أبــو نــهـــار
20-12-2004, 01:37 PM
سيكولوجية الأفراد المعاقين بصريا :تشجيع أدبيات تربية وتأهيل الأشخاص المكفوفين الآباء والاختصاصين على التعامل مع الإنسان المكفوف كما يتعاملون مع أي إنسان آخر. فهل هذه التوصية توصية مناسبة ؟
وهل تزودنا الدراسات والبحوث بالمعرقة العلمية التي من شأنها المساعدة في الإجابة عن هذا السؤال وأسألة أخرى مثل: هل يتمتع الأشخاص المكفوفون بسيكولوجية فريدة تميزهم عن غيرهم أم تراهم لا يختلفون عن الأشخاص المبصرين من الناحية السيكولوجية؟
هل هناك حقا شيء اسمه(سيكولوجية المكفوفين)؟، ما لأدوات التي تستخدم عاده للإجابة عن هذا الأسئلة وما مدى ملاءمتها؟
قد لايختلف اثنان على أهمية الدور الذي تلعبه حاسة البصر، فالمدخلات البصرية تلعب دورا حيويا في تعلم الإنسان ونموه، ولإعاقة البصرية تعطل هذه المدخلات أو تحدها ممايجعل الإنسان مرغما على الإعتماد على حاستي السمع واللمس. وبالرغم من أهمية المعلومات التي يتم التزود بها عبر هاتين الحاستين، إلا أنها لاتوفر للشخص إلا خبرات محدودة نسبيا نوعيا وكميا. وربما كانت هذه الحقيقة هي التي تكمن وراء إحساس الإنسان المبصر بأن فقدان البصر شيئا مروع، فالمبصرون يشعرون بأن عالم الشخص المكفوف عالم مظلم تماما. ولكن هذا العلم ليس أقل إثارة من عالمنا جميعا. فكما تقول بارجا وإيرن(Barraga &Erin)، إن عالم الإنسان المكفوف يستشير لديه حب الاستطلاع و الاستكشاف شأنه في ذلك شأن العالم المليء بالمثيرات والمعلمات البصرية بالنسبة للإنسان المبصر .
تقييم سيكولوجية المكفوفين :لما كانت خبرات الأشخاص المكفوفين تختلف عن خبرات الأشخاص المبصرين، فإن استخدام أدوات القياس النفسي المقننة لتقييم الخصائص والحاجات السيكولوجية للأشخاص المكفوفين قد تعرض لانتقادات متزايدة في السنوات القليلة الماضية .
ولكن ثمة عوامل عديدة تدفع بالباحثين إلى الاستمرار في استخدام أدوات القياس المقننة. ومن أهم تلك العوامل عدم توفر الأدوات الكافية المصممة خصيصا لتقييم المكفوفين .
على أن أخطارا حقيقية قد تترتب عن مثل هذه الممارسة ومنها(أ)عدم معرفة اخصائي القياس بالخصائص النمائية للأشخاص المعوقين بصريا، الأمر الذي قد يقودهم إلى الخروج باستنتاجات غير دقيقة، (ب)اعتمادمعاييرتم تطبيقات على أشخاص ليس لديهم إعاقة .
(ج) تطبيق و تصحيح الاختبارات بطريقة معدلة الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على الفائدة الحقيقة المتوخاة من الاختبارات. وبناءا على ذلك كله، تقترح شول (scholl) توظيف طرائق التقييم غير الرسمية غير المعتمدة على الإختبارات ومن هذه الطرائق الملاحظة والمقابلة وقوائم التقدير .
ومن بعض الاختبارات السيكولوجية المقننة المستخدمة في دراسة المكفوفين :
ـ اختبار كاليفورنيا للشخصية . ـ اختبار ازا جيدي (للمكفوفين).
ـ اختبار بزوتر للشخصية . ـ اختبار العوامل الانفاعلية (للمكفوفين).
ـ اختبار بل للتتكيف . ـ اختبار مينسوتامتعدد الأوجه (للمكفوفين).
