النادر
06-02-2005, 10:03 AM
حققت خطوة وزارة التربية والتعليم في دمج طلاب التربية الفكرية مع طلاب التعليم العام نجاحات ملموسة شهد لها كل من عايش وتعايش مع هذه الخطوة وحظيت بمباركة الجميع ، وتلت تلك الخطوة عدة خطوات لعل من أهمها إنشاء مراكز التأهيل المهني للفئة ذاتها واكتفت في مرحلة على إيصال طالب التربية الفكرية الى إتمام المرحلة الابتدائية ، إلا أن طموح الوزارة واهتمامها بهذه الفئة لم تقف على الخطوات آنفة الذكر بل أنها تجاوزت ذلك ففتحت قبل عامين فصولاً للتربية الفكرية في المرحلة المتوسطة وبين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة بأن طلاب الفكرية يكفيهم ما وصلوا له نواحٍ تعليمية ويجب التركيز على الجانب المهني وحسب، ووسط ذلك الجدال تركت الوزارة هذه المرحلة بلا مناهج ووضعت الكرة في ملعب المعلمين ليضعوا هم مناهجهم بغض النظر عن كون المعلمين مؤهلين لهذه المهمة أم لا!! يعرفون الأسس العلمية والعملية لوضع المناهج أم لا ! وفي ظل غياب المناهج غابت معها الورش المهنية التي يفترض أن تركز على الجانب المهني لهذه الفئة !!
فهل يؤيد معلمو المرحلة المتوسطة في التربية الخاصة الإبقاء على هذه المرحلة ؟ وهل يرون أن وضع المناهج من قبل المعلمين خطوة عملية أم أنها تحتاج الى تقييم وتقويم ؟ وما هي الخطوات الأخرى التي يرون أنها ضرورية للحصول على نتائج أفضل ؟ وكيف يرون سير العملية التعليمية في فصول التربية الفكرية بلا مناهج ؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحتها ( الرياض ) على مجموعة من معلمي ومشرفي المرحلة المتوسطة في التربية الخاصة.
المرحلة المتوسطة في الفكرية.. لماذا ؟! بهذا التساؤل استهل الاستاذ عبدالله هاشم العبدالمحسن حديثه معنا ، وأوضح بأنه تعلم في الجامعة بأن طالب التربية الفكرية لا يمكن أن توصله قدراته لمستوى المرحلة المتوسطة مضيفاً أن تعليم الفكرية في الأساس يركز على القدرات المهنية لافتاً النظر الى أن مناهج المرحلة الابتدائية لا تختلف عن المتوسطة ! فيما يؤيد الاستاذ محمد خليفة الصالح أن يدرس طالب التربية الفكرية المرحلة المتوسطة مشترطاً أن يخضع الطالب لاختبار قدرات. فيما يرى الأستاذ مصطفي الرمضان (مشرف تربية خاصة مقيم ) أن نشأة المرحلة المتوسطة جاء ليلبي احتياجات الطالب بعد الابتدائية فبدلاً من أن يجلس في المنزل بعد إنهائه المرحلة الابتدائية فلا بد أن يواصل تعليمه ولكن من المفترض أن يكون هناك تركيز على الجانب المهني بصورة مكثفة ، ويعتقد الاستاذ عبدالمنعم العنيزان ( مشرف تربية خاصة مقيم ) أن إرسال الطالب الى مراكز مهنية يعطي نتائج أفضل مشيراً الى أن طالب التربية الفكرية لا ينهي المرحلة الابتدائية إلا وهو في سن كبير وهنا تكون حاجته للتعليم المهني أكثر من التعليم المتوسط الأكاديمي
منهج المعلم الأنسب للطالب..
