المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض خدمات التربية الخاصة في المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين



أبــو نــهـــار
21-11-2004, 12:56 PM
سياسات رعاية المعاقين في المملكة العربية السعودية
وطرق وأساليب رعايتهم

تحقق حكومة المملكة العربية السعودية سياستها نحو المعاقين فيما يلي:
1- إنشاء العديد من مراكز التأهيل الشامل والرعاية الصحية لكافة الإصابات الجسدية للصغار والكبار على حد سواء حيث تقوم بتأمين الحاجات الفردية والجماعية لهم من حيث تأهيل وإعادة تأهيل في مختلف الجوانب العضوية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية، الترفيهية و العمل على تنسيق وتوحيد الجهود بين الأشخاص والأسر والمهنيين والمهتمين برعاية المعاقين، كما أن الدولة لا تألو جهدا في تقديم المزيد من الخدمات والمزايا العامة بفئات المعوقين منها.
2- تسهيل طرق اتصال الجهات المعنية بالمعاقين بالجهات الرسمية.
3- اهتمام وسائل الإعلام بإبراز الأنشطة الخيرية والحث على المشاركة فيها والتوعية بأهميتها وبث قيمها ومثلها وإبراز قدرات هذه الفئة على العطاء والمشاركة.
4- تقديم الخدمات التعليمية التي تشمل خدمات برامج التدخل المبكر والدمج وطرق التدريس.
5- تجهيز الطرق العامة والحدائق والمنتزهات بما يساعد المعاقين على سهولة الارتياد بالإضافة إلى تخصيص مواقف سيارات خاصة بالمعاقين في مختلف المواقف العامة والخاصة تيسيرا لهم في مراجعتهم وقضاء حوائجهم اليومية.
6- الخدمات التربوية وتشمل تدريب الأسر والأمهات والآباء وتدريب المدربين والباحثين والدارسين.
7- إن اهتمام أي أمة من الأمم بفئة غير العاديين يعد من المؤشرات الحقيقية لرقيها وتقدمها الحضاري، والمجتمع الإسلامي سباق في هذا الميدان انطلاقا من التكافل الاجتماعي والمساواة ومن هنا كان اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بهذه الفئة من المجتمع حيث أكدت السياسات التعليمية التي صدرت عام 1390هـ على حقوق المعاقين جميعا في التعليم والرعاية والتشجيع حسب طاقاتهم وقدراتهم، وفي هذا الإطار أنشأت وزارة المعارف قسما خاصا هو الأمانة العامة للتعليم الخاص لتتولى من خلاله عملية المتابعة والإشراف على تعليم ورعاية هذه الفئة من الطلاب وعلى سبيل المثال لا لحصر يمكن إيضاح بعض مجالات التربية الخاصة بالمملكة فيما يلي:
أولا: إنشاء المراكز الخاصة بصعوبات التعلم
تهدف هذه المراكز إلى إيصال خدمة التربية الخاصة لذوي صعوبات التعلم في المدارس الابتدائية عن طريق اكتشاف هؤلاء التلاميذ ورسم خطة تربوية فردية مناسبة لكل منهم وتنفيذها ويتم ذلك عن طريق معلم التربية الخاصة ولتحقيق هذا الغرض قامت وزارة المعارف بإنشاء هذا المركز لتقديم الخدمة الإنسانية المتميزة لمدارس المملكة في الفترة الصباحية أو المسائية بالإضافة إلى توافر غُرف المصادر التي يتعدى مفهومها مجرد الحيز المكاني الذي تجرى فيه وتنطلق منه الخدمات التربوية المتخصصة، فغرفة المصادر هنا هي نظام تربوي يحتوي على برامج متخصصة تكفل للتلميذ تربيته وتعليمه بشكل فردي يناسب خصائصه واحتياجاته وقدراته في حين إنها تفسح المجال أمامه ليتعلم في الفصل العادي لا المعلومات والمهارات الأكاديمية فحسب بل التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين الذين يعتبران عنصرين من أهم عناصر مقومات الحياة الاجتماعية السليمة، فمن أهم الأسس التي تبنى عليها برامج غرفة المصادر أن يقضي التلميذ نصف يومه الدراسي مع زملائه في الفصل العادي.
ومن أهداف هذه المراكز أيضا القيام بعملية تشخيص وتحديد صعوبات التعلم لدى الطلاب المحولين من المدارس ووضع الخطط لتلك الحالات والعمل على تفعيل دور الأسرة في المشاركة الإيجابية مع المدرسة فيما يخص الطفل ذا صعوبات التعلم والإعداد لبرامج التوعية المبكرة.
ثانيا: أنشأت وزارة المعارف معاهد التربية الفكرية
وهي معاهد أنشئت لاستقبال الطلاب المتخلفين عقليا التي تنطبق عليهم شروط القبول سواء بالمرحلة التحضيرية أو الابتدائية، أي أن هذه المعاهد تقدم خدماتها للطالب الذي ينخفض ذكاؤه عن الطالب العادي، بحيث لا يستوعب المنهج الدراسي بالمدارس العادية، كما أنه يتأخر عن أقرانه في تصرفاته الخاصة بالاعتماد على النفس أو تحمل الأعباء التي تفرضها عليه كل مرحله عمرية مر بها، مما يستدعي رعاية خاصة من الناحية التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية.
وتمشيا مع الاتجاهات التربوية المعاصرة في رعاية الأطفال المتخلفين عقليا طبقت الأمانة العامة للتربية الخاصة نظام الدمج الجزئي لهذه الفئة ففتحت فصولا خاصة لهم ملحقة بالمدارس الابتدائية العادية في محافظات مختلفة بالمملكة، كما تم استحداث برامج فصول ملحقة بمعاهد التربية الفكرية لخدمة التلاميذ التوحديين وكذلك التلاميذ متعددي الإعاقة.

