المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة لكتاب الفران من قبل الوافي



صديق قديم
04-05-2002, 12:42 AM
الشاعر والكاتب ابراهيم الوافي ..قام بقراءة لكتاب ( ذيبان شاعر من الماضي للحاضر ) للشاعر فيصل فران
يسرني أن أنقله لكم بعد أن قام بنشره في منتدى الشعر المعاصر ..

-------------

شاعر من الماضي إلى الحاضر .. حلقة من حلقات الوفاء لأحد أعلام الكسرة ..‍‍






--------
قبل أيام صدر للصديق الشاعر فيصل فران كتاب ( شاعر من الماضي إلى الحاضر ) ذيبان الفائدي ، وهو ضمن سلسلة من المؤلفات ذات الطابع العَلَمي التي تهدف إلى جمع الموروث الشعري المتمثل بالكسرة من خلال إحدى شخصياتها الشعرية ذات الحضور المؤثر في مسيرتها ..
وقد سبق هذا المؤلف فكرة وتوجها كتاب ( الكرنب ) للصديق محمد مسعود ، وكلا الكتابين يسيران في تيارٍ واحد هدفه جمع التراث والاحتفاء به من خلال شخصياته ...
والحقيقة أن حركة التأليف في ( شعر الكسرة ) حركة وليدة مقارنة بأقرانها من الأشعار المحكية إذ إنها لاتتجاوز ربع قرن على الأرجح في مسيرتها على اعتبار أن كتاب ألف كسرة وكسرة للباحث القدير عبد الرحيم الأحمدي كان بمثابة نقطة الضوء الأولى التي تحتوي هذا الفن وتضيء مساحته ، ومن ثم كان ظهور كتاب كسرات الينبعين ذي الطابع المعجمي خطوة أخرى وقفزة متطورة في محاولة الاحتفاء بهذا الموروث الشعري .. مما يعني ندرة المراجع التي تواجه الباحث في هذا الفن ، وتدفعه بصورة أو بأخرى إلى أن يعتمد على الرواة في جمع هذا الموروث وتدوينه .. بل إن الكتابين السابقين دخلهما بعض الإشكاليات في الرواية نتيجة اعتمادهما على الرواية السمعية ..

ولسنا هنا في صدد مناقشة هذا .. بل نهدف من خلاله إلى توطئة ( منطقية ) لاستعراض هذا الكتاب الصادر حديثا والذي يجمع فيه الصديق الفران شعر أستاذه ومعلمه ذيبان الفائدي ضمن دائرة مضيئة من الوفاء والتقدير لرجل تقلب طويلا في ساحات الكسرة كشاعر للرديح وكرجل رائد تتلمذ على يديه الكثير من الشعراء الشباب ، مستشعرين في الوقت ذاته الجهد الذي يمكن أن يبذل في جمع موروث بلا تاريخ موثق اللهم إلا ما تخثر في دفاتر اولئك المهتمين اهتماما شخصيا بكتابة الكسرة
والاحتفال بها بدون أن تغلفهم الحيطة أو الدقة لأنهم إنما يدونونه لأنفسهم ..
-------
يبدأ الفران مؤلفه باستعراضه لمحتواه في الصفحات الأولى بعد أن صدره بإهداء إلى روح الشاعر ، تتجلى من خلال كلماته روح الوفاء التي دفعت الصديق الفران إلى التفكير في هذا العمل الوفي وهو عمل كما يبدو امتد التخطيط له في حياة الشاعر واكتمل ( واجبا ) بعد رحيله ..
ثم انطلق إلى استعراض موضوعاته ومحتواه بعد أن صدره للقراء الدكتور القدير ( عبد الله المعيقل ) أستاذ الشعر العربي الحديث بجامعة الملك سعود وابن ينبع موطن الكسرة الدائم ..حيث ( قرية سويقة ) بينبع النخل صوت الشعر ومنبت الشعراء ..
ثم يكشف المؤلف هدفه وغايته من مثل هذا المؤلف بعبارات عفوية على شكل تقديم مختصر ومبسط للكتاب ومسيرة العمل به ..

