المتخصص
10-09-2004, 02:27 PM
في مكاشفة صريحة 00الشاعر محمود عزازي 00يقول(1-2) :
قوة الرد اغضبت القريشي من رفاقه في رديح أملج الفاصل!
حوار : ضمن السناني - ينبع
من شموخ النخيل وصمت التلال الذهبية واهازيج الامواج التي تردد الجبال الحانها بعذوبة يفوح منها عبق الحوراء بماضيها التليد وحاضرها المجيد نشأ وترعرع الشاعر محمود عزازي '' شاعر الحكمة '' الذي تتلمذ وتعلم بين اروقة مدرسة الصيدلاني الشعرية الفردية ليصبح الشاعر والقائد الذي يشار له بالبنان . تقلد قيادة صف املج قبل عقد من الزمن ، يمتاز شعره بالرصانة والفصاحة وعذوبة الألفاظ وسلاستها وتسلسل الأغصان حتى الوصول إلى المعنى المطلوب ، نجد في شعره رجاحة العقل وسعة البال وقوة الكلمة .... شارك في الكثير من ليالي الرديح السابقة والحالية ، له مراسلات عديدة مع كبار الشعراء والشعراء الشباب ، وله أيضا زهورات عديدة في شتى المجالات .. محمود عزازي فتح قلبه بكل أريحية لصفحة (شعبي) المدينة ليحدثنا عن ذكريات البداية وخبرة السنين في الحوار التالي :.
# ما الذي بقي من عبق البدايات في ذاكرة أبو فياض ؟
منذ نعومة أظافري وأنا عاشق لشعر الكسرة وليالي الرديح بحكم البئية التي ترعرعت ونشأت فيها فكانت املج في تلك الليالي تعج بجميع الالعاب الشعبية وعلى راسها الرديح ، اما بدايتي الحقيقية فكانت عام 1387 هـ حيث كان عمري في تلك الفترة لم يتجاوز السابعة عشرة عاما وكنت مولعاً بالكسرات ففي احدى الليالي في ذلك الوقت كنت جالساً عند الشاعر الكبير والفذ حامد الصيدلاني وأخيه عبدالله الصيدلاني وكانت ليلة رديح بين صف املج وصف ينبع حدث أن هناك كلمة '' سرت '' في اللحن فذكرت ذلك للشاعر حامد الصيدلاني الذي سارع في تغيير الكلمة قبل دق الزير .
الم تكن لك كسرات شاركت بها في تلك الليالي أو بعض الأغصان ؟ كانت تلك الفترة تعج بعمالقة الرديح وأنا بحكم سني كنت اقدر ذلك وكنت افضّل الاستماع لكي اتعلم واستفيد اضافة الى ذلك كان الشاعر حامد الصيدلاني يرفض مشاركة أي شاعر معه سوى اخيه عبدالله الصيدلاني .
# وما الذي استفدته من مدرسة الصيدلاني الفريدة ؟
قوة الكلمة ، وسرعة البديهة وفي كثير من الأحيان يمتاز بسعة البال ، حتى انني اتذكر ليلة قال فيها الكرنب:.
سابق لكم ما حسينا القيل= ولا مجيّك حسبناله
والآن جينا لكم تكميل= بنشوف ميلك وعداله
فكانت من سعة صدر الصيدلاني ..