ـاختبار تفهم الموضوع. ـ الاختبار السمعي الإسقاطي(للمكفوفين) .
ـ اختبار تكميل الجمل. ـ اختبار القلق للمكفوفين .
ـ اختبار العوامل الانفاعلية للمراهقين .
السمات الشخصية للمعاقين بصريا
يشير لونيفيلد(lowenfeld) في كتابه الشهير(الطفل المعوق بصريا في المدرسة) إلى أن ردود الفعل الإنفاعلية و الإجتماعية للأطفال المعوقين بصريا تشبه ردود فعل الأطفال الآخرين على الرغم من أن عوامل مختلفة قد تكون مسؤولة عن حالة الأطفال المبصرين .
ولا يتوفر أدلة علمية كافية على أن هناك فروقا جوهرية بين المكفوفين و المبصرين من الناحية السيكولوجية.ولكن الأمريكي كستفورث(custforth) وهو باحث مكفوف،كان من أوائل الذين أشاروا إلى أن الإعاقة البصرية تؤثر على التنظيم السيكولوجي الكلي للفرد. فقد كتب هذا الباحث في كتابه المعروف بعنوان(المكفوف في المدرسة و المجتمع) يقول إن كف البصر يغير ويعيد تنظيم الحياة العقلية للفرد بأكملها. وكلما حدث هذا الوضع المولد للاحباط مبكرا أكثر، كانت الحاجة إلى إعادة التنظيم أكثر.
هذا وقد ألقت دراسات عديدة الضوء على الخصائص السيكولوجية للأشخاص المكفوفين. فقد قارنت إحدى الدراسات مستويات حب الاستطلاع بين الأشخاص المكفوفين و المبصرين. واستخدم في هذه الدراسة مقياس اتجاهات لفظي ومقياس متاهات لمسي. وقد وجد أن الأشخاص المبصرين كانوا أكثر حبا للإستطلاع من الأشخاص المكفوفين بإستخدام المقياس الأدائي . كذلك لم توجد أية فروق تذكر بين المكفوفين والضعاف بصريا من جهة أو بين المكفوفين منذ لحظة الولادة والمكفوفين لاحقا في حياتهم من جهة أخرى . وبنيت بعض الدراسات عدم وجود فروق بين المكفوفين والمبصرين من حيث مفهوم الذات ، بإستثناء كون المكفوفين يحصلون على درجات متطرفة ( سواء كانت مرتفعة أو منخفضة ) على إختبارات مفهوم الذات أكثر من المبصرين .
وقد لاحظ وارن ( Warren) إن الدراسات المتعلقة بمفهوم الذات لدى الأشخاص المكفوفين أخفقت في التوصل إلى نتائج منسقة ومتشابهة . ففي حين وجدت بعض الدراسات إن مفهوم الذات لدى المكفوفين ضعيف فشلت دراسات أخرى في التوصل إلى تلك النتيجة . على أن هذا الكاتب راجع الأدبيات المتصلة بمفهوم الذات لدى المكفوفين و خرج بإستثناء مفاده عدم وجود فروق عامة ذات أهمية بين المكفوفين والمبصرين من هذه الناحية .
أما الدراسات التي أجريت حول مستوى القلق لدى المكفوفين فقد أشارت إلى أن المكفوفين لديهم مستويات أعلى منه مقارنة بالمبصرين وبخاصة لدى الإناث في مرحلة المراهقة . وقد وجد أن العامل الحاسم في هذا الشأن ليس فقدان البصر بحد ذاته وإنما المعنى الشخصي للفقدان البصري بالنسبة للفرد . وبالنسبة للتوافق الإنفعالي بنيت دراسات أن لدى المكفوفين سوء توافق إنفعالي أكثر من المبصرين وإنهم أكثر عرضة للمشكلات الإنفعالية من المبصرين. وتشير دراسات إلى أن المعوقين بصريا الملتحقين بمؤسسات خاصة يواجهون مشكلات إنفعالية أكثر من تلك التي يواجهها الملتحق بالمدارس العادية وأن الذين لديهم إعاقة بصرية جزئية لديهم مشكلات إنفعالية أكثر من المكفوفين كليا . وأخيرا ، فلما كانت الإعاقة البصرية تنطوي على صعوبات متنوعة بالنسبة للفرد وبخاصة على صعيد التعرف والتنقل والتواصل ، فإن ثمة حاجة ماسة لأن تبذل الجهود المنظمة والهادفة لمساعدة الإنسان المكفوف على قبول الإعاقة والتعايش معها بطريقة تكييفية . وفي الحقيقة ، فلعل تلك المهمة هي المهمة الأكثر أهمية في عملية تأهيل الأشخاص المكفوفين .
