سرحان القرني
15-09-2004, 02:27 PM
تأتي مدينة الطائف.. كواحدة من اكثر مدن التاريخ عراقة.. وصيتاً.. ويكاد يؤكد المؤرخون, والمستشرقون على ان (الطائف) تعد احد منابر الحضارة.. والثقافة والادب.. منذ وقت مبكر سبق عصر الاسلام وامتد الى ما بعده.
* وعندما فكرت في نبش بعض تاريخ هذه المدينة الحالمة.. لم اكن اتصور للحظة ان بين ظهراني هذه المنطقة من التاريخ والجغرافيا.. والاثر والقصص.. والشخصيات التاريخية ما يؤسس لمكتبة كبرى ربما تجاوزت معاجمها وكتبها المئات.. ان لم تكن اكثر.
* وان كان مثقفو الطائف.. ومؤرخوها.. وباحثوها يؤكدون دوما ان التاريخ لم ينصف هذه المنطقة.. ولم يقدمها بما يليق بكل ما شهدته صحراؤها.. وجبالها وسهولها.. واوديتها من احداث وثقافات.. الا انهم قطعوا الوعد بان يحاولوا ما استطاعوا قراءة تاريخ الطائف.. وتجميع شتاته.. وكتابته من جديد.
* ومن هنا.. تبلورت فكرة هذه السلسلة من الحلقات التي تتحدث عن علاقة الطائف بفترة ما قبل الاسلام وبعده.
الجانب الادبي
وكان يمثله النابغة الذي يجلس على كرسي مثلما كان يفعل غيلان ابن سلمه الثقفي وحنظلة بن فهد.. وكلب بن وبرة.. وكان النشاط الادبي يمثل النشاط الاكثر جذباً من غيره بحكم تخصص العرب في الشعر وكان حكام وقضاة النشاط الادبي ومنهم النابغة الذبياني الذي يجلس على كرسي حيث لم تكن توجد في السوق أي مبان كما يظن البعض.. وكان هذا الحكم الادبي يمثل دور الناقد والمراقب الذي يجيز النص من عدمه وفي النشاط الادبي هذا نجده اكثر قوة.. ويمثل قمة الابداع حيث يقدم سنوياً لذلك.
أرقام ومساحات
سلكنا الطريق الأسهل تجاه السوق.. وهي التي تمر عبر المعسكر الدائم التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي كان يظن البعض انه يقع ضمن الأراضي الخاصة بسوق عكاظ بينما الحقيقة خلاف ذلك حيث يبعد موقع السوق عنه لعدة كيلو مترات.
واستمرينا في الطريق نحو الموقع ولم نكن نعلم بالوصول اليه الا من خلال العلامات الخرسانية التي وضعتها الادارة العامة للآثار بوزارة التربية والتعليم التي تحدد الأرض التي تقع عليها السوق.
ويشير السالمي الباحث وعضو اللجنة التي أقرت موقع سوق عكاظ الى ان المساحة الاجمالية لأرض سوق عكاظ تصل الى 10572800 متر مربع.. ويبلغ طول ضلعها الشمالي 3540 مترا ويطل على مزرعة الملك خالد بن عبدالعزيز - يرحمه الله- فيما يبلغ طول ضلعها الجنوبي 2500 متر ويحده من الجنوب العبلات وقرية صلبة.. وقرية عدوان التي تبعد عنه بمسافة 900 متر تقريبا.
يبلغ طول الضلع الشرقي 3430 مترا.. فيما يبلغ طول الضلع الغربي 3735 مترا ويحدها شعيب الاخيضر.
القوس الشهير
وعند الوصول الى موقع السوق كنت أبحث عن تلك الأطلال التي تضمنتها العديد من الكتب والمجلدات والتي كان من بينها اطلال ذلك القوس الشهير الذي كان يمثل جانبا من قصر أو مبنى كبير.. الا ان حماد السالمي أشار الى ان ذلك القوس يقع خارج السوق وفي منطقة العرفاء التي تبعد بمسافة 7 كيلو مترات عنه, واشار الى ان ذلك القوس كان يمثل جانبا من قلعة الشريف.. وان تلك المنطقة شهدت جدلا واسعا حول ملكية تلك الأرض التي أتضح فيما بعد انها تعود لاحدى القبائل التي قدمت صكوكا شرعية تؤكد من خلالها ملكيتها لتلك المواقع.
