المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مشقّة أهالي ينبع في الحصول على الماء في الأيام الخوالى.. "الأسود" و"الخندفي"



مراسل المجالس
11-03-2017, 12:56 AM
قصة مشقّة أهالي ينبع في الحصول على الماء في الأيام الخوالى.. "الأسود" و"الخندفي"

رواها مدير فرع الجمعية السعودية للتراث لـ"سبق" قائلاً: كان الأمر الملكي حدثًا تاريخيًّا

11 مارس 2017 - 12 جمادى الآخر 1438






https://cdn.sabq.org/uploads/media-cache/resize_800_relative/uploads/material-file/58c2e1f33f352111198b45bf/58c2e0f78db84.jpg







https://cdn.sabq.org/uploads/media-cache/resize_120_120/uploads/users-profile-images/56350b811351f.jpeg ماجد الرفاعي - ينبع (https://sabq.org/city/%D9%8A%D9%86%D8%A8%D8%B9) ـ سبق




كشف مدير فرع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بينبع "عواد محمود الصبحي"، لـ"سبق"؛ أحداثَ معاناةِ ومشقة أهالي ينبع قديمًا، والتي تكبدوها في سبيل الحصول على الماء؛ وذلك قبل صدور الأمر الملكي الكريم بجلب الماء من ينبع النخل لينبع البحر عبر الأنابيب من مسافة 45 كيلًا عام 1375هـ؛ فكان هذا العمل الجليل حدثًا تاريخيًّا يوفر الماء لسكان ينبع في مرحلة مهمة سبقت إنشاء محطة التحلية التي تغذي ينبع والمدينة المنورة بالمياه المحلاة عام 1401هـ.

https://sabq.org/js/ckeditor/plugins/ckfinder/userfiles/materialfiles/5686ccfe059c60daea7f9c1b/images/img_2153.jpg


وقال "الصبحي": إنه فيما يخص صهاريج الماء في ينبع في فترة من فترات العهود الماضية كانت ينبع تعتمد في سُقياها على هذه الصهاريج الأرضية التي بناها أصحابها تحت الأرض؛ وهي عبارة عن برك كبيرة جدرانها وسقوفها مبنية من الحجر الجيري والجص، ولها فتحات بمستوى سطح الأرض متصلة بما يسمى بـ"المساقي"، ومنها إلى جوف الصهريج حتى يمتلئ بالماء.

وأضاف: "في تلك السنين الخوالي لم تكن فرحة أهالي ينبع تعادلها فرحةٌ بهطول الأمطار التي يعتمدون عليها في توفير الماء، وغالبًا ما يكون هذا عقب صلاة الاستسقاء التي يذهب إليها الناس داعين ومتضرعين إلى الله بطلب نزول الغيث من السماء، والبداية تكون بحسن النية عندما تحل مواسم الأمطار في فصل الشتاء؛ فيعمد مالكو الصهاريج بتفقدها وإصلاح تشققاتها وتنظيف مجاريها ومساقيها التي تمتد مسافاتٍ معروفةً ومحجوزة بعقوم من التراب على الجانبين.

وتابع: "لكل صهريج مساقيه التي لا تختلط مع غيره، وما أجملَ ذلك الصباحَ عندما تنقشع السحب وتمتلئ الصهاريج بالماء؛ فيهرع الأهالي صغارًا وكبارًا إلى خارج السور؛ حيث مواقع الصهاريج، مستبشرين بنعمة المطر؛ فينشط السقاة يحملون زفات الماء على ظهور الحمير التي تجوب أزقة البلدة لتزويد المنازل بما يحتاجونه من الماء بالأسعار التي يحددها التجار مالكو الصهاريج".

وبين "الصبحي": "نظرًا لأهمية هذه الصهاريج في حياة أهل ينبع وسكانها في تلك الفترة، فإن لكل صهريج مسمى خاصًّا به باعتباره شيئًا عزيزًا على نفوسهم، وقد عايشنا فترة كانت هذه الصهاريج قائمةً وواضحة المعالم حتى بعد أن تجاوزها الزمن واستغنى الناس عنها، وقد زاد عددها عن الستين صهريجًا؛ نذكر من أسمائها المشهورة: "سمنود، والجرمي، والشبيبي، وأبو نهود، وأبو رشدان، وأبو جروان، والأسود، والدحموس، وصهريج الخندفي". وهذا الأخير هو ملك للمالية، ويعتبر من أكبر الصهاريج؛ أعرفه جيداً؛ مساحته كبيرة قد يتعدى طوله 150 مترًا".
و كان يستخدم كمستودع للحكومة قبل أن يزال، ،، ومن باب الحرص على توفير الماء واستمرار تواجده كان بعض الأهالي يبنون صهاريج داخل منازلهم أو ما يسمونه بـ"البركة" تحت الأرض؛ يستخدمونه كمخزون احتياطي عند الحاجة، وهو أشبه بخزانات الماء المستخدمة حاليًا في المنازل، ولا ننسى ما تنتجه "الكنداسة" من مياه مقطرة لا تكاد تكفي حاجة الأهالي، ولكنها أصبحت المنتج الوحيد للماء في ينبع بعد الاستغناء عن الصهاريج وتعطل الاستفادة منها؛ إضافة لبعض الآبار التي يجلب منها الماء في ضواحي ينبع"، مشيرًا إلى أن هذا الوضع كان في زمن عايشه سكان ينبع ولا يزالون يتذكرون أحداث هذه المعاناة والمشقة التي كانوا يتكبدونها في سبيل الحصول على زفة ماء.