قوله خلافكم ما نبي تبديل =وادور كملي على امثاله
ابغى اسمع القول بالتفصيل= ونأخذ على قدر مكياله
وايضاً استفدت منه '' رحمه الله '' الأدب في التعامل واحترام الصف المقابل .. واذكر أول كسرة شرفني بها حيث يقول لي الشاعر حامد الصيدلاني :
قالوا لنا استاذ ومعلم= وقلت أنا ابساله بسؤال
الشعر مع كل متكلم =من ضيق والا سعة فالبال
فكان ردي عليه :
مُجمل تحيات ومسلم= يا مبدع القيل للاجيال
انا معك صرت متأقلم= إعجابنا فوق ما ينقال
نلت الشرف بس متعلم =إجابتي ما تجيب إكمال
الشعر مكنون متظلم =من منتهى ذروة الأهوال
# من خلال متابعتنا للدواوين الشعرية الخاصة بشعر الكسرة وليالي الرديح لم نجد لك أي مراسلات او كسرات خاصة لك فما هي الاسباب ؟
أنا لا اعتبر الشعر راس مال فلست حريصاً على النشر وأيضا لست حريصاً على التواجد في الدواوين والإصدارات الشعرية ولست حريصاً على طباعتها ولا أفكر في ذلك إطلاقا ولكني احتفظ ببعض المجلدات التي تخصني ، ولكن هناك مشاركة لي في المستقبل القريب في موسوعة أهل الكسرة للأستاذ عبدالرحيم الاحمدي بعد أن طلب مني ذلك .
هل لك مراسلات مع كبار الشعراء في السابق ؟
الحقيقة بان الكسرات التي تصلني أقوم بالرد عليها في الحال مع العديد من الشعراء سواء الكبار او الشباب وهناك شعراء كبار لم تتم بيننا مراسلات لا في السابق ولا في الوقت الراهن .
# وما اجمل المراسلات التي تمت بينك وبين الشعراء ؟
هناك مراسلات كثيرة أتشرف بها ولعل من أجملها المراسلة الاخيرة التي بيني وبين الشاعر القادم طلال سويعد ، حيث اعجبني اسلوبه الحديث الجميل في نظم الكسرة من خلال متابعتي له عبر جريدة المدينة .
# وما هي الكسرة التي يعتز بها محمود عزازي ؟ وما مناسبتها ؟
اعتز بالكثير من الكسرات لأنها تحمل ذكريات عزيزة علي ، ولكن تبقى الكسرة التي اقول فيها ياللي تقول القساواة ليه وما همك الوقت صكاته قلّبني الوقت بين يديه حتى تعلمت دقاته ولكن اعتذر عن ذكر المناسبة .
وهل أنت من مؤيدي التجديد في شعر الكسرة ؟
لا شك بان التجديد يعد أمرا حتمياً في شعر الكسرة لكي نتعايش مع العصر الحالي ، فهناك كلمات في اللغة قديمة قد اندثرت ولا تستخدم في وقتنا الحاضر ، فاستعمالها لا يجعل الكسرة مفهومة نوعاً ما ، فالاجدر ادراج كلمات تكون متداولة بيننا حتى يسهل الفهم وتُّوضح الفكرة ، وأيضا هناك كلمات تتجدد في كل عصر .. وما الكسرة إلا جزء من ثقافة العصر الذي نعيشه .
قرأت لك بعض القصائد الجميلة فأيهما سبق الآخر شعر النظم أم شعر الكسرة في بداياتك ؟
بسبب الاهتمام الزائد في تلك الفترة فقد توليت في البدء في شعر الكسرة وأما شعر النظم فقد بدأت به متأخراً بعض الشيء فتجدني لا اميل له كثيراً .
# ذكر الأديب عواد الصبحي في إحدى مقالاته بان الرديح لم يُعرف باملج حتى نهاية 1380هـ فهل توافقه فيما ذكر ؟
قد تكون الذاكرة خانت الأستاذ عواد الصبحي فالرديح في املج قبل السبعينات فقد كان هناك شعراء رديح لهم وزنهم وكلمتهم مثل الشريف عون والشيخ عابد الشاهين وابن ربيعان السيد وعودة الحساني وكانت الليالي التي تقام مختصرة داخل املج بين شعراء املج أنفسهم .
