المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغة الاشارة بين الواقع والتطبيق



النادر
02-12-2004, 01:16 PM
لغة الاشارة لها الاهمية بمكان في العالم الصم واحدى طرق الاتصال بين الاصم وبين لإراد المجتمع وليس الحديث عنها قاصراً على عملية وضع قاموس لهذه الاشارات فقط ننسى فيه الاصم واشاراته الخاصة به دون الرجوع اليه لان هذه الاشارات التي يتعامل بها الاصم مع اقرانه او مع المحيطين به ممن يسمعون او حتى لقائمين على تعليمه ورعايته ختلف من مكان لاخر – من صف دراسي الى لآخر – من معلم الى معلم – من بيئة الى آخرى – من دولة الى دولة من أصم صغير الى أصم بالغ من أصم لم تقدم اليه خدمات تعليمية الى آخر وصل الى درجة عالية من التعليم .

كما يجب ألا ننسى ان هناك اشارات خاصة يتعامل معها الصم فيما بينهم وهى قاصرة عليهم فقط حتى يشعرونا دواماً بالحاجة اليهم في الاستفسار والسؤال عن مدلول هذه الاشارات لذا يجب علينا عندما نتحدث عن تقنين لغة الاشارة أو تعميمها في شكل معجم اشاري للصم الا نغفل ان يكون الصم هم اصحاب المشاركة الفعلية في وضه هذا القاموس وان تكون المجموعة المختارة ممن وصلوا الى مراحل تعليمية عالية يمكن من خلالها الاستفسار منهم لكي تصل الى المدلول السليم لكلاشارة خاصة وان هناك بعض التشابهوالازدواجية في مدلول ومعنى بعض الاشارات .

كذلك يجب الا ننسى ان تكون لغة الاشارة مادة مقررة توضع لها الاهمية التي نضعها لمادة الصوتيات الخاصة بمخارج اصوات الحروف التي نعلمها للصم وان تكون مادة لغة الاشارة وقاموسها ضمن البرامج والمناهج التي تحويها مناهج اعداد معلم التربية الخاصة للم واضعين في الاعتبار ان تزود كتب القراءة وتدريبات النطق الخاصة بالصم بأسلوب متميز عبارة عن تدريبات للمتعلم الاصم عن الاشارة خاصة في مادة التعبير اللغوي والتعبير الانشائي وان تعميم لغة الاشارة في تلفزيونات البلاد العربية خلال النشرات الاخبارية او الاعلامية كنوع من تعميم هذه الاشارات وخلق نوع من التواصل والتفاهم بين جمهور المشاهدين من الصم وغيرهم من الاسوياء

لغة الاشارة عند الصم الصغار

ان لغة الاشارة ليست قاصرة على الصم فقط فجميعنا نستعملها ونستخدمها خاصة اذا كنا في اماكن تحتاج الىى الهدوء والصمت وترجمها أهل فرق الكشافة الى رموز للتفاهم بها فيما بينهم فى معسكراتهم ومخيماتهم .

