المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشعار للأطفـال ..



أروى
30-07-2004, 01:56 PM
اشعار للأطفال


وهذا باب جديد اردت انشاءه فى منتدانا القيّم , لعل من الأعضاء من يرغب فى تعليم اطفاله الشعر , بالاضافة الى كريم المعانى .

اتمنى من أي عضو يصادف قصيدة تعجبه ان يشاركنا بها , بشرط ان تكون باللغة الفصحى من الشعر العمودي او الشعر الحر ( شعر التفعيلة ) حتى يتعلم الأطفال ويتذوقون الموسيقى .

تحياتى للجميع ..

أروى
30-07-2004, 01:57 PM
الجَــــدَّةامير الشعراء احمد شوقى
لى جَدّةٌ ترأفُ بى أحنى عليّ من أبى
وكل شئٍ سرّنى تذهبُ فيه مذهبى
إن غضِبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تَغضَبِ
مشى أبى اليّ مشيةَ المؤدِّبِ
غضبانَ قد هدّد بالضربِ , وإن لم يَضرِِِبِ
فلم أجد لى منهُ غيرَ جَدتى من مَهربِ
فجعلتنى خلفَها انجو بها , واختبى
وهْىٍَ تقولُ لأبى بلهجةِ المؤنِّبِ
ويحٌ لهُ ! ويحٌ لهذا الولدِ المُعذَّبِ
ألم تكن تصنعُ ما يصنعُ إذ أنت صبى ؟

البيدر
30-07-2004, 03:32 PM
جميل هذا الفن يا أخت أروى
الفيل الوفي / د. حسين علي محمد
اسمعْ ما أحكيهِ الآنْ

فأنا فيلٌ عاشَ سنينَ كثيرهْ

ورأيتُ كثيراً منْ أيّامِ البهجةِ

وكثيراً منْ أيَّامِ الحرمانْ

أحكي لكمُ الآنْ

ما مرَّ بنا في العامِ الماضي

قبلَ وأثناءَ الفيضانْ

***
في العامِ الماضي جفَّ النَّهْرْ

مات الزرعُ

وجفَّ الضَّرْعْ

ولهذا

صرتُ أهيمُ على وجهي في أرضِ اللهْ

أبحثُ عمّا آكُلُهُ

فالقيْظُ شديدٌ

والخيْرُ شحيحْ

ولقدْ كنت

أحملُ في جوْفي الجوعَ

وفي الأحشاءِ الآهْ

اقتربتْ منِّي سيدةٌ فاضلةٌ سمراءْ

نَفَضتْ عنْ كتفيْها بعضَ الأتربةِ

وكانتْ تبدو في إعْياءْ

مدَّتْ لي بيديْها السمراويْنِ الخضراواتِ ، أكلْتْ

وتقدَّمْتُ إليْها

لأساعدَها

فيما تعْملُهُ

وابتسَمَتْ، فتقدَّمْتُ

نطقَتْ، قالتْ: إني أقدرُ أنْ أعملْ

شكراً لكْ.

كانتْ عيناها الباسمتانِ تقولانْ:

لمْ أتقدَّمْ بالخضرواتِ إليْكَ الآنْ

كيْ تحملَ عنِّي

أوْ تعملَ بدلاً مني

إنك لوْ تعملَ هذا، تتعبُني

طلبَتْ منِّي

أن أحضر كلَّ صباحٍ للحقْلْ

***
مرَّتْ بعضُ الأيّامِ القائظةِ، وكنتْ

أتقدَّمُ كلَّ صباحْ

للسيدةِ، فآكلُ وأُساعدُها

والسيدةُ تُقدِّمُ لي ما يكفيني في الليلْ

وأعودْ

أحملُ في قلبي الشُّكرْ

أتمنَّى لو أقدرُ أنْ أفعلَ شيئاً

للسيدةِ السمراءْ

***
وحَكَتْ لي قصَّتَها ذاتَ صباحْ

الاسمْ: "إحسانْ"

أرملةٌ تقتربُ من الخمسينْ

ذهَبَ الأطفالُ مع الزَّوْجِ صباح العيدِ

إلى القريةِ مُبتهجينْ

ليزوروا عمَّتَهمْ "إيمان"

