المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زورق فى نهر الشعر العربي - برجاء المشاركة



أروى
21-06-2005, 02:19 AM
وها نحن ..

فلنبحر سويا , ولنسبح فى هذا النهر الجميل .. نهر الشعر العربي الموزون بجناحيه العمودي والتفعيلة .

فى قمة عالم الشعر العربي , يوجد ديوان المتنبى وديوان شوقى والمعلقات السبع ( أو العشر ان شئت ) فاذا هبطنا قليلا فلسوف يذهلنا هذا الزخم الرائع , والأسماء الرنانة التى يفيض عن اصحابها ضوء العبقرية . فلنسبح اذن ولنترك لقاربنا العنان ..

انا شخصيا يلفت نظرى دائما شعراء القصيدة الواحدة مثل ابن زريق , والسلكة الجاهلية وسوف اقدم قصيدتها حالا . وكذلك الشعراء غير المحترفين كالخلفاء وابناء الخلفاء والوزراء والقضاة ورجال الدين الخ فلهم روائع غير معروفة ولكنها روائع .

فليبحر قاربنا , ولنتمتع , ولنحمد الله حمدا كثيرا على اننا ننتمى الى اللغة التى فضلها سبحانه وتعالى فأنزل بها قرآنه العظيم المجيد .

وغني عن الذكر اننى ارجو واتشوف لمشاركات الأعضاء الأعزاء .. وغني عن الذكر اننى اطلب من ادارة المنتدى تثبيت الموضوع ليكون تحت انظارنا فى كل حين ..

تحياتى , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أروى
21-06-2005, 02:21 AM
السُلَكَةُ أُمُّ السُلَيْك


هى أمةٌ سوداء اسمها السُلكة , كان ابنها السُليْك أحد صعاليك العرب العدائين , وله شعر كثير يتحدث فيه عن مغامراته .

خرج مرة ليغير على الأحياء والأموال , فلقي رجلا من "خثعم" اسمه مالك بن عمير , فأخذه ومعه امرأة من "خفاجة" . فقال الخثعمي : انا افدى نفسى منك , فواعده السليك على ذلك على أن لا يطلع على ذلك احدا من "خثعم" فواعده على ذلك وخرج الى قومه ليحضر المال وترك عنده امرأته ولكن السليك اخبر قومه فأسرع اثنان من قومه , وتربصا بالسليك وشدا عليه فقتلاه .

روى ديوان الحماسة الأبيات التالية على انها للسلكة .

طاف يبغى نجوة
من هلاكٍ فهلكْ
ليت شعرى ضلةً
أي شئ قتلكْ
امريضٌ لم تعُدْ
أم عدوٌ ختلك
ام تولى بك ما
غال فى الدهر السُلكْ (ام حدث لك ماحدث لطائر الحجل عندما اصطاده احدهم )
والمنايا رصّدٌ
للفتى حيث سلكْ
أي شئ حسَنٍ
للفتى لم يك لكْ
كل شئ قاتلٌ
حين تلقى اجلكْ
طال ما قد نلت فى
غير كدّ املكْ ( انك اعتدت ان تنال كل ماتريد )
إن امراً فادحاً
عن جوابى شغلكْ
سأعزّى النفسَ إذ
لم تُجب من سألكْ
ليت قلبى ساعةً
صبره عنك مَلَكْ ( ليت الصبر يتغلب على لوعة قلبى )
ليت نفسى قُدّمت
للمنايا بدَلَكْ

أروى
21-06-2005, 04:16 AM
الحمراء - الأندلس
نزار قبانى

-------------------------


فـي مـدخـل الحـمـراء كــان لقـاؤنـا

مــــا أطــيــب الـلـقـيـا بــــلا مـيـعــاد



عيـنـان ســوداوان فــي جحريهـمـا

تـتــوالــد الأبـــعـــاد مــــــن أبـــعـــاد



هـــل أنـــت إسـبـانـيـة؟ سـاءلـتـهـا

قـالــت: وفــــي غـرنـاطــة مــيــلادي



غرنـاطـة؟ وصـحـت قــرون سبـعـة

فـــي تـيـنـك العيـنـيـن.. بـعــد رقـــاد



وأمـــيـــة رايــاتــهـــا مــرفــوعـــة

وجــيــادهـــا مــوصــولـــة بــجــيـــاد



مـا أغـرب التاريـخ كـيـف أعـادنـي

لـحـفـيـدة ســمــراء مــــن أحــفــادي



وجــــه دمـشـقــي رأيــــت خــلالــه

أجــفــان بـلـقـيـس وجــيـــد ســعـــاد



ورأيــت منزلـنـا الـقـديـم وحـجــرة

كـانــت بـهــا أمـــي تــمــد وســــادي



والياسمـيـنـة رصـعــت بنـجـومـهـا

والــبــركـــة الـذهــبــيــة الإنـــشــــاد



ودمشق، أيـن تكـون؟ قلـت ترينهـا

فـي شعـرك المنسـاب ..نـهـر ســواد



في وجهك العربي، في الثغر الـذي

مــا زال مخـتـزنـاً شـمــوس بـــلادي



في طيب "جنات العريـف" ومائهـا

فـي الفـل، فـي الريحـان، فـي الكـبـاد



سارت معي.. والشعر يلهث خلفها

كـسـنـابـل تــركــت بـغـيــر حــصـــاد



يـتـألـق الـقــرط الـطـويـل بجـيـدهـا

مـثــل الـشـمــوع بـلـيـلـة الـمـيــلاد..



