المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( رسول الله ) للشاعر الزهراني



البيدر
29-07-2004, 05:44 PM
هذه قصيدة رائعة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم للشاعر ناصر الزهراني وقد سمعتها في تسجيل كاسيت بصوت شاعرها وأعجبتني كثيراً فأحببت أن أنقلها لكم كما سمعتها :
وأشهد الله أني أحب رسوله عليه الصلاة والسلام رزقني الله وإياكم شفاعته وورود حوضه - صلوا على رسول الله عليه أزكى الصلاة والتسليم وادعوا لأخيكم بظهر الغيب .

تعجبَ الخلقُ من دمعي ومن ألمي=وما دروا أنَّ حبي صوتهُ بدمي
أستغفرُ اللهَ ما ليلى بفاتنتي=ولا سعادٌ ولا الجيرانُ في أضمِ
لكنَّ قلبي بنارِ الشوقِ مضطرم=أُفٍ لقلبٍ جمودٍ غيرِ مضطرمِ
منحتُ حبي خيرَ الناسِ قاطبةً=برغمِ من أنفهُ لا زالَ في الرغمِ
يكفيكَ عن كلِ مدحٍ مدحُ خالقهِ=واقرأ بربكَ مبدأ سُورةِ القلمِ
شهمٌ تشيدُ بهِ الدنيا برمتها=علىالمنائرِ من عُربٍ ومن عجمِ
أحيا بكَ اللهُ أرواحاً قد اندثرت=في تربةِ الوهمِ بينَ الكأسِ والصنمِ
نفضتَ عنها غُبارَ الذلِّ فاتقدت=وأبدعت وروت ما قلتَ للأممِ
ربيتَ جيلاً أبياً مؤمناً يقظاً حسو=شريعتكَ الغراءَ في نهمِ
محابرٌ وسجلاتٌ وأنديةٌ=وأحرفٌ وقوافٍ ُكنَّ في صممِ
فمن أبوبكرُ قبلَ الوحيِ من عمرٌ=ومن عليٌ ومن عثمانُ ذو الرحم
من خالدٌ من صلاح الدينِ قبلكَ من=مالكٌ ومن النعمانُ في القممِ
من البخاري ومن أهلُ الصحاحِ ومن=سفيانُ والشافعيُ الشهمُ ذو الحكمِ
من ابن حنبلَ فينا وابن تيميةٍ=بلِ الملايينُ أهلُ الفضلِ والشممِ
من نهركَ العذبِ يا خيرَ الورى اغترفوا=أنتَ الإمامُ لأهلِ الفضلِ كلهمِ
ينامُ كسرى على الديباجِ ممتلئاً=كِبراً وطُوقَ بالقيناتِ والخدمِ
لا همَ يحملهُ لا دينَ يحكمهُ=على كُؤوس الخنا في ليلِ منسجمِ
أمَّا العروبةُ أشلاءٌ ممزقةُ=من التسلطِ والأهواءِ والغشمِ
فجئتَ يا منقذَ الإنسانِ من خطرٍ=كالبدرِ لمَّا ُيجلِّي حالكَ الظُلمِ
أقبلتَ بالحقِ يجتثُ الضلالَ فلا=يلقى عدوكَ إلاَّ علقمَ الندمِ
أنتَ الشجاعُ إذا الأبطالُ ذاهلةُ=والهندوانيُ في الأعناقِ واللُممِ
فكنتَ أثبتهمْ قلباً وأوضحهمْ=درباً وأبعدهم عن ريبةِ التهمِ
بيتٌ من الطينِ بالقرآنِ تعمرهُ=تباً لقصرٍ منيفٍ باتَ في نغمِ
طعامكَ التمرُ والخبزُ الشعيرُ وما=عيناكَ تعدوا إلى اللذاتِ والنعمِ
تبيتُ والجوعُ يلقى فيكَ بغيتهُ=إن باتَ غيركَ عبدَ الشحمِ والتخمِ
لمَّا أتتكَ قمِ الليلَ استجبتَ لها=العينُ تغفو وأمَّا القلبُ لم ينمِ
تمسي تناجي الذي أولاكَ نعمتهُ=حتى تغلغلتِ الأورامُ في القدمِ
أزيزُ صدركَ في جوفِ الظلامِ سرى=ودمعُ عينيكَ مثلُ الهاطلِ العممِ
الليلُ تسهرهُ بالوحيِ تعمرهُ=وشيبتكَ بهودٍ آيةُ استقمِ
