الباشا
12-10-2004, 02:21 PM
يشتكون من تسلط المديرين والأعباء الإدارية
الرياض: عبدالإله الخليفي, معيض الحارثي
طالب عدد من المعلمين في وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في مقدار نصاب الحصص البالغ مقداره 24 حصة لكل معلم, ووصفوه بـ"النّصاب المرهق", وأكدوا في حديث لـ"الوطن" أن نصاب الـ24 حصةً نصابٌ قاتل لإبداعِ المعلّمِ وعطائه التربوي, مشيرين إلى أنّ تجربة اليابان في هذا الجانب مميزة، حيث لا يتجاوز نصاب المعلم من الحصص 16 حصة. وأكد معلمون وجود مديرين يستمتعون بالأوامر التسلطية على المعلمين ويرهقونهم بزيادة أنصبة الحصص مبدينَ قلقهم من بعض الظواهر المتفشية في أوساط المديرين داخل المدارس، كمحاباة بعضهم لنفر من المعلمين والتلاعب بنصاب معلم على حساب آخر.
أوامر تسلطية من المديرين
وفي المقابل أكد عدد من مديري المدارس أن من صلاحيات مدير المدرسة توزيع نصاب الحصص وفق متطلبات العمل وحسبما يراه المدير, مجمعين في الوقت نفسه على وجوب تحقيق العدل والتوازن في توزيع نصاب الحصص بين المعلمين وعدم محاباة معلم على حساب معلم آخر.
وأكد المعلم عيد ناصر القرني أن نصاب الـ24 ساعة لا يساعد على الارتقاء بالعملية التربوية لأن كل حصة يؤديها المعلم تتطلب حصة أخرى من حيث إعداد الدرس وإعداد الوسيلة المناسبة، فمتابعة دفاتر الطلاب وواجباتهم إضافة إلى المهام الأخرى من ريادة الفصل والإشراف اليومي وحصص الانتظار وفوق كل ذلك النشاط المدرسي، فكيف يتسنى للمعلم بعد كل ذلك أن يبدع؟! وأكد القرني وجود أوامر تسلطية من قبل بعض مديري المدارس, كإسناد مهمة تنظيم ملفات الطلاب للمعلمين, ومطالبة المعلم بالتصرف عند المواقف الصعبة ذات الطابع العنيف أو الجارحة للكرامة والتي تصدر من طلاب منحرفين دون أدنى صلاحية لمواجهة ذلك، مما يؤدي إلى المساءلة القانونية من قبل الإدارة، فضلاً عن تكليف المعلم بكبح جماح الطلاب المنطلقين خلال نشاط الفسحة.
قلة خبرة المديرين
فيما يرجع المعلم علي عبد الرحمن القحطاني تقاعس معظم المعلمين عن أداء حصصهم على الوجه الأكمل إلى مقدار النصاب العالي للحصص، وطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في هذا النصاب ودراسته وتقييمه, ويرى القحطاني أن الأوامر التسلطية من قبل المديرين في مسألة الحصص وغيرها لها آثار سلبية كبيرة تعود على المعلمين والطلاب والمدرسة، مشيراً إلى أن هناك بعض المديرين ممن لا يمتلكون الخبرة الكافية والكفاءة اللازمة والقدرة على قيادة إدارة المدرسة، فيلجؤون إلى إصدار أوامرٍ لا تجدي كمراقبة المعلمين بملاحقتهم واصطياد الأخطاء عليهم في مجال التربية والتعليم.
النصاب الياباني
ويرى المعلم علي محمد القحطاني أن مقدار نصاب الحصص كبير وشاق على المعلم ومرهق لأدائه, مشيراً إلى تجربة الدول المتقدمة كاليابان، حيث إن مقدار نصاب المعلم من الحصص 16 حصة فقط, مضيفاً أنه كلما زادت خدمة المعلم قل نصابه كي يعطي أكثر ويظهر مهاراته وإبداعاته داخل وخارج المدرسة.
