والتقدير على ما لمسته منكم من صادق المشاعر والأحاسيس والمواساة الأخوية الكبيرة والتي ليست بغريبة عليكم فأنتم أخوة كرام أوفياء صادقين المشاعر تشعرون بما يشعر به المسلم تجاه أخيه المسلم عندما يصاب بمصاب جلل مقتدين بما أمر الله عزّ وجل وما أوصى به رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام لتثبيت أخيكم على الصبر بما قضى الله وقدر فله سبحانه وتعالى الحمد والشكر على جميع قضائه وقدره ونعمه التي لا تعد ولا تحصى فلقد أصبت في أبني عبد المحسن مصابا كبيرا أسأل الله أن يغفر له ذنبه وأن ينجيه وأن يأخذ بيده لما فيه الخير له في الدنيا والآخرة وأن يتغمدالفقيد الذي توفاه الله بواسع من رحمته ومغفرته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يعيضهم الخير في الدنيا والآخرة وأن يكون جزاء صبرهم على ما قدر سبحانه وتعالى جنة الرضوان إنه نعم المولى والنصير ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
كما أنني أشكر جميع الأخوة والأصدقاء الذين تكرموا جزاهم الله الخير والأجر الكبير بالأتصال بي والذي عرفني بهم هذا المنتدى المبارك وهم ( أبو سفيان ، أبو رامي ، أبو ياسر ، أبو تركي ، أبو سالم ، القالط ، محمد الهريويل ، عايش الدميخي ، ضمن السناني ، صالح التميمي ، عبيد عبدالله السيد ، عبد العزيز علام ، أيمن الغمري ، أبو فواز ، أنس الدريني ، خليل ، راعي البل ، يحيى السناني ، الشاعر ، رضا الأهدل ، مخلص ، أبراهيم الدبيسي ، غريب الشرق ، أو كانو ، القناص ، البندر ، النادر ، أحمد السناني ، ياسر الكبيدي ، سعد السناني ، سلمان السناني ، عبد الرحيم البلوي ، فريج أبو مديدة ) .
والشكر الجزيل موصول للجميع هنا في المجالس الينبعاوية الكريمة إدارة وأعضاء كرام ولجميع الزملاء في القوات الجوية الملكية السعودية والأصدقاء والأقارب في وطننا الحبيب .
أخواني العزاء إن كنت قد أصبت في إبني عبد المحسن في يوم الأربعاء 14 / 6 / 1424 هـ فمصاب الأمة في فقد قائدها وباني نهضتها الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله عليه يوم الأثنين 26 / 6 / 1426 هـ أكبر بكثير نسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
قال أمير الشعراء أحمد شوقي : عندما توفي مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني عام 1908 م قصيده رثاء فيه تقع في (64) بيتا رحمة الله عليهم جميعا وأموات المسلمين مطلعها :
المشرِقانِ عليك ينتحبانِ=قاصيهما في مأتمٍ والداني
يا خَادِمَ الإسلامِ أجرُ مجاهدٍ=في اللهِ من خلدٍ ومن رضوانِ
فوددت أن أحذو حذوه بهذه القصيدة المتواضعه كمعارضة متبعا نهجه الجميل في إحدى روائعه رحمة الله عليه .
أمل أن تحوز على رضاكم واستحسانكم وأن تكون معبرة عما تكنه قلوبنا جميعا من مشاعر صادقة تجاه فقيدنا الكبير خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله علية وهذه الأسرة المالكة الكريمة وهذا الوطن الحبيب .
