الفارس الأول
28-07-2005, 12:45 PM
لكل شيء إذا ماتم نقصان=فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ=من سرّه زمنٌ ساءته أزمانُ
وعالم الأكوان لا تبقى محاسنه=ولا يدوم على حالٍ لها شانُ
وللمصائب سلوانٌ يهونها=وما لما حلّ بالإسلامِ سلوانُ
دهى الجزيرة خطب لاعزاء له=هوى له أحدٌ وانهدّ ثهلانُ
أصابها العين في الإسلام فامتُحِنت=حتى خلتْ منه أقطارٌ وبلدانُ
فسل بَلنْسيّة ما شان مُرسيَة =وأين قرطبة أم أين جيانُ
وأين حمص وما تحويه من نزه=ونهرها العذب فياضٌ وملآنُ
هذا طليطلة دار العلوم فكم من=فاضلٍ قد سما فيها له شانُ
وأين غرناطة دار الجهادِ وكم=أْسْدٌ بها في الحربِ عقبانُ
قواعدٌ كنّ أركانُ البلادِ فما عسى=البكاءُ إذا لم تبق أركانُ
وأين جامعها المشهور كم تُلِيَتْ=في كل وقتٍ به آيٌ وفرقانُ
وعالٌم كان فيه للجهولِ هدى=مُدَرِسٌ وله في العلم ِتبيانُ
وعابدٌ خاضعٌ لله مُبتهلٌ=والدمعُ منه على الخدينّ طوفانُ
وأين جارتها الزهراءُ وقبتها=وأين ياقوم أبطالٌ وفرسانُ
وكم شجاعٌ زعيمٌ في الوغى بطلٌ=بدا له في العِداءِ فَتْكٌ وإِمعانُ
وكم جندلتْ يدهُ من كافرٍ فغدا=تبكيِه من أرضه أهلٌ ووِلدانُ
وواديار من غدت بالكفر عامرة=ورد توحيدها شركٌ وطغيانُ
تبكي الحنيفيةُ البيضاء من أسفٍ=كما بكى لِفراق الإلفِ هيمانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ=حتى المنابر تبكي وهي عيدانُ
على ديارٍ من الإسلام خاليةً=قد اقفرّت ولها بالكفرِ عمرانُ
حيثُ المساجد قد أمست كنائسٌ=ما بها إلا نواقيسٌ وصلبانُ
تلك المصيبة أتت ما تَقدمها=وما لها مع طويل الدهرِ نسيانُ
ياراكبينَ عتاق الخيلِ ضامرةً=كأنها في مجالِ السَبْقِ عُقبانُ
وحاملين سيوف الهند مرهفة=كأنها في ظلام الليل نيرانُ
وراتعين وراء النهر من دعةٍ=لهم بأوطانهم عِزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأٌ من أمرِ أندلس فقد=سار بحديث القوم ركبانُ
كم يستغيث صناديدُ الرجال وهم=أَسرى وقَتلى فلا يَهتزُ إنسانُ
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم=وأنتم ياعباد الله إخوانُ
ألا نفوس أبيّاتٌ لها همم=أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ
يامن لنصرةِ قوم قُسِمُوا فِرَقاً=سطا عليهم بها كفرٌ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم=واليوم هم في قيودِ الكُفرِ عُبدان
فلو رأهم حيارى لا دليل لهم=عليهم من ثيابِ الذلِ ألوانُ
فلو رأيت بكاهم عند بَيعهم=لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
ياربّ طفل وأم حِيلَ بينهما=كما تُفَرَقُ أرواحٌ وأبدانُ
وغادة ما رأتها الشمسُ بارزةً=كأنما هي ياقوتٌ و مرجانُ
يقودها العلجُ عندالسبي صاغرةً=والعين باكيةً والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ=إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
هل للجهادِ بها من طالبٍ فلقد=تزخرفت جنةُ المأوى لها شانُ
وأشرفَ الحورُ والولدانُ من غُرفٍ=فازت لعمري بهذا الخير شجعانُ
ثم الصلاةُ على المختار من مضرٍ=ماهبّ ريحُ الصبا واهتزَّ أغصانُ