ويرى المعلم سلطان الحارثي أن المدير الذي يسعى لمصلحة العملية التربوية يجب ألا يكون متسلطاً، ويضيف "عندما يواجه المدير عدم مبالاة المعلم واستهتاره بالنظام فإنه يستخدم سلطته في توجيه المعلم بإعادته إلى جادة النظام وهذا يسوغ للمدير ما يفعله, وفيما يتعلق بنجاح إدارة المدرسة فإن قيادة الرجال فن ولا يمكن أن يقودهم إلا رجل ذو اقتدار ودراية يتمتع بحب الجميع وقادر على توجيه المعلمين.
التعامل مع العقول والمناخ المناسب
وقال المعلم عبد العزيز الهزاني إن أغلب الأوامر القاسية التي تصدر عن بعض المديرين تتمثل في أعمال إدارية وأنشطة لا منهجية تفوق طاقته وتعد خارج نطاق تخصصه، وأضاف "المعلم يتعامل مع عقول وليس مع أوراق فيجب توفير المناخ المناسب له".
مدير ثانوية حي الشفاء بالرياض سعيد آل بقية أوضح أن من صلاحيات مدير المدرسة توزيع نصاب الحصص وفق متطلبات العمل، والنظام يجيز لأن يسند للمعلم مهام غير التدريس وبخاصة المعلم ذي النصاب المنخفض، حسبما يراه مدير المدرسة، مؤكداً أن المعلم الذي يخرج قبل نهاية الدوام وقد أسندت إليه مهام غير الحصص، يعرض نفسه للفت النظر والمساءلة، مضيفاً أن مثل هذه الخطوة تعد التزاماً بالنظام وليس فيها شيء من التسلط، مؤكداً في الوقت نفسه على وجوب تعاون المدير مع المعلم في حال وجود ظروف خارجة عن إرادة المعلم، وعلى المعلم إشعار الإدارة بذلك.
المديرون ضحايا التسلط
ونفى آل بقية اتهام المديرين بالتسلط، مشيراً إلى أن مديري المدارس هم من يتعرضون في الواقع للتسلط من جهات مختلفة، وهم من يعاني في التعامل مع الطالب وأسرته والمعلمين وظروفهم والزائرين والمشرفين والإدارة التعليمية وما يتبعها, مع قلة في الطاقم الإداري المساعد وضعف إعدادهم مهنياً.
ويرى مدير مدرسة محمد بن الحنفية سلطان السليم أن المدير الناجح هو الذي يوزع الأنصبة بالتساوي بين الجميع ولايحابي معلماً على حساب آخر, مضيفاً أنه في حال توفر أنشطة مفيدة فإن المعلم يكلّف بها ويخفض نصابه لأقل من 24 حصةً شريطة ألا تؤثر على سير العملية التربوية.
وعبر مدير مدرسة السيوطي المتوسطة صغير الدحيم عن ارتياحه لتلاشي ظاهرة محاباة المدير لبعض المعلمين, مشيراً إلى أن هناك حالياً مديرين متفهمين للعمل يقومون بتحقيق مبدأ العدل في كافة الجوانب، والتي من أهمها نصاب الحصص الأخيرة. وأشار الدحيم إلى أن وجود المعلم المستمر داخل المدرسة فرصة له لتناقل واكتساب الخبرة فيما بينه وبين زملائه. وأكد الدحيم أن المعلم السعودي متى ما وجد التقدير والاحترام والتآخي من قبل مدير المدرسة أعطى جل وقته للعمل وتقبل الأوامر ونفذها على أكمل وجه. وطالب الدحيم المديرين المتصفين بالتسلط بالتنحي عن الإدارة, فالمدرسة مؤسسة تربوية تحتاج إلى التعاون من قبل الجميع والتفهم التام للعملية التعليمية لتتحقق أهدافها المرسومة من قبل اللجنة العليا لسياسة التعليم".