تسيرُ وفقَ مُرادِ اللهِ في ثقةٍ=ترعاكَ عينُ إلهٍ حافظٍ حكم
فوضتَ أمركَ للدَّيانِ مصطبراً=بصدقِ نفسٍ وعزمٍ غيرِ مُنَّثلمِ
ولَّى أبوكَ عن الدنيا ولم تَرهُ=وأنتَ مرتهنٌ لا زلتَ في الرحمِ
وماتتِ الأُمُّ لمَّا أن أنستَ بها=ولم تكن حينَ ولَّت بالغُ الحلمِ
وماتَ جدكَ من بعدِ الولوعِ بهِ=فكنتَ من بعدهم في ذُروةِ اليتمِ
فجاءَ عمُّك حصناً تستكنُ بهِ=فاختارهُ الموتُ والأعداءُ في الأجمِ
تُرمى وتُؤذى بأصنافِ العذابِ فما=رُئيتَ في ثوبِ جبارٍ ومنتقمِ
حتى على كتفيكَ الطاهرينِ رموا=سلا الجزورِ بكفِ المشركِ القزمِ
أمَّا خديجةُ من أعطيتكَ بهجتها=وألبستكَ رداءَ العطفِ والكرم
غدت إلى جنةِ الباري ورحمتهِ=فأسلمتكَ لجرحً غيرِ ملتئمِ
والقلبُ أُفعمَ من حبٍ لعائشةٍ=ما أعظمَ الخطبُ فالعرضُ الشريفُ رُمي
وشجَّ وجهكَ ثُمَّ الجيشَ في أُحدٍ=يعودُ ما بينَ مقتولٍ ومنهزمِ
لمَّا رُزقتَ بإبراهيمَ وامتلأت=بهِ حياتكَ صارَ الأمرُ كالعدمِ
ورُغمَ تلك الرزايا والخطوبُ وما=رأيتَ من لوعةٍ كبرى ومن ألمِ
ما كنتَ تحملُ إلاَّ قلبَ محتسبٍ=في عزمِ متقدٍ في وجهِ مبتسمِ
بنيتَ بالصبرِ مجداً لا يماثلهُ=مجدٌ وغيركَ عن نهجِ الرشادِ عمي
يا أمةً غفلتْ عن نهجهِ ومضت=تهيمُ من غيرِ لا هديٍ ولا علمِ
تعيشُ في ظلمات التيهِ دمرها=ضعف الأخوة والإيمان والهممِ
يوماً مشرقةً يوماً مغربةً=تسعى لنيلِ دواءٍ من ذوي سقمِ
لن تهتدي أُمةٌ في غيرِ منهجهِ=مهما ارتضت من بديعِ الرأي والنُظُمِ
ملحٌ أُجاجٌ سرابٌ خادعٌ خورٌ=ليست كمثلِ فراتٍ سائغٍ طعمِ
غنى فؤادي وذابت أحرفي خجلاً=ممن تألقَ في تبجيلهِ كلمي
يا ليتني كنتُ فرداً من صحابتهِ=أو خادماً عندهُ من أصغرِ الخدمِ
تجودُ بالدمعِ عيني حينَ أذكرهُ=أمَّا الفؤادُ فللحوضِ العظيمِ ظمي
يا رب لا تحرمنِّي من شفاعتهِ=في موقفٍ مفزعٍ بالهولِ متسمِ
ما أعذبَ الشعرُ في أجواءِ سيرتهِ=أكرمْ بمبتدأٍ منهُ ومختتمِ
أبدعتُ ميميةً بالحبِ شاهدةً=أشدو بها من جوارِ البيتِ والحرمِ
بقدرِ عمركُ ما زادت وما نقصت=والفضلُ فيها لربِ الجودِ والكرمِ
تغنيكَ رائعتي عن كلِ رائعةٍ=مما سيأتي ومما قيلَ في القدمِ
لأنها من سليلِ البيتِ أنشدها=لجدهِ في بديعِ الصوتِ والنغمِ
إن كان غيري لـهُ مـن حبكم نسبٌ=فلي أنا نسبُ الإيمانِ والرحمِ
إن حلَ في القلبِ أعلا منكَ منزلةً=في الحبِ حاشا إلهي بارئُ النَّسمِ
فمزقَ اللهُ شرياني وأوردتي=ولا مشت بي إلى ما أشتهي قدمي

تحياتي للجميع ،،، أخوكم البيدر

أروى
31-07-2004, 01:20 AM
القصيدة معارضة لقصيدة امير الشعراء الشهيرة .. عموما هى جيدة وقد نقلتها عندى ولكن يبدو ان هناك بعض الأخطاء المطبعية مثل ( ماخديجة اعطيتك اعتقد انها اعطتك ) وهناك كلمات شكلت بالرفع بينما هى منصوبة مثل ما اعذب الشعرَ و بالغَ الحلم.