ومشيـت مثـل الطفـل خلـف دليلتـي

وورائــــي الـتـاريــخ كــــوم رمـــــاد



الزخرفـات.. أكــاد أسـمـع نبضـهـا

والزركشـات علـى السـقـوف تـنـادي



قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا

فـاقــرأ عــلــى جـدرانـهــا أمــجــادي



أمجادهـا؟ ومسـحـت جـرحـاً نـازفـاً

ومـسـحـت جـرحــاً ثـانـيـاً بــفــؤادي



يـا ليـت وارثتـي الجميـلـة أدركــت

أن الـــذيــــن عـنــتــهــم أجـــــــدادي



عـانـقـت فـيـهـا عـنـدمــا ودعـتـهــا

رجــلاً يسـمـى "طــارق بــن زيـــاد"

أروى
21-06-2005, 04:26 AM
رقم الهاتف
د. غازي القصيبي

وعندما
يرحل عنا واحدٌ من صَحبنا
يموت بعض قلبنا
ثم نعود بعد أن يجف دمعنا
لدربنا
للضجر اليومي.. والرغبة.. والإعياء
وفجأة
في دفتر الهاتف.. يطفو اسمه أمامنا
ونلمح الرقم على الصفحةِ..
مغمورا بماضي حبنا
وباليد المرتجفة
نشطب رقم الهاتف الصامت..
من دفترنا المسكون بالضجة..والأحياء
نودعِه ذاكرة الأشياء
وفجأة
نذرف دمعتين
لأننا ندفن من نحب مرتين

أروى
21-06-2005, 12:46 PM
فخامة القاتل

مقطوعة نثرية من تأليف الأديب والمذيع اللبنانى "زاهى وهبة" مقدم برنامج "خليك بالبيت" على قناة المستقبل اللبنانية .. كتب المقطوعة النثرية الهامة بمناسبة اغتيال الصحفي اللبنانى المعارض "سمير قصير" واطلق عليها هذا الإسم ذا الدلالة " فخامة القاتل" مما يعنى انه يشير صراحة الى الرئيس "اميل لحود" .. وعموما لقد تم استدعاؤه قبل ايام للتحقيق بتهمة التطاول على رئيس الدولة .. ولم تظهر نتيجة التحقيق بعد , ولا احد يعرف هل سيسجن ام على الأقل "يخليه بالبيت " ولنا الله !
----------------------------------

فخامة القاتل

من التالى ؟
سؤال بتنا نسأله لأنفسنا كل لحظة
من منا يودع من ؟
من منا سيطفئ شمعة من ؟
وراء نعش من سنسير غدا ؟
الأسئلة تدور , وعجلة القتل تدور
القتلى يُشيّعون تباعا
والقاتل يحتفظ بابتسامته الصفراء
ينهض القاتل من نومه كل صباح
يرتدى ابتسامته كما يرتدى ربطة عنقه
الابتسامة قناع
الابتسامة خنجر فى الظهر
كم مرة ابتسم القاتل للقتيل
كم مرة سدد ابتسامته الى قلبه ؟
يافخامة القاتل ..
كفى ..
ارحل ..
ألا تسمع هدير الشعب الآتى لوداعك ؟
الا تسمع ؟؟؟

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
27-05-2006, 02:10 AM
بان الخليط
جرير