وفيما يتعلق بوضع مناهج لطلاب الفكرية من قبل الوزارة أم تركها للمعلم فإن مصطفي الرمضان يرى أن تترك الحرية للمعلم في وضع المنهج حسب مستوى الطالب معللاً ذلك بأن من متطلبات التربية الفكرية وعناصرها الأساسية النهوض بقدرات الطالب الحقيقية وليس الالتزام بالمنهج فقد يكون المنهج الموضوع من قبل الوزارة أعلى أو أقل من قدرات الطالب وهنا تكمن أهمية منح الفرصة للمعلم في اختيار المواضيع والمهارات التي تناسب الطالب ، ويضم سامي البرية صوته للفكرة ذاتها مشيراً الى أن الخطط التربوية الفردية من أبرز مميزاتها أنها تراعي الفروق الفردية. ووجه محمد الصالح انتقاداً الى خطة تعليم الفكرية في المملكة التي تلزم المعلم أن يسير وفق خطة تعليمية معينة معتبراً ذلك من وجهة نظرة أنه خطأ ، وأشار في هذا الصدد الى أن أسلوب التعليم في دولة الاردن هو أن يبدأ المعلم مع الطالب من حيث هو يعرف لا من حيث الخطة الموضوعة او ما يريده المنهج. ويرى الأستاذ سامي محمد البرية أن سير المعلم مع الطالب وفق احتياجات كل طالب على حدة بمعنى أن تعمل خطة فردية لكل طالب فعلى سبيل المثال ليس من المعقول أن يبدأ المعلم في تعليم الطالب جدول الضرب وهو لا يعرف الأرقام ! وأقترح سامي أن يعمل اختبار قدرات في بداية العام الدراسي ليتم تحديد مستواه ومن ثم يبدأ العمل معه.
منهج الوزارة أكثر خبرة
من جانب آخر يرى الاستاذ رامي رزق بأن وضع المنهج من قبل الوزارة أفضل لأن واضعي المنهج حينها سيكونون من ذوي الخبرة على العكس بالنسبة للمدارس فقد يضع المنهج معلم حديث التخرج ! وأشار رامي بأنه من الممكن الاستفادة من خبرات المعلم داخل الفصل بحيث يستعان به في وضع المنهج لا أن يضع هو المنهج معتبراً أن إسناد وضع المنهج للمعلم خطوة خاطئة بكل المقاييس ، ويشير احد المشرفين التربويين أنه عمل من خلال زملائه المعلمين في برنامج المرحلة المتوسطة لمدة عام تمكن من خلالها من وضع منهج للصف الأول متوسط وطبع على هيئة مذكرات ، وفي العام الذي يليه وضع منهجاً للصف الثاني إلا أنه يرى ومن خلال تجربته أن يكون هناك منهج مثالي ومتكامل يراعي احتياجات هذه الفئة ويرى أن ذلك لا يتأتى إلا من خلال اشراف الوزارة المباشر على وضع المنهج.
ولفت مصطفي الرمضان النظر الى أن هناك لجنة مشرفة على مناهج المرحلة المتوسطة دورها أن تقرر المناهج وتوزع على المدارس وسنة بعد سنة يتم تطوير المناهج إلا أن تلك اللجنة غير مفعلة !
المعاهد المهنية
عبدالله الهاشم يعتقد بضرورة إلحاق طالب الفكرية بالمعاهد المهنية التي يتعلم فيها الأمور المهنية وتدمج معها التعليم ، ويرى محمد الصالح أن الأعمال المهنية صعبة وخطرة على طالب الفكرية فالبعض جسمه وعضلاته لا تمكنه من حمل الأشياء الثقيلة ومن جانب آخر فهو لا يدرك أهمية أو خطورة الشيء الذي يحمله فقد يرمي ما في يده هكذا بلا مبالاة وهنا تكمن خطورة العمل المهني ، ويشير عبدالمنعم العنيزان أنه ومن خلال تجاربه فإن طالب الفكرية تشبع بل أنه ملّ الدراسة الأكاديمية وتجده ميالا بصور كبيرة للعمل اليدوي المهني.
