hedaya
21-09-2004, 11:24 PM
مأساةُ دارفورَ لم تولد في يومٍ وليلة، بل كانت نتيجة تراكم صراعات قبلية في الإقليم، دعمَتها أطراف خارجية بالمال والسلاح والتدريب، حتى تَحولت إلى حرب أهلية حَصَدت أرواحَ مئاتِ الآلاف من سكان الإقليم، في ظل غياب أي خطة دولية لوضع حد للمجاعة والحرب هناك... "سلة غذاء الوطن العربي" أضحت اليوم مهددة بأبشع كارثة إنسانية قد لا يتمكن العالم أجمع من السيطرة عليها ما لم يهب لمساعدة الحكومة السودانية على بسط نفوذها في الإقليم وسحب الغطاء والدعم فعلياً وبشكل نهائي عن عصابات السلب المسلح والجماعات المتناحرة...
لا شك أن العالم كله استنفر اليوم، وخصوصاً الغرب الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها... والسؤال يبقى عن حقيقة هذا الاستنفار وأسبابه... أهو من أجل حل الأزمة وإنقاذ ما بقي من أهل الإقليم وما بقي من ثروة هناك؟؟؟ أم من أجل تكبيل السودان بقيود الاحتلال ونهب الثروات والسيطرة على البلاد؟!!
دارفور وأبعاد الصراع...
استغل الغرب المناوشات في إقليم دارفور لينفذ أطماعه السياسية والاقتصادية في المنطقة... فإقليم دارفور يمكن اعتباره من الناحية الإقتصادية ثروة طبيعية ضخمة يسيل لها لعاب العالم لا سيما منها الثروة المائية والحيوانية، والنفط والمعادن واليورانيوم فضلاً عن أن الإقليم يشغل موقعاً متميزاً في القارة الإفريقية... والسيطرة عليه تعني السيطرة على القارة بأكملها، وفرصة لإنشاء قاعدة عسكرية استراتيجية في المنطقة... لذلك عمدت الدول الغربية إلى دعم القبائل المتحاربة في الإقليم بالمال والسلاح والتدريب، من أجل إبقائها متناحرة متحاربة، تبعاً للقاعدة الاستعمارية الشهيرة: فرِّق تَسُد، وبذلك يسهل عليها دخول الإقليم والسيطرة عليه تمهيداً للسيطرة على السودان، ومن ثم القارة الإفريقية بأسرها...
هل كان هناك حرب إبادة فعلاً؟!
في الواقع، يبدو جلياً أن التهمة لا أساس لها، والدليل على ذلك أن الوضع المأساوي الذي يعاني منه الإقليم لا يقتصر على طائفة بعينها... فالقبائل العربية كما الإفريقية كلها تعيش المأساة.. لكن دعم الدول الغربية لبعض القبائل أدى إلى تأجيج الصراع في المنطقة؛ فقد نشطت القبائل الأخرى في محاربة هذه القبائل بكل قوة، وهذا ما دفع الدول الطامعة في السودان إلى الادعاء بأن الحكومة السودانية تدعم "الجنجويد" بالسلاح للقضاء على القبائل الإفريقية، دون وجود دلائل على تطهير عرقي أو دعم حكومي لهم.
لماذا صحا الغرب الآن؟!
أما اليوم وبعد أن حلت الكارثة في الإقليم، فقد رأت الدول الغربية أن الفرصة الآن مؤاتية للدخول إلى السودان، بذريعة "الحرب على الإرهاب" و"حماية الأقليات"، وربما تجد هذه الدول ذريعة أخرى تدخل بها إلى السودان... فبعد الحرب في أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب، واحتلال العراق بحجة تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل، لَوّحت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري في دارفور لـ "حماية الأقليات من التطهير العرقي"!
بوش... والمصادفة العجيبة!