بَانَ الخَلِيطُ ولو طُوِّعْتُ ما بَانَا *** وقَطَّعُوا مِنْ حِبَالِ الوَصْلِ أقْرَانَا
حَيِّ المَنَازِلَ إذ لا نَبْتَغِي بَدَلاً *** بالدارِ داراً، ولا الجِيرانِ جِيرانا
قد كنتُ في أَثَرِ الأظْعانِ ذا طَرَبٍ *** مُرَوَّعاً مِنْ حِذارِ البَيْنِ مِحْزانا
يا رُبَّ مُكْتَئِبٍ، لو قد نُعِيتُ لهُ *** باكٍ، وآخَرَ مَسْرورٍ بِمَنْعَانا
لو تَعْلَمينَ الذي نَلْقَى أَوَيْتِ لنا *** أو تَسْمَعِينَ إلى ذي العرشِ شَكْوَانا
كَصَاحِبِ المَوْجِ إذ مَالَتْ سَفِينَتُهُ *** يَدْعُو إلى اللهِ إسْرَاراً وإعْلانا
يا أيُّها الرَّاكِبُ المُزْجي مَطِيَّتُهُ *** بَلِّغْ تَحِيَّتَنا، لُقِّيتَ حُمْلانا
بَلِّغْ رَسَائِلَ عَنَّا خَفَّ مَحْمَلُهَا *** على قَلائِصَ لَمْ يَحْمِلْنَ حِيْرانا
كَيْمَا نَقُولَ -إذا بَلَّغْتَ حَاجَتَنا-: *** أنتَ الأمِينُ، إذا مُسْتَأمَنٌ خَانَا
نُهْدِي السَّلامَ لأهْلِ الغَوْرِ من مَلَحٍ *** هَيْهاتَ مِنْ مَلَحٍ بالغَوْرِ مُهْدَانا
أَحْبِبْ إليَّ بذاكَ الجِزْعِ مَنْزِلَةً *** بالطَّلْحِ طَلْحاً وبالأعطانِ أعْطَانا
يا ليتَ ذا القلبَ لاقَى مَنْ يُعَلِّلَهُ *** أو ساقِياً فَسَقَاهُ اليومَ سُلْوَانا
أو لَيْتَها لَمْ تُعَلِّقْنَا عَلاقَتَها *** ولَمْ يَكُنْ دَاخَلَ الحُبَّ الذي كانا
هَلاَّ تَحَرَّجْتِ مِمَّا تَفْعَلِينَ بِنَا *** يَا أَطْيَبَ النَّاسِ يَوْمَ الدَّجْنِ أَرْدَانَا
قالت: أَلِمَّ بنا إنْ كُنْتَ مُنْطَلِقاً *** ولا إخَالُكَ بَعْدَ اليومِ تَلْقَانَا
يَا طَيْبَ! هَلْ مِنْ مَتَاعٍ تُمْتِعينَ بِهِ *** ضَيْفاً لكمْ بَاكِراً، يَا طَيْبَ، عَجْلانا
ما كُنْتُ أوَّلَ مُشتاقٍ أَخَا طَرَبٍ *** هَاجَتْ لهُ غَدَوَاتُ البَيْنِ أَحْزَانا
يا أُمَّ عَمْرٍو! جَزَاكِ اللهُ مَغْفِرَةً *** رُدِّي عَلَيَّ فُؤَادِي مِثْلَمَا كانا
ألَسْتِ أحْسَنَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ ! *** يا أمْلَحَ الناسِ كُلَّ الناسِ إِنْسَانا
يَلْقَى غَرِيمُكُمُ مِنْ غَيْرِ عُسْرَتِكُمْ *** بالبَذْلِ بُخْلاً وبالإحْسَانِ حِرْمَانا
لا تَأْمَنَنَّ، فإني غَيْرُ آمِنِهِ *** غَدْرَ الخَلِيلِ، إذا ما كانَ أَلْوَانا
قد خُنْتِ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَخْشَى خِيَانَتَكُمْ *** ما كُنْتِ أَوَّلَ مَوْثُوقٍ بهِ خَانَا
لقد كَتَمْتُ الهَوَى حَتَّى تَهَيَّمَنِي *** لا أستطيعُ لهذا الحُبِّ كِتْمَانا
كادَ الهَوَى يَوْمَ "سَلْمَانَيْنَ" يَقْتُلُنِي *** وكادَ يَقْتُلُنِي يوماً بِبَيْدَانا
وكادَ يومَ "لِوَى حَوَّاءَ" يَقْتُلُنِي *** لو كُنْتُ مِنْ زَفَرَاتِ البَيْنِ قُرْحَانَا
لا بَارَكَ اللهُ فِيمَنْ كانَ يَحْسِبُكُمْ *** إلاَّ على العهدِ حتى كانَ ما كانا
مِنْ حُبِّكُمْ؛ فاعْلَمِي للحُبِّ مَنْزِلَةً، *** نَهْوَى أمِيْرَكُمُ، لو كانَ يَهْوَانا
لا بارَكَ اللهُ في الدُّنيا إذا انْقَطَعَتْ *** أَسْبَابُ دُنْيَاكِ مِنْ أَسْبَابِ دُنْيَانا
يا أُمَّ عَمْرٍو إنَّ الحُبَّ عَنْ عَرَضٍ *** يُصْبِي الحَلِيمَ ويُبْكِي العَيْنَ أحيانا