الا ان آراء أخرى اشارت الى معلومات ربما تكون مختلفة كما هو حال الموقع بأكمله حيث أشار الرحالة الايطالي الدكتور انجلو بسك الذي عمل في الشرق الأوسط لأكثر من 25 عاما اشار من خلال كتابه (الطائف العاصمة الصيفية للمملكة العربية السعودية) والذي قام بترجمته والتعليق عليه الدكتور يوسف بن علي بن رابع الثقفي الى ان الاطلال والمباني الموجودة اليوم في الموقع تحتوي على بعض آثار الاسوار المبنية بأحجار البازلت والمترابطة مع بعضها البعض باستخدام مادة طينية تشبه الاسمنت.. وفي بعض المناطق تظهر ممرات مهيأة من الطوب الأخضر.. واشار الرحالة الايطالي الى ان اللقطة الخاصة بذلك القوس تمثل جانبا من القصر الكبير المهدم في سوق عكاظ ويعود تاريخه الى العصر العباسي.. وان هناك بناء بارزا في الموقع مصنوع من كتل بازلتية صلبة تعود في تاريخها الى القرن الثامن الهجري.
دعوة لإحياء السوق
وقد طالب الكاتب والاديب محمد منصور الشقحاء باحياء سوق عكاظ من جديد, وطالب في اكثر من مناسبة واكثر من مقال بمطالبة المسئولين في الطائف.. أو الجهات المسئولة عن الثقافة والادب باحياء هذه السوق بالنشاط الادبي والفكري وان ذلك يمثل مطلبا عاما يتمناه الادباء والمفكرون خاصة وان السوق كان يمثل اشهر اسواق العرب قاطبة واعتبر ان ذلك يعطي انطباعا استراتيجيا بان المملكة تهتم بالمعرفة والعلوم الانسانية وتحافظ على تراثها الانساني كثوابت حضارية ضمن سياق معرفي يتواصل مع حضارات العالم.
وشدد الشقحاء على ضرورة الوقوف بشكل حازم وحاسم امام دواعي التمدد العمراني على حساب التاريخ وتأكيد حضارة انسان هذه الارض التي يحاول الآخرون في الخارج الغاؤها.
المصدر : إعداد: خالد دراج
* وعندما فكرت في نبش بعض تاريخ هذه المدينة الحالمة.. لم اكن اتصور للحظة ان بين ظهراني هذه المنطقة من التاريخ والجغرافيا.. والاثر والقصص.. والشخصيات التاريخية ما يؤسس لمكتبة كبرى ربما تجاوزت معاجمها وكتبها المئات.. ان لم تكن اكثر.
* وان كان مثقفو الطائف.. ومؤرخوها.. وباحثوها يؤكدون دوما ان التاريخ لم ينصف هذه المنطقة.. ولم يقدمها بما يليق بكل ما شهدته صحراؤها.. وجبالها وسهولها.. واوديتها من احداث وثقافات.. الا انهم قطعوا الوعد بان يحاولوا ما استطاعوا قراءة تاريخ الطائف.. وتجميع شتاته.. وكتابته من جديد.
* ومن هنا.. تبلورت فكرة هذه السلسلة من الحلقات التي تتحدث عن علاقة الطائف بفترة ما قبل الاسلام وبعده.
الجانب الادبي
وكان يمثله النابغة الذي يجلس على كرسي مثلما كان يفعل غيلان ابن سلمه الثقفي وحنظلة بن فهد.. وكلب بن وبرة.. وكان النشاط الادبي يمثل النشاط الاكثر جذباً من غيره بحكم تخصص العرب في الشعر وكان حكام وقضاة النشاط الادبي ومنهم النابغة الذبياني الذي يجلس على كرسي حيث لم تكن توجد في السوق أي مبان كما يظن البعض.. وكان هذا الحكم الادبي يمثل دور الناقد والمراقب الذي يجيز النص من عدمه وفي النشاط الادبي هذا نجده اكثر قوة.. ويمثل قمة الابداع حيث يقدم سنوياً لذلك.