ماتوا في حادثةٍ بشعهْ

إذْ غرقوا في النهرِ جميعا


بقِيَتْ "إحسانُ" وحيدهْ

تشربُ من حزنِ الأيَّامْ

تزرعُ قطعةَ أرضٍ خضراواتْ

وتعيشْ

في كوخٍ في طرْفِ الأرضْ

وتُعاني من قسوةِ جارٍ يُدْعى "غيلانْ"

أنا أيضاً معْ رفقائي الأفيالِ نُعاني منْهْ


"كانَ يرى الأفيالْ

تخترقُ حقولَ الخضراواتِ

فيرشُقُ أسلاكاً، أوْ أشواكاً تدمي أرجلنا

حينَ نمُرُّ بأرضِهْ

***
ذات مساءٍ كان شديدَ الإظْلامْ

فاضَ النهرُ

وأغرقَ أرضَ الوادي كلِّه

كانتْ "إحسانُ" المسكينةُ نائمةً في الكوخٍ

فطرقْتُ البابْ

أشرْتُ إلى النهرْ

لكنَّ المسكينةَ ضحِكتْ

كانتْ تحسبُ أنَّ النهرَ أتى بالخيْرْ

ورأيتُ البسمةَ تعلو شفتيْها، فصَرَخْتْ

وتنبَّهتِ المسكينةُ ساعتَها

حملتْ ما تقدِرُ، ركِبَتْ فوقي

وجريتُ إلى منطقةٍ تبعُدُ ميليْنِ عن الوادي

وقضيْنا أسبوعاً

عُدنا بعدَ الأسبوعِ إلى الوادي

كانتْ جثةُ "غيلانَ" وراءَ الكوخِ الأخضرِ مُنتفِخَهْ

حزِنتْ "إحسانْ"

وحفَرْنا الأرْضَ، وواريْناهْ

قلتُ "لإحسانْ":

هذا الرجلُ القاسي حاربَنا

وَضَعَ الشَّوْكَ لنا

كيْ يُدمي أرجلَنا

هذا الرجلُ القاسي كانَ يُفكِّرُ في قتلِكْ

كيْ يأخذَ قطعةَ أرضِكْ

هذا قَدَرُ اللهِ المحتومُ "لغيلان"

ليسَ من الصُّدفةِ يا "إحسانْ"

أن يأْتيَ هذا الفيَضانْ

بالخيْرِ لكلِّ الناسْ

ولتصرعَ "غيلانَ" الأحقادُ

أروى
30-07-2004, 03:49 PM
جميلة جدا

شكرا لك , واتمنى من الجميع المشاركة

تحياتى ..

أروى
30-07-2004, 03:54 PM
المدْرَسَة
امير الشعراء احمد شوقى


أنا المدرسةُ اجعلنى كأمٍّ . لا تمِلْ عنّى
ولا تفزعْ كمأخوذٍ من البيتِ إلى السجنِ
كأنى وجهُ صيّادٍ وأنت الطيرُ فى الغصنِ
ولا بدَّ لك اليومَ - وإلا فغداً – مِنّى
أو استغنِ عن العقلِ إذنْ عَنّيَ تستغنِى
أنا المصباحُ للفكرِ أنا المِفتاحُ للذِّهنٍ
أنا البابُ إلى المجدِ تعال َادخلْ على اليُمنِ
غداً ترْتَعُ فى حَوْشى ولا تشبَعُ من صحْنى
وألقاكَ بإخوانٍ يُدانونَكَ فى السِّنِّ
تُناديهمْ بيا فكرى وياشوقى ويا حُسنى
وآباءٍ احَبُّوكَ وما أنت لهم باْبنِ

