أبو تركي
05-09-2004, 03:33 PM
خاطرة ...
في الدراسة الجامعية
إن الدراسة الجامعية لاتعني حفظ كتاب أو استظهار مذكرة حتى إذا أزفت ساعة الامتحان صب الطالب محفوظاته في ورقة الإجابة ، كما أنها لاتعني أيضاً تهيئة الطالب لمجرد حمل شهادة يفتتح بها أبواب الرزق ، حتى إذا تفتحت له هذه الأبواب كان ذلك أخر العهد بالكتب وقراءتها والمكتبات وارتيادها .
إنما تعني الدراسة الجامعية تكوين الطالب الجامعي على نحو يبعث قواه الفكرية وينميها تنمية منهجية هادفة ، ويولد فيه عادة التصور المنطقي للأمور والقدرة على إدراك العلاقات الداخلية بين الأشياء ، وقياس بعضها على بعض ، وإتمام بعضها ببعض .
ويفترض في الدراسة الجامعية أن تنتهي - نتيجة هذا المنحى - إلى إنشاء ملكة علمية في ذهن الطالب ، يفكر معها تفكيراً علمياً ، ويصدر في جميع أحكامه عن أصالة علمية ، ويصبغ ألوان سلوكه المعنوي والمادي بصبغة علمية .
ولنا أن نقول من جهة أخرى : أن العلم - في جوهره وعلى الحقيقة - هو فقه الكتاب والسنة ، وفقه السيرة نظراً وعملاً ، تصوراً وسلوكاً ، كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبلغّه وكما عرفه أبو بكر وعمر والحابة رضي الله عنهم وتمثلوه ، فكان دستور الحياة في كل جانب من جوانبها .
إن تحقيق الدراسة الجامعية بالمعنى الآنف يحتاج إلى أمور منها :-
1- جعل هذه الدراسة موضوعية لا كتابية بمعنى أنها تقوم على اختيار موضوعات المنهج الدراسي لتدرس في مصادرها الأصلية دون الاكتفاء بكتاب مقرر .
2- تعريف الطالب بمصادر ومراجع كل بحث من الأبحاث التي يدرسها ، وارشاده إلى كيفية الاستفادة منها وحضه على الاضطلاع بمسئوليته الجامعية هذه ألا وهي الاستفادة من المصادر والمراجع وإحكام التمرس بها .
ولست أبعد إذا قلت : أن العلم - في معنى من معانيه - هو معرفة المصادر والقدرة على الإفادة منها .
على أن مدلول الدراسة الجامعية - كما أشرت إليه - قد لايمكن أن يتكامل طفرة بل لابد من التدرج في الأخذ به ، والمهم هو إقراره من قبل الجامعيين ، والشروع في تطبيقه ، وإنهم لفاعلين بإذن الله تعالى .
والخلاصة أن الدراسة الجامعية هي تربية نوعية للطالب من خلال المصادر والمراجع ، ومن خلال التمرس بالإفادة منها ، وهي قبل ذلك وبعده عمل منهجي يهدف عندنا نحن المسلمين - بل يجب أن يهدف أصلاً - إلى إيجاد الإنسان المسلم المؤهل تأهيلاً أفضل للإضطلاع بما جعله الله سبحانه مستخلفاً فيه .
د. أحمد محمود الأحمد
1397هـ
في الدراسة الجامعية
إن الدراسة الجامعية لاتعني حفظ كتاب أو استظهار مذكرة حتى إذا أزفت ساعة الامتحان صب الطالب محفوظاته في ورقة الإجابة ، كما أنها لاتعني أيضاً تهيئة الطالب لمجرد حمل شهادة يفتتح بها أبواب الرزق ، حتى إذا تفتحت له هذه الأبواب كان ذلك أخر العهد بالكتب وقراءتها والمكتبات وارتيادها .
إنما تعني الدراسة الجامعية تكوين الطالب الجامعي على نحو يبعث قواه الفكرية وينميها تنمية منهجية هادفة ، ويولد فيه عادة التصور المنطقي للأمور والقدرة على إدراك العلاقات الداخلية بين الأشياء ، وقياس بعضها على بعض ، وإتمام بعضها ببعض .
ويفترض في الدراسة الجامعية أن تنتهي - نتيجة هذا المنحى - إلى إنشاء ملكة علمية في ذهن الطالب ، يفكر معها تفكيراً علمياً ، ويصدر في جميع أحكامه عن أصالة علمية ، ويصبغ ألوان سلوكه المعنوي والمادي بصبغة علمية .
ولنا أن نقول من جهة أخرى : أن العلم - في جوهره وعلى الحقيقة - هو فقه الكتاب والسنة ، وفقه السيرة نظراً وعملاً ، تصوراً وسلوكاً ، كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبلغّه وكما عرفه أبو بكر وعمر والحابة رضي الله عنهم وتمثلوه ، فكان دستور الحياة في كل جانب من جوانبها .
إن تحقيق الدراسة الجامعية بالمعنى الآنف يحتاج إلى أمور منها :-
1- جعل هذه الدراسة موضوعية لا كتابية بمعنى أنها تقوم على اختيار موضوعات المنهج الدراسي لتدرس في مصادرها الأصلية دون الاكتفاء بكتاب مقرر .
2- تعريف الطالب بمصادر ومراجع كل بحث من الأبحاث التي يدرسها ، وارشاده إلى كيفية الاستفادة منها وحضه على الاضطلاع بمسئوليته الجامعية هذه ألا وهي الاستفادة من المصادر والمراجع وإحكام التمرس بها .
ولست أبعد إذا قلت : أن العلم - في معنى من معانيه - هو معرفة المصادر والقدرة على الإفادة منها .
على أن مدلول الدراسة الجامعية - كما أشرت إليه - قد لايمكن أن يتكامل طفرة بل لابد من التدرج في الأخذ به ، والمهم هو إقراره من قبل الجامعيين ، والشروع في تطبيقه ، وإنهم لفاعلين بإذن الله تعالى .
والخلاصة أن الدراسة الجامعية هي تربية نوعية للطالب من خلال المصادر والمراجع ، ومن خلال التمرس بالإفادة منها ، وهي قبل ذلك وبعده عمل منهجي يهدف عندنا نحن المسلمين - بل يجب أن يهدف أصلاً - إلى إيجاد الإنسان المسلم المؤهل تأهيلاً أفضل للإضطلاع بما جعله الله سبحانه مستخلفاً فيه .
د. أحمد محمود الأحمد
1397هـ