فيما يؤكد الاستاذ رامي رزق على أهمية تأهيل طالب الفكرية مهنياً ليكسب من المهنة رزقه بدلا من الاعتماد على أسرته التي قد تكون في ظروف معيشية لا تسمح لها بتوفير مصدر رزق خصوصاً اذا كان لديها أكثر من فرد مصاب بقصور فكري، من جانبه قال الاستاذ زكي اللويمي أن قانون التربية الخاصة يشير الى أن القدرات مختلفة لدى الطلاب وليست على مستوى واحد ومن هنا من الممكن الاستفادة من الطلاب في المهن التي ليست خطرة وألا يكون الاعتماد عليه كلياً كأن يعمل مساعد نجار وليس نجاراً، أو مراسلاً أو مستخدماً في مدرسة، ويضيف زكي بأن الهدف من عمل من يعاني من نقص فكري هو ألا تضمر العضلات بل نريده أن ينميها لأن ضمورها سوف يتسبب له في إعاقة ومن ثم سيدخلنا ذلك في مرحلة جديدة من المعاناة والكلفة في العلاج والمشاكل الاجتماعية.. ويشير الاستاذ علي السلطان (معلم حاسب آلي لطلاب المتوسط في التربية الفكرية) الى أن بعض الطلاب لديه القدرة العقلية التي تمكنه من التعامل المهني مع بعض الحرف كالحاسب الآلي بل أنه بعضهم تجده مبدعاً في الأعمال الفنية ومجال الزراعة الأشغال اليدوية والحاسب الآلي.
وفي جانب المتابعة الأسرية لطالب الفكرية أوضح مصطفي الرمضان بأنها منخفضة جداً سيما في أوقات الإجازات وأكد على أهمية تفعيل ممارسة القراءة والكتابة ومراجعة الأحرف بصورة شبه دائمة لكي لا ينسى ، من جانبه قال عبدالمنعم العنيزان أود الإشارة الى جانب هو في غاية الأهمية وقد لا يخفي على الجميع إلا وهو أن الكثير من الآباء يأتي منطلق حرصه على دخول ابنه الى المرحلة المتوسطة للاستفادة من المكافأة الشهرية فيما تجده لا يسأل عن مستواه على الإطلاق لكنه دائم السؤال عن موعد تسام المكافأة ! وفي هذا السياق فقد أشار الاستاذ ماهر الملحم (وكيل مشرف على فصول التربية الفكرية) بأنه تلقى شكاوى كثيرة من الطلاب بعدم تسلمهم المكافأة حيث إن والده يتسلمها ويحرمه بشكل كامل من المكافأة حتى أنه يرفض أن يعطيه مصروفاً يومياً ما يجعل الابن يأتي المدرسة مرغماً وكارهاً للمدرسة وهذا ينعكس بشكل سلبي على تقبله لما يتعلمه داخل الصف.
مدارس غير مهيأة
رامي رزق يرى ضرورة أن يكون في كل مدرسة ورشة تحتضن طالب الفكرية ويتم توجيه كل طالب لمهنة معينة سواء أكانت الكهرباء أم النجارة والسباكة أو غيرها. ويرى الاستاذ مصطفي العبدالمحسن أن الإمكانات غير متوفرة في مدارس التربية الفكرية التي تتسم في معظمها بأنه ضيقة ويضيف أن من الملاحظ أن إدارات التعليم تفتح برامج لفصول التربية الفكرية بلا وسائل وذلك يبين بشكل جلي أن فتح الفصول يسير بطريقة عشوائية وارتجالية مشيراً الى أهمية أن يكون هناك تهيئة وتخطيط وتوفير الإمكانات التي يحتاجها طالب الفكرية كورش العمل والأماكن الخاصة للعب في مادة التربية الرياضية ووسائل الترفيه وغرف للتربية الفنية لتنمية الحس الفني ، ويشير مصطفي الرمضان إلى أنه ونظراً لخلو المدارس من الورش المجهزة فما المانع أن يكون هناك تعاون بين المرحلة المتوسطة والمعهد الثانوي الصناعي ومراكز التدريب المهني وذلك وصولاً الى الهدف المنشود وهو تدريب هذه الفئة على الاعتماد على النفس فهو لن يصل في الجانب الأكاديمي الى أكثر من القراءة والكتابة ومعرفة الحساب البسيط إلا أنه يحتاج الى التأهيل في جانبه المهني ، من جانبه قال عبدالمنعم العنيزان أن مدارسنا في أغلبها تفتقر الى الوسائل الخاصة بطلاب الفكرية مشيراً الى أهمية الوسيلة المحسوسة بشكل كبير جداً سيما لطالب الفكرية.