البيدر
30-07-2004, 07:18 PM
فائدة في شعر الأطفال ( منقول ) :
للشعر وقع خاص في نفوس الأطفال منذ الأيام الأولى للولادة، فالأطفال يحبون الشعر، ويطربون لأنغامه، وإن لم يفهموه في سنيهم الأولى، وتحرص الأم على هدهدة طفلها بالكلمات الموزونة ذات اللحن والإيقاع، ويشعر الطفل عند ذاك بالرضى والارتياح والاسترخاء، وقد ينام على هذه الأنغام الحلوة، وعندما يكبر يحفظ بعض الأشعار ذات البحور القصيرة.
ويستفيد الطفل كثيراً من سماع الشعر وحفظه، إذا كان مناسباً من ناحية ألفاظ الشعر وموسيقاه وصوره الفنية، وذلك يعتمد إلى حد كبير على موهبة الشاعر وثقافته وتجربته، وتفاعله مع التجربة الحية النابضة وتفاعله مع إحساس الطفل وفهمه.. ويمكننا أن نجمل الصفات المناسبة لشعر الأطفال في الآتي:
1- الحرص على اللغة الشعرية عبارة وصورة.
2- الاهتمام بالبحور ذات الإيقاع الساحر الجذاب.
3- يسر الأفكار والمعاني وسهولتها.
4- اختيار موضوعات تتناسب وواقع الطفل واهتماماته الإسلامية.
5- وضع أغاني الأطفال التي تبث عبر التلفاز والمذياع تحت توجيه علماء الدين والنفس والتربية، لأن الأطفال يحفظون تلك الأشعار.
6- وحدة القافية لما فيها من آثار داخلية في نفسية الطفل.
إن الإجلال الذي يتوارثه الطفل المسلم نحو الله و قرآنه، إجلال عميق، نلحظه على ألسنة المحدثين، ونسمعه من القراء، حيث يعم الخشوع والانصات، وحيث تتوارد الحكمة القدسية والآداب الربانية . وهنا مثال لشعر إسلامي يؤصل مفهوم الحج في نفس الطفل

إلــهنا مــا أعـــدلك=لبيك لا شريك لك
يـا ربنـا دعوتنــــــا=لبـيتك الحرام
لـتزدهـي قبـضـتنا=براية الإسلام
وتــرتـوي أرواحــــنا=بالحب والسلام
نــدعوك يـا مـن قـد ملك=لـــبيك لا شــريك لـك
***=***
جـــئنا يــــمر خطونا=على خطى محمد
لنســتعيد أمسنا=ونستعد للغد
فـهـذه أمتنا=شدت يداً على يد
نهتف أن الحمد لك=لبيك لا شريك لك


تحياتي ،،، البيدر

أروى
31-07-2004, 12:22 AM
اخى البيدر

شكرا لمشاركاتك الطيبة .. ارجوك ان تذكر لى جنسية الشاعر الدكتور حسين على محمد , وان تذكر لى اسم وجنسية صاحب القصيدة الدينية . لأنى انشر اشعارا للطفال فى المجلة التى اعمل بها (الشرق الدولية) ولابد بالنسبة للشعراء غير المصريين ان اقول الشاعر السعودي الشاعر الكويتى وهكذا .

وبالمناسبة انا لى قصيدة دينية اسمها الأبجدية النبوية يذيعها التليفزيون المصرى (القناة الأولى ) فى كافة المناسبات الدينية وهى من 28 مقطعا تبدأ بحرف الألف حتى حرف الياء وهى تنطق الحرف فى بداية المقطع ويكون هو القافية مثل (ألفٌ أتى نورٌ ولاح ضياءُ *** وتلألأت بمحمدَ الأجواءُ ) أو (ضادٌ ضبابٌ ران فوق الأرضِ )وهى معدة مسرحياً ويلقيها سبعة اولاد وسبع بنات بالتبادل من فرقة شهيرة جدا فى صعيد مصر اسمها "الفرقة القومية لأطفال العسيرات" .. وقد توقفت الفرقة منذ عامين أو اكثر بسبب صعوبة ايجاد بدلاء للأطفال الذين يكبرون ويتركون الفرقة وخاصة البنات .

تحياتى ..

أروى
31-07-2004, 12:28 AM
الأخ الفاضل الأستاذ الجهنى

أرجو تعديل كلمة (بهجة) الى (بلهجة) فى قصيدة احمد شوقى ( الجدة) لكيلا ينقلها أحد بهذا الخطأ المطبعي .

تحياتى وشكرى ..