حياة الشاعر : واشتملت على عدد من الإضاءات في حياة الشاعر تفاوتت بين التقليدية والخاصة وغطَّت في جوانبها كافة حياة الشاعر الشعرية من خلال ( المعاصرة ..والوراثة وعلاقته بالشعراء والصحافة وعشاقه وجمهوره واستاذيته للشعراء الشباب وآراء الكثيرين فيه وأسباب غيابه عن ليالي الرديح ، ومواطن الجمال في شعره ) .. والحقيقة أن هذه الأخيرة وأعني بها مواطن الجمال في شعره .. كان بالإمكان تقديمها في المؤلف بصورة مختلفة بحيث تكون نتائجية وليست إقرار، أو أن تكون على شكل استفتاء مبسط ونتاج لسؤال يطلقه المؤلف لعدد من المشهورين بحسن تذوقهم لفن الكسرة وإدراكهم لمواطن الجمال فيها وإن كانت عبارة الصديق الفران التي وردت نصا ( نوجز لكم جزءا من هذه الأغصان وأترك لكم ما تبقى ) كانت عبارة حذرة واستشرافية ومخرجا جميلا لأي انتقاد يمكن أن يوجه للمؤلف ..
ثم بعد ذلك تعرض المؤلف إلى باب الرديح .. وبدأه بمقدمة تعريفية مختصرة لهذا الفن ، والحقيقة أنني كنت ومازلت أقول إن هذا الفن بحاجة ماسة لفصل كامل وليس لصفحة واحدة للتعريف بجوانبه كافة لاسيما في طيات الحديث عن علم من أعلامه تخلق جل شعره في رحم هذا الفن وهذا مالم يقم به أحد من الذين كتبوا عن أعلام هذا الفن بما فيهم الصديق الفرَّان في كتابه هذا ..
لندخل فيما بعد في أكثر أبواب هذا المؤلف تعقيدا وإشكالية .. وأعني به رصد تلك الليالي التي شارك فيها الشاعر .. ولعلني وأنا أستعرضها _ إضافة لباب المراسلات التي سيأتي التعرض إليه لاحقا _ أستشعر ذلك الجهد الخارق والحيرة الكبيرة في الأخذ والرد نتيجة انعدام التوثيق المنهجي أو الرواية المتواترة لجل هذه الليالي مما يجعل الخوض فيها أمرا واردا بما لها أو عليها ، والحقيقة أنني كنت ومازلت أرى أن الرواية السمعية ليست مصدرا كافيا وعلينا جميعا مراجعة كل المؤلفات وتوثيقها واعتمادها مرجعا مستقبليا لايقبل للقدح أو الشك لنتخلص من إشكاليات عده لعل أهمها إشكالية التداول فيما يخص كسرة الصف التي يتفرق بوحها على عدد من الشعراء في الصف الواحد .. ولعل الفهرس المعروض في الصفحات ( من 49إلى 54 ) من الكتاب عمل ذو شكل منهجي جميل فيما يختص بالإخراج والتوثيق ، لكن محتواه يظل إشكالية كبرى كما اشرت ..
ثم ينتقل المؤلف بعد استعراض مضنٍ لكل تلك الليالي التي شارك فيها الشاعر إلى باب المراسلات ، وهو الباب الأكثر تعقيدا في الكتاب لما هو معروف عن الشاعر المرحوم ذيبان كثرة ( مراسلاته ومجاملاته معا ) مما أفقد شعره ( أحيانا ) جانبا أو آخر من قوته نتيجة غزارة الإنتاج واستسهال الرد أو المجاملة فيه ..
من مثل قوله : ( يامرحبا ياهلا ياسيد // ياسيد الاسياد فاسياده ) الكتاب ص199
والحقيقة أن الصديق فيصل فران كما عرفت منه عانى كثيرا في جمع شتات هذه المراسلات وحاول أن يختار منها مايراه متوافقا مع شاعرية الشاعر إلا أنه كعمل اجتهادي وفق في جوانب منه وأخفق في أخرى نتيجة ماسبق وأن ذكرته من إفراط الشاعر _ المرحوم بإذن الله _ وتفريطه معا على مستوى كسرات المراسلات ..
ثم ينتقل المؤلف في كتابه إلى كسرات ( الزهورات ) كما أطلق عليها المؤلف .. وأعني بها تلك الكسرات ذات الأفق المنطلق من حيث الصياغة والتوقيت ، وهي غالبا ماتكون من أعذب الكسرات وأجملها نتيجة الشاعرية النابضة والدافعة لتخلقها دون أي مؤثرات خارجة عن إطار الشاعرية كما هو الحال في كسرات الرديح والمراسلات ، ومع ذلك فقد خرجت لنا بعض الكسرات في الكتاب دون المأمول من حيث القوة والحبكة ، وربما كان لتأثير المراسلات وكثرة الحضور ( في ليالي السمر والتعلم ) دور في ظهور بعضها دون المأمول ، وهو على كل رأي خاص لايمكن أن أعممه أوأطلقه في حق شاعر أثرى الكسرة وكان بحق أحد أعلامها البارزين .. بعد ذلك استعرض المؤلف كسرات الشاعر في رثاء أقرانه من الشعراء وختمها برثاء أقرانه له بعد رحيله .. وختم المؤلف صفحته بسطور بخط يده في مساحة خصصت عادة لقائمة المراجع التي اعتمد عليها الكتاب . وهي التفاتة ذكية جدا من المؤلف أعطت تلك السطور شحنة معنوية عالية من الصدق والموضوعية والعفوية معا ..