# لكن هناك من يؤكد بان الرديح قدم لاملج عن طريق حامد الصيدلاني واخيه ؟
الكلام هذا ليس صحيحاً فالرديح متواجد قبل الصيدلاني ، ولكن كما ذكرت لك بأنه كان مختصراً على شعراء املج فقط ولكن الصيدلاني واخيه عبدالله يعود لهما الفضل في الخروج به من نطاق املج لمواجهة شعراء الينبعين .
# وما الذي تذكره عن ملامح الرديح في تلك الفترة ومواجهة شعراء الينبعين ؟
الحقيقة بان الشاعر حامد وأخيه عبدالله الصيدلاني كانا خير ند لمواجهة شعراء الينبعين .
وما اصعب موقف حضرته في تلك الفترة ؟
اذكر في إحدى الليالي حضر لاملج صف ينبع البحر بقيادة الشاعر الكبير '' الكرنب '' وبرفقته ذيبان الفايدي ومجموعة كبيرة من البحرية في حفل '' حامد الكبيدي '' في بداية التسعينات هجرياً فدق الزير وقال الكرنب كسرة يعاتب فيها الشاعر حامد الصيدلاني '' لا تحضرني الآن '' ولم يرد أحد عليه من شعراء املج بسبب عدم وجود الشاعر حامد الصيدلاني الذي دعاه '' راع النوب '' متأخراً فرفض الحضور بسبب عدم دعوته في وقت مبكر ، وليس في نفس الليلة فالعم حامد الصيدلاني '' رحمه الله '' كان يُطلق عليه الشاعر العنيد وفي نهاية الأمر رجع الكرنب وصفه إلى ينبع ولم يلعبوا تلك الليلة .
# ولماذا لم تبادر وترد على الكرنب بحكم تواجدك في مكان الرديح ؟
-
الحقيقة رهبة الموقف وصغر سني وقوة شاعرية الكرنب جعلتني أتردد مع العلم بان الرد كان جاهزاً. ولكن الخوف من ؟ ماذا بعد الرد سيحدث ، فالكرنب اسمه كبير .
# وماذا عن أول ليلة رديح تسلمتها كقائد لصف املج ؟
بعد وفاة حامد الصيدلاني قطع اخوه عبدالله الصيدلاني عهداً على نفسه بعدم اللعب في ليالي الرديح ، فتوقفت مشاركة صف املج لفترة تتجاوز التسع سنوات في ليالي الرديح ، مع العلم ان الصف كان موجوداً ولكن بدون شاعر '' يعني صف بحرية فقط '' وتُوجه له بعض الدعوات في ليالي الرديح وتُلبى الدعوة ، استمر الحال خلال هذه الفترة المذكورة وبعدها أتت ليلة زواج '' عبدالله مبارك '' قبل عشر سنوات تقريباً فكانت هي الليلة الأولى التي تسلمتها كقائد لصف املج ، ومن بعدها توالت الليالي ، ولكن أول رديح حضرته وشاركت فيه فعلياً كان قبل ذلك في مدينة ينبع البحر في زواج أبو عيسى .
# لماذا نجد صف املج في بداياته يتقبل الوضع في الليلة بلحن أو لحنين على الأكثر ؟
الحقيقة توزيع اللعب يفرض ذلك إذا كان هناك اكثر من صفين إضافة إلى محاولتنا في تثبت اقدامنا والعودة الى ليالي الرديح بعد وفاة الشاعر الكبير حامد الصيدلاني وابتعاد اخيه عبدالله الصيدلاني رحمهما الله .
# في رأيك ما الحل الناجع لهذه المعضلة ؟
أن تكون الدعوة قاصرة على صفين فقط ..
# وما الليلة التي تعتبرها بالفعل الانطلاقة الحقيقة لعودة صف املج إلى الرديح ؟
ليلة رديح في املج كانت هي الفيصل اما استمرار إلى ما شاء الله أو انتكاسة قوية غير محمودة العواقب ..فالاختبار الحقيقي لصف املج كان أمام صف ينبع بقيادة الشاعر المعلم عايد حامد القريشي '' شفاه الله '' في رديح '' عبدالله الحبيشي '' في مدينة املج حيث حضر صف ينبع البحر متكاملاً الشاعر عايد القريشي والدميخي والدبيش وناصر الحجوري ومجموعة كبيرة من الشعراء وكان على ما يبدو بان هناك اتفاق خفي '' لتهميش '' صف املج بحيث ينقسم صف ينبع إلى قسمين ويكون اللعب بينهم لكن رفضنا هذا الكلام جملة وتفصيلاً واذكر بان الشاعر الدبيش حاول أن يلعب ويشارك صف املج '' لاستلام الكلام '' ولكن رفضناه بكل أدب واحترام فرجع الى صف ينبع . فكانت بداية الكلام في تلك الليلة .. لصف ينبع فقال :
لوجود منهو علينا يمون= بدري حضرنا بلا تاخير
سلام ومن السلام يكون= وزعة وحشمه مع التقدير
فكان سلاماً جميلا ، خفف الكثير عنا وأعطانا دافعاً قويا لمواصلة الليلة ، ولكن لحن '' مالك الروح '' كان الاختبار الحقيقي حيث قال :.
صف ينبع
يا ليل تاجك ترسمناه= فاللي حصل من صفا ونجوم
واللي مع الأنس عاصرناه =زادت زيادة عليه اليوم
صف املج :
الليل معكم تقاسمناه= فاللي حصل من صفا ونغوم
يا صفوة القيل جانا غناه= طاب السهر ما بغينا النوم
صف ينبع
الليل حنا تنصبناه =وغيرنا ما لقى مقسوم
واللي مطابق معي معناه= فالجاي نلقى عليه اللوم
صف املج
ما نقول في حقكم مشناه =عادتنا ضيفنا محشوم
ما انته لنفسك حكم وقضاه= خل الحكم للذي فالحوم
فحينما سمع الشاعر الكبير عايد القريشي غضب وقال لرفاقه '' تستاهلون ما جاكم '' .
قوة الرد اغضبت القريشي من رفاقه في رديح أملج الفاصل!
حوار : ضمن السناني - ينبع
من شموخ النخيل وصمت التلال الذهبية واهازيج الامواج التي تردد الجبال الحانها بعذوبة يفوح منها عبق الحوراء بماضيها التليد وحاضرها المجيد نشأ وترعرع الشاعر محمود عزازي '' شاعر الحكمة '' الذي تتلمذ وتعلم بين اروقة مدرسة الصيدلاني الشعرية الفردية ليصبح الشاعر والقائد الذي يشار له بالبنان . تقلد قيادة صف املج قبل عقد من الزمن ، يمتاز شعره بالرصانة والفصاحة وعذوبة الألفاظ وسلاستها وتسلسل الأغصان حتى الوصول إلى المعنى المطلوب ، نجد في شعره رجاحة العقل وسعة البال وقوة الكلمة .... شارك في الكثير من ليالي الرديح السابقة والحالية ، له مراسلات عديدة مع كبار الشعراء والشعراء الشباب ، وله أيضا زهورات عديدة في شتى المجالات .. محمود عزازي فتح قلبه بكل أريحية لصفحة (شعبي) المدينة ليحدثنا عن ذكريات البداية وخبرة السنين في الحوار التالي :.
# ما الذي بقي من عبق البدايات في ذاكرة أبو فياض ؟
منذ نعومة أظافري وأنا عاشق لشعر الكسرة وليالي الرديح بحكم البئية التي ترعرعت ونشأت فيها فكانت املج في تلك الليالي تعج بجميع الالعاب الشعبية وعلى راسها الرديح ، اما بدايتي الحقيقية فكانت عام 1387 هـ حيث كان عمري في تلك الفترة لم يتجاوز السابعة عشرة عاما وكنت مولعاً بالكسرات ففي احدى الليالي في ذلك الوقت كنت جالساً عند الشاعر الكبير والفذ حامد الصيدلاني وأخيه عبدالله الصيدلاني وكانت ليلة رديح بين صف املج وصف ينبع حدث أن هناك كلمة '' سرت '' في اللحن فذكرت ذلك للشاعر حامد الصيدلاني الذي سارع في تغيير الكلمة قبل دق الزير .
