المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الشعر القديم



شماريخ رضوى
04-02-2005, 10:33 PM
للمهلهل بن ربيعة يرثي أخاه كليباً :
أهاجَ قذاةَ عيني الادّكارُ ***** هدوءاً فالدموعُ لها انحدارُ
وَصارَ الليلُ مشتملاً علينا ***** كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وَبتُّ أراقبُ الجوزاءَ حتى ***** تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ
أُصرّفُ مقلتي في إثرِ قومٍ ***** تباينتِ البلادُ بهمْ فغاروا
وَأبكي وَالنجومُ مطلعاتٌ ***** كأنْ لمْ تحوها عني البحارُ
على منْ لوْ نُعيت وَكانَ حياً ***** لقادَ الخيلَ يحجبها الغبارُ
دعوتكَ يا كليبُ فلمْ تجبني ***** وَكيفَ يجيبني البلدُ القفارُ
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمٌّ ***** ضنيناتُ النفوسِ لها مزارُ
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمُّ ***** لقدْ فجعتْ بفارسها نزارُ
سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً ***** وَيسراً حينَ يُلتمسُ اليسارُ
أبتْ عينايَ بعدكَ أنْ تكفا ***** كأنَّ غضا القتادِ لها شفارُ
وَإنكَ كنتَ تحلمُ عنْ رجالٍ ***** وَتعفو عنهمُ وَلكَ اقتدارُ
وَتمنعُ أنْ يمسهمُ لسانٌ ***** مخافةَ منْ يجيرُ وَلاَ يجارُ
وَكنتُ أعدُّ قربي منكَ ربحاً ***** إذا ما عدتِ الربحَ التجارُ
فلاَ تبعدْ فكلٌّ سوفَ يلقى ***** شعوباً يستديرُ بها المدارُ
يعيشُ المرءُ عندَ بني أبيهِ ***** وَيوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صاروا
أرى طولَ الحياةِ وقدْ تولى ***** كما قدْ يسلبُ الشيءُ المعارُ
كأني إذْ نعى الناعي كليباً ***** تطايرَ بينَ جنبيَّ الشرارُ
فدرتُ وقدْ عشى بصري عليهِ ***** كما دارتْ بشاربها العقارُ
سألتُ الحيَّ أينَ دفنتموهُ ***** فقالوا لي بسفحِ الحيَّ دارُ
فسرتُ إليهِ منْ بلدي حثيثاً ***** وَطارَ النومُ وَامتنعَ القرارُ
وَحادتْ ناقتي عنْ ظلَّ قبرٍ ***** ثوى فيهِ المكارمُ وَالفخارُ
لدى أوطانِ أروعَ لمْ يشنهُ ***** وَلمْ يحدثْ لهُ في الناسِ عارُ
أتغدو يا كليبُ معي إذا ما ***** جبانُ القومِ أنجاهُ الفرارُ
أتغدو يا كليبُ معي إذا ما ***** حلوقُ القومِ يشحذها الشفارُ
أقولُ لتغلبٍ وَالعزُّ فيها ***** أثيروها لذلكمُ انتصارُ
تتابعَ إخوتي وَمضوا لأمرٍ ***** عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ
خذِ العهدَ الأكيدَ عليَّ عمري ***** بتركي كلَّ ما حوتِ الديارُ
وَهجري الغانياتِ وَشربَ كأسٍ ***** وَلبسي جبةً لاَ تستعارُ
وَلستُ بخالعٍ درعي وَسيفي ***** إلى أنْ يخلعَ الليلَ النهارُ
و إلاَّ أنْ تبيدَ سراةُ بكرٍ ***** فلاَ يبقى لها أبداً أثارُ