المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( أبا هشام ... سالت لأجلك الدموع ))



عمير المحلاوي
26-07-2017, 12:11 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب

بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي

(( أبا هشام ... سالت لأجلك الدموع ))

أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

تلقى أهالي محافظة ينبع يوم أمس الأول خبر رحيل أحد معلميها ورموزها في هذا الزمان قل أن تجد مثله .
فقد ووري جثمان الأستاذ/ ابراهيم بن عبد رب الرسول الصيادي في بقيع الغرقد مساء يوم الاثنين رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته .
أن الحديث يطول حينما نتكلم عن أشخاص تركوا بصمة كبيرة فيمن حولهم ، تركوها في حياتهم وتعليمهم وأخلاقهم ، فتلك المعادن لا يمكن نسيانها مهما كثر فيها المديح والشعر الجميل .
ابى قلمي أن يقف دون أن يسطر لو الكلمات القليلة في شان رجل عظيم أبكى الاف الأشخاص من يعرفوه وممن لا يعرفوه فمن يعرفه تعلم منه ومن لا يعرفه فتعلم ممن عرفه فلا أعتقد أن في ينبع شاب أو مربي لم يتعلم من هؤلاء التربويون الأفاضل .
رحمه الله شهدوا له كل من يعرفوه بحبه وشخصيته وصلاته وعطر كلماته وتربيته لأجيال تعلموا من تحت يديه .

لم أتعمد أن اذكر تلك الكلمات لأُحيي تلك الجروح ولكن لفت نظري ما ظهر للكثير من عرف أبا هشام رحمه الله وأبا عماد المربي الفاضل الأستاذ / طه بخيت ومدى تلك العلاقة الأخوية والصداقة لدرجة ذكر الأخير واصفاً الفقيد بأنه " توأم الروح " وباعتقادي ما كان بينهم أكثر من أن يسمى ( الروح بالجسد ) خاصة حينما تكون في قرابة الخمسون عاماً فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال: " سبعةٌ يظلُّهم اللهُ يومَ القيامةِ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه : إمامٌ عادلٌ ، وشابٌ نشأَ في عبادةِ اللهِ ، ورجلٌ ذكر اللهَ في خلاءٍ ففاضت عيناه ، ورجلٌ قلبُه معلقٌ في المسجدِ ، ورجلان تحابا في اللهِ ، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال : إني أخافُ اللهَ ، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما صنعتْ يمينُه " .

حينما يصطفي الله من عباده الطيبين والصالحين يختم لهم بأجل جميل فيختتم أيامهم بجميل أعمالهم الصالحة وما أن قبض ملك الموت تلك الروح النقية الا لتدفن بجوار الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وهذا بحد ذاته شرف عظيم كتبني الله وأياكم منهم .
فما بُشر به المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لبشرى يُثلج لها الصدر ومنها:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ، أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا " .
وقد روى مسلم عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ".
فيبعث الله من أهل البقيع سبعون ألفاً وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بلا حساب، فعن أُمّ قَيْسٍ رضي الله عنها قالت: لَوْ رَأَيْتَنِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي في سكة من سكك المدينة ، ما فيها بيت حتى انتهى إلى بقيع الغرقد ، فقال لِي: يَا أُمَّ قَيْسٍ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لَتَرَيِنَّ هَذِهِ الْمَقْبَرَةَ يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ، فَقَالَ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَأَنْتَ. فَقَامَ آخِرُ، فَقَالَ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
بشائر كثيرة وجميله نسأل الله أن يكرمنا بها و بشفاعة حبيبه الشفيع صلى الله عليه وسلم .

(( ومضة قلب ))

أصعب ما يمر على الإنسان تلك اللحظات التي يفقد بها احد المقربين من حوله فما لنا سوى الصبر وما بأيدينا الا الدعاء مرددين ما علمنا به القران في قوله تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157) } إنا لله وإنا إليه راجعون .


(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )) .

أبو رامي
26-07-2017, 05:40 PM
جزاك الله خيرا ورحمة الله على أبي هشام رحمة واسعة