أبو سفيان
28-07-2017, 11:53 AM
ينبع.. التاريخ والصناعة والترفيه
بقلم عاطف قاضي ـ المجلة العربية
http://www.arabicmagazine.com/Images/Articles/201772213262259.jpg
قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه، أحد القرارات الملكية التي تأتي تماشياً مع إعلان المملكة لرؤيتها المستقبلية 2030، لما يمثله قطاع الترفيه من أهمية كبرى في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، ومنح المدن قدرة تنافسية دولية.
وبعد اقتصار الحفلات الغنائية واستبدالها بالمنشدين الذين أخذوا المساحة التي كانت مخصصة للفنانين، بقيت الأنشطة التراثية والاجتماعية والترفيهية الموسمية، وبدأ المنشدون يأخذون المساحة التي كانت مخصصة للفنانين، إلا أن هذه الفعاليات كان يعاب عليها النمطية والتكرار، وعدم المواكبة في أساليب الترفيه واللهو البريء، في مقابل هذه الرتابة التي طغت على الترفيه والسياحة المحلية كانت الأرقام تشير سنوياً إلى زيادة مضطردة في أعداد السعوديين المتجهين إلى الخارج وتستنزف أموالاً طائلة من الاقتصاد السعودي والذي يشمل الطيران والسكن والتسوق.
اهتمت كثير من مدن المملكة بإعطاء جانب الترفيه مجالاً أوسع، ومن هذه المدن مدينة ينبع، وعلى غير العادة في المهرجانات السياحية التي تقام في مختلف مناطق المملكة والتي تحرص على الترفيه في المقام الأول، جاء مهرجان تاريخية ينبع ليعزز الكثير من القيم، ويوجه رسائل تربوية وتثقيفية للمجتمع من خلال الفعاليات التي أدرجت على مدار العام.
لم يكن التراث وحده هو الهدف من خلال إحياء المنطقة التاريخية وإقامة مهرجانها؛ بل اهتمت اللجنة المنظمة للمهرجان بغرس القيم الفاضلة، ونشر التوعية، وتثقيف المجتمع في مختلف المجالات، وأفردت للمرأة مناشط وقطاعاً متكاملاً يتضمن عدداً من الفعاليات القيمة والمفيدة.
وتعد مدينة ينبع الصناعية نموذجاً سعودياً يحكي قصة التخطيط السليم المقرون بالعزيمة الصادقة لتحقيق النهضة الصناعية، التي أصبحت حقيقة يشهدها الجميع اليوم على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية كواحدة من أكبر المجمعات الصناعية في العالم.
في ينبع الصناعية الترفيه والصناعة تسيران بخطى متساوية من أجل إسعاد المواطن والمقيم، وتجد المسرح الرماني أحد الشواهد الحضارية، وتم تصميمه وإنشاؤه بدقة عالية، في بناء من الحجر البحري. ويعتبر المسرح الروماني من المشاريع التطويرية للواجهة البحرية والذي سيكون معلماً جديداً يضاف إلى معالم مدينة ينبع الصناعية ويجسد الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة الملكية بينبع وما تزخر به من إمكانات إبداعية وفنية.
إن المسرح سيكون مقصداً لرواد النشاطات الفنية والثقافية ووجهة رئيسية لكل الفعاليات التي تضيف زخماً جديداً لمخزون المدينة الثقافي، تجدر الإشارة إلى أن مدرجات المسرح تتسع لعدد 5500 شخص بينما تتسع الساحات الخارجية لعدد 15.000 شخص، فيما بلغت المساحة الإجمالية للمسرح ما يقارب 28.000م2، ومساحة الحجر البحري المستخدم ما يقارب 20.000م2 ومساحة العشب الطبيعي قاربت 8000م.
وفي شهر مارس من كل عام يشهد مهرجان الزهور والحدائق إقبالاً غير مسبوق يتوافد له الكثير من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية والدول الأخرى، والذي تنظمة الهيئة الملكية للجبيل وينبع في مدينة ينبع الصناعية لمشاهدة سجادة الزهور العملاقة، التي تعد أكبر سجادة زهور في العالم حسب موسوعة غينيس لعام 2017، حيكت بأيدٍ سعودية، وطرزت بالورود الطبيعية، وصممت لتحاكي رؤية المملكة 2030، وجاءت هذا العام لتحمل في مضمونها المعاني المتمثلة في الرؤية التي اعتمدتها الدولة بالإضافة إلى العروض والفعاليات المتعددة التي تقام يومياً في المهرجان، ويتوافد الزائرون على الأجنحة المشاركة التي زينت بديكورات مضيئة وممرات خارجية وزهور وورود أضفت أجواء جميلة على المهرجان. ويمثل تحولاً نوعياً في شكله من كل عام، وهو المهرجان الذي انتظره محبو الزهور طويلاً.
