المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أســــد الشيشــان.... للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي



ابن البلد
20-08-2002, 11:38 AM
أسد الشيشان / شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي


عرفتك ماعرفتك من قريب= ولكن التعارف بالقلوب
وكم يحظى الفتى بالحب منا= على بعد ويوصف بالحبيب
أيا خطاب أمتنا التقينا= على حُلم المجاهد والاديب
تلاقينأ بارواح هداها= الى ٌُإلاسلام علامُ الغُيوب
لهانبض يكاد يذوب وجداً= بماللشوق فيها من لهيب
قلوب ياأخا العزمات يبقى= لها من صدقها أوفى نصيب
نعم والله لن تلقى محبا= لغير الله يثبت في الدروب
قريب من مشاعرنا قريب= فيا فرح المشاعر بالقريب
لئن بعُدت بك الاحداث عنا=ولم تمهلك احوال الخطوب
فإنك لم تزل بالذكر حيا= وبالعزمات والراى الُمصيب
تلاقينا على واحات حب= سقاها هاتنُ الغيم السكوب
وفرق بين ماء الغيث يهمي= وبين الماء ينزح من قليب
وفـرق بين قافية تغنت= بأمجادي وقافية لعُــوب
الى خطاب اُمتنا التحايا= من القمم الشواهق والسُهوب
من الهمم التي عرفته طفلاً= ومن روض المروءات الخصيب
ومن ذرات كثبان الصحاري=إذا زحفت بها كف الهُبوب
من النخل البواسق من عُذوق= ومن سعف يلوح ومن عسيب
جبال( الهندكوش) رأتك ليثاً= يعلم صعبها لُغة الوثوب
وداغستانُ مدت راحتيها= بفيض من مشاعرها عجيب
وفي الشيشان ناديت المعالي= بصوت ليس عنها بالغريب
سقيت ربوعها بدموع صب= بكى من حال عالمنا المريب
تداعى الاكلون فليت شعري =أنردعهم بتمزيق الجيوب؟!
وهل نلقى التآمر بالتغاضي= ونخلص بالعيوب من العيوب؟!
وما نسعى الى حرب ولكن= إذا فرضت صبرنا في الحروب
والحقنا الاوائل بالتوالي= وأبرق حد صارمنا الخضيب
ولو ان العدو يريد سلما= لقابلناه في روض قشيب
وألبسناه ثوباً من أمانا= وظللناه با لغصن الرطيب
ولكن العدو يريد حربا= مسممة المخالب والنيوب
إذا نطق الرصاص فلا تسلني= عن الخُطب البليغة والخطيب
رعاك الله لم تجنح لخوف= يذوب همة الرجل الاريب
بإحدى مقلتيك رأيت قلباً= جريح النبض مخنوق الوجيب
وبالأخرى رأيت من الاعادي= مؤامرة على الوطن السليب
رأيت الجرح أكبر! من طبيب =ومن تشخيص أجهزة الطبيب
فأطلقت العزيمة من عقال= يقيدها عن السعي الدؤوب
دعاك الى جهاد بكاء طفل= وما أبصرته من غدر (ذيب)
رأيتك والرياح ثهُب غربا= تميل الى الشروق عن الغروب
وتبصر في طريق المجد شمساً= مبرأة الضياء من المغيب
رأت عيناك فجراً مستضيئاً =يُزيل غياهب الليل الكئيب
فأركضت الخيول إليه حتى= أضاءت بشاشة الوجه الغضوب
إذا حمى (الوطيس) فسوف يبدو= لنا الرجلُ الصدوقُ من الكذوب
تقول لك الجبال الشًم: أقبل= بعزم الفارس الحذر اللبيب
وماخشيت عليك من الأعادي= ولكن من خيانة مستريب
ومن غدر المنافق حين يلوى= عمامة خائن يوم ( الضريب)
لو أن السم يعرف ماعرفنا= لقال لخطة الأعداء :خيبي
أخا العزمات إنا قد صبرنا= ولم نجنح إلى لغة الهُروب
بكتك يتيمة وبكت سبايا= يرين الحرب دائمة النُشوب
يرين الفجر أسود بالماسي= وتُؤذيهن أصوات النعيب
أعزيهن فيك ذرفن دمعاً= سقين بوله شجر النحيب
أعزي فيك أُماً شرفتها= مواقف ليثها البطل المهيب
وما فقدتك في لعب ولهو= ولافقدتك في أمر مُريب
تقول لها بطولتك :أطمئني= وقري بالفتى عيناً وطيبي
لقد ارضعته عزماً وحزماً = ووجدان الأبي مع الحليب
رأتك بقلبها بطلاً شجاعاً= قوي العزم ميمون الوثوب
فأشرق وحهُها فرحاً وتاقت= إلى لقياك في الكنف الرحيب
أعزي فيك أمك وهي أدرى= بمعنى الصبر في الوقت العصيب
كأني بالوسائد والزرابي= على سرر تُضمخ بالطيُوب
وحور العين قد هيأن فيها= مقاماً للحبيبة والحبيب
أرى غُرفاً من الياقوت فيها= بدا سرُ العجيبة والحبيب
فما سمعت بها أُذنا شغوف= ولابصرت بها عينا رقيب
أخا العزمات في الشيشان ،يامن= ركبت إلى العلا أسمى ركوب
رحلت عن الحياة ، فما جزعنا= برغم الحزن والدمع الصبيب
رضينا بالقضاء رضا يقين= وتسليم لغفار الذنوب



اشكرك أخي الكريم على هذه القصيدة الرائعة وبعد إذنك تم تعديلها0 تقبل تحيات أخيك الجهني