قُبيل بداية الحرب على العراق، زلّ لسان الرئيس الأمريكي بأنها حرب صليبية، وهذا ما دفع يومها للاعتقاد بأن الحرب ليست على العراق فحسب، وإنما هي حرب على الإسلام... فلا عجب إذاً أن تعد الإدارة الأمريكية العدة للحرب على إقليم دارفور... خاصة وأنه اشتهر بكثرة حفظة القرآن الكريم، وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن الهدف هو القضاء على المدِّ الإسلامي في الإقليم، لا الحماية من التطهير العرقي كما هو الادعاء الآن..
دارفور... وهجمة المنصرين...
تَحتَ ستارِ تقديم الإغاثة الإنسانية للسكان في الإقليم، وفي ظل غفلةِ المسلمين عن الخطر فيه، دخلت البعثات الكنيسية لتشتري الدين بالمال، في ظل مجاعة لا ترحم طفلاً ولا شيخاً، وقد ساعدَ على نجاحِ مهمتها أنها تعمل في ظل غطاء دولي... وما لم تحظى هيئات الإغاثة الإسلامية بالدعم المطلوب من الدول العربية والإسلامية فإنها لن تقوى على مواجهة المد التنصيري في الإقليم مع هذه الحملة الشرسة عليه..
حماية دارفور من الخطر الداهم... كيف؟!
لا بد من وضع خطواتٍ عملية وجدية للوقوف في وجه الخطر المحدق بالإقليم الغني الفقير، وحماية الثروة والإسلام فيه، ويمكن تلخيصها بما يلي:
1- لا بد من اهتمام الحكومة السودانية بالإقليم: من حيث التعليم وتوفير الغذاء والخدمات الصحية، كي تبعد عن الإقليم صفة التخلف، وكي لا تسمح للقوى الغربية بدخوله تحت ذريعة تطوير البنى التحتية.
2- نشر قوات حكومية تساعد في حفظ أمنِ الأقليم، وبهذا لا يمكن التذرع بدخول قوات حفظ سلام مهما كانت جنسياتها إلى السودان.
3- دعم هيئات الإغاثة الإسلامية من أجل الوقوف في وجه المدّ الصليبي.
4- توفير حملة إعلامية ضخمة لتعريف الناس بقضية دارفور، فهذا الإقليم الذي تبلغ مساحة أراضيه عشرةَ أضعاف مساحة فلسطين لا يعرف عنه الكثير من العرب والمسلمين شيئاً، أو لم يسمعوا به أصلاً.
لا شك أن العالم كله استنفر اليوم، وخصوصاً الغرب الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها... والسؤال يبقى عن حقيقة هذا الاستنفار وأسبابه... أهو من أجل حل الأزمة وإنقاذ ما بقي من أهل الإقليم وما بقي من ثروة هناك؟؟؟ أم من أجل تكبيل السودان بقيود الاحتلال ونهب الثروات والسيطرة على البلاد؟!!
دارفور وأبعاد الصراع...
استغل الغرب المناوشات في إقليم دارفور لينفذ أطماعه السياسية والاقتصادية في المنطقة... فإقليم دارفور يمكن اعتباره من الناحية الإقتصادية ثروة طبيعية ضخمة يسيل لها لعاب العالم لا سيما منها الثروة المائية والحيوانية، والنفط والمعادن واليورانيوم فضلاً عن أن الإقليم يشغل موقعاً متميزاً في القارة الإفريقية... والسيطرة عليه تعني السيطرة على القارة بأكملها، وفرصة لإنشاء قاعدة عسكرية استراتيجية في المنطقة... لذلك عمدت الدول الغربية إلى دعم القبائل المتحاربة في الإقليم بالمال والسلاح والتدريب، من أجل إبقائها متناحرة متحاربة، تبعاً للقاعدة الاستعمارية الشهيرة: فرِّق تَسُد، وبذلك يسهل عليها دخول الإقليم والسيطرة عليه تمهيداً للسيطرة على السودان، ومن ثم القارة الإفريقية بأسرها...