تمّ التعديل ... إدارة المنتدى

البيدر
31-07-2004, 02:34 AM
أختي الفاضلة / أروى......... أشكرك كثيرا ........ وبعد
نحن أمام عملاقة في الأدب - تعمل في مجلة الشرق الدولية بمصر ولها قصيدة تُذاع في التلفزيون المصري وهي بحق مكسب لهذا المنتدى ....
ونأمل منها أن تعرفنا بنفسها في صفحة مستقلة تذكر بها سيرتها التعليمية والمهنية وهل يوجد لهذه الجريدة موقع على الانترنت لكي تعم الفائدة للجميع كما أتمنى من كل قلبي أن أقرأ قصيدة حروف التي أشرت إليها آنفاً فمطلعها جميل جدا --- يا حبذا !
أما بالنسبة لـ د . حسين علي محمد فهو من كنانة العرب ( مصر ) وربما لعمله في السعودية لم يكن مألوفا لديك وهاكِ سيرته الذاتية :
الدكتور / حسين علي محمد حسين.
-من مواليد قرية العصايد، مركز ديرب نجم، محافظة الشرقية، في 5/5/1950م.
-متزوج، وله أربعة أبناء وبنتان.
-حصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب-جامعة القاهرة عام 1972م.
-حصل على الماجستير من كلية دار العلوم-جامعة القاهرة عام 1986م عن رسالته "عدنان مردم بك شاعراً مسرحيا".
-حصل على الدكتوراه عام 1990م من كلية الآداب ببنها-جامعة الزقازيق عن رسالته "البطل في المسرحية الشعرية المعاصرة في مصر".
-عمل في الفترة ما بين 1972-1990م في وزارة التربية والتعليم بمصر مدرساً في التعليم الإعدادي فالثانوي.
-أُعير للعمل بوزارة التعليم باليمن في الفترة ما بين 1985-1989م.
-يعمل منذ عام 1991م أستاذا مساعداً في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
-رقي إلى درجة أستاذ مشارك عام 1997م.
وعذراً على القصيدة الدينية فلا أعرف لها صاحبا فقد وردت هكذا في المقال .
وسوف أورد تباعاً بعض روائع الدكتور حسين وشعره للأطفال .

البيدر
31-07-2004, 02:40 AM
ملجأ الأطفال - د . حسين علي محمد
اسمي حمدان

أتحدثُ معكمْ عبرَ قرونِ التاريخْ

بلدي الفسطاطُ العربيَّهْ

أصنعُ سجَّاداً وأُزخرفُهُ كعروسْ

تعرفُني كلُّ المدُنِ وتعشقُ مصنوعاتي

في أثتاءِ الأسفارْ

أجدٌ الأطفالَ عرايا .. يفترشونَ ترابَ الأرضِ فأحزنَ

أتمنَّى أنْ يجدَ الأطفالُ بيوتاً

تحميهمْ منْ حرِّ الشمسْ

وتقيهمْ شرَّ الأمطارْ

لكنْ .. ماذا أفعلْ؟

ماذا يُمكنُني أنْ أفعلْ؟

***
بالأمسْ

جاءَ إلى السوقِ الفارسُ "نعماتْ"

كان يُرافقُهُ قارعُ طبْلِ الملكِ .. وأعلن في الطرقاتْ

أنَّ الملك يُنظِّمُ في غَدِهِ أُمسيةً للقصصِ وللأشعارْ

والفائزُ في هذهِ الأمسيةِ سيأخذُ ألفيْ دينارْ

***
حانَ الوقتُ

ووقفْتُ أمامَ البابِ كثيراً أنتظرُ الدَّوْرْ

قال الشعراءُ الشِّعْرَ

وقصَّ القصاصونَ حكاياتْ

لمّا أدخلني الفارسُ "نعماتْ"

قلت:

"أفسِحْ لي صدْراً يا موْلايْ

كانْ ..
يا ما كانْ"

في يوْمٍ منْ أيَّامِ الصَّيْفْ

ذهب "سمارا" النجَّارُ لقطْعِ الأشجارِ من الغابهْ

فاقتربَ الفارسُ منهُ وقالْ:

أرجو أن تبتعِدَ الآنْ

فالملكُ سيأْتي بعدَ ثوانْ

في موْكبِهِ الملكِيّْ

وقف "سمارا" خلفَ الأشجارْ

يرقبُ هذا الملكَ المحبوبْ

وتصادفَ أنْ جلَسَ الملكُ وأصحابُهْ

في ظلِّ الشَّجَرهْ

أغفى الملكُ قليلاً

فتشاجَرَ رجلانْ

منْ حاشيَتِهْ

وصحا الملكُ سريعاً مفْزوعاً

وهو يقولْ:

"لآ أقدرُ أن أغْفُوَ أبداَ

في ظلِّ مكانٍ تصطحباني فيهْ

لا أدري أيّكما الملَكُ وأيُّكما الشَّيْطان؟"