منقول جريدة الوطن
الرياض: عبدالإله الخليفي, معيض الحارثي
طالب عدد من المعلمين في وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في مقدار نصاب الحصص البالغ مقداره 24 حصة لكل معلم, ووصفوه بـ"النّصاب المرهق", وأكدوا في حديث لـ"الوطن" أن نصاب الـ24 حصةً نصابٌ قاتل لإبداعِ المعلّمِ وعطائه التربوي, مشيرين إلى أنّ تجربة اليابان في هذا الجانب مميزة، حيث لا يتجاوز نصاب المعلم من الحصص 16 حصة. وأكد معلمون وجود مديرين يستمتعون بالأوامر التسلطية على المعلمين ويرهقونهم بزيادة أنصبة الحصص مبدينَ قلقهم من بعض الظواهر المتفشية في أوساط المديرين داخل المدارس، كمحاباة بعضهم لنفر من المعلمين والتلاعب بنصاب معلم على حساب آخر.
أوامر تسلطية من المديرين
وفي المقابل أكد عدد من مديري المدارس أن من صلاحيات مدير المدرسة توزيع نصاب الحصص وفق متطلبات العمل وحسبما يراه المدير, مجمعين في الوقت نفسه على وجوب تحقيق العدل والتوازن في توزيع نصاب الحصص بين المعلمين وعدم محاباة معلم على حساب معلم آخر.
وأكد المعلم عيد ناصر القرني أن نصاب الـ24 ساعة لا يساعد على الارتقاء بالعملية التربوية لأن كل حصة يؤديها المعلم تتطلب حصة أخرى من حيث إعداد الدرس وإعداد الوسيلة المناسبة، فمتابعة دفاتر الطلاب وواجباتهم إضافة إلى المهام الأخرى من ريادة الفصل والإشراف اليومي وحصص الانتظار وفوق كل ذلك النشاط المدرسي، فكيف يتسنى للمعلم بعد كل ذلك أن يبدع؟! وأكد القرني وجود أوامر تسلطية من قبل بعض مديري المدارس, كإسناد مهمة تنظيم ملفات الطلاب للمعلمين, ومطالبة المعلم بالتصرف عند المواقف الصعبة ذات الطابع العنيف أو الجارحة للكرامة والتي تصدر من طلاب منحرفين دون أدنى صلاحية لمواجهة ذلك، مما يؤدي إلى المساءلة القانونية من قبل الإدارة، فضلاً عن تكليف المعلم بكبح جماح الطلاب المنطلقين خلال نشاط الفسحة.
قلة خبرة المديرين
فيما يرجع المعلم علي عبد الرحمن القحطاني تقاعس معظم المعلمين عن أداء حصصهم على الوجه الأكمل إلى مقدار النصاب العالي للحصص، وطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في هذا النصاب ودراسته وتقييمه, ويرى القحطاني أن الأوامر التسلطية من قبل المديرين في مسألة الحصص وغيرها لها آثار سلبية كبيرة تعود على المعلمين والطلاب والمدرسة، مشيراً إلى أن هناك بعض المديرين ممن لا يمتلكون الخبرة الكافية والكفاءة اللازمة والقدرة على قيادة إدارة المدرسة، فيلجؤون إلى إصدار أوامرٍ لا تجدي كمراقبة المعلمين بملاحقتهم واصطياد الأخطاء عليهم في مجال التربية والتعليم.
النصاب الياباني
ويرى المعلم علي محمد القحطاني أن مقدار نصاب الحصص كبير وشاق على المعلم ومرهق لأدائه, مشيراً إلى تجربة الدول المتقدمة كاليابان، حيث إن مقدار نصاب المعلم من الحصص 16 حصة فقط, مضيفاً أنه كلما زادت خدمة المعلم قل نصابه كي يعطي أكثر ويظهر مهاراته وإبداعاته داخل وخارج المدرسة.
