المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدية لأهل الفلوجة



العصيلي
12-11-2004, 03:24 PM
فَلُّوجَةِ العِزِّ





شعر : صالح بن علي العمري





تحيّة إجلال وإكرام للفلوجّة الصامدة بعقيدتها ومبادئها وعراقتها وشموخها...

فلّوجةَ العزِّ جاء الفتحُ والفـرجُ * * * والفجرُ من حندّسِ الظلمـاءِ ينبلجُ

للهِ كم فيكِ من ثغـرٍ تُفَرْدِسُـهُ * * * حوريّةٌ شعَّ منـها النـورُ والأرجُ!!

في ضفتيكِ من الأملاكِ ألويـةٌ * * * يطيبُ في ظلّـها التكبيرُ والرَّهَـجُ

الله أكبـرُ يا فلوجـةً وقفـتْ * * * في حقبةِ الـذُّلِ تستعلي و تنتـهجُ

ما ضـرّها في مقام العـزِّ مُنْقَلبٌ * * * والحسنيانِ لها في أُفْقِهـا سُـرُجُ..

عزّ النصـيرُ .. وللأحـزابِ زمجرةٌ * * * والله يرصـدُ ما حاكوا وما نسجوا

سليبةٌ قد أحاطّ الظالمـون بهــا * * * حلفُ الخيانةِ.. للصلبانِ قد خرجوا

سبيّـةٌ.. في سبيـل الله ما شهدتْ * * * يذودُ عن صدقِهـا البرهانُ والحُجَجُ

تستصرخُ الدينَ والدنيـا وكلَّ أبٍ * * * فمـا استفـاق لها عرقٌ ولا وشَجُ

كأنمـا الأمةُ الغفلـى مخـدّرةٌ... * * * لم يبق من عـزِّها أمْـتٌ ولا عِوَجُ

تناهشتْـها سباعُ الأرضِ فانطرحتْ * * * وليس في صدرِها قلـبٌ ولا وَدَجُ

متـى تثـورُ لأعراضٍ مدنّســةٍ * * * والعـلجُ يجتاحُ محمـاها و يختلجُ ؟!

لكن إذا أذن الباري بنهضتـِها.. * * * قامتْ ، وفي قومها البركانُ والوَهَجُ

سلوا الصليب وهولاكوهُ كيف غدوا * * * هلكى ، وما قصةُ الناجين كيف نجوا ؟!

سلوا المعاجم عن "حريّةٍ" أسَرَتْ * * * يرسي دعائما الغوغـاءُ والهمـجُ !!

تبّا.. فمـا قَدِمـوا إلا لمهـلكةٍ * * * والموتُ ذو لجُجٍ من فوقها لُجَجُ !!

والعلقـميُّ وراء العلـجِ مُدَّرعُ * * * والنار تضرمُ، والأحـقادُ تعتلجُ !!

ربيبُ غـدرٍ على عينٍ مُصَهْينَِـةٍ * * * مُدجّنُ الفكرِ قد أزرى به الغَنَجُ

عبدُ العمالةِ لا دينٌ ولا خُـلقٌ.. * * * إلا رياحُ الهوى والمعدنُ السَمِجُ

أشيمطُ الوجـهِ أخزى اللهُ غُرّتَهُ * * * من كفّهِ الغدرُ و الإرهابُ والهَرَجُ

فلّوجةَ الحقِ هذا الكربُ فاعتصمي.. * * * بالصبرِ تُستعذبُ الغَدْوَاتُ والدُّلَجُ

تضرّعي عند أعتابِ الإلهِ فمــا * * * لمبتلىً عن دعـاءِ اللهِ مُنْـعرجُ...

من لا يُردُّ على الأعقـابِ سائلُهُ * * * ولا تُسَـكُّ على أبوابهِ الرُّتُـجُ

ثقي بمن يكشـف البلوى، ففي يدهِ * * * زندُ السلاحِ..وسرُّ النَّصرِ..والمُهَجُ

سبحان من دارت الدنيـا بحكمتهِ * * * لولاهُ ما قطعوا بحـرا ولا درجوا

يارب نصراً كبدرٍ في جلالتـها.. * * * أو خندقِ المجدِ إذ ضاقت بهم فُجَجُ

ما لي سوى الله والأمواجُ تصرعني * * * والليلُ يُطبقُ.. لا نجمٌ ولا سُرُجُ !!

ما لي سوى الله في كيدٍ وفي فتنٍ * * * وهل لها دون فضل الله مُنْفَرَجُ !!

ما لي سوى الله في أعـداء ملّتهِ * * * وفتكِ أسلحةٍ تهـوي وتختلـجُ !!

ما لي سوى الله في دورٍ مهدَّمـةٍ * * * ومسجدٍ لا يُنَادِي فيهِ مُدَّلِـجُ !!

ما لي سوى الله في أنّاتِ أرملـةٍ * * * وكَرْبِ أسرىً وراء الغلِّ قد نضجوا

فلّوجة العزِّ يا آمـالَ أمّتِنــا * * * لعلنـا بفتـوح الله نبتَهِـجُ...

وللنفاقِ ارتكاسٌ لا قيــامَ لهُ * * * وفوق أرضكِ رأسُ الكفرِ ينفلجُ

فليشهدْ الدهرُ والتأريخُ أنَّ لهـا * * * في سلّم المجدِ إسـراءٌ و مُعْتَرَجُ

عليك منّي سلامٌ طـاهرٌ عَبِـقٌ * * * ما سبّحَ الخلقُ مولاهـم وما لهجوا

فلوجتي.. لاعليكِ اليومَ من حَرَجٍ * * * لكنْ علينا - وربِّ الكعبةِ - الحَرَجُ !!