ويرى الاستاذ تامر أن فكرة دمج طلاب التربية الفكرية مع طلاب التعليم العام فكرة ناجحة إلا أنها بأمس الحاجة الى تقييم شامل من حيث الإمكانات وهل تتناسب مع كافة الطلاب ويقترح تامر بأن يكون هناك 4 حصص للكتابة والقراءة والحساب والبقية تكون عبارة عن ممارسة مهنة داخل ورشة ، وفي السياق ذاته وجه محمد الصالح ملاحظة للأمانة العامة للتربية الخاصة أشار فيها الى أن الملاحظ في التعليم لدى الكثير من المدارس والمعلم هو أن يخرج الطالب ومن ثم يرميه على الذي بعده بغض النظر تعلم الطالب أم لم يتعلم وعندما تسأله يجيب مش حالك ، وأشار الى أنه واجه طلاباً لا يعرفون القراءة أو الكتابة وتساءل : كيف يصل الى المرحلة المتوسطة طالب لا يعرف أن يقرأ أو يكتب ؟! وأضاف الصالح : أن هناك شيئاً آخر وهو أن المتبع في معظم المدارس أن تميز الطالب في مادة كالرياضيات يجعله يجتاز حتى وإن كان مستواه ضعيفاً جداً في القراءة والكتابة معتبراً أن ذلك أمرٌ خطأ ! ودعا الصالح الأمانة العامة الى مزيد من الرقابة الدقيقة في تعليم التربية الخاصة بمدارسنا بحيث يصدر تقرير وتعمل تقارير فردية عن كل طالب وأن تكون هناك اختبارات مقننة ورسمية تحدد مستوى ذكاء الطالب.
وختم المعلمون والمشرفون الذين التقيناهم حديثهم بتحديد مجموعة نقاط يودون التأكيد عليها وأهمها :
٭ قبل انتقال الطالب من مرحلة الى أخرى لابد أن يكون ملماً ببعض المهارات الاساسية كالرياضيات ولتحقيق ذلك لابد من العمل بالخطة الفردية.
٭ قبل العمل بالخطة الفردية لا بد من اعادة تشخيص الحالات على مقاييس بينية لمعرفة العمر العقلي لكل طالب.
٭ من الممكن الاستعانة بكتابي الأسئلة التشخيصية والقراءة لطلاب الصعوبات للاستفادة منهما ومنح المعلمين الفرصة الكافية لإعداد البرنامج التربوي الفردي.
٭ ويعتقد المعلمون أن ليس هناك صعوبة في تأليف منهج للمتوسط وانهم قادرون على توفير منهج مناسب للعمر العقلي للطالب.
فهل يؤيد معلمو المرحلة المتوسطة في التربية الخاصة الإبقاء على هذه المرحلة ؟ وهل يرون أن وضع المناهج من قبل المعلمين خطوة عملية أم أنها تحتاج الى تقييم وتقويم ؟ وما هي الخطوات الأخرى التي يرون أنها ضرورية للحصول على نتائج أفضل ؟ وكيف يرون سير العملية التعليمية في فصول التربية الفكرية بلا مناهج ؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحتها ( الرياض ) على مجموعة من معلمي ومشرفي المرحلة المتوسطة في التربية الخاصة.
