النادر
28-09-2004, 08:43 AM
الأرز الحساوي: أغلى وأفخر أصناف الأرز في العالم
http://www.rasid.net/media/lib/pics/1096178446.jpg
ستة رجال على شكل دائرة وبيد كل منهم عصا تسمى «مْـفضّة» يضربون بها سنابل الأرز الحساوي لفصل القشور عن الحبوب، وهم يرددون شيلة شعبية: الجود يا بو الجود، ما في وموجود
ومع رفع العصي يمد كل منهم قدمه إلى سنابل الأرز لتقليبها ثم يهوي بالعصا على السنابل مرة أخرى، وهكذا في حركة روتينية حتى يتم الانتهاء من درس «تنظيف» كمية الأرز الموجودة أمامهم والتي قد تمتد لعدة أيام. هذه إحدى طريقتين لحصاد الأرز، أما الطريقة الثانية المشهورة فهي بواسطة (هرس) الحمير على سنابل الأرز، حيث تعمل حوافر الحمير على السنابل على إعطائها شكلا محددا
يؤرخ المهندس عبد الله عبد المحسن الشايب في كتابه «من أجل حفظ تراث الأحساء» هذه اللوحة الشعبية التي كانت تعيشها قرى ومدن الأحساء قبل 30عاما في مثل هذه الأيام من كل عام وهو ما يعرف عند البعض بـ«الدرس والتذرية» أو «الوسمي» حيث كانت الأحساء تنتج من الأرز الحساوي حوالي 20 ألف طن في العام1962، أما اليوم فلا يتجاوز ما تنتجه 400 طن وتشهد الأحساء في فصل الصيف درجة حرارة عالية تصل إلى 50 درجة مئوية، وتحت هذه الحرارة يزرع «الأرز الحساوي» ويحتاج خلال مراحل نموه إلى جو حار تصل إلى 48 درجة مئوية، كما يحتاج إلى وفرة المياه وإلى التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة التي تحتفظ بالماء والتي هي إحدى خصائص تربة الأحساء، والأرز الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية في الأحساء منذ القدم نبات عشبي حولي صيفي، يتميز بلونه الأحمر القاني وبحبته الطويلة التي تصل إلى 10ملم، ويتمتع بقيمة تسويقية مرتفعه، حيث يبلغ سعر الكيلو 20 ريالا، ويكثر الطلب على شرائه في شهر رمضان حيث يفضله البعض كوجبة رئيسية على مائدة السحور، وفي غير ذلك فإنه يؤكل حسب الاشتهاء فقط وحول الأهمية الغذائية لحبوب الأرز الحساوي يذكر المهندس حجي حسين العاشور متخصص نباتات حقلية في مركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور بالأحساء أنها: تحتوي على نسبة عالية من المواد الغذائية الهامة مثل القيمة الحرارية والسكريات والعناصر المعدنية والألياف وهي من العوامل المساعدة على عملية الهضم وامتصاص المعدة للأرز، وكذلك الفيتامينات والزيوت. ويضيف: إن النسبة المئوية للكربوهيدرات في الأرز الحساوي تبلغ 65.978، كما تقدر السعرات الحرارية بحوالي 1800 وحدة حرارية في الليبرة وهي ثلاثة أرباع الكيلوجرام وعن كمية الإنتاج يذكر العاشور: إن الأحساء تنتج سنويا من الأرز المقشر ما يعاد 400 طن، إلا أن هذه الكمية ليست ثابتة فهي تتغير من عام إلى عام، فحسب إحصائية هيئة مشروع الري والصرف بالأحساء أن كمية المساحة المزروعة في العام 1423هـ هي1569 دونما وبلغت نسبة الإنتاج 392 طنا، وفي العام 1424هـ كانت المساحة المزروعة 1414دونما وكمية الإنتاج 353 طنا