ضَنَّتْ بِمَوْرِدَةٍ كانت لنا شَرَعاً *** تَشْفِي صَدَى مُسْتَهَامِ القَلْبِ صَدْيَانا
كيفَ التَّلاقِي ولا بالقَيظِ مَحْضَرُكُمْ *** مِنَّا قَرِيبٌ، ولا مَبْداكِ مَبْدَانا؟
نَهْوَى ثَرَى العِرْقِ إذ لمْ نَلْقَ بَعْدَكُمُ *** كالعِرْقِ عِرْقاً ولا السُّلاَّنِ سُلاَّنا
ما أَحْدَثَ الدَّهْرُ مِمَّا تَعْلَمِينَ لَكُمْ *** للحَبْلِ صُرْماً ولا للعَهْدِ نِسْيَانا
أُبَدِّلَ الليلَ لا تَسْرِي كَوَاكِبُهُ *** أمْ طالَ حتى حَسِبْتُ النَّجْمَ حَيْرَانا
يا رُبَّ عَائِذَةٍ بالغَوْرِ لو شَهِدَتْ *** عَزَّتْ عليها بِدَيْرِ اللُّجِّ شَكْوَانا
إنَّ العُيُونَ التي في طَرْفِهَا حَوَرٌ *** قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلانا
يَصْرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حَرَاكَ بِهِ *** وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللهِ أَرْكَانا
يا رُبَّ غَابِطِنَا لو كانَ يَطْلُبُكُمْ *** لاقى مُبَاعَدَةً مِنْكُمْ وحِرْمَانا
أَرَيْنَهُ المَوْتَ حتى لا حَيَاةَ بِهِ *** قد كان دِنَّكَ قَبْلَ اليومِ أَدْيَانا
طارَ الفُؤَادُ مَعَ الخَوْدِ التي طَرَقَتْ *** في النَّوْمِ طَيِّبَةَ الأَعْطَافِ مِبْدَانا
مَثْلُوجَةَ الرِّيقِ بَعْدَ النَّومِ وَاضِعَةً *** هَمَّ الضَّجِيعِ فلا دُنيا كَدُنْيَانا
تَسْتَافُ بالعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ قَاطِعَةً *** عَنْ ذِي مَثَانٍ تَمُجُّ المِسْكَ والبَانَا
ظَنِّي بكم حَسَنٌ من خِبْرَةٍ بِكُمُ *** فلا تكونوا كَمَنْ قد كانَ أَلْوَانا
بِتْنَا تَرَانَا كَأَنَّا مَالِكُونَ لها *** يا ليتَهَا صَدَّقَتْ بالحَقِّ رُؤْيَانا
قالت: تَعَزَّ، فإنَّ القومَ قد جَعَلُوا *** دُونَ الزِّيَارَةِ أَبْوَاباً وخُزَّانا
لمَّا تَبَيَّنْتُ أَنْ قد حِيْلَ دُوْنَهُمُ *** ظَلَّتْ عَسَاكِرُ مِثْلُ المَوْتِ تَغْشَانا
ماذا لَقِيْتُ مِنَ الأَظْعَانِ يَوْمَ قَنًى *** يَتْبَعْنَ مُغْتَرِباً بالبَيْنِ ظَعَّانا
أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلَةً إنسانُها غَرِقٌ *** هَلْ يا تُرَى تَارِكٌ للعَيْنِ إنْسَانا؟
كَأَنَّ أَحْدَاجَهُمْ تُحْدَى مُقَفِّيَةً *** نَخْلٌ بِمَلْهَمَ، أو نَخْلٌ بِقُرَّانا
يا أُمَّ عَمْرٍو! ما تَلْقَى رَوَاحِلُنا *** لو قِسْتِ مُصْبَحَنا مِنْ حَيْثُ مُمْسَانا
يا حَبَّذا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ! *** وَحَبَّذا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانا
وحَبَّذا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ *** تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانا
هَبَّتْ شَمَالاً فَذِكْرَى ما ذَكَرْتُكُمُ *** عِنْدَ الصَّفَاةِ التي شَرْقِيَّ حَوْرَانا
هَلْ يَرْجِعَنَّ، وَلَيْسَ الدَّهْرُ مُرْتَجِعاً *** عَيْشٌ بها طَالَمَا احْلَوْلَى ومَا لانا
أَزْمَانَ يَدْعُونَنِي الشَّيْطَانَ مِنْ غَزَلِي *** وَكُنَّ يَهْوَيْنَنِي إذ كُنْتُ شَيْطَانا
مَنْ ذا الذي ظَلَّ يَغْلِي أَنْ أَزُورَكُمُ *** أَمْسَى عَلَيْهِ مَلِيكُ الناسِ غَضْبَانا