وأيضاً لغة الاشارة يستخدمها الطف الرضيع الذي لم يصل الى مرحلة الكلام بأن يعطي اشارة الكوب في حالة طلبة للماء أو اشارة الى الفم في حالة طلبه للطعام مع اضافة مقاطع صغيرة من الكلمات التي توضح المطلوب فهو يلفظ (ماء) ناقصة المقطع الاخير (ما) مع الاشارة لرمز الكوب او لفظ(فم) عند طلب الطعام ..
وينتهى الامر بهذا الطفل الى ان يبدأ باستخدام كلمات مثل ((طعام)) في الوقت الذي يمد يده نحو الطعام ويجد صعوبة في البداية في ان يخرج الاصوات بطريقة الام أو الاب لان بعضى الاصوات يصعب عليه نطقها – ولكن الابوين يساعدانه في تقديم ما يطلبة اليه ويجب عليهما في تلك اللحظة ان يدربانه على النطق الصحيح ورويداً رويداً يتعلم الطفل الكلمات ثم الجمل .
وقد يسأل هذا الطفل عن اشياء لايمكنه ان يراها يسأل عن ((بابا)) عندما يغادر البيت ويطمئن عندما نجيبه بأنه سوف يعود بعد قليل لانه مع التكرار والتعود فيما يلاحظة من حياة وأنظمة داخل البيت يستطيع ان يفهم معنى ان يغيب المرء فترة ثم يعود بعدها .
أما الطفل الاصم الذي يولد في اسرة كل افرادها صم يستخدمون لغة الاشارة للتخاطب والاتصال فيما بينهم فعندما يمد الطفل يده الى (تفاحة) مثلاً فنجد أن الوالد والوالدة يستجيبان فوراً باشارة التفاحة هذه التفاحة أتريد ام هذه التفاحة ؟ وقد أثبتت الدراسات ان الطفل الاصم الذي يعيش في اسرة كل افرادها صم فتحصيلة الدراسي واتقانه للاشارات وتفهمها أفضل بكثير من الطفل الاصم الذي يوجد في اسرة كل افرادها يتكلمون لان لغة الاشارة هي لغة طبيعية في البيت بالرغم من ذلك فان بعض الاشارات التي يأتي بها الطفل لاتطابق تماما اشارات والدية فقد يصادف صعوبة في التحكم في بعض اصابعة ولكن لغته تقترب قليلاً من لغتهما وبالتدريج .
أما الطفل الاصم الذي يولد لاسرة أفرادها يسمعون وليست لديهم خبرة في لغة الاشارة أو كيفية التعامل مع الصم فهو يجد صعوبة في التعامل معهم وهم ايضاً يبادلونه تلك الصعوبة في التفاهم معه وربما ينتهى معه وربما ينتهى الامر بهما الى ان يكفا عن التحدث اليه اذ يريان انه لايفهم حديثهما وقد تلجا الى بعض الاشارات او الحركات مثل وضع اليد تحت الخد للدلالة على ان علية الذهاب الى الفراش ويقتصر بينهم وبينه على بضعة اوامر تتعلق بامور بالغة البساطة وقد يتركانه وشأنه ويبدأ في التردد على اقرانه الصغار ممن يسمعون فلا يفهم شيئاً مما يدور حوله.لذلك نجد ان الطفل الذي يسمع ويوجد في اسرة كل افرادها يسمعون يستخدم لغة صوتية أما الطفل الاصم في اسرة افرادها صم فأنه يستخدم لغة الاشارة وكل منهما يحصل لغة وينمو بنفس الطريقة عقلياً واجتماعياً ووجدانياً ويشعر أي منهما بأنه معوق وسط أسرته والفرق بينهما هو ان احدهما يتكلم ويتحدث بينها الاخر فلغة الحديث لدية هي الاشارة

والطفل الاصم لايحس باعاقته الا عندما يواجه المجتمع الساموع ويتمثل عائقة عندئذ في عجزة عن الاتصال لانه لا يستطيع ان يخاطب أناساً يسمعون بالاسلوب الذي يناسبهم .
أما الطفل الاصم الذي يعيش في وسط أسرة كل أفرادها يسمعون ولايستخدون شكلاً من أشكال التخاطب المرئي فإنه لايتعلم كيف يتحدث ولا كيف يتحدث ولاكيف يستخدم الاشارة وبحس بعزلته اللغوية التي ينتج عنها مشكلات حادة سواء اجتماعية وفكرية ووجدانية لذلك فعائق هذا الطفل ليس عائق اتصال فقط لان الام والاب لم يعرفا كيف يزيلان حاجز الاتصال فيتضاعف عائق الطفل ويتفاقم .
وعلى ذلك فإن الاطفال الصم بحاجة الى تنمية شخصية مزدوجة كأعضاء في مجتمع من الصم وكأعضاء في المجتمع ككل ولكي يتسنى لهم ذلك ينبغي ان تتاح لهم فرص اللقاء والمقابلة مع اطفال صم وراشدين صم يستخدمون لغة الاشارة وكذلك فرص اللقاء مع اناس يسمعون وعلى المخططين التربويين أن يمنعوا النظر فيما يعنيه عجز المرء عن تحصيل لغة يستخدمها تلقائياً أناس يسمعون غير ان عليهم ايضاً أن ينظروا الى الاطفال الصم على انهم افراد لديهم ما لدى سائر الاطفال من امكانيات النمو العقلي والبدني والاجتماعى والثقافي والوجداني .