الخصائص التعليمية للأطفال المعاقين بصريا : تتحدد تأثيرات الإعاقة البصرية على القدرات التعليمية في ضوء عدة عوامل من أهما
العمر عند حدوث الضعف البصري ، شدة الضعف البصري ، والخبرات الفرص المتاحة للنمو. ولعل أكبر التأثيرات المحتملة للإعاقة البصرية على التعلم هي حرمان الطفل من فرص التعلم العرضي الذي يتوفر للأطفال المبصرين. فالأطفال المعوقين بصريا يعتمدون على الحواس الأخرى ( السمع ، اللمس ، الشم ) لتطوير المفاهيم وكما هو معروف فإن على ذلك فقد أكد لونيفلد أن االإعاقة البصرية تفرض قيودا من :
أ. طبيعة خبرات الطفل ومدى هذه الخبرات .
ب. قدرة الطفل على التنقل في البيئة .
ج. قدرة الطفل على السيطرة على البيئة والسيطرة على الذات .
وهذه القيود تحد من قدرة الطفل على تهيئة فرص الملاحظة والخبرة النفسية وتترك أثرا كبيرا على إمكانية معرفة وإدراك العلاقات القائمة على الشكل والحجم والوضع في الفراغ.
فهي تمنع إستخدام التعبيرات الوجهية المناسبة والإيماءات الجسمية الملائمة ولكن ذلك كله يمكن تعويضه من خلال الخبرات غير اللفظية والمباشرة فاللغة وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعلومات ولكن اللغة تشتق من الخبرات المباشرة ولذلك فإن من الأهمية بمكان توفر الخبرات الحسية المباشرة للأطفال المعوقة بصريا .
وفيما يتعلق بالدراسات المحدودة نسبيا التي سعت إلى معرفة الفروق في التحصيل الأكاديمي بين الأطفال المعوقين بصريا والأطفال المبصرين فهي تشير عموما إلى أن تحصيل الأطفال بصريا أقل من تحصيل الأطفال المبصرين من نفس العمر العقلي . ولكن التحصيل الأكاديمي لهذه الفئة من الأطفال أقل تأثيرا بالإعاقة من تحصيل الأطفال المعوقين سمعيا .
التقييم التربوي والنفسي للمعوقين بصريا :
أهداف التقييم :
1_ الكشف عن حالات الإعاقة البصرية والتعرف عليها ، وهذا تحقيق عن طريق تحديد الإستجابات والمظاهر التي يبديها الطفل .
2_ التعرف على نواحي التعلم الضرورية لتحديد ماذا وكيف يدرس الطالب .
3_ التعرف على مدى حاجة الفرد إلى الخدمات التربوية الخاصة .
4_ تقويم أداء الطالب للتعرف على طبيعة التغير الحاصل لديه نتيجة إستخدام الأساليب التدريسية الخاصة والأدوات والوسائل التعليمية .
5_ تحديد فاعلية البرنامج التعليمي والإستراتيجيات التربوية وطرق التدخل العلاجي المستخدمة .
عملية التقييم :
تركز الممارسات التربوية الحديثة على تقييم الطالب من خلال عدة إختبارات بهدف الحصول على معلومات شاملة ودقيقة ويؤخذ في الإعتبار عند التقييم ما يلي :
1_ ظروف الطالب ( مثل الحالة الجسدية ، الحالة الحسية ، الصحة العامة ، التعذية )
2_ التاريخ النمائي التطوري .