ويرجع المهندس العاشور هذا الاختلاف في كمية الإنتاج إلى نشاط المزارعين في زراعة وحصاد الأرز. كما أن زراعته تعتمد بشكل أساسي على توفر المياه، أما نواتج الأرز ومخلفاته الناتجة من عملية التقشير، ويذكر أنها تستخدم كعلف مركّز للحيوانات، وتستخدم القشور وهي ما تعرف بــ«التبن» بعد عملية التذرية كعلف للحيوانات، كما يستخدمه بعض المزارعين في تغطية محاصيلهم أو كغطاء أرضي لمزارع الدواجن، بالإضافة إلى استعماله قديما في بناء البيوت بعد خلطه بالطين كعازل حراري، ويذكر أن أنواع الأرز الحساوي 3 أصناف تختلف فيما بينها في موسم الزرع وحجم الحبة وكذلك حجم المجموع الخضري، وأفضل هذه الأصناف الأرز الحساوي المحلي، ثم الأرز الحساوي رقم 1 ورقم 2 وكلاهما يطلق عليه «هجين»، وللاهتمام بهذا المحصول وإقبال الناس على تناوله لا بد من تسويقه بشكل جيد، ويقترح المهندس حجي العاشور في هذا الجانب إقامة مهرجان الأرز الحساوي ويتم فيه عرض أكلات مختلفة تعتمد على هذا الأرز، وعرض ذلك للتذوق الشخصي، كي يقتنع الناس بتميزه طعمه، خاصة أن تجارب المركز الوطني مع جامعة الملك فيصل أثبتت نجاح إدخاله في أكلات متنوعة
وعن كيفية زراعته يشير المزارع صالح الحمد إلى أن زراعته تكون أولا بطريقة «الشتل» وذلك بزراعة البذور في قطعة أرض خصبة، يتم وضع البذور فيها بصورة مركزة، حتى ينبت أول الأرز، ويتم تركيز الماء عليه، من 8 إلى 14 يوماً، وبعد هذه المدة يسقى بطريقة اعتيادية، لفترات مدة كل واحدة منها 4 أيام بلياليها كاملة، في مدة تصل إلى حوالي40 يوماً، ثم بعد ذلك يرفع عنه الماء لمدة 10 أيام، ثم تبدأ عملية نقل الشتلات إلى الأراضي الرئيسية المسماة بـ«الضواحي» وهي الأراضي الشاسعة التي تتعرض للشمس بشكل مباشر
ويتذكر السيد حسين الغراش «الوسمي» وهي أيام حصاد الأرز والتي تكون بين شهري سبتمبر وأكتوبر. يقول الغراش: يعتبر الوسمي من الأيام السعيدة للقرية حيث حصاد الأرز وهو المحصول الغذائي الوحيد الذي نعتمد عليه في غذائنا، كما يتم تخزينه طوال أيام السنة، كما أنه متوفر بكميات كبيرة ولا يكاد يخلو بيت منه، خاصة للمزارعين المقتدرين، أما المزارع الفقير الذي لا يملك مزرعة فلا يأكله إلا في المناسبات لعدم مقدرته على شرائه، ويضيف: لقد ارتبط الأرز الحساوي بالكرم وحسن الضيافة، فكان يقدم للضيوف دلالة على الغنى والخير وكقيمة اجتماعية، وكان يزرع في كافة قرى الأحساء لتوفر المساحات الزراعية ووفرة المياه، ومع تقلص الرقعة الزراعية وامتداد التوسع العمراني الذي تزامن مع الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد، انخفضت كمية إنتاج الأرز الحساوي وأصبح لا يؤكل إلا في المناسبات وخاصة في شهر رمضان بعد أن كان الغذاء اليومي لأبناء الأحساء
وتتطرق الحاجة أم علي، 55 عاما، إلى طبخ وتناول الأرز الحساوي فتقول إنه يطبخ مثل الأرز العادي وكان يقدم كوجبة غذائية خاصة للمرأة النفساء لتقويتها وذلك بعمل أكلة «المُخلّطة» ذات النكهة الخاصة التي تنتشر في البيوت القريبة في الحي، ومن خلال هذه الرائحة يعرف الجيران أن في البيت امرأة نفساء، بالإضافة إلى أكلة «الكبة الحساوية» الشهيرة، كما تم إدخال" العيش الحساوي" الأرز الحساوي في طبخات أخرى من باب التجربة في عمل أوراق العنب والفطائر، وقد أثبتت هذه التجارب نجاحها بالاعتماد عليه في مختلف الطبخات