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ=من سرّه زمنٌ ساءته أزمانُ
وعالم الأكوان لا تبقى محاسنه=ولا يدوم على حالٍ لها شانُ
وللمصائب سلوانٌ يهونها=وما لما حلّ بالإسلامِ سلوانُ
دهى الجزيرة خطب لاعزاء له=هوى له أحدٌ وانهدّ ثهلانُ
أصابها العين في الإسلام فامتُحِنت=حتى خلتْ منه أقطارٌ وبلدانُ
فسل بَلنْسيّة ما شان مُرسيَة =وأين قرطبة أم أين جيانُ
وأين حمص وما تحويه من نزه=ونهرها العذب فياضٌ وملآنُ
هذا طليطلة دار العلوم فكم من=فاضلٍ قد سما فيها له شانُ
وأين غرناطة دار الجهادِ وكم=أْسْدٌ بها في الحربِ عقبانُ
قواعدٌ كنّ أركانُ البلادِ فما عسى=البكاءُ إذا لم تبق أركانُ
وأين جامعها المشهور كم تُلِيَتْ=في كل وقتٍ به آيٌ وفرقانُ
وعالٌم كان فيه للجهولِ هدى=مُدَرِسٌ وله في العلم ِتبيانُ
وعابدٌ خاضعٌ لله مُبتهلٌ=والدمعُ منه على الخدينّ طوفانُ
وأين جارتها الزهراءُ وقبتها=وأين ياقوم أبطالٌ وفرسانُ
وكم شجاعٌ زعيمٌ في الوغى بطلٌ=بدا له في العِداءِ فَتْكٌ وإِمعانُ
وكم جندلتْ يدهُ من كافرٍ فغدا=تبكيِه من أرضه أهلٌ ووِلدانُ
وواديار من غدت بالكفر عامرة=ورد توحيدها شركٌ وطغيانُ
تبكي الحنيفيةُ البيضاء من أسفٍ=كما بكى لِفراق الإلفِ هيمانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ=حتى المنابر تبكي وهي عيدانُ
على ديارٍ من الإسلام خاليةً=قد اقفرّت ولها بالكفرِ عمرانُ
حيثُ المساجد قد أمست كنائسٌ=ما بها إلا نواقيسٌ وصلبانُ
تلك المصيبة أتت ما تَقدمها=وما لها مع طويل الدهرِ نسيانُ
ياراكبينَ عتاق الخيلِ ضامرةً=كأنها في مجالِ السَبْقِ عُقبانُ
وحاملين سيوف الهند مرهفة=كأنها في ظلام الليل نيرانُ
وراتعين وراء النهر من دعةٍ=لهم بأوطانهم عِزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأٌ من أمرِ أندلس فقد=سار بحديث القوم ركبانُ
كم يستغيث صناديدُ الرجال وهم=أَسرى وقَتلى فلا يَهتزُ إنسانُ
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم=وأنتم ياعباد الله إخوانُ
ألا نفوس أبيّاتٌ لها همم=أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ
يامن لنصرةِ قوم قُسِمُوا فِرَقاً=سطا عليهم بها كفرٌ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم=واليوم هم في قيودِ الكُفرِ عُبدان
فلو رأهم حيارى لا دليل لهم=عليهم من ثيابِ الذلِ ألوانُ
فلو رأيت بكاهم عند بَيعهم=لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
ياربّ طفل وأم حِيلَ بينهما=كما تُفَرَقُ أرواحٌ وأبدانُ
وغادة ما رأتها الشمسُ بارزةً=كأنما هي ياقوتٌ و مرجانُ
يقودها العلجُ عندالسبي صاغرةً=والعين باكيةً والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ=إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
هل للجهادِ بها من طالبٍ فلقد=تزخرفت جنةُ المأوى لها شانُ
وأشرفَ الحورُ والولدانُ من غُرفٍ=فازت لعمري بهذا الخير شجعانُ
ثم الصلاةُ على المختار من مضرٍ=ماهبّ ريحُ الصبا واهتزَّ أغصانُ