3_ ظروف الأسرة ( مثل المستوى الإجتماعي ، الإتجاهات والقيم التي تتبناها )
4_ فلسفة البرنامج التعليمي وإتجاهات العاملين والظروف التعليمية المتاحة للطفل
5_ التوقعات للأداء المستقبلي بناء على وضع الطفل في البيئة الحالية سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع بشكل عام ( Langley)
مجالات التقييم :
حتى نتعرف حقا على الشخص المعوق بصريا لابد من الحصول على معلومات شاملة عن كل النواحي التي يعتقد بأنها ذات علاقة بالمشكلة التربوية أو النفسية أو الإجتماعية والنواحي المتوقع تقييمها هي : الذكاء ، النمو المفاهيمي ، الوظيفة البصرية ، المهارات الحركية النفسية ، المهارات الحياتية اليومية ، التحصيل الأكاديمي ، والمهارات .
وفيما يلي أبعاد التقييم التربوي _ النفسي للمكفوفين .
البعد _ النواحي الأساسية في عملية التقييم
الرؤية _ الفحص الطبي للعين
_ قياس الوظائف البصرية
_ قياس فاعلية الرؤية
_ تقييم المعينات البصرية
الذكاء / القابلية _ النمو المعرفي
_ الوظائف العقلية
المهارات الحسية الحركية _ نمو العضلات الكبيرة
_ نمو العضلات الدقيقة
_ التعلم الإدراكي الحركية
المهارات الأكاديمية _ التحصيل في القراءة والكتابة والحساب
_ النمو اللغوي
_ مهارات الإستمتاع
_ الإتجاهات والمفاهيم المكانية ، الزمن,الكم ،التسلسل
_ مهارات الدراسة
المهارات الإجتماعية / الإنفعالية _ الضبط الذاتي
_ التعلم الإجتماعي
_ المهارات التكيفية
_ المهارات الترفيهية
المهارات الحياتية الوظيفية _ المهارات اليومية
_ مهارات التعرف والتنقل
_ مهارات التهيئة المهنية
_ إستخدام وسائل المواصلات
وهل تزودنا الدراسات والبحوث بالمعرقة العلمية التي من شأنها المساعدة في الإجابة عن هذا السؤال وأسألة أخرى مثل: هل يتمتع الأشخاص المكفوفون بسيكولوجية فريدة تميزهم عن غيرهم أم تراهم لا يختلفون عن الأشخاص المبصرين من الناحية السيكولوجية؟
هل هناك حقا شيء اسمه(سيكولوجية المكفوفين)؟، ما لأدوات التي تستخدم عاده للإجابة عن هذا الأسئلة وما مدى ملاءمتها؟
قد لايختلف اثنان على أهمية الدور الذي تلعبه حاسة البصر، فالمدخلات البصرية تلعب دورا حيويا في تعلم الإنسان ونموه، ولإعاقة البصرية تعطل هذه المدخلات أو تحدها ممايجعل الإنسان مرغما على الإعتماد على حاستي السمع واللمس. وبالرغم من أهمية المعلومات التي يتم التزود بها عبر هاتين الحاستين، إلا أنها لاتوفر للشخص إلا خبرات محدودة نسبيا نوعيا وكميا. وربما كانت هذه الحقيقة هي التي تكمن وراء إحساس الإنسان المبصر بأن فقدان البصر شيئا مروع، فالمبصرون يشعرون بأن عالم الشخص المكفوف عالم مظلم تماما. ولكن هذا العلم ليس أقل إثارة من عالمنا جميعا. فكما تقول بارجا وإيرن(Barraga &Erin)، إن عالم الإنسان المكفوف يستشير لديه حب الاستطلاع و الاستكشاف شأنه في ذلك شأن العالم المليء بالمثيرات والمعلمات البصرية بالنسبة للإنسان المبصر .