المنطقة التاريخية
برزت أهمية ينبع كميناء مهم لمنطقة المدينة المنورة وبقيت ميناء صغيراً حتى اختيرت لتكون مدينة صناعية، ومع وجود الشركات البترولية التي استقطبت كثيراً من المواطنين من مختلف مدن المملكة، وأصبحت مدينة نموذجبة حديثة يشار إليها بالبنان، ولايزال الجزء الأثري الأهم الموجود داخل محافظة ينبع والمعروف باسم (المنطقة التاريخية) شاهداً على حقبة تاريخية ماضية وتاريخ مسجل لهذه المنطقة.
- (موقع لقاء رضوى التاريخي):
ومن أهم الأماكن التاريخية في ينبع موقع لقاء رضوى الذي شهد لقاء المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مع الملك فاروق الأول ملك مصر السابق، وكان اللقاء عام 1364 هجري 1945م في ينبع وسمي بـ(لقاء رضوى)، وهو اللقاء التاريخي المهم الذي تم من خلاله البت في تأسيس جامعة الدول العربية.
- المنطقة التاريخية في ينبع:
ومن المواقع المهمة بالمنطقة التاريخية في ينبع حي السور القديم الذي تمتاز مبانيه بطراز البناء التقليدي الساحلي، ويحتوي على بيوت قديمة شعبية كانت سكن تجار ينبع في السابق، وتعمل حالياً الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على إعادة وترميم وتأهيل جميع البيوت القائمة، وكل أثر مهم في المحافظة، ولتكون الأماكن التاريخية القديمة تشكل إرثاً ثقافياً واجتماعياً لأبناء المنطقة. وتعد ينبع من أشهر الموانئ التاريخية المطلة على البحر الأحمر، وتهدف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبتوجيهات رئيسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى تطوير ينبع ضمن إستراتيجية التنمية السياحية لمحور البحر الأحمر، عبر الاستثمار في مجال التراث والثقافة على ساحل البحر الأحمر، وإحياء مراكز المدن التاريخية من خلال مشروع تطوير مراكز المدن التاريخية بشمال البحر الأحمر في ضباء، وأملج، والوجه، وينبع الذي تقوم عليه الهيئة. ويهدف المشروع إلى إحياء السوق في المقام الأول من أجل إبراز تاريخ المنطقة الأثرية وسوقها، وأن تكون مقصداً للسياح في المستقبل والجذب السياحي خصوصاً للزوار والسياح لمدينة ينبع في العطلات المدرسية وباقي أوقات العام.
المباني التاريخية
ومن أشهر تلك المباني (بيت الخطيب، وبيت بابطين، والوكالات التجارية، والزيتية، وجامع ينبع، والشونة).
ويعتبر بيت الخطيب وبيت بابطين من أشهر المباني، والتي تم ترميمها من قبل هيئة السياحة، وهي من المنازل التاريخية في محافظة ينبع عبارة عن مركز سكني وتجاري ضخم يتكون من ثلاثة طوابق من غير الأرضي، وتتضمن الطوابق العلوية شرفة وعدداً كبيراً من الرواشين تمت زخرفتها ونقشها بمهارة فنية رائعة، كما أنها مطلة على البحر وتحتوي على أجنحة رئيسية وغرفة في الطوابق العلوية الثاني والثالث والسطح، وأما الطابق الأرضي غالباً ما يتكون من مكاتب إدارية ومحال تجارية ووكالة بالإضافة إلى مستودعات لحفظ المواد الغذائية.
سوق الليل الشعبي
يعد سوق الليل من أشهر الأسواق الشعبية في مدينة ينبع والحجاز، ومع التطور العمراني هجر أصحاب المحلات السوق بسبب ركود العمل فتهدمت أجزاء منه، وطال الخراب جوانبه، وانتقل أصحاب السوق إلى مواقع قريبة منه حفاظاً على تواصل الزبائن معهم والإبقاء على منظر البحر أمامهم وأهازيج القادمين من رحلات الصيد والغوص تملأ أسماعهم في لوحة شعبية تعد من تراث السوق.