في هذا الوقتْ

لمحَ الملكُ خيالَ "سمارا" النجار

فأشارَ إليْه

حضرَ النجَّارُ ووقفَ شجاعاً بينَ يديْه

قال الملكُ: لماذا جئتَ هُنا؟

قال سمارا:

إني أسمعُ عنْ عدْلِكْ

ولذا أحببْتُكْ

مثلَ جميعِ رعاياكْ

كان الحلمُ الشاغلُ ذهني

أن أُبصرك وأن أستمتعَ بجميلِ حديثِكْ

ولقدْ جئتُ ليعرفَ مولايَ الآنْ

هذيْنِ الرجليْنْ

أيُّهما الملكُ، وأيهما الشيْطانْ؟

**
رسمَ "سمارا" خطَّيْنْ

أحدهما أكثرُ طولاً منْ صاحبِهِ

وتوجَّهَ للشَّخْصيْنْ:

يسألُ ويُحاورُ:

كيف يصيرُ الخطُّ الأقصرُ أطولَ من صاحبِهِ الأكثرِ طولا؟

قالا في صوتٍ واحدْ:

"نمسحُ جزءاً من هذا الخطِّ الأكثرِ طولاَ"

ضحك "سمارا" النجارُ، وقالْ:

لا يلمسْ أحدُكما هذا الخطَّ الأكثرَ طولاً

فدعاهُ وشأنَهْ

العاقلُ منْ يجعلُ هذا الخطَّ الأقصرَ أكثرَ طولاً

حينَ يُضيفْ

بعضَ السنتيمتْراتْ

وابتسمَ الملكُ، وقالَ: أصَبْتْ

إنَّ الإنسانْ

لا يقدرُ أنْ يُصبحَ شيئاً في هذي الدُّنيا

إلا لوْ قدرَ يُضيفْ

بعضَ اللبناتِ ويسعى للخيْرْ

لا تمُحُ الشخصَ الآخرْ

بلْ حاولْ أنْ تتفوَّقَ وتُضيفَ إلى ما يفعلُهُ الآخرْ

فرح الملكُ وقالْ:

إنَّكَ رجلٌ عاقلْ

أنتَ من الآن "وزيري"

***

سُرَّ الملكُ من القصَّهْ

أعطاني ألفيْ دينارْ

شكراً للهْ

فسأبني ملجأَ أيْتامْ

لنْ تجدَ الأطفالَ عرايا بعدَ اليوْمْ

هأنذأ أقدرُ أنْ أفعلَ شيئاً

منْ أجلِ قلوبٍ تتعذَّبُ ونفوسْ


في أوقاتِ فراغي

ستراني أصنعُ سجّاداً

وأُزخرفُهُ كعروسْ .

البيدر
31-07-2004, 02:48 AM
قصة شعرية للأطفال - شجرة النبق / د. حسين علي محمد
إني شجرةُ نبقْ

أطرحُ نبْقاً أحمرَ

تأتيني كلُّ طيورِ الغابةِ

وتحطُّ عليَّ،

وتسكنُ بين فروعي

تأتيني أيضاً ـ لمّا تشتعلُ الشمسُ ـ

صغارُ الحيواناتْ

تأكلُ منْ أثماري

أوْ تشربُ منْ جدولِ ماءٍ

يترقرقُ تحْتي!

وتراني أحتضنُ الأحبابْ:

البلبلَ والعصفورهْ

والأرنبَ والسنجابْ

والبطة والوزةَ

وتنطُّ العنزاتُ على ساقي وفروعي

حتى تظفرَ بالثمراتِ الحمراءِ الحلوهْ

أو بعضَ الأوراقْ

والكتكوتُ يُصوْصِوْ

ويُناغي أُمَّهْ

إذ~ يلتقطُ الثمَراتِ الواقعةَ على الأرضْ!

***
أوراقي خضراءْ

والنهرُ الطيِّبُ يسقيني الماءْ

والأرضُ تُغذِّيني

أحياناً يأتيني بعضُ الأطفالْ

يتسلَّقُ أكبرُهُمْ جذْعي

ويهُزُّ فروعي

أُعطي الباقينَ، وأشعرُ بالرّاحهْ

إذْ أُعْطي الأطفالَ ثِماري

***
ذات مساءْ

وقف غُرابٌ أسْحمُ يأكلُ من ثمْراتي

وتجشَّأَ، وابتسمَ، وقالْ

في كلماتٍ سوداءْ:

يا أيتُها الشَّجرةُ كمْ أنتِ غبيَّهْ!