تقييم سيكولوجية المكفوفين :لما كانت خبرات الأشخاص المكفوفين تختلف عن خبرات الأشخاص المبصرين، فإن استخدام أدوات القياس النفسي المقننة لتقييم الخصائص والحاجات السيكولوجية للأشخاص المكفوفين قد تعرض لانتقادات متزايدة في السنوات القليلة الماضية .
ولكن ثمة عوامل عديدة تدفع بالباحثين إلى الاستمرار في استخدام أدوات القياس المقننة. ومن أهم تلك العوامل عدم توفر الأدوات الكافية المصممة خصيصا لتقييم المكفوفين .
على أن أخطارا حقيقية قد تترتب عن مثل هذه الممارسة ومنها(أ)عدم معرفة اخصائي القياس بالخصائص النمائية للأشخاص المعوقين بصريا، الأمر الذي قد يقودهم إلى الخروج باستنتاجات غير دقيقة، (ب)اعتمادمعاييرتم تطبيقات على أشخاص ليس لديهم إعاقة .
(ج) تطبيق و تصحيح الاختبارات بطريقة معدلة الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على الفائدة الحقيقة المتوخاة من الاختبارات. وبناءا على ذلك كله، تقترح شول (scholl) توظيف طرائق التقييم غير الرسمية غير المعتمدة على الإختبارات ومن هذه الطرائق الملاحظة والمقابلة وقوائم التقدير .
ومن بعض الاختبارات السيكولوجية المقننة المستخدمة في دراسة المكفوفين :
ـ اختبار كاليفورنيا للشخصية . ـ اختبار ازا جيدي (للمكفوفين).
ـ اختبار بزوتر للشخصية . ـ اختبار العوامل الانفاعلية (للمكفوفين).
ـ اختبار بل للتتكيف . ـ اختبار مينسوتامتعدد الأوجه (للمكفوفين).
ـاختبار تفهم الموضوع. ـ الاختبار السمعي الإسقاطي(للمكفوفين) .
ـ اختبار تكميل الجمل. ـ اختبار القلق للمكفوفين .
ـ اختبار العوامل الانفاعلية للمراهقين .
السمات الشخصية للمعاقين بصريا
يشير لونيفيلد(lowenfeld) في كتابه الشهير(الطفل المعوق بصريا في المدرسة) إلى أن ردود الفعل الإنفاعلية و الإجتماعية للأطفال المعوقين بصريا تشبه ردود فعل الأطفال الآخرين على الرغم من أن عوامل مختلفة قد تكون مسؤولة عن حالة الأطفال المبصرين .
ولا يتوفر أدلة علمية كافية على أن هناك فروقا جوهرية بين المكفوفين و المبصرين من الناحية السيكولوجية.ولكن الأمريكي كستفورث(custforth) وهو باحث مكفوف،كان من أوائل الذين أشاروا إلى أن الإعاقة البصرية تؤثر على التنظيم السيكولوجي الكلي للفرد. فقد كتب هذا الباحث في كتابه المعروف بعنوان(المكفوف في المدرسة و المجتمع) يقول إن كف البصر يغير ويعيد تنظيم الحياة العقلية للفرد بأكملها. وكلما حدث هذا الوضع المولد للاحباط مبكرا أكثر، كانت الحاجة إلى إعادة التنظيم أكثر.
هذا وقد ألقت دراسات عديدة الضوء على الخصائص السيكولوجية للأشخاص المكفوفين. فقد قارنت إحدى الدراسات مستويات حب الاستطلاع بين الأشخاص المكفوفين و المبصرين. واستخدم في هذه الدراسة مقياس اتجاهات لفظي ومقياس متاهات لمسي. وقد وجد أن الأشخاص المبصرين كانوا أكثر حبا للإستطلاع من الأشخاص المكفوفين بإستخدام المقياس الأدائي . كذلك لم توجد أية فروق تذكر بين المكفوفين والضعاف بصريا من جهة أو بين المكفوفين منذ لحظة الولادة والمكفوفين لاحقا في حياتهم من جهة أخرى . وبنيت بعض الدراسات عدم وجود فروق بين المكفوفين والمبصرين من حيث مفهوم الذات ، بإستثناء كون المكفوفين يحصلون على درجات متطرفة ( سواء كانت مرتفعة أو منخفضة ) على إختبارات مفهوم الذات أكثر من المبصرين .