المرحلة المتوسطة في الفكرية.. لماذا ؟! بهذا التساؤل استهل الاستاذ عبدالله هاشم العبدالمحسن حديثه معنا ، وأوضح بأنه تعلم في الجامعة بأن طالب التربية الفكرية لا يمكن أن توصله قدراته لمستوى المرحلة المتوسطة مضيفاً أن تعليم الفكرية في الأساس يركز على القدرات المهنية لافتاً النظر الى أن مناهج المرحلة الابتدائية لا تختلف عن المتوسطة ! فيما يؤيد الاستاذ محمد خليفة الصالح أن يدرس طالب التربية الفكرية المرحلة المتوسطة مشترطاً أن يخضع الطالب لاختبار قدرات. فيما يرى الأستاذ مصطفي الرمضان (مشرف تربية خاصة مقيم ) أن نشأة المرحلة المتوسطة جاء ليلبي احتياجات الطالب بعد الابتدائية فبدلاً من أن يجلس في المنزل بعد إنهائه المرحلة الابتدائية فلا بد أن يواصل تعليمه ولكن من المفترض أن يكون هناك تركيز على الجانب المهني بصورة مكثفة ، ويعتقد الاستاذ عبدالمنعم العنيزان ( مشرف تربية خاصة مقيم ) أن إرسال الطالب الى مراكز مهنية يعطي نتائج أفضل مشيراً الى أن طالب التربية الفكرية لا ينهي المرحلة الابتدائية إلا وهو في سن كبير وهنا تكون حاجته للتعليم المهني أكثر من التعليم المتوسط الأكاديمي
منهج المعلم الأنسب للطالب..
وفيما يتعلق بوضع مناهج لطلاب الفكرية من قبل الوزارة أم تركها للمعلم فإن مصطفي الرمضان يرى أن تترك الحرية للمعلم في وضع المنهج حسب مستوى الطالب معللاً ذلك بأن من متطلبات التربية الفكرية وعناصرها الأساسية النهوض بقدرات الطالب الحقيقية وليس الالتزام بالمنهج فقد يكون المنهج الموضوع من قبل الوزارة أعلى أو أقل من قدرات الطالب وهنا تكمن أهمية منح الفرصة للمعلم في اختيار المواضيع والمهارات التي تناسب الطالب ، ويضم سامي البرية صوته للفكرة ذاتها مشيراً الى أن الخطط التربوية الفردية من أبرز مميزاتها أنها تراعي الفروق الفردية. ووجه محمد الصالح انتقاداً الى خطة تعليم الفكرية في المملكة التي تلزم المعلم أن يسير وفق خطة تعليمية معينة معتبراً ذلك من وجهة نظرة أنه خطأ ، وأشار في هذا الصدد الى أن أسلوب التعليم في دولة الاردن هو أن يبدأ المعلم مع الطالب من حيث هو يعرف لا من حيث الخطة الموضوعة او ما يريده المنهج. ويرى الأستاذ سامي محمد البرية أن سير المعلم مع الطالب وفق احتياجات كل طالب على حدة بمعنى أن تعمل خطة فردية لكل طالب فعلى سبيل المثال ليس من المعقول أن يبدأ المعلم في تعليم الطالب جدول الضرب وهو لا يعرف الأرقام ! وأقترح سامي أن يعمل اختبار قدرات في بداية العام الدراسي ليتم تحديد مستواه ومن ثم يبدأ العمل معه.
منهج الوزارة أكثر خبرة
من جانب آخر يرى الاستاذ رامي رزق بأن وضع المنهج من قبل الوزارة أفضل لأن واضعي المنهج حينها سيكونون من ذوي الخبرة على العكس بالنسبة للمدارس فقد يضع المنهج معلم حديث التخرج ! وأشار رامي بأنه من الممكن الاستفادة من خبرات المعلم داخل الفصل بحيث يستعان به في وضع المنهج لا أن يضع هو المنهج معتبراً أن إسناد وضع المنهج للمعلم خطوة خاطئة بكل المقاييس ، ويشير احد المشرفين التربويين أنه عمل من خلال زملائه المعلمين في برنامج المرحلة المتوسطة لمدة عام تمكن من خلالها من وضع منهج للصف الأول متوسط وطبع على هيئة مذكرات ، وفي العام الذي يليه وضع منهجاً للصف الثاني إلا أنه يرى ومن خلال تجربته أن يكون هناك منهج مثالي ومتكامل يراعي احتياجات هذه الفئة ويرى أن ذلك لا يتأتى إلا من خلال اشراف الوزارة المباشر على وضع المنهج.
ولفت مصطفي الرمضان النظر الى أن هناك لجنة مشرفة على مناهج المرحلة المتوسطة دورها أن تقرر المناهج وتوزع على المدارس وسنة بعد سنة يتم تطوير المناهج إلا أن تلك اللجنة غير مفعلة !