المسجدانِ وقبلةُ الإيمانِ=حُزناً عليكَ وسائرُ البلدانِ
يا خَادِمَ الحرمينِ من نسماتِها=خيرُ الدعاءِ بصادقِ الوجدانِ
بُشراكَ خيراً والعبادُ شواهدٌ=والأرضُ والإسلامُ والملَكانِ
اللهُ يعلمُ ما بذلتَ لدينهِ=ماذا صنعتَ لأمةِ الفرقانِ ؟
كي يستنيرَ العالمون بنورها=نوراً بنورِ طباعةِ القرآنِ
المسلمون وقد أصبتَ قلوبهم=يرجون خيراً رحمةَ الرحمنِ
هم يسألون الله في كنفِ الدجى=إكرامكمْ في جنةِ الرضوانِ
عقبى الحياةِ إلى نعيمِ رياضها=ومن الرياضِ إلى رياضِ جنانِ
الموتُ حقٌ والحياةُ قصيرةٌ=واللهُ باقٍ كلُ شيءٍ فاني
ملكُ الملوكِ ومن عظيمِ جلالهِ=أكساك ثوبَ العدلِ والإحسانِ
مُلهم فؤادكَ حيثُ شاءَ من المنى=بالخيرِ حتى كُرِّمَ الحَرَمانِ
العالمون على صعيدٍ واحدٍ=أطروكَ بالخيراتِ والإحسانِ
لما نُعيتَ مواكباً في موكبٍ=صوب الرياضِ بحسرةِ الولهانِ
الكلُ منهم شاعرٌ بمصابنا=يا من بذلتَ الخيرَ للأوطانِ
يا رائدَ التعليمِ في وقتٍ مضى=إنعمْ بخيرِ اللحدِ والأكفانِ
الجامعاتُ حواضرٌ ملموسةٌ=أميةٌ في رافدِ النسيانِ
إن كان من يبني الرجالَ معلمٌ=للعلمِ والتعليمِ أنت الباني
أوليت بيتَ اللهِ جهداً وافراً=نعّم الموسعُ للحجيجِ الحاني
الزائرون القادمون وقد رأوا=أمَّ القرى ومدينةَ العدناني
معمورتان بحلةٍ قدسيةٍ=قالوا كأنهما هُما القمرانِ
معمورتان من الحجارةِ إنما=أسلافنا للمجدِ والعمرانِ
فضلُ السقايةِ والرفادةِ نلتها=للهِ زمزمُ رافدٌ بأمانِ
للهِ ترويةُ البحارِ نشرتها=وبحارنا بالعذبِ تلتقيانِ
نسألهُ أن يسقيكَ أجرُ معينها=من كوثرِ المختارِ والريانِ
رمزُ الزراعةِ في بلادٍ أصبحتْ=للقمحِ مهدٌ والمياهُ سواني
الأمنُ كنتَ وزيرَهُ وسوارَهُ=حصناً منيعاً ثابتَ الأركانِ
شيدتَ دوراً للعلاجِ طبيبها=للاعتناءِ بصحةِ الأنسانِ
صممتَ في صمِ الجبالِ معابرً=دشنتَ ميناءً عظيمَ الشأنِ
يا ممسكاً حبلَ الإلهِ توكلاً=بالسرِ والإفصاحِ والإعلانِ
الخيرُ قد شملَ الحياةَ بأسرِها=والخلقُ للأعمارِ بالبرهانِ
صغتَ المراسيمَ الثلاثةَ حكمةً=نهجاً لنا في راسخِ البنيانِ
أُعطيتَ همّةَ قائدٍ متفهمٍ=ساسَ الظروفَ بحنكةِ الشجعانِ
تغزو بقلبكَ ناصرٌ ومجاهدٌ=في عزةِ الإسلامِ والأفغانِ
لبنانُ ساحرةُ القلوبِ أعنتها=في رأبِ صدعٍ نازفِ الشريانِ
القدسُ زهراءُ المدائنِ أهلُها=لا ينكرون دعائمَ الفرسانِ
قد كنتَ خيرَ الداعمين جِهادِهم=الصابرون لسطوةِ السجانِ
الانتفاضةُ بالقلوبِ ضممتها=عطفاً يليقُ بهمةِ الشبانِ
بذلٌ سخيٌ في صراعٍ مؤلمٍ=للأمتينِ بعيدُها والداني
قد سجلَ التاريخُ جُهداً صادقاً=فيما مضى بالغورِ والجولانِ
