المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع جدير بالقراءة . . . أرجو أن تقرأه .



العطار
19-01-2005, 10:32 PM
تحية طيبة إخواني الأفاضل . . .





هذا الموضوع منقول من "منتديات المعلمة" نقلاً عن "الشيخ عبد الملك القاسم - مجلة الاسرة"




جورج رجل أمريكي بدين الجسم عريض المنكبين تجاوز الخمسين من عمره ويتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط .. يعيش في بلدة صغيرة شمال مدينة بوسطن , ورغم المغريات المادية في المناطق الأخرى إلا أنه أحب بلدته وأصر على العيش فيها حيث يقضي نهاره في عمله التجاري متنقلاً بين أطراف المدينة وإذا أمسى النهار عاد إلى دوحته الصغيرةمستمتعاً بالهدوء والراحة مع زوجته وابنتيه وابن شاب تجاوز مرحلة الدراسة الثانويةوبدأ يخطط للإلتحاق بالجامعة.

لما أقبل شهر ذي الحجة .. بدأ جورج وزوجته وأبناؤه يتابعون الإذاعات الإسلامية لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة .. وتمنوا أن يكون لديهم رقم هاتف سفارة إسلامية للإتصال بها لمعرفة يوم عرفة ويوم العيد فلقدأهمهم الأمر وأصبح شغلهم الشاغل ، فتناوبوا أمر المتابعة ..

فالزوج يستمع للإذاعة والزوجة تتابع القنوات الفضائية والابن يجري وراء المواقع الإسلامية في الانترنت .

فرح جورج وهو يستمع إلى الإذاعة لمتابعة إعلان دخول شهر ذي الحجة وقال : الإذاعة مسموعة بوضوح خاصة في الليل.. ولما حُدد يوم الوقفة ويوم العيد وتردد في الكون تكبير المسلمين في أرجاء المعمورة شمّر جورج عن ساعده وأحضرمبلغا كان يدخره طوال عام كامل .. وبعد الظهيرة من اليوم التالي قال : عليَّ أن أذهب الآن لأجد الخروف الحي الذي لا يتوفر سوى في السوق الكبير شرق المدينة , ساوم جورج على كبش متوسط بمبلغ عال جدا ولما رأى أن المبلغ الذي في جيبه لا يكفي.. بحث عن أقرب صراف بنكي وسحب ما يكفي لشراء هذا الكبش فهو يريد أن يذبح بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأضحية ..حمله بمعاونة أبناءه إلى سيارته الخاصة وبدأ ثغاءالخروف يرتفع

وأخذت البنت الصغيرة ذات الخمس سنوات تردد معه الغناء بصوتهاالعذب الجميل .

وقالت لوالدها : يا أبي ما أجمل عيد الأضحى حيث ألعب مع الفتيات دون الأولاد ونضرب الدف وننشد الأناشيد , سوف أصلي العيد معكم وألبس فستاني الجديد وأضع عبائتي على رأسي , يا أبي : في هذا العيد سوف أغطي وجهي كاملا فلقدكبرت .. آه ما أجمل عيد الأضحى سنقطع لحم الخروف بأيدينا .. ونطعم جيراننا ونصل رحمنا ونزور عمتي وبناتها !! يا أبي.. ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد .. ظهرت السعادة على الجميع وهم يستمعون للعصفورة كما يسمونها .

انفرجت أسارير الأب وهو يلقي نظرة سريعة إلى الخلف ليرى أن مواصفات الكبش مطابقة لمواصفات الأضحيةالشرعية فليست عوراء ولا عرجاء ولا عجفاء .. ولما قرب من المنزل وتوقفت السيارةهتفت الزوجة يا زوجي .. يا جورج علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يُقسم الخروف ثلاثةأثلاث : ثلث نتصدق به على الفقراء والمساكين , وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد وإليزابيث و مونيكا .. والثلث الآخر نأكله لحماً طرياً ونجعله لطعامنا في أسابيع قادمة .

ولما قرب الكبش إلى الذبح في يوم العيد احتار جورج وزوجته أيناتجاه القبلة !

وخمنوا أن القبلة في اتجاه السعودية وهذا يكفي .. أحدَّجورج شفرته ووجه الخروف إلى حيث اتجاه القبلة وأراح ذبيحته , بعدها بدأت الزوجة في تجهيز الأضحية ثلاث أثلاث حسب السنة وكانت تعمل بعجل وسرعة.. فزوجها قد رفع صوته وبدا عليه الغضب وانتفخت أوداجه : هيا لنذهب إلى الكنيسة.. فاليوم يوم الأحد !! وكان جورج لا يدع الذهاب إلى الكنيسة.. بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأولاده .



انتهىحديث المتحدث وهو يروي هذه القصة عن جورج.. وسأله أحد الحضور : لقد حيرتنا بهذه القصة ..هل جورج مسلم أم ماذا ؟!! .. قال المتحدث : بل جورج وزوجته و إبنه كلهم نصارى كفار... لا يؤمنون بالله وحده ولا برسوله .. ويزعمون بأن الله ثالث ثلاثة - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم... و يحادون الله ورسوله !! كثر الهرج في المجلس وارتفعت الأصوات ... وأساء البعض الأدب.. وقال أحدهم : لا تكذب علينا يا أحمد .. فمن يُصدق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ؟!.. كانت العيون مصوبة ... والألسن حادة... والضحكات متتابعة !! حتى قال أعقلهم : إنّ ما ذكرت غيرصحيح ... ولا نعتقد أن كافراً يقوم بشعائر الإسلام !! ... ويتابع الإذاعة ويحرص علىمعرفة يوم العيد ويدفع من ماله ويقسم الأضحية و ... !! بدأ المتحدث يدافع عن نفسه ويرد التهم الموجهة إليه.. وقال بتعجب وابتسامة : يا إخواني وأحبابي .. لماذا لاتصدقون قصتي ؟! لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من كافر .. أليس هنا عبدالله و عبدالرحمن.. و خديجة وعائشة..و..و.. يحتفلون بأعياد الكفار ؟؟! فلماذا لا يحتفل الكفار بأعيادنا ؟؟!.. لم العجب ؟؟ الواقع يثبت أن ذلك ممكناً بل وواقعاً نلمسه .. أليس البعض يجمع الورود لعيد الحب..؟؟ ويحتفل الآخرون هنا برأس السنة وبعيد الميلادوعيد .. وعيد .. وكلها أعياد كفار ؟!! لماذا يستكثر على جورج هذا التصرف ولا يستكثرعلى أبناءنا وبناتنا مثل هذا ؟!! هز أحمد يده ورفعها وقال : عشت في أمريكا أكثر من عشر سنوات , والله ما رأيت أحداً من الكفار احتفل بأعيادنا .. ولا رأيت أحدا سأل عن مناسباتنا ولا أفراحنا ! حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته في شقتي المتواضعة .. لميجب أحد دعوتي عندما علموا أن ما أحتفل به عيدا إسلامياً ..!! لقد أقمت في الغرب ورأيت بأم عيني كل ذلك... ولما عدت.. فإذا بنا نحتفل بأعيادهم وهي رجس .





تحياتي لكم ، ، ،