--------
حول الكتاب :
1) الكتاب جاء ضمن حلقة من حلقات الوفاء لشاعر أثرى الساحة ..وجاءت من أحد تلاميذه الذين تتلمذوا على يده ، مما يعطيه عمقا نفسيا جميلا ..
2) في الكتاب أخطاء مطبعية بصرية بل وربما إملائية في بعض الأحيان .. لكننا نؤمن تماما أن تدوين ( اللغة المحكية ) لايمكن أن يخلو من تلك الأخطاء على اعتبار أن اللغة الفصحى هي اللغة المكتوبة فقط ..
3) تبويب الكتاب جاء بطريقة علمية شاملة ..
4) الكتاب يعد بكل ماله أو عليه مرجعا جيدا لأحد أعلام الكسرة ، وأتوقع شخصيا أن يكون حلقة مهمة من ضمن حلقات الكتابة عن شعراء راحلين على اعتبار أنه يسير في ذات التيار الذي سار عليه كتاب الكرنب للصديق محمد مسعود .
5) لا يسعني في الختام إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير للصديق الفران على جهده الكبير ، ونأمل من الجميع التفاعل مع هذا المؤلف على اعتبار أنه جهد مضني يظل الهدف منه أولا وأخيرا خدمة الموروث .. ولعلني أجزم أن الصديق فيصل فران وضع في اعتباره الوفاء لهذا الرجل الذي قدم للكسرة ولطلابها الكثير الكثير من الثراء الفني ..


.. أرق التحايا للجميع

أبو رامي
04-05-2002, 02:25 AM
أشكرك أخي ( صديق قديم )
على نقل هذه القراءة المتأنية والضافية للصديق الشاعر ابراهيم الوافي الذي يعتبر أحد كبار النقاد والمنظرين لشعر الكسرة . ورأيه هذا يعول عليه ويستفاد منه .
أكرر شكري لك على اطلاعنا عليه .. فنحن جميعا في خدمة هذا الموروث .

ضمن السناني
04-05-2002, 01:41 PM
الأخ / صديق قديم

شكراً على حسن اختيارك لاسيما والأستاذ الشاعر/ ابراهيم الوافي

يعتبر الأفضل على مستوى نقاد الكسرة وكتابه وله أسلوب مميز في هذا المجال.

تحياتي لكما ومزيداً من الابداع

أبو ياسر
04-05-2002, 02:46 PM
الأخ/ صديق قديم
شكرا على هذه الماده القيمه
بصراحه لم أتشرف بمعرفة الأستاذ / الوافي
ولكن التحليل ممتاز وتناول جميع أبواب الديوان وهذا ما كنتا ننتظره ولنا أمل أن نرى تحليلا آخرا من أحد النقاذ0