الم تكن لك كسرات شاركت بها في تلك الليالي أو بعض الأغصان ؟ كانت تلك الفترة تعج بعمالقة الرديح وأنا بحكم سني كنت اقدر ذلك وكنت افضّل الاستماع لكي اتعلم واستفيد اضافة الى ذلك كان الشاعر حامد الصيدلاني يرفض مشاركة أي شاعر معه سوى اخيه عبدالله الصيدلاني .
# وما الذي استفدته من مدرسة الصيدلاني الفريدة ؟
قوة الكلمة ، وسرعة البديهة وفي كثير من الأحيان يمتاز بسعة البال ، حتى انني اتذكر ليلة قال فيها الكرنب:.
سابق لكم ما حسينا القيل= ولا مجيّك حسبناله
والآن جينا لكم تكميل= بنشوف ميلك وعداله
فكانت من سعة صدر الصيدلاني ..
قوله خلافكم ما نبي تبديل =وادور كملي على امثاله
ابغى اسمع القول بالتفصيل= ونأخذ على قدر مكياله
وايضاً استفدت منه '' رحمه الله '' الأدب في التعامل واحترام الصف المقابل .. واذكر أول كسرة شرفني بها حيث يقول لي الشاعر حامد الصيدلاني :
قالوا لنا استاذ ومعلم= وقلت أنا ابساله بسؤال
الشعر مع كل متكلم =من ضيق والا سعة فالبال
فكان ردي عليه :
مُجمل تحيات ومسلم= يا مبدع القيل للاجيال
انا معك صرت متأقلم= إعجابنا فوق ما ينقال
نلت الشرف بس متعلم =إجابتي ما تجيب إكمال
الشعر مكنون متظلم =من منتهى ذروة الأهوال
# من خلال متابعتنا للدواوين الشعرية الخاصة بشعر الكسرة وليالي الرديح لم نجد لك أي مراسلات او كسرات خاصة لك فما هي الاسباب ؟
أنا لا اعتبر الشعر راس مال فلست حريصاً على النشر وأيضا لست حريصاً على التواجد في الدواوين والإصدارات الشعرية ولست حريصاً على طباعتها ولا أفكر في ذلك إطلاقا ولكني احتفظ ببعض المجلدات التي تخصني ، ولكن هناك مشاركة لي في المستقبل القريب في موسوعة أهل الكسرة للأستاذ عبدالرحيم الاحمدي بعد أن طلب مني ذلك .
هل لك مراسلات مع كبار الشعراء في السابق ؟
الحقيقة بان الكسرات التي تصلني أقوم بالرد عليها في الحال مع العديد من الشعراء سواء الكبار او الشباب وهناك شعراء كبار لم تتم بيننا مراسلات لا في السابق ولا في الوقت الراهن .
# وما اجمل المراسلات التي تمت بينك وبين الشعراء ؟
هناك مراسلات كثيرة أتشرف بها ولعل من أجملها المراسلة الاخيرة التي بيني وبين الشاعر القادم طلال سويعد ، حيث اعجبني اسلوبه الحديث الجميل في نظم الكسرة من خلال متابعتي له عبر جريدة المدينة .
# وما هي الكسرة التي يعتز بها محمود عزازي ؟ وما مناسبتها ؟
اعتز بالكثير من الكسرات لأنها تحمل ذكريات عزيزة علي ، ولكن تبقى الكسرة التي اقول فيها ياللي تقول القساواة ليه وما همك الوقت صكاته قلّبني الوقت بين يديه حتى تعلمت دقاته ولكن اعتذر عن ذكر المناسبة .