رمزُ السيادةِ والسلامِ وملهمٍ=إن مال غيرُكَ راجحُ الميزانِ
كم من مبادرةٍ سعيتَ لرسمها=ترنوا لجمعِ الأهلِ والإخوانِ
حقُ الجوارِ فضيلةٌ تدعوا لها=من صادقِ الإحساسِ والأشجانِ
أنت الذي نصرَ الإلهُ مسارهُ=في دحرِ ناقوسٍ من الطغيانِ
لم ترضى إلا أن تعودَ لأهلِها=أرضُ الكويت ومقلةُ الأعيانِ
أرضُ الكرامِ كريمةٌ أحسابها=آلُ الصباحِ وخيرةُ الجيرانِ
في نصرةِ المظلومِ لم تركنْ إلى=ركنٍ من الخذلانِ والخسرانِ
للبوسنيين الجيوشَ عقدتها=مضّطرةً في غزوةِ البلقانِ
قد كنتَ من أرضِ الرياضِ تُديرُها=والله أيدكمْ بنصرٍ ثاني
كم من بناءٍ شامخٍ في أرضها=وبغيرها للبيرقِ الرنانِ
في خدمةِ الإسلامِ كفٌ ناصعٌ=في مدِ كفِ العونِ قلبٌ هاني
جزلُ العطايا للكوارثِ حيثما=كانت سعيتَ بشعبكَ المتفاني
نلتَ المحبةَ والكرامةَ سيداً=والاحترامَ مُشيعُ الجثمانِ
عانيتَ من داءٍ أليمٍ أجرهُ=خيراً ومكّرمةً إلى الغفرانِ
تبكي عليكَ عصابةٌ أسديتها=خيراً كثيراً صفوةُ الأديانِ
اللهُ نسألُ من كريمِ عطائهِ=في جنةٍ مخضرةِ الأغصانِ
دعني أميرُ الشعرِ أرثي راحلاً=إن الرجالَ معادنٌ ومعاني
علمتني قرضُ القصيدِ فهل إلى؟=من كان مثلي في خُطاك ثواني
فكأنما إحساسكُمْ عطرُ الشذى=وكأنما سحرُ البيانِ دعاني
يا ليتَ شعري أن يجودَ ويرتقي=في منبرِ الأدبِ اللبابِ تراني
أيقنتُ أنكَ مادحٌ أو راثيٌ=من حققوا للأمتينِ أماني
ها قد تبعتكَ في رثاءِ مبجلٍ=الفهدُ يوم رحيلهِ أبكاني
أقسمتُ أنكَ لو شهدتَ صنيعهُ=(لنظمتَ فيه يتيمةَ الأزمانِ)(1)
يا دائمَ الإنعامِ أوسِع منزلاً=للسابقين لرحمةٍ وتهاني
يا رب رُحماكَ بُعيّدَ رحيلهمْ=أسبغ علينا نعمةَ السلوانِ
الصبرُ بالضراءِ خيرُ وسيلةٍ=والحمدُ بالسراءِ للمنانِ
البَيْعَةُ الغراءِ في أعناقنا=محفوفةٌ بالخيرِ والريحانِ
هذا وعبد الله خيرُ خليفةٍ=عبد العزيز ونسلهُ صنوانِ
الخيرُ فيكمْ والوفاءُ سبيلنا=وسبيلكمْ من سالفِ الأزمانِ
نعّمَ العزاءُ لأمةٍ نحنو لها=في دولةٍ مرموقةِ السلطانِ
نحن السعوديون عِزُّ بلادنا=باللهِ أزّهقنا العدو الشاني
أهلٌ لحملِ أمانةٍ طابت لنا=فيها النعيمُ بأخّضرٍ وبيانِ
يا خَادِمَ الحرمين هذا عهدنا=سلطانُ أنسى جُودهُ أحزاني
في منشطٍ أو مكرهٍ يا سيدي=طوعُ البنانِ وأيها الأمرانِ
(1) أقتباس من قصيدة أمير الشعراء حيث يقول مخاطبا مصطفى كامل :
لولا مغالبة الشجون لخاطري=لنظمت فيك يتيمة الأزمانِ
أسأل الله العلي القدير أن يجزى من يتفضل بنشرها الخير الكثير في أي مقام يرى أنه مناسب لها مع خالص شكري وتقديري للجميع .
أبو محسن