http://www.rasid.net/media/lib/pics/1096178446.jpg
ستة رجال على شكل دائرة وبيد كل منهم عصا تسمى «مْـفضّة» يضربون بها سنابل الأرز الحساوي لفصل القشور عن الحبوب، وهم يرددون شيلة شعبية: الجود يا بو الجود، ما في وموجود
ومع رفع العصي يمد كل منهم قدمه إلى سنابل الأرز لتقليبها ثم يهوي بالعصا على السنابل مرة أخرى، وهكذا في حركة روتينية حتى يتم الانتهاء من درس «تنظيف» كمية الأرز الموجودة أمامهم والتي قد تمتد لعدة أيام. هذه إحدى طريقتين لحصاد الأرز، أما الطريقة الثانية المشهورة فهي بواسطة (هرس) الحمير على سنابل الأرز، حيث تعمل حوافر الحمير على السنابل على إعطائها شكلا محددا
يؤرخ المهندس عبد الله عبد المحسن الشايب في كتابه «من أجل حفظ تراث الأحساء» هذه اللوحة الشعبية التي كانت تعيشها قرى ومدن الأحساء قبل 30عاما في مثل هذه الأيام من كل عام وهو ما يعرف عند البعض بـ«الدرس والتذرية» أو «الوسمي» حيث كانت الأحساء تنتج من الأرز الحساوي حوالي 20 ألف طن في العام1962، أما اليوم فلا يتجاوز ما تنتجه 400 طن وتشهد الأحساء في فصل الصيف درجة حرارة عالية تصل إلى 50 درجة مئوية، وتحت هذه الحرارة يزرع «الأرز الحساوي» ويحتاج خلال مراحل نموه إلى جو حار تصل إلى 48 درجة مئوية، كما يحتاج إلى وفرة المياه وإلى التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة التي تحتفظ بالماء والتي هي إحدى خصائص تربة الأحساء، والأرز الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية في الأحساء منذ القدم نبات عشبي حولي صيفي، يتميز بلونه الأحمر القاني وبحبته الطويلة التي تصل إلى 10ملم، ويتمتع بقيمة تسويقية مرتفعه، حيث يبلغ سعر الكيلو 20 ريالا، ويكثر الطلب على شرائه في شهر رمضان حيث يفضله البعض كوجبة رئيسية على مائدة السحور، وفي غير ذلك فإنه يؤكل حسب الاشتهاء فقط وحول الأهمية الغذائية لحبوب الأرز الحساوي يذكر المهندس حجي حسين العاشور متخصص نباتات حقلية في مركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور بالأحساء أنها: تحتوي على نسبة عالية من المواد الغذائية الهامة مثل القيمة الحرارية والسكريات والعناصر المعدنية والألياف وهي من العوامل المساعدة على عملية الهضم وامتصاص المعدة للأرز، وكذلك الفيتامينات والزيوت. ويضيف: إن النسبة المئوية للكربوهيدرات في الأرز الحساوي تبلغ 65.978، كما تقدر السعرات الحرارية بحوالي 1800 وحدة حرارية في الليبرة وهي ثلاثة أرباع الكيلوجرام وعن كمية الإنتاج يذكر العاشور: إن الأحساء تنتج سنويا من الأرز المقشر ما يعاد 400 طن، إلا أن هذه الكمية ليست ثابتة فهي تتغير من عام إلى عام، فحسب إحصائية هيئة مشروع الري والصرف بالأحساء أن كمية المساحة المزروعة في العام 1423هـ هي1569 دونما وبلغت نسبة الإنتاج 392 طنا، وفي العام 1424هـ كانت المساحة المزروعة 1414دونما وكمية الإنتاج 353 طنا