المعاهد المهنية
عبدالله الهاشم يعتقد بضرورة إلحاق طالب الفكرية بالمعاهد المهنية التي يتعلم فيها الأمور المهنية وتدمج معها التعليم ، ويرى محمد الصالح أن الأعمال المهنية صعبة وخطرة على طالب الفكرية فالبعض جسمه وعضلاته لا تمكنه من حمل الأشياء الثقيلة ومن جانب آخر فهو لا يدرك أهمية أو خطورة الشيء الذي يحمله فقد يرمي ما في يده هكذا بلا مبالاة وهنا تكمن خطورة العمل المهني ، ويشير عبدالمنعم العنيزان أنه ومن خلال تجاربه فإن طالب الفكرية تشبع بل أنه ملّ الدراسة الأكاديمية وتجده ميالا بصور كبيرة للعمل اليدوي المهني.
فيما يؤكد الاستاذ رامي رزق على أهمية تأهيل طالب الفكرية مهنياً ليكسب من المهنة رزقه بدلا من الاعتماد على أسرته التي قد تكون في ظروف معيشية لا تسمح لها بتوفير مصدر رزق خصوصاً اذا كان لديها أكثر من فرد مصاب بقصور فكري، من جانبه قال الاستاذ زكي اللويمي أن قانون التربية الخاصة يشير الى أن القدرات مختلفة لدى الطلاب وليست على مستوى واحد ومن هنا من الممكن الاستفادة من الطلاب في المهن التي ليست خطرة وألا يكون الاعتماد عليه كلياً كأن يعمل مساعد نجار وليس نجاراً، أو مراسلاً أو مستخدماً في مدرسة، ويضيف زكي بأن الهدف من عمل من يعاني من نقص فكري هو ألا تضمر العضلات بل نريده أن ينميها لأن ضمورها سوف يتسبب له في إعاقة ومن ثم سيدخلنا ذلك في مرحلة جديدة من المعاناة والكلفة في العلاج والمشاكل الاجتماعية.. ويشير الاستاذ علي السلطان (معلم حاسب آلي لطلاب المتوسط في التربية الفكرية) الى أن بعض الطلاب لديه القدرة العقلية التي تمكنه من التعامل المهني مع بعض الحرف كالحاسب الآلي بل أنه بعضهم تجده مبدعاً في الأعمال الفنية ومجال الزراعة الأشغال اليدوية والحاسب الآلي.
وفي جانب المتابعة الأسرية لطالب الفكرية أوضح مصطفي الرمضان بأنها منخفضة جداً سيما في أوقات الإجازات وأكد على أهمية تفعيل ممارسة القراءة والكتابة ومراجعة الأحرف بصورة شبه دائمة لكي لا ينسى ، من جانبه قال عبدالمنعم العنيزان أود الإشارة الى جانب هو في غاية الأهمية وقد لا يخفي على الجميع إلا وهو أن الكثير من الآباء يأتي منطلق حرصه على دخول ابنه الى المرحلة المتوسطة للاستفادة من المكافأة الشهرية فيما تجده لا يسأل عن مستواه على الإطلاق لكنه دائم السؤال عن موعد تسام المكافأة ! وفي هذا السياق فقد أشار الاستاذ ماهر الملحم (وكيل مشرف على فصول التربية الفكرية) بأنه تلقى شكاوى كثيرة من الطلاب بعدم تسلمهم المكافأة حيث إن والده يتسلمها ويحرمه بشكل كامل من المكافأة حتى أنه يرفض أن يعطيه مصروفاً يومياً ما يجعل الابن يأتي المدرسة مرغماً وكارهاً للمدرسة وهذا ينعكس بشكل سلبي على تقبله لما يتعلمه داخل الصف.