وهل أنت من مؤيدي التجديد في شعر الكسرة ؟
لا شك بان التجديد يعد أمرا حتمياً في شعر الكسرة لكي نتعايش مع العصر الحالي ، فهناك كلمات في اللغة قديمة قد اندثرت ولا تستخدم في وقتنا الحاضر ، فاستعمالها لا يجعل الكسرة مفهومة نوعاً ما ، فالاجدر ادراج كلمات تكون متداولة بيننا حتى يسهل الفهم وتُّوضح الفكرة ، وأيضا هناك كلمات تتجدد في كل عصر .. وما الكسرة إلا جزء من ثقافة العصر الذي نعيشه .
قرأت لك بعض القصائد الجميلة فأيهما سبق الآخر شعر النظم أم شعر الكسرة في بداياتك ؟
بسبب الاهتمام الزائد في تلك الفترة فقد توليت في البدء في شعر الكسرة وأما شعر النظم فقد بدأت به متأخراً بعض الشيء فتجدني لا اميل له كثيراً .
# ذكر الأديب عواد الصبحي في إحدى مقالاته بان الرديح لم يُعرف باملج حتى نهاية 1380هـ فهل توافقه فيما ذكر ؟
قد تكون الذاكرة خانت الأستاذ عواد الصبحي فالرديح في املج قبل السبعينات فقد كان هناك شعراء رديح لهم وزنهم وكلمتهم مثل الشريف عون والشيخ عابد الشاهين وابن ربيعان السيد وعودة الحساني وكانت الليالي التي تقام مختصرة داخل املج بين شعراء املج أنفسهم .
# لكن هناك من يؤكد بان الرديح قدم لاملج عن طريق حامد الصيدلاني واخيه ؟
الكلام هذا ليس صحيحاً فالرديح متواجد قبل الصيدلاني ، ولكن كما ذكرت لك بأنه كان مختصراً على شعراء املج فقط ولكن الصيدلاني واخيه عبدالله يعود لهما الفضل في الخروج به من نطاق املج لمواجهة شعراء الينبعين .
# وما الذي تذكره عن ملامح الرديح في تلك الفترة ومواجهة شعراء الينبعين ؟
الحقيقة بان الشاعر حامد وأخيه عبدالله الصيدلاني كانا خير ند لمواجهة شعراء الينبعين .
وما اصعب موقف حضرته في تلك الفترة ؟
اذكر في إحدى الليالي حضر لاملج صف ينبع البحر بقيادة الشاعر الكبير '' الكرنب '' وبرفقته ذيبان الفايدي ومجموعة كبيرة من البحرية في حفل '' حامد الكبيدي '' في بداية التسعينات هجرياً فدق الزير وقال الكرنب كسرة يعاتب فيها الشاعر حامد الصيدلاني '' لا تحضرني الآن '' ولم يرد أحد عليه من شعراء املج بسبب عدم وجود الشاعر حامد الصيدلاني الذي دعاه '' راع النوب '' متأخراً فرفض الحضور بسبب عدم دعوته في وقت مبكر ، وليس في نفس الليلة فالعم حامد الصيدلاني '' رحمه الله '' كان يُطلق عليه الشاعر العنيد وفي نهاية الأمر رجع الكرنب وصفه إلى ينبع ولم يلعبوا تلك الليلة .
# ولماذا لم تبادر وترد على الكرنب بحكم تواجدك في مكان الرديح ؟
-
الحقيقة رهبة الموقف وصغر سني وقوة شاعرية الكرنب جعلتني أتردد مع العلم بان الرد كان جاهزاً. ولكن الخوف من ؟ ماذا بعد الرد سيحدث ، فالكرنب اسمه كبير .