بقلم عاطف قاضي ـ المجلة العربية
http://www.arabicmagazine.com/Images/Articles/201772213262259.jpg
قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه، أحد القرارات الملكية التي تأتي تماشياً مع إعلان المملكة لرؤيتها المستقبلية 2030، لما يمثله قطاع الترفيه من أهمية كبرى في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، ومنح المدن قدرة تنافسية دولية.
وبعد اقتصار الحفلات الغنائية واستبدالها بالمنشدين الذين أخذوا المساحة التي كانت مخصصة للفنانين، بقيت الأنشطة التراثية والاجتماعية والترفيهية الموسمية، وبدأ المنشدون يأخذون المساحة التي كانت مخصصة للفنانين، إلا أن هذه الفعاليات كان يعاب عليها النمطية والتكرار، وعدم المواكبة في أساليب الترفيه واللهو البريء، في مقابل هذه الرتابة التي طغت على الترفيه والسياحة المحلية كانت الأرقام تشير سنوياً إلى زيادة مضطردة في أعداد السعوديين المتجهين إلى الخارج وتستنزف أموالاً طائلة من الاقتصاد السعودي والذي يشمل الطيران والسكن والتسوق.
اهتمت كثير من مدن المملكة بإعطاء جانب الترفيه مجالاً أوسع، ومن هذه المدن مدينة ينبع، وعلى غير العادة في المهرجانات السياحية التي تقام في مختلف مناطق المملكة والتي تحرص على الترفيه في المقام الأول، جاء مهرجان تاريخية ينبع ليعزز الكثير من القيم، ويوجه رسائل تربوية وتثقيفية للمجتمع من خلال الفعاليات التي أدرجت على مدار العام.
لم يكن التراث وحده هو الهدف من خلال إحياء المنطقة التاريخية وإقامة مهرجانها؛ بل اهتمت اللجنة المنظمة للمهرجان بغرس القيم الفاضلة، ونشر التوعية، وتثقيف المجتمع في مختلف المجالات، وأفردت للمرأة مناشط وقطاعاً متكاملاً يتضمن عدداً من الفعاليات القيمة والمفيدة.
وتعد مدينة ينبع الصناعية نموذجاً سعودياً يحكي قصة التخطيط السليم المقرون بالعزيمة الصادقة لتحقيق النهضة الصناعية، التي أصبحت حقيقة يشهدها الجميع اليوم على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية كواحدة من أكبر المجمعات الصناعية في العالم.
في ينبع الصناعية الترفيه والصناعة تسيران بخطى متساوية من أجل إسعاد المواطن والمقيم، وتجد المسرح الرماني أحد الشواهد الحضارية، وتم تصميمه وإنشاؤه بدقة عالية، في بناء من الحجر البحري. ويعتبر المسرح الروماني من المشاريع التطويرية للواجهة البحرية والذي سيكون معلماً جديداً يضاف إلى معالم مدينة ينبع الصناعية ويجسد الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة الملكية بينبع وما تزخر به من إمكانات إبداعية وفنية.
إن المسرح سيكون مقصداً لرواد النشاطات الفنية والثقافية ووجهة رئيسية لكل الفعاليات التي تضيف زخماً جديداً لمخزون المدينة الثقافي، تجدر الإشارة إلى أن مدرجات المسرح تتسع لعدد 5500 شخص بينما تتسع الساحات الخارجية لعدد 15.000 شخص، فيما بلغت المساحة الإجمالية للمسرح ما يقارب 28.000م2، ومساحة الحجر البحري المستخدم ما يقارب 20.000م2 ومساحة العشب الطبيعي قاربت 8000م.
وفي شهر مارس من كل عام يشهد مهرجان الزهور والحدائق إقبالاً غير مسبوق يتوافد له الكثير من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية والدول الأخرى، والذي تنظمة الهيئة الملكية للجبيل وينبع في مدينة ينبع الصناعية لمشاهدة سجادة الزهور العملاقة، التي تعد أكبر سجادة زهور في العالم حسب موسوعة غينيس لعام 2017، حيكت بأيدٍ سعودية، وطرزت بالورود الطبيعية، وصممت لتحاكي رؤية المملكة 2030، وجاءت هذا العام لتحمل في مضمونها المعاني المتمثلة في الرؤية التي اعتمدتها الدولة بالإضافة إلى العروض والفعاليات المتعددة التي تقام يومياً في المهرجان، ويتوافد الزائرون على الأجنحة المشاركة التي زينت بديكورات مضيئة وممرات خارجية وزهور وورود أضفت أجواء جميلة على المهرجان. ويمثل تحولاً نوعياً في شكله من كل عام، وهو المهرجان الذي انتظره محبو الزهور طويلاً.