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
27-05-2006, 03:00 AM
من احزان الشاعر : فاروق جويده

لَــــــو انـــنـــا لــــــم نــفــتـــرق

لــــــو انـــنـــا لــــــم نــفــتـــرق

لبـقـيـتُ نـجـمـاً فــــي سـمـائــكِ ســاريــاً

و تـركــتُ عُـمــري فـــي لهـيـبـكِ يـحـتــرقْ

لــو انـنـي سـافــرتُ فـــي قـمــمِ الـسَـحـابْ

و عـــدتُ نـهــراً فـــي ربــوعــكِ يـنـطـلـقْ

لكنّـهـا الاحــلام تنثـرنـا سـرابـاً فـــي الـمَــدى

و تـظــلُّ ســـرّاً فـــي الـجَـوانــحِ يـخـتـنـقْ

***

كـانــتْ خـطـانـا فــــي ذهــــولٍ تـبـتـعـدْ

و تــــشــــدّنــــا أشــــواقــــنـــــا

فـنـعــودُ نـمـسِــكُ بـالـطـريــقِ الـمُـرتـعِــدْ

تلقـي بنـا اللحـظـات فــي صـخَـب الـزحـام كأنـنـا

جــســـدٌ تــنــاثَــرَ فــــــي جَـــسَـــدْ

جـســدانِ فـــي جـســدٍ نـسـيــر و حـولـنــا

كانت وجوه الناس تجـري كالريـاحْ فـلا نـرى منهـم أحـدْ

ما زلتُ أذكرُ عندما جاءَ الرحيلْ و صـاحَ فـي عينـي الأرقْ

و تعثّـرتْ انفاسنـا بيـن الضلـوع و عـادَ يشطرنـا القلـقْ

و رأيـــــتُ عُــمـــري فـــــي يــدَيـــكِ

ريـــــــاح صــــيــــفٍ عــــابــــثٍ

و رمــــاد احــــلامٍ و شـيـئــاً مـــــن ورقْ

هـــذا أنـــا ... عُـمــري ورَق ... حـلـمـي وَرَقْ

طفـلٌ صغيـرٌ فـي جحيـم الـمـوت حـاصَـرَه الـغَـرَقْ

ضـوءٌ طريـدٌ فـي عـيـون الافــقِ يطـويـهِ الشَـفَـقْ

نـجــمٌ أضـــاء الـكــون يــومــاً و احــتَــرَقْ

لا تسـألـي العـيـنَ الحزيـنـه كـيـف أدمتـهـا المُـقَـلْ

لا تسـألـي النـجـمَ البعـيـد بــأي ســرٍّ قــد أفَــلْ

مهمـا تـوارى الحلـم فــي عيـنـي و أرّقـنـي الأجَــلْ

مـا زلـتُ ألمـحُ فـي رمـاد العُمـر شيئـاً مــن أمَــلْ

فغـداً ستنبـتُ فــي جبـيـن الافــق نجـمـات عـديـده

و غـدا ستـورقُ فــي ليـالـي الـحـزن ايــام سعـيـده

و غـداً اراكِ علـى المـدى شمسـاً تضـيءُ ظـلامَ ايّامـي

و إنْ كــــــانــــــت بــــعــــيــــده

***

حمـلـتـكِ فـــي ضـجــرِ الـشــوارعِ فـرحـتـي

و الــخــوف يُلـقـيـنـي عــلــى الـطــرقــات

تتمايل الاحلام بين عيوننا و تغيب في صمـت اللقـا نبضاتـي

و الليلُ سكّيرٌ يعانقُ كأسه و يطـوف منتشيـاً علـى الحانـاتِ

و الضوء يسكبُ في العيون بريقه و يهيمُ في خجلٍ على الشرُفاتِ

كـنّــا نـعـانـقُ فــــي الــظــلامِ دمـوعـنــا

و الــــدربُ مـنـفـطـرٌ مـــــن الـعَــبَــراتِ

و توقّفَ الزمنُ المسافرُ في دَمي و تعثّرتْ في لوعـةٍ خطواتـي

و الــوقــتُ يــرتــعُ و الـدقـائــقُ تـخـتـفــي

فــنــطــاردُ الـلـحــظــات بـالـلـحــظــاتِ

ما كنتُ أعرفُ و الرحيلُ يشدّنا ... انّي اودّعُ مُهجتي و حياتـي

ما كانَ خوفي من وداعٍ قد مضى بل كان خوفي من فـراقٍ آتِ

لم يبقَ شيء منذ كان وداعنا غير الجـراح تئـنُّ فـي كلماتـي

لــــــو انـــنـــا لــــــم نــفــتـــرقْ

لبـقـيـتِ فـــي زمــــن الخـطـيـئـةِ تَـوبَـتــي

و جـعـلــتُ وجــهــكِ قِـبـلـتـي و صَــلاتــي

لــــــو انـــنـــا لــــــم نــفــتـــرقْ

لــــــــــــــــــــــــــــــــو

لـــــــــــــــــــــــــو

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
27-05-2006, 05:47 AM
طفل الحجارة
محمد الفيتوري



ليس طفلا ذلك القادم فى أزمنة الموتى الهىّ الأشارة

ليس طفلاً وحجاره

ليس بوقاً من نحاس ورماد

ليس طوقاً حول أعناق الطواويس محّلى بالسواد

انه طقس حضارة

انه العصر يغطى عريه فى ظل موسيقى الحداد

ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعه الخاخام

من قوس الهزائم

انه العدل الذى يكبر فى صمت الجرائم

انه التاريخ مسقوفاً بازهار الجماجم

انه روح فلسطين المقاوم

انه الأرض التى لم تخن الأرض

وخانتها الطرابيش

وخاننتها العمائم

انه الحق الذى لم يخن الحق

وخانته الحكومات

وخانته المحاكم

***

فانتزع نفسك من نفسك

واشعل أيها الزيت الفلسطينى أقمارك

وأحضن ذاتك الكبرى وقاوم

وأضىء نافذة البحر على البحر

وقل للموج ان الموج قادم

ليس طفلاً ذلك القادم

فى عاصفة الثلج وأمواج الضباب

ليس طفلاً قط فى هذا العذاب

صدئت نجمة هذا الوطن المحتل فى مسراك

من باب لباب

مثل شحاذ تقوست طويلاً فى أقاليم الضباب

وكزنجى من الماضى تسمرت وراء الليل

مثقوب الحجاب

***

ليس طفلاً يتلهى عابثاً

فى لعبة الكون المحطّم

أنت فى سنبلة النار وفى البرق الملثم

كان مقدوراً لأزهار ك وجه الأعمدة

ولأغصانك سقف الأمم المتحدة

ولأحجارك بهو الأوجه المرتعده

***

ليس طفلاً

هكذا تولد فى العصر اليهودى وتستغرق

فى الحلم أمامهْ

عاريا الأّ من القدس ومن زيتونه

الأقصى وناقوس القيامه

شفقياً وشفيفاً كغمامة

واحتفالياً كأكفان شهيد

وفدائياً من الجرح البعيد

ولقد تصلبك النازية السوداء فى

أقبية العصر الجديد

فعلى من غرسوا عينيه بالقضبان أن

لا يتألم

وعلى من شهد المأساةَ

أن لا يتكلم

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
27-05-2006, 04:18 PM
عمر أبوريشة مواليد منبج قرب حلب العام 1910 تلقى اولى مراحل تعليمه في حلب
ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث نال بكالوريوس في العلوم وانتقل الى لندن
حيث تخصص في صناعة النسيج .
عمل في السلك الديبلوماسي كوزير مفوض ثم سفيرا لسوريا في البرازيل وتشيلي
والهند والنمسا منذ العام 1949 وحتى العام 1970 .
توفي في الرياض عام 1990 ودفن في سوريا في مسقط رأسه :
ألقى هذه القصيدة في حلب بمناسبة جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا :


عروس المجد


ياعروس المجد تيهي واسحبي ..... في مغانينا ذيول الشهب
لن تري حفنة رمل......فوقها .... لم تعطر بدم حر أبي
درج البغي عليها حقبة ... وهوى دون بلوغ الأرب
وارتمى كبرالليالي دونها ... ليّن الناب كليل المخلب
لايموت الحق مهما لطمت ... عارضيه قبضة المغتصب
من هنا شق الهدى أكمامه ... وتهادى موكبا في موكب
وأتى الدنيا فرقت طربا ... وانتشت من عبقه المنسكب
وتغنت بالمروءات التي ... عرفتها في فتاها العربي
أصيد ضاقت به صحراؤه... فأعدته لأفق أرحب
هب للفتح فأدمى تحته .... حافر المهر جبين الكوكب
وأمانيه انتفاض الأرض من.... غيهب الذل وذل الغيهب
وانطلاق النور حتى يرتوي... كل جفن بالثرى مختصب
حلم ولى ولم يجرح به ... شرف المسعى ونبل المطلب
ياعروس المجد طال الملتقى ... بعدما طال جوى المغترب
سكرت أجيالنا في زهوها ... وغفت عن كيد دهر قلب
وصحونا فاءذا أعناقنا ... مثقلات بقيود الأجنبي
فدعوناك فلم نسمع سوى .... زفرة من صدرك المكتئب
قد عرفنا مهرك الغالي فلم .... ترخص المهر ولم نحتسب
فحملنا كل اكليل الوفا.... ومشينا فوق هام النوب
وأرقناها دماء حرة ... فاغرفي ماشئت منها واشربي
وامسحي دمع اليتامى وابسمي..... والمسي جرح الحزانى واطربي
نحن من ضعف بنينا قوة ..... لم تلن للمارد الملتهب
كم لنا من ميسلون نفضت .... عن جناحيها غبار التعب
كم نبت أسيافنا في ملعب .... وكبت أفراسنا في ملعب
من نضال عاثر ملتهب ..... لنضال عاثر مصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلى ...... غلب الواثب ام لم يغلب
***************
عمر أبو ريشة

__________________

الشاهين
28-05-2006, 11:24 AM
عروس المجد


ياعروس المجد تيهي واسحبي =في مغانينا ذيول الشهب
لن تري حفنة رمل......فوقها =لم تعطر بدم حر أبي
درج البغي عليها حقبة =وهوى دون بلوغ الأرب
وارتمى كبرالليالي دونها =ليّن الناب كليل المخلب
لايموت الحق مهما لطمت =عارضيه قبضة المغتصب
من هنا شق الهدى أكمامه =وتهادى موكبا في موكب
وأتى الدنيا فرقت طربا =وانتشت من عبقه المنسكب
وتغنت بالمروءات التي =عرفتها في فتاها العربي
أصيد ضاقت به صحراؤه=فأعدته لأفق أرحب
هب للفتح فأدمى تحته =حافر المهر جبين الكوكب
وأمانيه انتفاض الأرض من=غيهب الذل وذل الغيهب
وانطلاق النور حتى يرتوي=كل جفن بالثرى مختصب
حلم ولى ولم يجرح به =شرف المسعى ونبل المطلب
ياعروس المجد طال الملتقى =بعدما طال جوى المغترب
سكرت أجيالنا في زهوها =وغفت عن كيد دهر قلب
وصحونا فاءذا أعناقنا =مثقلات بقيود الأجنبي
فدعوناك فلم نسمع سوى =زفرة من صدرك المكتئب
قد عرفنا مهرك الغالي فلم =ترخص المهر ولم نحتسب
فحملنا كل اكليل الوفا=ومشينا فوق هام النوب
وأرقناها دماء حرة =فاغرفي ماشئت منها واشربي
وامسحي دمع اليتامى وابسمي=والمسي جرح الحزانى واطربي
نحن من ضعف بنينا قوة =لم تلن للمارد الملتهب
كم لنا من ميسلون نفضت =عن جناحيها غبار التعب
كم نبت أسيافنا في ملعب =وكبت أفراسنا في ملعب
من نضال عاثر ملتهب =لنضال عاثر مصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلى =غلب الواثب ام لم يغلب
***************
عمر أبو ريشة
اهلا ومرحب بالدكتور احمد سعدالدين ابو رحاب وجزاك الله خيرا ان زودتنا بهذه القصيدة العصماء للشاعر الكبير ابو ريشه رحمه الله .