# وماذا عن أول ليلة رديح تسلمتها كقائد لصف املج ؟
بعد وفاة حامد الصيدلاني قطع اخوه عبدالله الصيدلاني عهداً على نفسه بعدم اللعب في ليالي الرديح ، فتوقفت مشاركة صف املج لفترة تتجاوز التسع سنوات في ليالي الرديح ، مع العلم ان الصف كان موجوداً ولكن بدون شاعر '' يعني صف بحرية فقط '' وتُوجه له بعض الدعوات في ليالي الرديح وتُلبى الدعوة ، استمر الحال خلال هذه الفترة المذكورة وبعدها أتت ليلة زواج '' عبدالله مبارك '' قبل عشر سنوات تقريباً فكانت هي الليلة الأولى التي تسلمتها كقائد لصف املج ، ومن بعدها توالت الليالي ، ولكن أول رديح حضرته وشاركت فيه فعلياً كان قبل ذلك في مدينة ينبع البحر في زواج أبو عيسى .
# لماذا نجد صف املج في بداياته يتقبل الوضع في الليلة بلحن أو لحنين على الأكثر ؟
الحقيقة توزيع اللعب يفرض ذلك إذا كان هناك اكثر من صفين إضافة إلى محاولتنا في تثبت اقدامنا والعودة الى ليالي الرديح بعد وفاة الشاعر الكبير حامد الصيدلاني وابتعاد اخيه عبدالله الصيدلاني رحمهما الله .
# في رأيك ما الحل الناجع لهذه المعضلة ؟
أن تكون الدعوة قاصرة على صفين فقط ..
# وما الليلة التي تعتبرها بالفعل الانطلاقة الحقيقة لعودة صف املج إلى الرديح ؟
ليلة رديح في املج كانت هي الفيصل اما استمرار إلى ما شاء الله أو انتكاسة قوية غير محمودة العواقب ..فالاختبار الحقيقي لصف املج كان أمام صف ينبع بقيادة الشاعر المعلم عايد حامد القريشي '' شفاه الله '' في رديح '' عبدالله الحبيشي '' في مدينة املج حيث حضر صف ينبع البحر متكاملاً الشاعر عايد القريشي والدميخي والدبيش وناصر الحجوري ومجموعة كبيرة من الشعراء وكان على ما يبدو بان هناك اتفاق خفي '' لتهميش '' صف املج بحيث ينقسم صف ينبع إلى قسمين ويكون اللعب بينهم لكن رفضنا هذا الكلام جملة وتفصيلاً واذكر بان الشاعر الدبيش حاول أن يلعب ويشارك صف املج '' لاستلام الكلام '' ولكن رفضناه بكل أدب واحترام فرجع الى صف ينبع . فكانت بداية الكلام في تلك الليلة .. لصف ينبع فقال :
لوجود منهو علينا يمون= بدري حضرنا بلا تاخير
سلام ومن السلام يكون= وزعة وحشمه مع التقدير
فكان سلاماً جميلا ، خفف الكثير عنا وأعطانا دافعاً قويا لمواصلة الليلة ، ولكن لحن '' مالك الروح '' كان الاختبار الحقيقي حيث قال :.
صف ينبع
يا ليل تاجك ترسمناه= فاللي حصل من صفا ونجوم
واللي مع الأنس عاصرناه =زادت زيادة عليه اليوم
صف املج :
الليل معكم تقاسمناه= فاللي حصل من صفا ونغوم
يا صفوة القيل جانا غناه= طاب السهر ما بغينا النوم
صف ينبع
الليل حنا تنصبناه =وغيرنا ما لقى مقسوم
واللي مطابق معي معناه= فالجاي نلقى عليه اللوم
صف املج
ما نقول في حقكم مشناه =عادتنا ضيفنا محشوم
ما انته لنفسك حكم وقضاه= خل الحكم للذي فالحوم
فحينما سمع الشاعر الكبير عايد القريشي غضب وقال لرفاقه '' تستاهلون ما جاكم '' .