ويرى المعلم سلطان الحارثي أن المدير الذي يسعى لمصلحة العملية التربوية يجب ألا يكون متسلطاً، ويضيف "عندما يواجه المدير عدم مبالاة المعلم واستهتاره بالنظام فإنه يستخدم سلطته في توجيه المعلم بإعادته إلى جادة النظام وهذا يسوغ للمدير ما يفعله, وفيما يتعلق بنجاح إدارة المدرسة فإن قيادة الرجال فن ولا يمكن أن يقودهم إلا رجل ذو اقتدار ودراية يتمتع بحب الجميع وقادر على توجيه المعلمين.
التعامل مع العقول والمناخ المناسب
وقال المعلم عبد العزيز الهزاني إن أغلب الأوامر القاسية التي تصدر عن بعض المديرين تتمثل في أعمال إدارية وأنشطة لا منهجية تفوق طاقته وتعد خارج نطاق تخصصه، وأضاف "المعلم يتعامل مع عقول وليس مع أوراق فيجب توفير المناخ المناسب له".
مدير ثانوية حي الشفاء بالرياض سعيد آل بقية أوضح أن من صلاحيات مدير المدرسة توزيع نصاب الحصص وفق متطلبات العمل، والنظام يجيز لأن يسند للمعلم مهام غير التدريس وبخاصة المعلم ذي النصاب المنخفض، حسبما يراه مدير المدرسة، مؤكداً أن المعلم الذي يخرج قبل نهاية الدوام وقد أسندت إليه مهام غير الحصص، يعرض نفسه للفت النظر والمساءلة، مضيفاً أن مثل هذه الخطوة تعد التزاماً بالنظام وليس فيها شيء من التسلط، مؤكداً في الوقت نفسه على وجوب تعاون المدير مع المعلم في حال وجود ظروف خارجة عن إرادة المعلم، وعلى المعلم إشعار الإدارة بذلك.
المديرون ضحايا التسلط
ونفى آل بقية اتهام المديرين بالتسلط، مشيراً إلى أن مديري المدارس هم من يتعرضون في الواقع للتسلط من جهات مختلفة، وهم من يعاني في التعامل مع الطالب وأسرته والمعلمين وظروفهم والزائرين والمشرفين والإدارة التعليمية وما يتبعها, مع قلة في الطاقم الإداري المساعد وضعف إعدادهم مهنياً.
ويرى مدير مدرسة محمد بن الحنفية سلطان السليم أن المدير الناجح هو الذي يوزع الأنصبة بالتساوي بين الجميع ولايحابي معلماً على حساب آخر, مضيفاً أنه في حال توفر أنشطة مفيدة فإن المعلم يكلّف بها ويخفض نصابه لأقل من 24 حصةً شريطة ألا تؤثر على سير العملية التربوية.
وعبر مدير مدرسة السيوطي المتوسطة صغير الدحيم عن ارتياحه لتلاشي ظاهرة محاباة المدير لبعض المعلمين, مشيراً إلى أن هناك حالياً مديرين متفهمين للعمل يقومون بتحقيق مبدأ العدل في كافة الجوانب، والتي من أهمها نصاب الحصص الأخيرة. وأشار الدحيم إلى أن وجود المعلم المستمر داخل المدرسة فرصة له لتناقل واكتساب الخبرة فيما بينه وبين زملائه. وأكد الدحيم أن المعلم السعودي متى ما وجد التقدير والاحترام والتآخي من قبل مدير المدرسة أعطى جل وقته للعمل وتقبل الأوامر ونفذها على أكمل وجه. وطالب الدحيم المديرين المتصفين بالتسلط بالتنحي عن الإدارة, فالمدرسة مؤسسة تربوية تحتاج إلى التعاون من قبل الجميع والتفهم التام للعملية التعليمية لتتحقق أهدافها المرسومة من قبل اللجنة العليا لسياسة التعليم".
منقول جريدة الوطن