المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خالد الفيصل يبكي لقصيدة وصلته من والد البقمي الذي شارك في أحداث الخبر



عيد سعيد
27-07-2005, 07:18 AM
: عيسى سوادي
سهاج البقمي والد نمر البقمي أحد الذين شاركوا في حادثة احتجاز الرهائن في مدينة الخبر بتاريخ 12ربيع الآخر 1425هـ، عندما علم بأن ابنه كان أحد المشاركين في تلك العملية الشنيعة بلغ به الاستياء ذروته، ولكنه لم يذرف دمعة واحدة على ذلك المصير لابنه نمر.
في ليلة الأربعاء المنصرم انسكبت دموع سهاج البقمي لأول مرة منذ علم بضلوع ابنه في حادثة الخبر، كان ذلك عندما عرض التلفزيون السعودي على قناته الأولى ندوة ملتقى أبها الثقافي التي أقيمت في الأسابيع الماضية تحت عنوان "لماذا نحيي العلم... كيف نحب الوطن؟"، وما دار فيها من طروحات وحوارات قيمة ومن ضمن ما عرضه التلفزيون مداخلة راعي الملتقى سمو أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل، والتي جاءت مسك الختام لفعاليات الملتقى بشهادة كثير ممن شاركوا في الملتقى من علماء ومفكرين ومثقفين، إلا أن الشهادة هذه المرة جاءت دموعا وشعرا من سهاج البقمي الذي كتب - على إثر مشاهدته عبر الشاشة مداخلة الأمير خالد الفيصل- قصيدة امتلأت وطنية ودمعا، وحصلت"الوطن" على نسخة منها، يقول البقمي فيها:

لأجل الحطب دمعي على الخد سكّاب = كلمه لأمير العز والفخر والجود
لخالد الفيصل شــرح كل الأسباب=أنت الأمير اللي له العلم مردود
مرحوم يا فيصل على كل مــرقاب=فيصل موخّـر عقبه أبطال وأسود
أنتم سلالة واحــدٍ داس الأصـعاب=وحّد جـزيرتنا بطارد ومطـرود
مقدام مقدام السـرايا ولا هـــاب=وبيرق هل التوحيد كل شعبه جنود
كل القبايل تنقل سيوف وحـــراب=يــوم إنها ما بين حاوي ومردود
وآنا احمد الله حظنا دايمٍ طــــاب=حكامنا هم فخــرنا دوم آل سْعود
ياميرنا من ذا الحطب صرت منصاب=ابني حطب في ديرتي واحترق زود=

وعلمت "الوطن" أن سمو الأمير خالد الفيصل عندما وصلته قصيدة سهاج البقمي وقرأها، لم يتمالك نفسه، وكانت الدموع أسرع وأبلغ مترجم لحديث الشعر الذي لامس وجدان أمير الشعر والوطنية.
"الوطن" أجرت اتصالا هاتفيا مع سهاج البقمي وحاورته حيث قال والعبرة تزاحم أحرف كلماته "تأثرت كثيرا عندما جاءني خبر ابني نمر وأنه من ضمن تلك الفئة التي احتجزت وقتلت الأبرياء في مدينة الخبر، ولكنه لم تذرف لي عين في تلك اللحظة رغم شدة المصاب، وعظيم البلاء، لأن نمر ومن معه- هداهم الله - وعلى الرغم من مشاعر الأبوة؛ لم يكونوا يستحقون دمعة واحدة بعد خروجهم على ولاة الأمر وعلى الوطن و على أهليهم، ولكن عندما شاهدت مداخلة الأمير لم أملك نفسي عن حبس ما حركته تلك الكلمات من مشاعر عميقة في داخلي وذرفت الدموع ليلتها كثيرا، فكلمات الأمير علمتنا فوق علمنا كيف يكون حبنا وولاؤنا وإخلاصنا للوطن وولاة الأمر، والأمير خالد. كلمات الأمير حركت ما في دواخلنا من حزن شديد على أبنائنا الذين غرر بهم أتباع الشيطان والهوى، والحقد والحسد على هذا الوطن الآمن المعطاء، حين يقول يجب أن نعرف ونحاسب الفكر الذي جعل من أبنائنا حطبا يحترق في شوارعنا وبيوتنا، كلمات الأمير جاءت في محلها عندما تحدث عن التخديريين عوضا عن التكفيريين، الذين أضلوا أبناءنا، وأنا أؤكد وأشد على ما قاله الأمير خالد، من وجوب تتبع رؤوس الفكر واجتثاث جذورهم العفنة، التي لم تجر إلينا غير الدمار والمصاب في وطننا وأبنائنا، كلمات الأمير خالد اختصرت كل ما يود أن يقوله كل محب للوطن، اختصرت كل ما قاله المحللون لظاهرة الإرهاب الدخيلة على وطننا، فلكم كنت أفخر وأتمنى لو أن ابني نمرا قتل دفاعا عن الوطن وذودا عن حياضه، وليس ما رأيته عليه ومن معه من قتلهم واحتجازهم للرهائن في مدينة الخبر، الأمير خالد في كلمته تلك أوضح أمورا خفيت على كثير من الأهالي والأبناء، وعامة الشعب، ولو كنت بجانبه في تلك الليلة لشرفت بتقبيل رأسه".
ويضيف سهاج البقمي " بكيت من كلمة الأمير لأنها جاءت من رجل شجاع بطل حريص على الوطن والمواطن، رجل خاطب العقل قبل العاطفة، وامتدت أيادي كلماته بحنو لتحتضن وتضمد جراح كل من طاله الضيم من آباء وأمهات وإخوان وأخوات وأقارب لأولئك الشباب المغرر بهم".
ويضيف البقمي "بعد انتهاء كلمة الأمير لم أتمالك نفسي فامتطيت القلم وكتبت بحبر من الدموع قصيدة أخاطبه فيها، ولست بشاعر ولكن الموقف فجر كل مكنون تجاه الوطن، وتجاه الحزن الذي لف تلابيب نفسي على أبناء هذا الوطن حين غرر بهم، وأصبحوا وقودا لنار الشر والدمار والفكر الحاقد والسفلة ممن استخدموا عقول أبنائنا باسم الدين والدين والأرض منهم براء، ولي رسالة أوجهها لكل من غرر به من أبنائنا وليس ابني نمر فقط، عودوا إلى رشدكم، عودوا عن الغي الذي أوقعكم فيه من لايريدون خيرا لكم ولا لوطنكم ولا لأهليكم، عودوا إلى الله، إلى الدين الحق، عودوا وسلموا أنفسكم فوالله إن ولاة الأمر لأحن عليكم من أهاليكم وذويكم، وأسأل الله أن يبعد عن وطننا شر كل من حمل الشر وأن يرد كيد من غرر بأبنائنا إلى نحورهم".
قالها سهاج البقمي ولم يستطع إكمال الحديث فقد خنقته العبرة مما اضطرنا إلى إنهاء الحوار الهاتفي معه.

المعلم
27-07-2005, 04:58 PM
السلام عليكم
هؤلاء هم ولاة الأمر
مشاعرهم فياضة
وما يبكي المواطن يبكيهم
حفظهم الله وأعزهم
تحيتي لكم