ثالثا: إنشاء معاهد الأمل لتعليم الصم
التي تنطبق عليهم شروط القبول سواء بالمرحلة التمهيدية أو الابتدائية أو المتوسطة وحتى المرحلة الثانوية الفنية وذلك لمن تمكنهم قدراتهم من الصم لمواصلة التعليم حيث إنه في مطلع العام الدراسي 1410هـ صدرت الأوامر الكريمة ببدء القبول بالمعهد الثانوي الفني للبنين الصم بالرياض ويتكون المعهد من قسمين:
- قسم دراسي: مجهز ومعد لخدمة العملية التعليمية.
- قسم داخلي: مجهز لإقامة الطلاب، مع توفير الإعاشة والكساء والرعاية الصحية المجانية مع صرف مكافأة شهريا مقدارها 450 ريالا شهريا لطلاب القسم الخارجي ومبلغ 180ريالا لطلاب القسم الداخلي، كما يقوم المعهد بمنح طلابه بطاقة تخفيض أجور إركاب ويمنح المعهد في أخر العام الدراسي لطلابه الذين تسكن أسرهم خارج المدينة تذاكر سفر ذهاب وعوده.
كما تم إنشاء مراكز خاصة للسمع والكلام مجهزة بالاحتياجات الضرورية من الأجهزة السمعية والمعدات الطبية وأجهزة علاج الكلام وأجهزة التدريب الفردي لضعاف السمع وأجهزة لفحص الأذن بالإضافة إلى مستلزمات العيادات الطبية من مناظير الأنف والأذن والحنجرة وقياس السمع مع تقديم كافة الخدمات المتخصصة للعلاج الطبي وغيرها.
رابعا: خدمات الطلاب المكفوفين
إيمان المسؤولين بالمملكة إن كف البصر غير عائق في جميع مجالات الحياة بل أنه ربما يكون سببا للابتكار والتفوق على المبصرين، لذا تم إنشاء معاهد النور والبرامج لتخدم المكفوفين في المدن والقرى في جميع أنحاء المملكة، كما وفرت لهم الآلات والعصي البيضاء والكتب الدراسية المطبوعة بالخط البارز، ومنها القرآن الكريم ونشر المجلات الثقافية والمراجع والأدوات والأنظمة المساندة مثل غرفة المصادر والمعلم المتخصص وغير ذلك، والمملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين تقوم بهذا ممثلة في وزارة المعارف التي تلقى الدعم والمساندة من الحكومة الرشيدة، ولعل إنشاء المكتبة الناطقة بالرياض سنة 1409هـ هو من أهم المشاريع والإنجازات الحضارية التي قدمتها وزارة المعارف للمكفوفين حيث تمثل معلما من المعالم المضيئة على طريق الإنجازات فهي تعتبر أول المكتبات المتخصصة في المنطقة العربية من حيث انفرادها بمبنى مستقل مجهز بأحدث التجهيزات السمعية للنظم الحديثة المتطورة في هذا المجال ويستفيد من خدمات المكتبة الناطقة الطلاب المكفوفين وضعاف البصر والجامعات وكل من يرغب من المعاقين بصريا والباحثين وغيرهم سواء لتزويدهم بالنشرات أو الكتيبات والمطبوعات والأشرطة لتنمية الوعي، كما تقدم دار الإفتاء السعودية من خلال مكتبتها الصوتية خدماتها للمكفوفين.
وهناك المكتب الإقليمي الذي أنشىء بالرياض 1392هـ وحين إنشائه كانت ميزانيته موزعه على دول الخليج وتبلغ حصة المملكة العربية السعودية 45% ثم توقفت ولعدة سنوات هذه الدول من دفع حصصها في هذا المكتب وحينما رأت المملكة امتناع دول الخليج عن الدفع ضمته إلى وزارة المعارف وأصبحت المملكة هي الممول الوحيد له وكان ذلك سنة 1416/1417هـ.