وقد لاحظ وارن ( Warren) إن الدراسات المتعلقة بمفهوم الذات لدى الأشخاص المكفوفين أخفقت في التوصل إلى نتائج منسقة ومتشابهة . ففي حين وجدت بعض الدراسات إن مفهوم الذات لدى المكفوفين ضعيف فشلت دراسات أخرى في التوصل إلى تلك النتيجة . على أن هذا الكاتب راجع الأدبيات المتصلة بمفهوم الذات لدى المكفوفين و خرج بإستثناء مفاده عدم وجود فروق عامة ذات أهمية بين المكفوفين والمبصرين من هذه الناحية .
أما الدراسات التي أجريت حول مستوى القلق لدى المكفوفين فقد أشارت إلى أن المكفوفين لديهم مستويات أعلى منه مقارنة بالمبصرين وبخاصة لدى الإناث في مرحلة المراهقة . وقد وجد أن العامل الحاسم في هذا الشأن ليس فقدان البصر بحد ذاته وإنما المعنى الشخصي للفقدان البصري بالنسبة للفرد . وبالنسبة للتوافق الإنفعالي بنيت دراسات أن لدى المكفوفين سوء توافق إنفعالي أكثر من المبصرين وإنهم أكثر عرضة للمشكلات الإنفعالية من المبصرين. وتشير دراسات إلى أن المعوقين بصريا الملتحقين بمؤسسات خاصة يواجهون مشكلات إنفعالية أكثر من تلك التي يواجهها الملتحق بالمدارس العادية وأن الذين لديهم إعاقة بصرية جزئية لديهم مشكلات إنفعالية أكثر من المكفوفين كليا . وأخيرا ، فلما كانت الإعاقة البصرية تنطوي على صعوبات متنوعة بالنسبة للفرد وبخاصة على صعيد التعرف والتنقل والتواصل ، فإن ثمة حاجة ماسة لأن تبذل الجهود المنظمة والهادفة لمساعدة الإنسان المكفوف على قبول الإعاقة والتعايش معها بطريقة تكييفية . وفي الحقيقة ، فلعل تلك المهمة هي المهمة الأكثر أهمية في عملية تأهيل الأشخاص المكفوفين .
الخصائص التعليمية للأطفال المعاقين بصريا : تتحدد تأثيرات الإعاقة البصرية على القدرات التعليمية في ضوء عدة عوامل من أهما
العمر عند حدوث الضعف البصري ، شدة الضعف البصري ، والخبرات الفرص المتاحة للنمو. ولعل أكبر التأثيرات المحتملة للإعاقة البصرية على التعلم هي حرمان الطفل من فرص التعلم العرضي الذي يتوفر للأطفال المبصرين. فالأطفال المعوقين بصريا يعتمدون على الحواس الأخرى ( السمع ، اللمس ، الشم ) لتطوير المفاهيم وكما هو معروف فإن على ذلك فقد أكد لونيفلد أن االإعاقة البصرية تفرض قيودا من :
أ. طبيعة خبرات الطفل ومدى هذه الخبرات .
ب. قدرة الطفل على التنقل في البيئة .
ج. قدرة الطفل على السيطرة على البيئة والسيطرة على الذات .
وهذه القيود تحد من قدرة الطفل على تهيئة فرص الملاحظة والخبرة النفسية وتترك أثرا كبيرا على إمكانية معرفة وإدراك العلاقات القائمة على الشكل والحجم والوضع في الفراغ.
فهي تمنع إستخدام التعبيرات الوجهية المناسبة والإيماءات الجسمية الملائمة ولكن ذلك كله يمكن تعويضه من خلال الخبرات غير اللفظية والمباشرة فاللغة وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعلومات ولكن اللغة تشتق من الخبرات المباشرة ولذلك فإن من الأهمية بمكان توفر الخبرات الحسية المباشرة للأطفال المعوقة بصريا .
