المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ( أجهـــز عليــــه )



السواح
09-12-2004, 07:00 PM
أَجْهِزْ عليه

شعر : عبد الرحمن صالح العشماوي

حينما أَجْهزَ ذلك الجنديُّ المتوحش على ذلك الجريح في أحد مساجد الفلُّوجة الصامدة


كان على يقين ... أنَّ دمه سيذهب هَدْراً

أَجْهِزْ عليه بطَلْقةٍ من نارِ ::: لا تَخْشَ من نَقْدٍ ولا استنكارِ

أَجْهِزْ عليهِ كما تشاءُ فإنَّما ::: هو واحدٌ من أُمَّةِ المليارِ

هو واحدٌ من أُمَّةٍ قد فرَّطتْ ::: في دينها فتجلَّلتْ بالعارِ

مَزِّقْ بِرَشَّاشِ احتلالِكَ جسمَهُ ::: وانْظُرْ إليهِ بمُقْلَةِ استحقارِ

فَجِّرْ بطلقَتِكَ الدَّنيئةِ رأسَهُ ::: واصْعَدْ إلى المحرابِ ( بالبُسْطَارِ )

فَجِّرْ ولا تَخْشَ العقابَ فإنَّهُ ::: من أُمَّةٍ نَسِيَتْ معاني الثَّارِ

هو ليسَ أوَّلَ مَنْ ظَفِرْتَ بقتلِهِ ::: من أُمَّةٍ منزوعةِ الأظفارِ

لانَتْ أصابِعُها فما شَدَّتْ بها ::: حَبْلاً ولا رَبَطَتْ خيوطَ إِزارِ

هو مسلمٌ دَمُهُ حرامٌ ، إنَّما ::: حلَّلْتَهُ بطبائعِ الأَشرارِ

آذيتَ بيتَ اللهِ حينَ دخلْتَهُ ::: مُتباهياً بعقيدةِ الكفَّارِ

دنَّسْتَ بالقدمِ الرخيصةِ ساحَهُ ::: ومشَيْتَ مِشْيَةَ خادعٍ مكَّارِ

مُتَبَخْتِراً تمشي على أشلائِنَا ::: فوقَ المصاحفِ مِشْيَةَ استكبارِ

ما كانَ أوَّلَ مسجدٍ ذاقَ الأسَى ::: وبكى نهايةَ صَرْحِهِ المُنْهارِ

لو أنَّ عيسى شاهدَ الظُّلْمَ الذي ::: يجري وما فيكُم من الأَوْضَارِ

لَمَشَى براياتِ الجهادِ لِصَدِّكُمْ ::: عن ظُلْمِكُمْ ، ولنُصْرَةِ المُختارِ

عيسى نبيُّ اللهِ مثلُ مُحمَّدٍ ::: يترفَّعانِ بنا عن ( الأضرارِ )

لَسْتُمْ نَصارى للمسيحِ ، وإِنَّما ::: جَنَحَ الصَّليبُ بكم إلى الأَوْزَارِ

هَمَجِيَّةٌ رَعْنَاءُ لم تَرْعَوْا بها ::: مِقدارَ محرابٍ وحُرْمَةَ دارِ

هذا قَتِيلُكَ بين نَصْرٍ عاجلٍ ::: وشهادةٍ لاقَى أعزَّ خِيارِ

أَطْفَأْتَ شَمْعَةَ رُوحِهِ برصاصةٍ ::: حتى دَنَا من رَبِّهِ الغفَّارِ

أَكْسَبْتَهُ أملَ الشهادةِ ، وانتهَى ::: بكَ ما اقتَرَفْتَ إلى طريقِ بَوَارِ

واللهِ لولا أنَّ أُمَّتَنا رَمَتْ ::: بزِمامِ مركَبِها إلى الشُّطَّارِ

خَضَعَتْ لقوْمِكَ واستبدَّ بها الهوَى ::: ومَشَتْ بلا وَعْيٍ إلى الجزَّارِ

لولا تنكُّبُها طريقَ رَشادِها ::: حتى هَوَتْ في ذِلَّةٍ وصَغارِ

واللهِ لولا ضَعْفُ أُمَّتِنَا لَمَا ::: فَرِحَتْ يَداكَ بِلَمْسَةٍ لجدارِ

وَلَمَا وَطِئْتَ بِرِجْلِ غَدْرِكَ مسجداً ::: وقَطَعْتَ فيهِ عبادةَ الأخيارِ

ولما شربتَ الكأسَ فيهِ مُدَنِّساً ::: بالموبقاتِ براءةَ الأَسحارِ

أنا لا أَلُومُكَ ، فالمَلامةُ كلُّها ::: لمُخادعٍ من أُمَّتِي ومُمَارِي

كلُّ المَلامةِ للذينَ تشاغَلُوا ::: عن مجْدِهِم بالنَّايِ والقِيثَارِ

كلُّ المَلامةِ للذينَ تنافَسُوا ::: في عِشْقِ غانيةٍ وشُرْبِ عُقَارِ

باعُوا الكرامةَ والإِباءَ بشهوةٍ ::: قَتَلَتْ رُجولَتَهُم ولِعْبِ قِمَارِ

يتَشاتَمُونَ على فضَائيَّاتِهِم ::: متجاهلينَ فظائعَ الأَخبارِ

فَلُّوجةُ العَزَماتِ تَلْقَى وحدَها ::: صَلَفَ الغُزاةِ وقسوةَ الأخطارِ

وغُثاءُ أُمَّتِنَا على بابِ الهوَى ::: يَسْرِي بهم نحوَ المَذَلَّةِ سارِي

يا جُنْدَ آكِلَةِ اللحومِ إلى متَى ::: تَبْقَوْنَ في دوَّامةِ الإعصارِ

سِرْتُمْ على آثارِ ( كِيمَاوِيِّكُمْ ) ::: يا شَرَّ مَنْ سَارُوا وشَرَّ مَسَارِ

ما هذهِ صفةُ الشجاعةِ إِنَّما ::: هيَ من صفاتِ الخائنِ الغدَّارِ

أينَ الحضارةُ !! أصبحتْ أُكذوبةً ::: لمَّا بَدَتْ مكشوفةَ الأسرارِ

لا تَفْرَحُوا بالنَّصْرِ ، فَهْوَ هزيمةٌ ::: أَلقَتْ بكم في حُفْرةِ الأَقذارِ

أنَّى يَنالُ النَّصْرَ مَنْ لا يَرْعَوِي ::: عن هَتْكِ أَعراضٍ وقَتْلِ صِغَارِ

فَلُّوجةَ العَزَماتِ ، أُخْتَ حَلَبْجَةٍ ::: لا تَيْأَسِي من نُصْرةِ القهَّارِ

أَثَرُ الجريمةِ سوفَ يَبْقَى شاهداً ::: عَدْلاً يَهُزُّ ضمائرَ الأَحرارِ

سَيَجِيءُ نصرُكِ حينَ تَرْفَعُ أُمَّتِي

عَلَمَ الجهادِ ورايةَ الأَنصارِ