وعن برامج الدمج، يمكن القول إنه بالرغم من حداثة تجربة وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية في مجال دمج ذوي الحاجات الخاصة إلا أنها استطاعت بفضل الله أن تقطع شوطاََ كبيرا ينسجم مع التطور السريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية في كافة المجالات لدرجة أن دولاَ مجاورة وغير مجاورة تطلب من المملكة الاستفادة من تجاربها الناجحة في مجال التربية الخاصة، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أن المملكة العربية السعودية تتبوأ موقع الريادة من دول المنطقة في تطبيقها لأحدث الأساليب التربوية في رعاية المعوقين. كما أصبحت أعداد التلاميذ الذين يتلقون خدمات التربية الخاصة في المدارس العادية تفوق كثيرا أعداد التلاميذ الذين يتلقون تلك الخدمات في المعاهد والبرامج الخاصة حيث يشكل التلاميذ ذو الاحتياجات الخاصة المدمجون في المدارس العادية في العام الدراسي 21/1422هـ 70% من أجمالي تلاميذ التربية الخاصة.

مجال رعاية الموهوبين

يعد قسم التربية الخاصة الذي أنشئ في الفصل الدراسي الثاني 1404/1405هـ بكلية التربية بجامعة الملك سعود من الأقسام الرائدة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم فئة الموهوبين حيث يتم إعداد الملتحقين به لتولي مهمة ورعاية وتربية المتفوقين والموهوبين في المدارس الابتدائية في المملكة، وفقا لخطة واضحة المعالم مما يجعل خريجي القسم عملة نادرة، وذلك لعدم وجود مثل هذا التخصص في الجامعات العربية، فالقسم يتلمس احتياجات المجتمع ويلبيها حيث يقوم هؤلاء المعلمين بعملية اكتشاف التلاميذ الموهوبين وإعداد البرامج المناسبة لهم بالتعاون مع معلمي التعليم العام بالمدارس الابتدائية، حيث تستدعي طبيعة عمل التفوق والابتكار أن يعمل ضمن فريق عمل.
ومن هذا المنطلق يمكن القول إن المملكة استطاعت أن تتعرف عن الموهوبين من أبنائها وتهيئ لهم فرص استثمار مواهبهم وتنميتها.
ومن جانب آخر بدأت وزارة المعارف بتنفيذ برنامج الكشف عن الموهوبين في أنحاء المملكة ورعايتهم بتعاون ودعم مخلص من المخلصين المحبين للخير من رجال هذا البلد، ولتحقيق هذا الهدف وفرت وزارة المعارف المقاييس والاختبارات العلمية المقننة على المجتمع السعودي والتي يتم بواسطتها التعرف والكشف عن الموهوبين في مجالات الموهبة المختلفة وسيقوم البرنامج بتأسيس المراكز لرعاية الموهوبين في أنحاء المملكة كافة وفق خطة تنفيذية متدرجة، وقد بدء البرنامج عمله من بداية عام 18/1419هـ في أول مركز بمجمع الأمير سلطان التعليمي بمدينة الرياض.

تجربة المملكة في إعداد معلم التربية الخاصة

يتم إعداد معلم التربية الخاصة بكلية التربية التي أنشئت وفق صدور المرسوم الملكي الكريم رقم 9/11 بالموافقة على قرار مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 9/4/1387هـ الموافق 16/7/1967م بجامعة الملك سعود التي هيأت لإعدادهم كل الظروف التي تمكنهم من النهل من معين العلم الذي لا ينضب، حيث تعمل كلية التربية في ظل متطلبات المجتمع السعودي واحتياجاته التربوية ويشترط لقبول الطالب بها ما يأتي:

1- أن يكون حاصلا على الشهادة الثانوية العامة أو على شهادة يعتبرها مجلس الجامعة معادلة لها وأن يكون المتقدم محمود السيرة وحسن السلوك بشهادة من المدرسة التي تخرج منها.
2- أن يجتاز الطالب بنجاح المقابلة الشخصية التي تعقدها الكلية للمتقدمين حيث تحول لجنة المقابلة الشخصية الطالب إلى قسم التربية الخاصة حتى يتسنى للقسم إجراء الاختبارات أو المقابلات التي يراها ضرورية للكشف عن صلاحية الطالب للانتظام بالقسم.
3- وبعد قبوله يتوجه الطالب إلى المرشد الأكاديمي الذي عينه القسم ليعاونه في اختيار المقررات الدراسية المناسبة لإمكاناته ويعرفه بالإطار العام للخطط الدراسية ونظم وقواعد إجراءات التسجيل وتحديد مسار واحد من عدة مسارات.
4- يقوم الطالب بدراسة عدة مقررات إجبارية كمتطلبات للجامعة ومتطلبات للكلية بالإضافة إلى المواد الدراسية الخاصة بالمسار المسجل به.
5- وإن نظام الجامعة يقضي بأن تقسم السنة الدراسية إلى فصلين دراسيين ويتخرج الطالب بعد إنهاء متطلبات التخرج بنجاح حسب الخطة الدراسية.

وهذا فيض من غيض لما توليه حكومتنا الرشيده لهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا ؛؛؛؛

للجميع تحياتي ..............