وفيما يتعلق بالدراسات المحدودة نسبيا التي سعت إلى معرفة الفروق في التحصيل الأكاديمي بين الأطفال المعوقين بصريا والأطفال المبصرين فهي تشير عموما إلى أن تحصيل الأطفال بصريا أقل من تحصيل الأطفال المبصرين من نفس العمر العقلي . ولكن التحصيل الأكاديمي لهذه الفئة من الأطفال أقل تأثيرا بالإعاقة من تحصيل الأطفال المعوقين سمعيا .
التقييم التربوي والنفسي للمعوقين بصريا :
أهداف التقييم :
1_ الكشف عن حالات الإعاقة البصرية والتعرف عليها ، وهذا تحقيق عن طريق تحديد الإستجابات والمظاهر التي يبديها الطفل .
2_ التعرف على نواحي التعلم الضرورية لتحديد ماذا وكيف يدرس الطالب .
3_ التعرف على مدى حاجة الفرد إلى الخدمات التربوية الخاصة .
4_ تقويم أداء الطالب للتعرف على طبيعة التغير الحاصل لديه نتيجة إستخدام الأساليب التدريسية الخاصة والأدوات والوسائل التعليمية .
5_ تحديد فاعلية البرنامج التعليمي والإستراتيجيات التربوية وطرق التدخل العلاجي المستخدمة .
عملية التقييم :
تركز الممارسات التربوية الحديثة على تقييم الطالب من خلال عدة إختبارات بهدف الحصول على معلومات شاملة ودقيقة ويؤخذ في الإعتبار عند التقييم ما يلي :
1_ ظروف الطالب ( مثل الحالة الجسدية ، الحالة الحسية ، الصحة العامة ، التعذية )
2_ التاريخ النمائي التطوري .
3_ ظروف الأسرة ( مثل المستوى الإجتماعي ، الإتجاهات والقيم التي تتبناها )
4_ فلسفة البرنامج التعليمي وإتجاهات العاملين والظروف التعليمية المتاحة للطفل
5_ التوقعات للأداء المستقبلي بناء على وضع الطفل في البيئة الحالية سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع بشكل عام ( Langley)
مجالات التقييم :
حتى نتعرف حقا على الشخص المعوق بصريا لابد من الحصول على معلومات شاملة عن كل النواحي التي يعتقد بأنها ذات علاقة بالمشكلة التربوية أو النفسية أو الإجتماعية والنواحي المتوقع تقييمها هي : الذكاء ، النمو المفاهيمي ، الوظيفة البصرية ، المهارات الحركية النفسية ، المهارات الحياتية اليومية ، التحصيل الأكاديمي ، والمهارات .
وفيما يلي أبعاد التقييم التربوي _ النفسي للمكفوفين .
البعد _ النواحي الأساسية في عملية التقييم
الرؤية _ الفحص الطبي للعين
_ قياس الوظائف البصرية
_ قياس فاعلية الرؤية
_ تقييم المعينات البصرية
الذكاء / القابلية _ النمو المعرفي
_ الوظائف العقلية
المهارات الحسية الحركية _ نمو العضلات الكبيرة
_ نمو العضلات الدقيقة
_ التعلم الإدراكي الحركية
المهارات الأكاديمية _ التحصيل في القراءة والكتابة والحساب
_ النمو اللغوي
_ مهارات الإستمتاع
_ الإتجاهات والمفاهيم المكانية ، الزمن,الكم ،التسلسل
_ مهارات الدراسة
المهارات الإجتماعية / الإنفعالية _ الضبط الذاتي
_ التعلم الإجتماعي
_ المهارات التكيفية
_ المهارات الترفيهية
المهارات الحياتية الوظيفية _ المهارات اليومية
_ مهارات التعرف والتنقل
_ مهارات التهيئة المهنية
_ إستخدام وسائل المواصلات