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
28-05-2006, 04:05 PM
اخى الشاهين المحلق فى سماوات الشعر

تحية خالصة وشكر للترحيب الكريم

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
28-05-2006, 04:08 PM
(لا تهاجر )الشاعر احمد مطر

لا تهاجر
كل ما حولك غادر
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
وعلى نفسك من نفسك حاذر
هذه الصحراء ماعادت أمينة
هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة
حولها ألف سفينة
وعلى أنفاسها مليون طائر
ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر
وعلى باب المدينة
وقفت خمسون قينة
حسبما تقضي الأوامر
تضرب الدف وتشدو: " أنت مجنون وساحر"
لا تهاجر
أين تمضي ؟ رقم الناقة معروف
وأوصافك في كل المخافر
وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر
أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر
خفف الوطء قليلا
فأديم الأرض من هذي العساكر
لا تهاجر
اخف إيمانك
فالإيمان ــ أستغفرهم ــ إحدى الكبائر
لا تقل إنك ذاكر
لا تقل إنك شاعر
تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر
أنت أمي
فلا تقرأ
ولا تكتب ولا تحمل يراعا أو دفاتر
سوف يلقونك في الحبس
ولن يطبع آياتك ناشر
إمض إن شئت وحيدا
لا تسل أين الرجال
كل أصحابك رهن الإعتقال
فالذي نام بمأواك أجير متآمر
ورفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر
وابن من نامت على جمر الرمال في سبيل الله: كافر
ندموا من غير ضغط
وأقروا بالضلال
رفعت أسماؤهم فوق المحاضر
وهوت أجسادهم تحت الحبال
إمض إن شئت وحيدا
أنت مقتول على أية حال
سترى غارا
فلا تمش أمامه
ذلك الغار كمين
يختفي حين تفوت
وترى لغما على شكل حمامة
وترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت
تلقط الكلمة حتى في السكوت
ابتعد عنه ولا تدخل وإلا ستموت
قبل أن يلقي عليك القبض فرسان العشائر
أنت مطلوب على كل المحاور
لا تهاجر
اركب الناقة واشحن ألف طن
قف كما أنت ورتل آية النسف على رأس الوثن
إنهم قد جنحوا للسلم فاجنح للذخائر
ليعود الوطن المنفي منصورا إلى أرض الوطن

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
28-05-2006, 11:57 PM
جفا جفوة
بشار بن برد


جفا جفوة فازور إذ مل صاحبه وأزرى به أن لا يزال يصاحبه
خليلي لا تستكثرا لوعة الهوى ولا لوعة المحزون شطت حبائبه
شفى النفس ما يلقى بعبدة مغرماً وما كان يلقى قلبه وضرائبه
فأقصر عن داعي الفؤاد وإنما يميل به أمس الهوى ويطالبه
إذا كان ذواقاً أخوك الهوى توجّهه في كلّ أوب ركائبه
فخّل له وجه الطريق ولا تكن مطيّة رحّال كثير مذاهبه
أخوك الذي إن ربته قال إنما أربت وإن عاتبته لان جانبه
إذا كنت في كل الأمور معاتباً أخاً لك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه?
من الحيّ قيس قيس عيلان إنها عيون الندى منها تروي سحائبه
وما زال منها ممسك بمدينة يراقب أو ثغر تخاف مرازبه
إذا الملك الجبار صعر خدّه مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
وكنّا إذا دبّ العدوّ لسخطنا وراقبنا في ظاهر لا نراقبه
غدونا له جهراً بكلّ مثقف وأبيض تستسقي الدماء مضاربه
كأن مثار النقع فوق رءوسنا وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه
وأرعن يعشى الشمس لون حديده وتخلس أبصار الكماة كتائبه
تغص به الأرض الفضاء إذا غدا تزاحم أركان الجبال مناكبه
تركنا به كلبا وقحطان تبتغي مجيراً من الهبل المطلّ مغالبه

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
29-05-2006, 08:33 AM
في ذكرى مجزرة كفر قاسم في فلسطين المحتلة التي تصادف 29 تشرين اول ـ أكتوبر
يا جبهة السفاح لا تتشامخي!


تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٥

بقلم سميح القاسم





لا سحر أن نطق الرماد الأبكم
تحت الرماد حرائق تتضرم
أنموت صمتاً حين ألفُ جريمة
تنهال: "يا أهل القبور تكلموا"
فتفجري يا صرخة مكتومة
وتكسري يا صخرة تتكتم
ولتحشد الدنيا هنا أحداقها
لترى الدم المسفوك يتبعه دم
لا مدية الجزار كف غليلها
عنا .. ولا شبع الهلوك المتخم
والليل نصل والنهار عقارب
والموت لا يطغى ولا هو يحجم
والجذر يأبى أن يقايض غمده
يأبى، ويأبى الشح عرق مفعم
فلترتطم بالأرض صاعقة الأسى
ولتمتشق غضب الشعوب جهنم
ولينهض المدثرون بشارةً
الموت فيها حكمة ومعلم
ربخت علينا العاديات وفرخت
والليل، طال الليل طال الأسحم
ولكل فجر شمسه ولفجرنا
شمس من الشهداء يشعلها الدم
يا كفر قاسم .. للضحايا عيدها
والعيد أنت وعرقك المتقحم
حجت اليك قلوب شعب نازف
حجت اليك .. أغير جرحك زمزم
ولكم وقفنا بالقبور، وأننا
نستلهم الشهداء إذ نستلهم
ولكم نهضنا والقيود بواهظ
ولكم سجدنا والتراب مغمغم
ولكم أهبنا بالقرابين أبشري!
ولكم غرمنا .. غير أنّا الغنم!
يا كفر قاسم .. والكفاح مسيرة
لا تنتهي حتى يُطال المجرم
كنت البشير بأن شعباً لم يزل
كوني النذير .. فلا يزال الأرقم
ما غاب "شدمي" والزمان شهيدنا
في كل يوم سافل يتشدم
والقاتلون شهية مفتوحة
وبكل أفق قاتل مستحكم
ولطالما كظمت مراجل غيظنا
ماذا ترى فوق الكظيمة نكظم؟
يا كفر قاسم .. عز جرح ناغر
في صدرك العاري، وعز البلسم
ومن الأولى تركوك صدراً عارياً
ومن الأولى سفكوا دماءك .. من هم
أهم الغلاظ الغبر غل غليلهم
أهما يداي ..؟ سألت لكن أعلم
قست الثعالب، والكروم مباحة
وقنا نواطير الكروم النوّم
لكن ناب الغدر أيقظ هاجعاً
شكراً لناب الغدر .. ضاء .. ضاء المعتم
صقل الدم المصقول شعباً صامداً
صدّ الصقور ذليلة تتبرم
شعبي! وكم صدعت صواعق نبضه
صخراً على صدر المشيئة يجثم
شعبي! وكم دبابة صُدت على
أعقابها بحجارة تترجم
شعبي! وكم أزرى القتيل بقاتل
وكم انتشى يوم الفداء متيم
فليسمع السفاح صوت قتيله
ولتسمع الدنيا، وتصغ الأنجم
يا جبهة السفاح لا تتشامخي
نعل الشهيد أعز منك وأكرم
ودم الشهيد رسالة نبوية
صلوا على روح الشهيد وسلموا
والرافعون الى السلام عيونهم
زحف وكل عسيرة تتهدم
يا كفر قاسم .. فانهضي وتطلعي
ما ضاع هدراً في مشارفك الدم