ويرجع المهندس العاشور هذا الاختلاف في كمية الإنتاج إلى نشاط المزارعين في زراعة وحصاد الأرز. كما أن زراعته تعتمد بشكل أساسي على توفر المياه، أما نواتج الأرز ومخلفاته الناتجة من عملية التقشير، ويذكر أنها تستخدم كعلف مركّز للحيوانات، وتستخدم القشور وهي ما تعرف بــ«التبن» بعد عملية التذرية كعلف للحيوانات، كما يستخدمه بعض المزارعين في تغطية محاصيلهم أو كغطاء أرضي لمزارع الدواجن، بالإضافة إلى استعماله قديما في بناء البيوت بعد خلطه بالطين كعازل حراري، ويذكر أن أنواع الأرز الحساوي 3 أصناف تختلف فيما بينها في موسم الزرع وحجم الحبة وكذلك حجم المجموع الخضري، وأفضل هذه الأصناف الأرز الحساوي المحلي، ثم الأرز الحساوي رقم 1 ورقم 2 وكلاهما يطلق عليه «هجين»، وللاهتمام بهذا المحصول وإقبال الناس على تناوله لا بد من تسويقه بشكل جيد، ويقترح المهندس حجي العاشور في هذا الجانب إقامة مهرجان الأرز الحساوي ويتم فيه عرض أكلات مختلفة تعتمد على هذا الأرز، وعرض ذلك للتذوق الشخصي، كي يقتنع الناس بتميزه طعمه، خاصة أن تجارب المركز الوطني مع جامعة الملك فيصل أثبتت نجاح إدخاله في أكلات متنوعة
وعن كيفية زراعته يشير المزارع صالح الحمد إلى أن زراعته تكون أولا بطريقة «الشتل» وذلك بزراعة البذور في قطعة أرض خصبة، يتم وضع البذور فيها بصورة مركزة، حتى ينبت أول الأرز، ويتم تركيز الماء عليه، من 8 إلى 14 يوماً، وبعد هذه المدة يسقى بطريقة اعتيادية، لفترات مدة كل واحدة منها 4 أيام بلياليها كاملة، في مدة تصل إلى حوالي40 يوماً، ثم بعد ذلك يرفع عنه الماء لمدة 10 أيام، ثم تبدأ عملية نقل الشتلات إلى الأراضي الرئيسية المسماة بـ«الضواحي» وهي الأراضي الشاسعة التي تتعرض للشمس بشكل مباشر
ويتذكر السيد حسين الغراش «الوسمي» وهي أيام حصاد الأرز والتي تكون بين شهري سبتمبر وأكتوبر. يقول الغراش: يعتبر الوسمي من الأيام السعيدة للقرية حيث حصاد الأرز وهو المحصول الغذائي الوحيد الذي نعتمد عليه في غذائنا، كما يتم تخزينه طوال أيام السنة، كما أنه متوفر بكميات كبيرة ولا يكاد يخلو بيت منه، خاصة للمزارعين المقتدرين، أما المزارع الفقير الذي لا يملك مزرعة فلا يأكله إلا في المناسبات لعدم مقدرته على شرائه، ويضيف: لقد ارتبط الأرز الحساوي بالكرم وحسن الضيافة، فكان يقدم للضيوف دلالة على الغنى والخير وكقيمة اجتماعية، وكان يزرع في كافة قرى الأحساء لتوفر المساحات الزراعية ووفرة المياه، ومع تقلص الرقعة الزراعية وامتداد التوسع العمراني الذي تزامن مع الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد، انخفضت كمية إنتاج الأرز الحساوي وأصبح لا يؤكل إلا في المناسبات وخاصة في شهر رمضان بعد أن كان الغذاء اليومي لأبناء الأحساء
وتتطرق الحاجة أم علي، 55 عاما، إلى طبخ وتناول الأرز الحساوي فتقول إنه يطبخ مثل الأرز العادي وكان يقدم كوجبة غذائية خاصة للمرأة النفساء لتقويتها وذلك بعمل أكلة «المُخلّطة» ذات النكهة الخاصة التي تنتشر في البيوت القريبة في الحي، ومن خلال هذه الرائحة يعرف الجيران أن في البيت امرأة نفساء، بالإضافة إلى أكلة «الكبة الحساوية» الشهيرة، كما تم إدخال" العيش الحساوي" الأرز الحساوي في طبخات أخرى من باب التجربة في عمل أوراق العنب والفطائر، وقد أثبتت هذه التجارب نجاحها بالاعتماد عليه في مختلف الطبخات