ولا بد ان هذا حدث فى النقل .. اما البيت الذى لم افهمه فهو :

طعامك التمر والخبز الشعير وما
عيناك تعدوا الى اللذات والنعم

لأن البيت بهذا الشكل مكسور , ولا محل لجزم تعدوا كمثنى ومستوى الشاعر اكبر من ذلك , لذلك ارجوك ايها الأخ الكريم ان تراجعه وتخطرنى, لأن من اسهل الأمور على شاعر كبير كهذا الشاعر ان يقول مثلا تشتاق يوما الى اللذات والنعم وغير ذلك كثير . أم لعله يقصد تعدوا كجمع فاعتبر العينين كبديل عن العيون . وقد حدث مايشبه ذلك مع امير الشعراء فى قصيدة (ولد الهدى) حيث قال ( واذا رحمت فأنت أم أو أب هذان فى الدنيا هما الرحماء ) غير ان شوقيا يقصد ان هذين وهما الأب والأم ( هما ) ( الرحماء ) بمعنى انهما يمثلان جميع الرحماء فى الدنيا . عموما القصيدة رائعة .

بمناسبة قوله (فلى انا نسب الإيمان والرحم ) فإن امير الشعراء فى قصيدة (سلوا قلبى ) يقول (بيد ان ليَ انتسابا ) وكنت وأنا صغيرة اتصور ان هذا الإنتساب مقصود به الإسلام .. وعرفت فيما بعد انه يقصد ان اسمه احمد كأسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

بارك الله فيك ايها الأخ .
وتقبل تحياتى ..

البيدر
31-07-2004, 03:11 AM
الأخت الفاضلة /أروى

أشكر تعقيبك الرائع ، وبالفعل لأمانة النقل كتبت القصيدة كما رواها شاعرها بصوته - ما عدا أعطيتك فهو خطأ مني والصواب كما قلت أعطتك - في كاسيت بعنوان ( السراج المنير ) ولم أرغب في تعديلها أو التعقيب عليها ولكن العزيزة أروى لا تفوتها شاردة أو واردة - ماشاء الله لا قوة إلا بالله - بدون أن أمسك الخشب فلا داعي لذلك طالما أني ذكرت اسم الله فقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأي أحدكم ما يعجبه فليقل ماشاء الله لا قوة إلا بالله . وأنت بالفعل ما شاء الله لا قوة إلا بالله رائعة في تعقيبك ومداخلاتك وحجة في هذا الموقع نستشهد بها .
وقد راجعت البيت وهو كذلك كما ذكرت :
طعامك التمر والخبز الشعير وما
عيناك تعدوا الى اللذات والنعم
ويبدوا أنها حالة مكررة كما ذكرتي لرائعة أحمد شوقي أما النسب هنا فيبدو - والعلم عند الله - أنه نسب الرحم الحقيقي لآل الرسول صلى الله وعليه وسلم من جهة الأم ، لأن قبيلة زهران ومنها دوس التي ينسب إليها أبو هريرة رضي الله عنه والشاعر لا تلتقي في بني هاشم وسائر بطون قريش .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .

رضا الأهدل
31-07-2004, 07:03 PM
قصيدة شوقي المذكورة ، في معارضة(قصيدة البردة للبوصيري) وهذه القصيدة أيضا ، على نفس القافية0
ولا أجمل من قوله:-

إن حلَ في القلبِ أعـلا منـكَ iiمنزلـةً = في الحبِ حاشا إلهـي بـارئُ iiالنَّسـمِ
فـمـزقَ اللهُ شريـانـي iiوأوردتــي = ولا مشت بي إلى مـا أشتهـي قدمـي


بارك الله أخي فيك ، ونفع بما نقلت0

أروى
31-07-2004, 07:06 PM
شكرا لك اخى البيدر

شكرا لك اخى رضا

البيدر
31-07-2004, 11:21 PM
أخي الفاضل رضا

تحية طيبة وأشكر مرورك الكريم الذي أسعدني ودعوتك التي دعوتها لأخيك بظهر الغيب فلا حرمك الله الأجر وبارك فيك

تحياتي ،،، أخوك البيدر

البيدر
31-07-2004, 11:24 PM
واجبنا يا أخت أروى .

ونستأنس برأيك ونستفيد منه فلا تبخلي به علينا .

تحياتي ,,, أخوك البيدر