المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تشوهات في وجه القلم



رضا الأهدل
31-07-2004, 06:55 PM
وجه القلم هو الكتابة، وما يعتريه من تشوهات ،تكون جليَّة وخفيَّة 0
فالجليَّة هي الأخطاء الإملائية والنحوية0
والخفيَّة هي الانحرافات العقديَّة0 (ما يخالف تعاليم الإسلام)

في الصحف يوجد متخصِّصون،يجمِّلون الجليَّة بتصحيح مقالات الكتاب قبل الطباعة0 والخفية علاجها مقص الرقيب، إن كان حاذقا، وإلا مرت،وبثت سمومها0
أما في المواقع والمنتديات فلا يوجد،من يقوم بهذا العمل، فينكشف عوار الكاتب0

فلا بد من عيادات التجميل، الخصوصيَّة ، والمعين الله على التبعات0

أولا – أ- بعض عيِّنات من التشوهات الإملائية:-
1- تشوهات درجة أولى، مثل{ (لكن) تصبح (لاكن) و(إلى) تتحول إلى (إلا) و هذا تصبح (هاذا) وغيرها كثير، }علاجها غير مكلف (مراهم تركيز بسيط) بمشاهدة رسم هذه الكلمات الصحيح في المقالات والمكاتبات0

2- تشوهات درجة ثانية مثل{ عدم التفريق بين التاء المفتوحة والمربوطة في مثل{مرتْ تاء التأنيث بعد الفعل مرَّ ومرَّةٌ بمعنى واحدة}، أو الخلط بين الأخيرة والهاء في آخر الكلمة أو عدم التفريق بين الألف المقصورة والياء في آخر الكلمة، أو عدم التفريق بين(ض) و(ظ) و(ق) و(غ) والأخيرة في النطق أبشع} ومثل كتابة الألف في ابن بين علمين والصواب حذفها كتابة مع بقاء النطق بها0
3- تشوهات درجة ثالثة ،مثل مشاكل رسم الهمزة (في أول الكلمة ووسطها وآخرها) وعلاج الأخريين في عيادة القواعد الإملائية0والذي لا يسعفه الوقت ، فعليه بكتابة موضوعه في(وورد) ففيه تصحيح إملائي ثم نسخه إلى الصفحة ، بعد إرسالها إلى سطح المكتب ، ومن ثم ترسل إلى الموقع ثانية0

ب- التشوهات النحوية لا تعد ولا تحصى، متمثلة في رفع المنصوب أو جره وعكسه،
وعدم التفريق بين الجملة الاسمية والفعلية0 وعلاج هذه في ترميم متناثر المعرفة بالنحو ، بدراسة كتب النحو الوظيفي وهي التي تعنى (بالأمثلة التطبيقية) أكثر من عنايتها بالقواعد النحوية0

ثانيا :- التشوهات الخفية (ما يخالف تعاليم الإسلام)
تكثر في الشعر والنثر ، كالحلف بغير الله ، أو ترديد كلمات المشركين (دعاء غير الله) أو أهل الإلحاد، مثل قولهم منحته الطبيعة،(أي أعطته) أو قولهم عن دفن الميت (دفن في مثواه الأخير) وكما هو معلوم فالقبر ليس آخر المنازل بل بعده بعث ونشور ثم حساب ثم إلى الجنة أو النار0
وقد تكون استهزاء بالله ورسوله والثوابت الدينية 0
وتكثر في الشعر الحديث(الغير مقفى) لاعتماده على الرمزية،وثورته على السائد والنمطي، فتجدهم يطلقون على المدن الإسلامية مثلا (مدائن الملح) أو (مدائن الظلام) وحياة الكهوف (نسبة لغار حراء وغار جبل ثور)والغار هو الكهف ففي الأول كان الوحي وفي الثاني كان الاختباء من قريش يوم الهجرة0 فالكهف رمز إسلامي فيه علامات النصر على أعداء الدين ومن يطارد المصلحين ولك أن تتأمل سورة الكهف وقصتها العظيمة(0الأوراق الصفراء) كتب المسلمين في العصور الأولى (السفاحون) أو (التتار0 الجلادون0 .........الخ) طلائع الفتوح الأولى للعصر الإسلامي وليس القصد الاستقصاء ، ولكن الحر تكفيه الإشارة0

والذي دعاني لإفراد هذه التشوهات وخاصة العقديِّة بموضوع خاص، هو استفحالها، حتى وصل الأمر ببعضهم، وقد صدق أنه كاتب يشار إ ليه بالبنان،جرَّاء المدح العاطفي، الممتطي صهوة (الهوى) أو (المجاملات) وكلاهما لا يواري هذه السؤة0 ومن صدق نفسه بأنه كاتب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وفيه شيء من هذه العيوب ولم يسع لعلاجها،أو يتداركها ، فلا نقل له إلا كما قال الشاعر:-


إن كنت تدري فتلك مصيبة= وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم


فلا بد لكل كاتب من وقفة مع النفس والتأمل لمعالجة الجليّة منها( فمن جد وجد، ومن زرع حصد)
أما الخفيّة فلا بد من الرجوع إلى الله فسوف نُسأل عن كل شيء، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم0
كما أهيب بإخواني المشرفين ، وهم أهل لذلك، بقمع الشوائب ، المتسللة لهذا المنتدى، في لباس النثر والشعر الحر، كما يزعم أصحابه ،أو محبوه 0 فمحبة ربنا ونبينا وديننا مقدمة على كل شيء0 والإشراف ليس بالأمر الهين ، فللمشرف التبعة من الخير كما لصاحبه ، والشر كذالك 0
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 0 وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه0