المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر من ينبع



أبو رامي
08-05-2002, 10:14 AM
الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي ولد ببلدة القصير في مصر علم 1252 هـ وكان والده من كبار تجارها وله تجارة واسعة في ميناء ينبع فأرسل ولده ليساعد أخاه في أعمال التجارة ، فأحب ينبع واستوطنها وانعقدت هناك صداقة بين الشاعر وابن والي ينبع زارع ابراهيم باشا عواد حاكم ينبع في ذلك الزمان ، وهو من عائلة لا تزال موجودة في ينبع تسمى عائلة القاضي ، وتعلم وصاحبه العروض على يد رجل يسمى سالم باسودان ، وما زالت عائلة باسودان موجودة في ينبع ، وأصبحا شاعرين ، وعين الشاعر القفطي مساعدا لولاية ينبع زهاء عشر سنوات ، وفي عام 1288 هـ قصد الشاعر زيارة أهله الذين هجروا القصير لفقدان أهميتها بعد فتح قناة السويس ، وفي تلك الظروف توفي والد الشاعر فرفض إخوانه أن يعودوا إلى ينبع فعاش بقية حياته معهم في فقط في الصعيد المصري وفي مساء الثلاثاء الثامن من شعبان من عام 1321 هـ توفاه الله . ولكن حنينه لينبع لم يتوقف فقد أحبها حبا لا يعادله حب . له ديوان شعر يكاد يكون مفقودا في عصرنا الحاضر يقع في مائتي صفحة من القطع المتوسط طبع بمطبعة الشافعي حسن بالفيوم عام 1357 هـ . طبعه ابنه محمد .

أبو رامي
08-05-2002, 10:19 AM
وهذه واحدة من قصائده يصف فيها ينبع وأحياءها القديمة ، قالها بعد أن سمع من يلومه لشدة حنينه إليها



أمن تذكر أكل الحوت بالرطب = أعرضت عن لذة العناب والعنب
أم شوق نفسك " للمعدوس" أورثها = كراهة التين والرمان والقصب
أما ترى النيل في تلك البطاح جرى = فجاء من رؤية الأزهار بالعجب
فكيف تحزن بالأرياف من أسف = على ديار شراء الماء والحطب
نعم أميل لهاتيك الديار ولو = أصبحت فيها عديم المال والنسب
أحبها وأحب القاطنين بها = وإن جفوني بلا ذنب ولا سبب
أما وحرمة ما في البحر من سمك = وما حوى الحوت من رأس ومن ذنب
ما النيل عندي سوى نيل الترشف من = ماء " العصيلي " إذا ما صب في القرب
شوقي إلى "القاد " في الأحشاء يوقد من = نار اشتياقي إلى " منجارة " العرب
ومهجتي في رصيف " البنط " ما برحت = رهينة لم تحل عنه ولم تغب
وصورة " الصور " في الأحشاء صورها = قلبي و " حلة عبس " غاية الطلب
وفي " الخريق " فؤادي ضاع وآسفي = على الخريق بذاك الحي في لهب
قد شاب رأسي ولو إني نظرت إلى = " باب الشبيبي " لكان الرأس لم يشب
أهوى الوقوف لدى " باب الحديد " لكي = أرى مصابيح " سوق الليل " كالشهب
في " رقعة السمن " لي قصد ولي غرض = وعند "سوق الفواتي " منتهى أربي
يا فوز من كان موجودا هناك إذا = قام الحراج وصار البيع في الرطب
والمشترون له حازوه وانقلبوا = بنعمة في الفواتي خير منقلب
ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى = قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
من ذا يلوم على شوقي إلى بلد = العيش في غيره للقلب لم يطب
ما عاقني عن رجوعي في أماكنها = إلا تراكم أحزاني بموت أبي
ما بال دهري إذا ما رمت نجدته = في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
من لي برد أويقات لنا سلفت = في ينبع الخير والآمال والأدب
خير البلاد وأرجاها وأقربها = نفعا وأرجحها كسبا لمكتسب
وكيف لا وهي من دون البلاد غدت = بابا لبلدة طه المصطفى العربي
أرجو وآمل أن الله يجعلني = فيها مقيما مدى الأيام والحقب


العصيلي ماء خارج ينبع أما الآن فإنه من أكبرأحياء ينبع
القاد ، والمنجارة ، الصور ، حلة عبس ، الخريق كلها أحياء قديمة في ينبع
رصيف البنط : الميناء
باب الشبيبي : صهريج قديم لخزن مياه المطر في ينبع
باب الحديد : شارع قديم بينبع
رقعة السمن : موضع في السوق يباع فيه السمن والعسل
سوق الفواتي : موضع في السوق يباع فيه الرطب


بتصرف من كتاب ينبع ( سلسلة هذه بلادنا ) للأستاذ عبد الكريم محمود الخطيب

الرسمي
30-07-2003, 04:46 PM
إلا تراكـم أحزانـي بـمـوت iiأبــي


تسلم يابو رامى يااستاذ على اختيارك هذه الابيات الرائعه وهل تتوقع يابو رامى ان تظهر هذه القصائد من هذا الجيل من القلب .:)