هل كان هناك حرب إبادة فعلاً؟!
في الواقع، يبدو جلياً أن التهمة لا أساس لها، والدليل على ذلك أن الوضع المأساوي الذي يعاني منه الإقليم لا يقتصر على طائفة بعينها... فالقبائل العربية كما الإفريقية كلها تعيش المأساة.. لكن دعم الدول الغربية لبعض القبائل أدى إلى تأجيج الصراع في المنطقة؛ فقد نشطت القبائل الأخرى في محاربة هذه القبائل بكل قوة، وهذا ما دفع الدول الطامعة في السودان إلى الادعاء بأن الحكومة السودانية تدعم "الجنجويد" بالسلاح للقضاء على القبائل الإفريقية، دون وجود دلائل على تطهير عرقي أو دعم حكومي لهم.
لماذا صحا الغرب الآن؟!
أما اليوم وبعد أن حلت الكارثة في الإقليم، فقد رأت الدول الغربية أن الفرصة الآن مؤاتية للدخول إلى السودان، بذريعة "الحرب على الإرهاب" و"حماية الأقليات"، وربما تجد هذه الدول ذريعة أخرى تدخل بها إلى السودان... فبعد الحرب في أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب، واحتلال العراق بحجة تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل، لَوّحت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري في دارفور لـ "حماية الأقليات من التطهير العرقي"!
بوش... والمصادفة العجيبة!
قُبيل بداية الحرب على العراق، زلّ لسان الرئيس الأمريكي بأنها حرب صليبية، وهذا ما دفع يومها للاعتقاد بأن الحرب ليست على العراق فحسب، وإنما هي حرب على الإسلام... فلا عجب إذاً أن تعد الإدارة الأمريكية العدة للحرب على إقليم دارفور... خاصة وأنه اشتهر بكثرة حفظة القرآن الكريم، وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن الهدف هو القضاء على المدِّ الإسلامي في الإقليم، لا الحماية من التطهير العرقي كما هو الادعاء الآن..
دارفور... وهجمة المنصرين...
تَحتَ ستارِ تقديم الإغاثة الإنسانية للسكان في الإقليم، وفي ظل غفلةِ المسلمين عن الخطر فيه، دخلت البعثات الكنيسية لتشتري الدين بالمال، في ظل مجاعة لا ترحم طفلاً ولا شيخاً، وقد ساعدَ على نجاحِ مهمتها أنها تعمل في ظل غطاء دولي... وما لم تحظى هيئات الإغاثة الإسلامية بالدعم المطلوب من الدول العربية والإسلامية فإنها لن تقوى على مواجهة المد التنصيري في الإقليم مع هذه الحملة الشرسة عليه..
حماية دارفور من الخطر الداهم... كيف؟!
لا بد من وضع خطواتٍ عملية وجدية للوقوف في وجه الخطر المحدق بالإقليم الغني الفقير، وحماية الثروة والإسلام فيه، ويمكن تلخيصها بما يلي:
1- لا بد من اهتمام الحكومة السودانية بالإقليم: من حيث التعليم وتوفير الغذاء والخدمات الصحية، كي تبعد عن الإقليم صفة التخلف، وكي لا تسمح للقوى الغربية بدخوله تحت ذريعة تطوير البنى التحتية.
2- نشر قوات حكومية تساعد في حفظ أمنِ الأقليم، وبهذا لا يمكن التذرع بدخول قوات حفظ سلام مهما كانت جنسياتها إلى السودان.
3- دعم هيئات الإغاثة الإسلامية من أجل الوقوف في وجه المدّ الصليبي.
4- توفير حملة إعلامية ضخمة لتعريف الناس بقضية دارفور، فهذا الإقليم الذي تبلغ مساحة أراضيه عشرةَ أضعاف مساحة فلسطين لا يعرف عنه الكثير من العرب والمسلمين شيئاً، أو لم يسمعوا به أصلاً.