سميح القاسم

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
29-05-2006, 05:28 PM
اراك هجرتنى
بهاء الدين زهير



أراكَ هجرتَنِي هجرًا طويلا = وما عـوَّدتَنِـي من قبلُ ذاكا

عَهِدتُكَ لا تُطيقُ الصَّبرَ عنِّي = وتَعصي في وِدادي مَن نَهاكَا

فكيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَّجايا = ومَن هذا الذي عنِّى ثـنـاكا

فلا واللهِ ما حَاوَلتَ غـدرًا = فكُلُّ النَّـاسِ يغدُرُ ما خـلاكا
وما فارَقتَني طوعًا ولكِن = دهـاكَ من المَنِيَّةِ ما دهاكا

فَيا مَن غابَ عنِّي وهوَ روحِي= وكيفَ أُطيقُ عن روحي انفِكاكا

يَعِزُّ عليَّ حينَ أُديرُ عينِي = أفَـتـِّشُ في مَكانِكَ لا أراكا

خَتَمتُ على وِدادِكَ في ضَميرِي = وليسَ يَزالُ مخـتومًا هناكا

فوا أسفي لِجِسمِكَ كيفَ يبلَى = ويذهَبُ بعد بهجَتِهِ سناكا

فيا قبرَ الحبيبِ ودِدتُ أنـَّي = حَمَلتُ ولو على عيني ثَراكا

ولا زالَ السَّلامُ عليكَ منـِّي = يُزَفُّ مع النَّسيمِ إلى ذَراكا

د. أحمد سعدالدين ابورحاب
30-05-2006, 01:54 AM
يا أسما
ابن نباته المصري



أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي= وا حيرتي بين أفعال وأسماء
ان كان قلبك صخراً من قساوته= فان طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمت باطنه= ما ذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فان= أسكت فقد شهدت بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتى الروضَ فاعتبروا= كم مقلة ٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرضتْ= فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبي أقلاّ من ملامكما= ولا تزيدا بهذا اللوم اغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمة ٌ= كما تبسم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقة ٌ عن صنع بارئها =الى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعية =ٌ عن شربِ فاقعة ٍ للهمّ صفراء
راحاً غريتُ برياها ومشربها =حتى انتصبت اليها نصب اغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها= جري الرهان الى غايات سرَّاء
سكراً أحيطت أباريقُ المدام به= فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفّ أغيد يحسوها مقهقهة =َ كما تأوّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوب ومن= جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملك يطوق بالإحسان وفد رجا =وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضار وهذا بالحديد فما= ينفكّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داع لجودِ يدٍ بيضاء ما برحت= تقضي على كل صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا =حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقد الله نوراً من سعادته= فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورت آل ذبيانٍ حماهُ لما= ذموا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دع حملاً= يومَ الهباءة لمْ يقصد بدهياء
ولو رجا المشتري ادراكَ غايته= لدافعته عصاً في كف جوزاء
مازال يرفع إسماعيلُ بيت على= ً حتى استوت غايتا نسل وآباء
مصرّفُ الفكر في حبّ العلوم فما= يشفى بسعدي ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً =كأنهن نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلم كاتبة ٌ= إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عام سحبُ راحته= عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي اذا استكثرت عائلة ً= فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعر فيه واتخذت =عليّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتهِ= أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّر اللفظ لكن غرّ أنعمهِ= قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاة َ وقدماً كنتُ آخذها= يا قرب ما بين اقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ =لولاهُ لم يطو نظمي سمعة َ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ= لجبر قلبي تلقاني بإصغاء
ياجابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ= فبيتُ حاسدها أولى بإقواء
مشت على مستحب الهمز مصمية =ً نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة= كأن في كل بيتِ وجهَ حوراء