النادر
02-12-2004, 01:19 PM
الهدف الرئيسي من الدمج
يتمثل الهدف الرئيسي من الدمج لتعليم الاطفال الصم بأن تتاح لهم فرص المشاركة في حياة مجتمع البالغين لسائر الناس لذا كان من المفاهيم الرئيسية للعمل مع الاشخاص الصم بل ومع جميع المعاقين مفهوم الدمج ولكن يجب ان نضع في الاعتبار ما يترتب على دمج الصم من عواقب في مجال الاتصال فقد يتعرضوا لحظر عزلة حقيقية ان هم ادمجوا مع اناس يسمعون دون ان تتاح لهم فرص الاتصال بغيرهم من الصم ولايمكن للاشخاص الصم ان يمارسوا المشاركة الفعالة والمنتجة الا اذا توافرت الشروط التي تناسبهم هم لذلك يجب ان تتاح لهم امكانية الالتقاء بغيرهم من الصم وفرص اتخاذ القرارات التي تنظم حياتهم مما يكسبهم الثقة بالنفس بذلك يتمكنون من المشاركة في حياة مجتمع أفراده يسمعون .

كيف نبلغ هذا الهدف
حتى يمكننا بلوغ هذا الهدف فلا بد من وضع برامج فبل سن المدرسة وهو مايطلق عليها سنوات ما قبل سن الدراسة وانشاء مدارس أو أقسام مدرسية تخصص لرياض الاطفال الصم فاذا كان المجتمع ينفق الكثير في تزويد عدد من المدرسين بتدريب خاص في تربية الصم فغن خبرة هؤلاء المدرسين وتجاربهم يمكن ان تكون اكثر جدوى اذا جمع الاطفال الصم في مدارس خاصة بدلا من دمجهم كأفراد في برامج تعليم عادية وأن يمتد ذلك الى النظر في انشاء برامج للتدريب قبل المهنى والتدريب المهني التي تلبي للاشخاص الصم من حاجات في مجال الاتصال .

دور اندية الصم ومنظماتهم في تطوير لغة الاشارة
فئات الصم من أهم الفئات التي ترغب دائماً في وجود أماكن خاصة بهم يجتمعون فيها لدراسة ومناقشة قضايهم العامة والخاصة ويحسون باستقلالية تامة سواء في اندية الصم او جماعات حرة محدوده او منظمات خاصة بالصم وذلك راجع الى احساسهم بأنه هناك لغة واحدة مشتركة في الاتصال فيما بينهم لغة الاشارات ويؤدي ذلك الى خلق نوع من التزاوج والتعارف فيما بينهم مهما اختلفت الثقافات التي ينتمون إليها وينجب معظم الازواج الصم اطفالا يسمعون وهم يعيشون حياة اسرية شبيهه بحياة سائر الناس اذا استثنينا وضع الازواج اللغوي الذي ينشأ فيه أطفالهم ويكبرون .

تطوير الصم لثقافتهم الخاصة
نلاحظ أنه في كثير من بلدان العالم يحاول الصم تطوير ثقافتهم الخاصة بهم وذلك من خلال ثقافة الاكثرية التي يعيشون في وسطهم وهناك اسباب كثيرة واضحة لنشوء ثقافة خاصة بالصم منها الان الاشخاص الصم يستمتعون بوجودهم على شكل جماعات لأنهم يستطعون الاتصال والتخاطب فيما بينهم بيسر وايضاُ تبادل الخبرات والتجارب ومن ذلك قامت بعض البلدان التي تضم منظمات الصم والاندية المحلية للصم بأن تتولى بانتظام اقامة الحفلات والمباريات الرياضية والعروض المسرحية من خلال لغة الاشارة والايماءات والدليل على استمراها ومزاولة نشاطها ذلك النجاح والازدهار والنمو لتلك المنظمات لانها تلبي حاجة حقيقية في حياة الصم وتعتبر صورة من صور الدمج وصلة من التواصل بينهم وبين سائر المجتمع ، من خلال ذلك يجب تشجيع اقامة أندية للصم وتنظيم انشطة خاصة بهم صغاراً كانوا ام كباراً وتشجيعهم على المشاركة في اندية ادارة تلك المنظمات وأدراتها وعلى تدريب المعلمين والاباء على التخاطب بلغة الاشارة حتى يكتسب الصم من خلال هذه الخبرات والتجارب ما هم بحاجة اليه من قوة وشجاعة للمشاركة في ثقافة الاغلبية ثقافة مجتمع أفراده يسمعون ويقدمون على تعلمها ومزاولتها على الصم الذين يعيشون وسطهم .