المنطقة التاريخية
برزت أهمية ينبع كميناء مهم لمنطقة المدينة المنورة وبقيت ميناء صغيراً حتى اختيرت لتكون مدينة صناعية، ومع وجود الشركات البترولية التي استقطبت كثيراً من المواطنين من مختلف مدن المملكة، وأصبحت مدينة نموذجبة حديثة يشار إليها بالبنان، ولايزال الجزء الأثري الأهم الموجود داخل محافظة ينبع والمعروف باسم (المنطقة التاريخية) شاهداً على حقبة تاريخية ماضية وتاريخ مسجل لهذه المنطقة.
- (موقع لقاء رضوى التاريخي):
ومن أهم الأماكن التاريخية في ينبع موقع لقاء رضوى الذي شهد لقاء المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مع الملك فاروق الأول ملك مصر السابق، وكان اللقاء عام 1364 هجري 1945م في ينبع وسمي بـ(لقاء رضوى)، وهو اللقاء التاريخي المهم الذي تم من خلاله البت في تأسيس جامعة الدول العربية.
- المنطقة التاريخية في ينبع:
ومن المواقع المهمة بالمنطقة التاريخية في ينبع حي السور القديم الذي تمتاز مبانيه بطراز البناء التقليدي الساحلي، ويحتوي على بيوت قديمة شعبية كانت سكن تجار ينبع في السابق، وتعمل حالياً الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على إعادة وترميم وتأهيل جميع البيوت القائمة، وكل أثر مهم في المحافظة، ولتكون الأماكن التاريخية القديمة تشكل إرثاً ثقافياً واجتماعياً لأبناء المنطقة. وتعد ينبع من أشهر الموانئ التاريخية المطلة على البحر الأحمر، وتهدف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبتوجيهات رئيسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى تطوير ينبع ضمن إستراتيجية التنمية السياحية لمحور البحر الأحمر، عبر الاستثمار في مجال التراث والثقافة على ساحل البحر الأحمر، وإحياء مراكز المدن التاريخية من خلال مشروع تطوير مراكز المدن التاريخية بشمال البحر الأحمر في ضباء، وأملج، والوجه، وينبع الذي تقوم عليه الهيئة. ويهدف المشروع إلى إحياء السوق في المقام الأول من أجل إبراز تاريخ المنطقة الأثرية وسوقها، وأن تكون مقصداً للسياح في المستقبل والجذب السياحي خصوصاً للزوار والسياح لمدينة ينبع في العطلات المدرسية وباقي أوقات العام.
المباني التاريخية
ومن أشهر تلك المباني (بيت الخطيب، وبيت بابطين، والوكالات التجارية، والزيتية، وجامع ينبع، والشونة).
ويعتبر بيت الخطيب وبيت بابطين من أشهر المباني، والتي تم ترميمها من قبل هيئة السياحة، وهي من المنازل التاريخية في محافظة ينبع عبارة عن مركز سكني وتجاري ضخم يتكون من ثلاثة طوابق من غير الأرضي، وتتضمن الطوابق العلوية شرفة وعدداً كبيراً من الرواشين تمت زخرفتها ونقشها بمهارة فنية رائعة، كما أنها مطلة على البحر وتحتوي على أجنحة رئيسية وغرفة في الطوابق العلوية الثاني والثالث والسطح، وأما الطابق الأرضي غالباً ما يتكون من مكاتب إدارية ومحال تجارية ووكالة بالإضافة إلى مستودعات لحفظ المواد الغذائية.
سوق الليل الشعبي
يعد سوق الليل من أشهر الأسواق الشعبية في مدينة ينبع والحجاز، ومع التطور العمراني هجر أصحاب المحلات السوق بسبب ركود العمل فتهدمت أجزاء منه، وطال الخراب جوانبه، وانتقل أصحاب السوق إلى مواقع قريبة منه حفاظاً على تواصل الزبائن معهم والإبقاء على منظر البحر أمامهم وأهازيج القادمين من رحلات الصيد والغوص تملأ أسماعهم في لوحة شعبية تعد من تراث السوق.