مدارس غير مهيأة
رامي رزق يرى ضرورة أن يكون في كل مدرسة ورشة تحتضن طالب الفكرية ويتم توجيه كل طالب لمهنة معينة سواء أكانت الكهرباء أم النجارة والسباكة أو غيرها. ويرى الاستاذ مصطفي العبدالمحسن أن الإمكانات غير متوفرة في مدارس التربية الفكرية التي تتسم في معظمها بأنه ضيقة ويضيف أن من الملاحظ أن إدارات التعليم تفتح برامج لفصول التربية الفكرية بلا وسائل وذلك يبين بشكل جلي أن فتح الفصول يسير بطريقة عشوائية وارتجالية مشيراً الى أهمية أن يكون هناك تهيئة وتخطيط وتوفير الإمكانات التي يحتاجها طالب الفكرية كورش العمل والأماكن الخاصة للعب في مادة التربية الرياضية ووسائل الترفيه وغرف للتربية الفنية لتنمية الحس الفني ، ويشير مصطفي الرمضان إلى أنه ونظراً لخلو المدارس من الورش المجهزة فما المانع أن يكون هناك تعاون بين المرحلة المتوسطة والمعهد الثانوي الصناعي ومراكز التدريب المهني وذلك وصولاً الى الهدف المنشود وهو تدريب هذه الفئة على الاعتماد على النفس فهو لن يصل في الجانب الأكاديمي الى أكثر من القراءة والكتابة ومعرفة الحساب البسيط إلا أنه يحتاج الى التأهيل في جانبه المهني ، من جانبه قال عبدالمنعم العنيزان أن مدارسنا في أغلبها تفتقر الى الوسائل الخاصة بطلاب الفكرية مشيراً الى أهمية الوسيلة المحسوسة بشكل كبير جداً سيما لطالب الفكرية.
ويرى الاستاذ تامر أن فكرة دمج طلاب التربية الفكرية مع طلاب التعليم العام فكرة ناجحة إلا أنها بأمس الحاجة الى تقييم شامل من حيث الإمكانات وهل تتناسب مع كافة الطلاب ويقترح تامر بأن يكون هناك 4 حصص للكتابة والقراءة والحساب والبقية تكون عبارة عن ممارسة مهنة داخل ورشة ، وفي السياق ذاته وجه محمد الصالح ملاحظة للأمانة العامة للتربية الخاصة أشار فيها الى أن الملاحظ في التعليم لدى الكثير من المدارس والمعلم هو أن يخرج الطالب ومن ثم يرميه على الذي بعده بغض النظر تعلم الطالب أم لم يتعلم وعندما تسأله يجيب مش حالك ، وأشار الى أنه واجه طلاباً لا يعرفون القراءة أو الكتابة وتساءل : كيف يصل الى المرحلة المتوسطة طالب لا يعرف أن يقرأ أو يكتب ؟! وأضاف الصالح : أن هناك شيئاً آخر وهو أن المتبع في معظم المدارس أن تميز الطالب في مادة كالرياضيات يجعله يجتاز حتى وإن كان مستواه ضعيفاً جداً في القراءة والكتابة معتبراً أن ذلك أمرٌ خطأ ! ودعا الصالح الأمانة العامة الى مزيد من الرقابة الدقيقة في تعليم التربية الخاصة بمدارسنا بحيث يصدر تقرير وتعمل تقارير فردية عن كل طالب وأن تكون هناك اختبارات مقننة ورسمية تحدد مستوى ذكاء الطالب.
وختم المعلمون والمشرفون الذين التقيناهم حديثهم بتحديد مجموعة نقاط يودون التأكيد عليها وأهمها :
٭ قبل انتقال الطالب من مرحلة الى أخرى لابد أن يكون ملماً ببعض المهارات الاساسية كالرياضيات ولتحقيق ذلك لابد من العمل بالخطة الفردية.
٭ قبل العمل بالخطة الفردية لا بد من اعادة تشخيص الحالات على مقاييس بينية لمعرفة العمر العقلي لكل طالب.
٭ من الممكن الاستعانة بكتابي الأسئلة التشخيصية والقراءة لطلاب الصعوبات للاستفادة منهما ومنح المعلمين الفرصة الكافية لإعداد البرنامج التربوي الفردي.
٭ ويعتقد المعلمون أن ليس هناك صعوبة في تأليف منهج للمتوسط وانهم قادرون على توفير منهج مناسب للعمر العقلي للطالب.