المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا قال صديق الرشود (للوفاق) عن خروجه من السعودية ؟



علي بن محمد
26-06-2005, 02:37 AM
يعد عبدالله بن محمد الرشود ابرز المطلوبين على قائمة ال26 المعلنة من قبل وزارة الداخلية السعودية , وشخصيتة المثيرة للجدل في حياته عندما كان طالبا في جامعة الامام محمد بن سعود وحتى عند محطته الأخيرة - اذا صدق كلام ابو مصعب الزرقاوي - بمقتله في مدينة القائم العراقية بعد 45 يوما فقط من دخوله الأراضي العراقية , شخصية يكتنفها الغموض والاسرار على أقرب المقربين اليه , فخبر مقتله في (القائم) لم يكن الأول فقد سبق ان اعلن عن مقتله في مواجهات أمنية مع المطلوبين في أكثر من موقع, ولعل هذا الذي يفسر الحرص على التأكد من صحة الخبر , خاصة مع عدم وجود جثة ولا دليل مادي يؤكد ما قاله الزرقاوي.
وهذه ليست قضيتنا في هذا التقرير الذي نجاول فيه كشف بعض الغموض عن حياة (الرشود) والذور الذي لعبه بين المطلوبين وهل حقا كان (المفتي) لهم ؟ أم انه كان القائد الفعلي للمطلوبين بعد مقتل الرموز منهم؟ وهل لجوءه للعراق يعد دليلا على الحالة التي وصل اليها المطلوبين من الضعف وتقطع اوصال خلاياهم العنقودية بعد مواجهات محافظة الرس؟اننا نحاول قراءة هذه الشخصية الغامضة في ضوء المعلومات المتوفرة لدينا ونحكي قصته منذ أن كان طالبا في جامعة الامام حتى وصوله الى القائم ليسطر نهايته بنفسه وبجل ارادته
ورحلة عبدالله الرشود الطويلة من وسط نجد الى مدينة القائم سبقتها محطات ومنحنيات وحواجز أهلت الرشود ليكون مفتيا للمطلوبين ورمزا من رموزهم وابرز المحرضين للمواجهات الدموية .
فالرشود من خريجي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وقد عمل مدرسا في المعهد العلمي بمحافظة النماص الجنوبية ، وبعدها انتقل إلى معهد القويعية العلمي ، ثم عاد للعمل في الرياض , ولكنه تم القبض عليه في احدى القضايا الأمنية حيث تم توقيفه عدة أشهر ثم إطلاق سراحه.
وبعد خروجه من السجن رفض الرشود العودة الى التدريس وقدم استقالته من الوظيفة الحكومية كمعلم ، ورغم ان سنه لم يتجاوز الأربعة وثلاثين سنة الا انه سجل حضورا بارزا بين المطلوبين وبدا يتردد اسمه بقوة بينهم وقيل انه المفتي الشرعي لهم واخذ يظهر اسمه على مقالات في (صوت الجهاد) وفي بعض المنتديات الخاصة بالقاعدة ، وكان أول خروج إعلامي للرشود من خلال تسجيل فيديو على الانترنت ظهر وخلفه خريطة الجزيرة العربية وأمامه قاذف صواريخ وأسلحة رشاشة. وكان يحرض على استهداف الأجانب في السعودية وقوات الأمن ’ وكان يتخذ اسلوبا عنيقا في كلامه ووصل الى درجة من التطرف حتى قيل انه احد ابرز رموز المطلوبين خاصة بعد مقتل عبد العزيز المقرن.
و عبدالله الرشود ممن يحسبون على طلبة العلم الذين ينتمون لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية فهو خريج كلية شرعية وتتلمذ على يد بعض الفقهاء ولكنه انقلب عليهم بل انه قاد - يوما - تظاهرة صغيرة أمام منزل سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ قبل اختفائه بأشهر طالب فيها إلغاء بعض ما يسميه بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة في السعودية ...