فلماذا تُعطينَ طيورَ الحقلِ الأثمارَ

وتُعطينَ الحيواناتِ الأوراقَ معَ الظِّلّْ

ماذا تجْنينْ؟

وحياةُ المخلوقاتِ جميعاً

أخذٌ وعطاءْ

لكنكِ تُعطينَ وتُعطينَ وتُعطينْ

***
هذا قلبي يمتلئُ مساءً بالحقْدْ

أكرهُ كلَّ المخلوقاتْ:

البلبلَ والعصفورهْ

والأرنبَ والسنجابْ

والبطة والوزةَ

والكتكوت الأخضرْ

***

أكرهُ كلَّ المخلوقاتْ

فلماذا أُعطيها أوراقي وثِماري؟

منذ الغدْ

لنْ يظفرَ أحدٌ بظلالي وثماري

***
اللهُ تعالى سمِعَ حديثي

أبصرَ إصراري

ولهذا أرسلَ عاصفةً هوجاءْ

حرقتْ أوراقي، أثماري

أغصاني، ساقي

هأنذا واقفةٌ في إعياءْ

ساقي مائلةٌ محروقهْ

قدْ عاقبني ربي

عنْ عاطغتي الشرِّيرهْ

هأنذا عودٌ محروقٌ في أرضٍ جدباءْ

.. أُبصرُ فرعاً أخضرَ ينبتُ تحتي

بعدَ سنينٍ يكبرُ

يبقى شجرةَ نبْقْ

أرجو أنْ تُعطيَ مخلوقاتِ اللهْ

البلبلَ والعصفورهْ

والسنجابَ مع الأرنبْ

والبطَّةَ والوزَّهْ

والكتكوتَ الأخضرْ

حتى يُبقيَها اللهُ طويلاً ..

يانعةً خضراءْ .

البيدر
31-07-2004, 03:40 AM
أما القصيدة التي حفظتها عن ظهر قلب عندما كنت طفلا - وقد كانت مقررة علينا في سني الدراسة الأولى - وأتمنى أن تستظهرها الأجيال القادمة لما فيها من شجاعة فهي للخارجي - مع الأسف - قطري بن الفجاءة حيث يقول :

أقول لها وقـد طـارت شعاعاً=من الأبطال: ويحك لـن تراعي
فإنـك إن سألـت بقـاء يـوم=على الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبراً في مجال الموت صبراً=فمـا نيـل الخلـود بمستطـاع
ولا ثـوب البقاء بثـوب عـز=فيطوى عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كـل حـي=فداعيـه لأهـل الأرض داعي
ومـن لا يعتبط يسأم ويهـرم=وتسلمه المنـون إلـى انقطـاع
ومـا للمرء خير فـي حيـاة=إذا ما عد مـن سقـط المتـاع

البيدر
31-07-2004, 03:56 AM
وقصيدة أخرى تكاد تندثر في الذاكرة لقدمها لها في نفسي مشاعر تحن للماضي البعيد أيام الطفولة وسنوات الدراسة وكتاب المطالعة :
أذكر منها :

سل صفحة الأيام=تنبئك عن إقدامي
واسأل جميع الناسِ=عن عزتي وبأسي
مجاهد صنديد=مقاتل عنيد
لا خوف يعتريني=في الذود عن عريني
نشيدي الموقع=دابة ومدفع