أرقام ومساحات
سلكنا الطريق الأسهل تجاه السوق.. وهي التي تمر عبر المعسكر الدائم التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي كان يظن البعض انه يقع ضمن الأراضي الخاصة بسوق عكاظ بينما الحقيقة خلاف ذلك حيث يبعد موقع السوق عنه لعدة كيلو مترات.
واستمرينا في الطريق نحو الموقع ولم نكن نعلم بالوصول اليه الا من خلال العلامات الخرسانية التي وضعتها الادارة العامة للآثار بوزارة التربية والتعليم التي تحدد الأرض التي تقع عليها السوق.
ويشير السالمي الباحث وعضو اللجنة التي أقرت موقع سوق عكاظ الى ان المساحة الاجمالية لأرض سوق عكاظ تصل الى 10572800 متر مربع.. ويبلغ طول ضلعها الشمالي 3540 مترا ويطل على مزرعة الملك خالد بن عبدالعزيز - يرحمه الله- فيما يبلغ طول ضلعها الجنوبي 2500 متر ويحده من الجنوب العبلات وقرية صلبة.. وقرية عدوان التي تبعد عنه بمسافة 900 متر تقريبا.
يبلغ طول الضلع الشرقي 3430 مترا.. فيما يبلغ طول الضلع الغربي 3735 مترا ويحدها شعيب الاخيضر.
القوس الشهير
وعند الوصول الى موقع السوق كنت أبحث عن تلك الأطلال التي تضمنتها العديد من الكتب والمجلدات والتي كان من بينها اطلال ذلك القوس الشهير الذي كان يمثل جانبا من قصر أو مبنى كبير.. الا ان حماد السالمي أشار الى ان ذلك القوس يقع خارج السوق وفي منطقة العرفاء التي تبعد بمسافة 7 كيلو مترات عنه, واشار الى ان ذلك القوس كان يمثل جانبا من قلعة الشريف.. وان تلك المنطقة شهدت جدلا واسعا حول ملكية تلك الأرض التي أتضح فيما بعد انها تعود لاحدى القبائل التي قدمت صكوكا شرعية تؤكد من خلالها ملكيتها لتلك المواقع.
الا ان آراء أخرى اشارت الى معلومات ربما تكون مختلفة كما هو حال الموقع بأكمله حيث أشار الرحالة الايطالي الدكتور انجلو بسك الذي عمل في الشرق الأوسط لأكثر من 25 عاما اشار من خلال كتابه (الطائف العاصمة الصيفية للمملكة العربية السعودية) والذي قام بترجمته والتعليق عليه الدكتور يوسف بن علي بن رابع الثقفي الى ان الاطلال والمباني الموجودة اليوم في الموقع تحتوي على بعض آثار الاسوار المبنية بأحجار البازلت والمترابطة مع بعضها البعض باستخدام مادة طينية تشبه الاسمنت.. وفي بعض المناطق تظهر ممرات مهيأة من الطوب الأخضر.. واشار الرحالة الايطالي الى ان اللقطة الخاصة بذلك القوس تمثل جانبا من القصر الكبير المهدم في سوق عكاظ ويعود تاريخه الى العصر العباسي.. وان هناك بناء بارزا في الموقع مصنوع من كتل بازلتية صلبة تعود في تاريخها الى القرن الثامن الهجري.
دعوة لإحياء السوق
وقد طالب الكاتب والاديب محمد منصور الشقحاء باحياء سوق عكاظ من جديد, وطالب في اكثر من مناسبة واكثر من مقال بمطالبة المسئولين في الطائف.. أو الجهات المسئولة عن الثقافة والادب باحياء هذه السوق بالنشاط الادبي والفكري وان ذلك يمثل مطلبا عاما يتمناه الادباء والمفكرون خاصة وان السوق كان يمثل اشهر اسواق العرب قاطبة واعتبر ان ذلك يعطي انطباعا استراتيجيا بان المملكة تهتم بالمعرفة والعلوم الانسانية وتحافظ على تراثها الانساني كثوابت حضارية ضمن سياق معرفي يتواصل مع حضارات العالم.
وشدد الشقحاء على ضرورة الوقوف بشكل حازم وحاسم امام دواعي التمدد العمراني على حساب التاريخ وتأكيد حضارة انسان هذه الارض التي يحاول الآخرون في الخارج الغاؤها.
المصدر : إعداد: خالد دراج