والمقربون من عبد الله الرشود أكدوا أن التسجيل الذي ظهر فيه الرشود على الأنترنت كان قديماً , ولكنه بعد الضربات الموجعة التي وجهتها الاجهزة الأمنية السعودية للتنظيم وقطع الخطوط الاساسية بين القادة والفلول الهاربة اراد ان يخرج هذا التسجيل القديم للرشود كنوع من اثبات الوجود, ومن المحتمل انه بث من قبيل التغطية على خروجه إلى العراق , وقيل انه حرص على ان يبث بعد خروجه عدة مرات للتضليل على انه متواجد على الاراض السعودية .
وكان الرشود كما وصفه أحد المقربين له ، يحظى بثقة كبيرة من المطلوبين كونه الأكثر علما ولمكانته التنظيمية بين المطلوبين الذين يثقون فيه وعلمه وما تلقاه من فقه وأنه لن يخونهم يوماً باجتهاد خاصة بعد اعلان تراجعات الشيوخ الثلاثة الخضير والفهد والخالدي , بل ان (الرشود) تميز بخطابه التحريضي الاكثر عنفا في تاييد المواجهات الدامية وكان دائما يبارك هذه المواجهات ويحرض عليها أصبح بصفته الموجه الشرعي للمطلوبين .
بعض من اقتربوا من (الرشود) يرون ان لحظة الانقلاب الكبيرة في فكره حدثت عقب اللقاء الذي جمعه بينه وبين أحد كبار العلماء في السعودية وحدثت فيه مداولات وجدال كبير لم يحسم في لقاء واحد بل أكثر من لقاء حول ما يقوم به المطلوبين من عمليات قتل وسفك للدماء وتدمير وتكفير وحرمته من عدمه ، وبعد هذه الحوارات صارعبدالله الرشود ضيق الصدر حرجاً جراء ما أقدم عليه ، حيث أنه أدرك يقيناً أن علمه الذي كان يغتر به قد خانه وذلك لأنه افتقد للحكمة والبصير, والرجوع إلى الراسخين في العلم ، وظن الرشود أنه على حق فيما أقدم عليه ، ولكن عندما تبين له خطئه الكبير لم يشأ تسليم نفسه وقد اشتهر أمره وظهر ، ففكر في الخروج خارج المملكة العربية السعودية حيث أن المواجهات فيها أصبح فيها نظر ومحض شك في حرمتها وعدم جدواها وأنها ليست بجهاد كما كان يظن ، فتوجه للعراق على الفور عله أن يتدارك خطئه بصواب كما يظن ، وقد صرح مقربين للرشود ومتابعين للأحداث التي تجري في السعودية بذلك ، فقد صرح أحدهم لصحيفة (الوفاق) أنه يعلم منذ زمن بعيد أن الرشود تواجد في العراق منذ فترة ليست وجيزة قد تكون قبيل حج العام المنصرم وتم التكتم على أمر خروجه خشية أن يخرج صيته في العراق كقائد في قيادة لم يشأ أن يكون له نصيب منها علناً ، وذلك بعد المرور بتجربة قيادية باءت بالفشل في السعودية .
وعموماً الأجهزة الأمنية السعودية تتعامل بحرص شديد مع المعلومات التي أطلقها ابو مصعب الزرقاوي حول مقتل عبد الله الرشود وتبذل جهود مكثفة للتاكد من صحة المعلومات , ولكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء اللواء منصور التركي قال : اننا لا نستطيع تأكيد او نفي نبأ مقتل الرشود. ولكنه أضاف قائلا : أن عبدالله الرشود مازال فارا من وجه العدالة، والبحث ما زال جاريا عن ثلاثة مطلوبين أمنيا لدينا.
وحول خروج الرشود من السعودية إلى العراق، قال التركي: هذا يؤكد على أن أجهزة الأمن السعودية نجحت في فرض عزلة عليهم، واستباق نواياهم الإرهابية ومخططاتهم، والقضاء على اكثر العناصر خطورة، وقطع التمويل والإسناد عنهم.
ولكن حتى الان لم يصدر بيان من السلطات العراقية حول مقتل الرشود ردا على البيان المنسوب إلى ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ، حول مقتل أحد أبرز المطلوبين أمنيا في المملكة العربية السعودية،.والذي بثه الخميس الماضي واكد فيه : أن الرشود دخل العراق منذ شهر ونصف الشهر، وشارك في معارك القائم. وانه - أي الرشود - . لبى نداء ربه وسارع لجنان خلده وسابق لنصرة دينه.