المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوة توليد الرغبات



الجمان
06-01-2005, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إنها أعظم قدرة يمكن أن يحصل عليها الإنسان، وهي قدرته على توليد رغباته والتحكم بها لتطويعها لصالحه، بدلا من تطويع وعيه لصالح تلك الرغبات. وهي تحقيق لقمة الإرادة التي لا يسعد الإنسان بسواها، ففاقدوا الإرادة أشقى البشر كما بين سقراط.
والقدرة على توليد الرغبات بديل للرغبات السائدة السلبية في الطبيعة الذهنية للفرد، وقاسم مشترك للتحكم بتلك الرغبات السائدة وتوجيهها بشكل ملائم.

ولا تتحقق هذه القدرة إلا بالإرادة والإرادة لا تتحق إلا بمعرفة النفس ومعرفة النفس هي معرفة الدوافع التي تحكمك وكيف توجهها أو تغيرها، والتحكم بكل ذلك لا يبدأ إلا من القرار، والقرار لا يكون حاسما وصادقا إلا بالإستعداد لدفع الثمن من أجل تطبيقه ثم دفع الثمن فعلا. فالتردد وإطالة التفكير في القيام بأمر ما سبب لإبطاله كما تحدث العالم النفساني كارل يونج.

القرار دائما ثم دفع الثمن.

هذه القدرة لا حدود لها، وتختلف أساليب تطبيقها من فرد إلى فرد.. ولكنها تشترك في قواسم العزم والقرار والتضحية بما لا فائدة له من أفكار وسلوك. والأهم معرفة الدافع لسلوكك الفردي، دائما يجب أن تعرف دوافعك لأي سلوك، لو طبقت هذه القاعدة لوحدها واستطعت التعامل مع دوافعك بإيجابية، لتمكنت من معرفة نفسك حق المعرفة. ولتمكنت بعد ذلك من النجاح في إتصالك الإنساني مع الآخرين إلى أبعد الحدود، عندما تحاول أن تدرك دوافعهم لإصدار سلوكهم وخطابهم.

إذا معرفة الدافع ثم القرار ثم العزم بدفع الثمن.

هناك طريقة عظيمة التأثير وناجعة بكل المقاييس إذا أوليتها إهتمامك الكافي، وهي قوة إقناع الذات. قم بإقناع ذاتك بما تريد تطبيقه دائما، قل مثلا أنا إرادتي قوية جدا- أنا قادر على التحكم بسلوكي- أنا قادر على توليد الرغبة الملائمة- أنا قادر على دفع الثمن- أنا قادر على النجاح. قل ذلك بإستمرار ويوميا والأهم أن يكون بشكل متصل، بهدف إقناع ذاتك على ذلك، يجب أن يكون الهدف دائما هو الإقناع، ولا تتوقف أبدا عن هذا إلا عندما تجد أنك تغيرت بالفعل وأمتلكت القدرات النفسية التي سعيت لها.

إذا فالتحكم بالرغبات الذهنية تتطلب إستمرارية في العمل على الذات.

إخترع أساليبك الخاصة في التحكم برغباتك، أي بأفكارك، ثم بسلوكك، ثم بعاداتك. حول أفكارك إلى سلوك، حتى تتحول إلى عادات. هذا هو الترتيب النفسي للسيادة الكاملة للذات:
أفكار
[ALIGN=CENTER]دوافع
أفكار
دوافع
سلوك
عادات
طبيعة
مصير


إذا تحكم بأفكارك وتعامل مع دوافعك لتتحكم بسلوكك، فتكون عاداتك، فتتشكل طبيعتك، فيحدد مصيرك.

إستمر دائما في إنضاج عقلك، ولتكن غايتك محددة وواضحة من التغيير في كل مرة، وتذكر أن المنطق معروف! فقد تعلم ماهو الصح وماهو الخطأ في غالب الأحيان، ولكن التحكم بالعاطفة هو جوهر التحكم بالذات. وهذا التحكم يرتبط بالإستمرار في إكتشاف ذواتنا مع تقدير عامل الوقت.

ونصيحتي لك أنك قادر على النجاح في أي أمر، ولكن الطريقة تعتمد على أمر واحد وهو إصرارك على البحث عن الحيلة، ولايعدم المرء من سعة الحيلة، لأنها في فطرته.


الخلاصة

توليد الرغبات أمر يحتاج إلى جهد في مدة زمنية تختلف بحسب قدرة سيطرة الفرد على ذاته وكم التراكمات السلبية التي يقوم بإزاحتها.
وخلاصة توليد الرغبات دائما:
معرفة الأفكار، ومدى رسوخ المباديء، والدافع من التفكير بأمر ما والقيام به، وإيجاد البدائل الأكثر تأثيرا له، ثم القرار ثم العزم بالمباشرة على توليد الرغبات والتحكم بها، ثم التضحية ودفع الثمن، إدفع الثمن دائما، المهم أن تسيطر على نفسك تمام السيطرة، وتحول ضعفك الذي لابد منه، إلى الدافع الأسمى لإمتلاك السلطة على ذاتك، فهذه غايتك العظمى في الوجود.
هل تعلم ماهي هذه الغاية، إنها العمل كما قال أحد الباحثين، والعمل هو السيطرة على الذات، وفاعلية السيطرة والعمل لا تتولدان إلا من قوة الإرادة ومدى التحكم بها، وهذه السيطرة وهذا العمل، يصبح مصيرا كاملا كليا عندما يتجه إلى أبعد من حدود الدنيا، عندما تعلم أنه متصل تمام الصلة إلى مابعد الموت الجميل، عندما تلتقي الله، هذه كلية الغاية من وجودك.

[color=red]
وتذكر قاعدة توليد الرغبات والتحكم بها:
فهم الدافع
ثم القرار
ثم الإستعداد لدفع الثمن
ثم دفع الثمن


منقول

أبو سفيان
06-01-2005, 04:52 PM
شكرا لك أخي / الجمان .. موضوع في غاية الأهمية
وليت من يصرون على أنهم لا يستطيعون الصمود أمام رغباتهم يفهمون مغزى
قوة الإرادة وإيجابياتها على نفسه وعلى سلوكياته وحياته عامة

وليت من يدخنون السجائر أو يدمنون الشيشة أو يستخدمون النشوق
ليت كل هؤلاء وأمثالهم كثيرون يقتنعون أن الإرادة يصنعها الإنسان من نفسه لنفسه ..
موضوع ممتاز شكرا لك .

الجمان
09-01-2005, 11:35 AM
أستاذي القدير أبو سفيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شيء بالإدارة يصير وبس على الإنسان أن ينوي الإرادة بفعل الشيء وهي قدرته على توليد رغباته والتحكم بها لتوظيفها لصالحه،

اشكر على مداخلتك الرائعة