وبمناسبة هذه القصيدة اليكم هذه الطرفة ( منقول / عبدالله بن بخيت ) :
أرجو من الشباب عدم المؤاخذة، هذه المرة سوف أمدح الماضي. سوف أنضم للذين يتباكون على الأيام القديمة. يوم كان الناس عيال حلال، الرجال يسافر بالشهر والشهرين ويترك عياله برعاية الجيران. والمرأة تذبح الذبيحة وتسلخها للضيوف قبل ما يجي رجلها. واللاعب ما يحب الفلوس، يأتي على بسكليت للملعب. والبقر تدر لبناً قليل الكلسترول. يوم كان كل شيء ممتازاً.
ينقسم الماضي بالنسبة لي إلى مرحلتين: مرحلة المصريين وهذه هي سنوات التكوين، السنوات الأولى من تعليمي. والمرحلة الثانية عندما جاء إخواننا المدرسون من الأردن. أنا سعيد جداً أن سنوات تعليمي الأولى كانت على يد مصريين. على يدهم أحببت الدراسة، فلولا المصريون كان يمكن أن أكون الآن قهوجياً في بيت أحدكم وإلا راعي مبسط في سوق الخضار. لأن السنوات اللاحقة في الابتدائي والمتوسط بدأنا نتعلَّم على أيادي إخواننا الفلسطينيين والأردنيين. وهؤلاء الله يذكرهم بالخير يديهم حارة على خدودنا الصغيرة الممشقة. لا يتحملون الخطأ. يطبقون علينا مثلهم الشهير: (أيدوه وما تعطي)، فعلا كانت أياديهم البيضاء تنفق بسخاء على وجوهنا الكالحة. لا يمكن أن أنسى الأستاذ وليد، في أحد الصباحات الشتوية، كان الجو قارساً إلى درجة أن بقايا مياه الأمطار شبه متجمدة، تخشخش تحت أقدامنا المتخشبة. كان يقف عند الباب في انتظار المتأخرين. كنت نحيفاً ورقبتي طويلة مثل رقبة الحاقول. أتنافض من البرد، أسير منحنياً متداخلاً في نفسي أبحث عن الدفء في انكماشتي. كنت أعتقد أن مسكنتي سوف تنقذني. لا أعرف ما حصل أحسست أن تيارا كهربائيا صعقني لأنني وجدت نفسي بعد ثوان داخل الفصل. لا أتذكر كيف طلعت مع الدرج ولا أتذكر كيف استأذنت أستاذ (الدواء) للدخول إلى الفصل ولا أعرف كيف فتحت كتاب الأناشيد وبدأت أنشد على زملائي (سل صفحة الأيام، تنبئك عن إقدامي. واسأل جميع الناس عن عزمتي وباسي. مجاهد صنديد مقاتل عنيد). لم تكن هذه القصيدة متناسبة أبدا مع ما حدث عند الباب. فكما قصَّ علي أحد زملائي في الفسحة. خبطني الأستاذ وليد أولاً على علباي وعندما استدرت نحوه لأشرح له لم أكن أعرف أنني كنت أهيئ خدي الأسمر الشاحب ليده البيضاء المعطاء: وقبل أن أقول (الله يرحم والديك) كان قد سبقني فبرمني كفاً استدرت على أثره ودخلت ثالثة باء مع أني كنت طالباً في خامسة جيم. ولكي يذكرني بفصلي يقال إنه لحقني وانتزعني من ثالثة باء دون أي اكتراث لمدرس الفصل وعندما أخرجني رفسني بشوتة على مؤخرتي ثم خبطني مرة أخرى على علباي الذي أصبح مكشوفا هذه المرة بعد أن تبعثرت غترتي وطاقيتي وقبعي. ثم سحبني إلى أن بلغت الدرج ولم يحررني من قبضته العروبية إلا بعد أن عالجني بكف يمكن أن أعتبره تلخيصاً تذكيرياً لكل ما جرى لجسدي. دخلت فصلي وأنا أترنح.
والحق يقال نسيت البرد نهائياً. استقبلني أستاذ العربي السوداني ولم يحقق في ترنحي فقد سبقني أكثر من طالب على هذه الحالة. لا أعرف ما الذي حلَّ بالأستاذ وليد الآن ربما مات أو ربما تحوَّل إلى مقاول، أو أنه الآن في الأردن يقضي بقايا حياة بائسة. أتمنى أن أراه الآن لأنتقم منه باستعراض نجاحاتي في الحياة على مسامعه.

أروى
31-07-2004, 08:31 PM
شكرا لك ايها الأخ الفاضل

مجهودك الكبير يسعدنى واتمنى الاستمرار .. اما قصيدة الألفبائية فأنا لا احفظها لأنها طويلة وخى موجودة على شريط فيديو وسأحاول ان انقلها او اكلف احدا بذلك .

تقبل تحياتى ..

البيدر
31-07-2004, 10:33 PM
الأخت الفاضلة أروى

نأمل أن نسمعها قريبا.....
وماذا عن الطلب الآخر ؟

كما أن لي عتب على مشرفي وأعضاء المنتدى بقلة مشاركاتهم وعدم تفاعلهم مع ما يطرح من مواضيع مفيدة وجادة !!!
لعل المانع خيراً إن شاء الله