النادر
21-06-2004, 08:10 AM
يحكي الهاشمي في جواهر الأدب أن عائشة التيمورية الشاعرة الأديبة كانت لها بنت رُبيت في بيت عز ودلال، قد جمع الله لها جمال الخفق وسمو الخلق، فياضة الأنوثة، ساحرة الطرف، بليغة النطق ، مهذبة الحواشي، ما رآها أحد إلا أحبها، وفجأة أصابها مرض فما لبثت أن ماتت وهي بنت ثماني عشرة سنة، وروعت الصدمة كل من شاهدها وعرفها، وذهلت أمها ورثتها بقصائد تبكي الصخر وتحرك الجماد، لعنا نريد أن نقف على شيء منها:
لبسـت ثياب السقم في صغر وقد=ذاقت شـراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا=إن الطبـيب بـطبـه معــــــــرور
وصــف التجرع وهو يــزعم أنه=بالبـــرء من كـل الســقام بشير
فتنفســـــت للحـزن قائـــــــلة له=عجل ببرئـــي حيث أنـت خبيـر
وارحم شبابي إن والدتي غــدت=ثكلى يشيـر لهـا الجوى وتشير
لما رأت يــأس الطبيب وعـجزه=قالت ودمــــــع المقـلتين غزير
أمـــــــاه قـد كـل الطبيب وفاتني=ممـا أؤمـل في الحيــــاة نصير
أمـــــاه قد عز اللقـاء وفي غـــد=ستريـن نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي=هـو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحـــــد رفقــاً با بنتي=جاءت عــروساً ساقها التقدير
وتجلدي بـإزاء لحـدي بــــــــرهة=فتـراك روح راعــــها المقدور
أمـــــــــــاه قـد سلفـت لنـا أمنيـة=يا حســـنها لو سـاقها التيسير
كانت كأحـــــــلام مضت وتخلفت=مذ بـان يوم البين وهـو عسير
جرت مصـــائب فرقتي لك بعد ذا=لبس الســواد ونـفـذ المسطور
أمـاه لا تنســـــــــي بحـق بنـوتي=قبـــــري لئـلا يحـزن المقبـــور
وهاكِ جواب الأم:
بنتاه يا كبدي ولــــــوعة مهـجتـــي=قد زال صفـو شــــــأنه التكدير
لا توصــــــي ثكلي قد أذاب فؤادهــا=حزن عليــــك وحسـرة وزفيـر
وبقبـلتي ثـــــــغـراً تقـضي نحـبــــه=فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أســـــــــــلو التـلاوة والـدعا=ما غــردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنســـــــــــــى زفـير تـوجعي=والقــــد منك لدي الثرى مدثور
إني ألفت الحــــــــــــــزن حـتى أنني=لـو غـــاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التبــــــــاعد برهة=كيف التصــــــبر والبعاد دهـور
أبكيـك حتى نلتـقي في جنــــــــــــــة=برياض خـلد زينـتها الحــــــور
أخي النادر أشكرك على هذه القصة المؤثرة وعلى هذه الأبيات الرائعة وقد قمت بتعديل المشاركة ليسهل على المتابع قراءتها بيسر وسهولة وتقبل تحياتي / أخوك الجهني /
[/poet]
لبسـت ثياب السقم في صغر وقد=ذاقت شـراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا=إن الطبـيب بـطبـه معــــــــرور
وصــف التجرع وهو يــزعم أنه=بالبـــرء من كـل الســقام بشير
فتنفســـــت للحـزن قائـــــــلة له=عجل ببرئـــي حيث أنـت خبيـر
وارحم شبابي إن والدتي غــدت=ثكلى يشيـر لهـا الجوى وتشير
لما رأت يــأس الطبيب وعـجزه=قالت ودمــــــع المقـلتين غزير
أمـــــــاه قـد كـل الطبيب وفاتني=ممـا أؤمـل في الحيــــاة نصير
أمـــــاه قد عز اللقـاء وفي غـــد=ستريـن نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي=هـو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحـــــد رفقــاً با بنتي=جاءت عــروساً ساقها التقدير
وتجلدي بـإزاء لحـدي بــــــــرهة=فتـراك روح راعــــها المقدور
أمـــــــــــاه قـد سلفـت لنـا أمنيـة=يا حســـنها لو سـاقها التيسير
كانت كأحـــــــلام مضت وتخلفت=مذ بـان يوم البين وهـو عسير
جرت مصـــائب فرقتي لك بعد ذا=لبس الســواد ونـفـذ المسطور
أمـاه لا تنســـــــــي بحـق بنـوتي=قبـــــري لئـلا يحـزن المقبـــور
وهاكِ جواب الأم:
بنتاه يا كبدي ولــــــوعة مهـجتـــي=قد زال صفـو شــــــأنه التكدير
لا توصــــــي ثكلي قد أذاب فؤادهــا=حزن عليــــك وحسـرة وزفيـر
وبقبـلتي ثـــــــغـراً تقـضي نحـبــــه=فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أســـــــــــلو التـلاوة والـدعا=ما غــردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنســـــــــــــى زفـير تـوجعي=والقــــد منك لدي الثرى مدثور
إني ألفت الحــــــــــــــزن حـتى أنني=لـو غـــاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التبــــــــاعد برهة=كيف التصــــــبر والبعاد دهـور
أبكيـك حتى نلتـقي في جنــــــــــــــة=برياض خـلد زينـتها الحــــــور
أخي النادر أشكرك على هذه القصة المؤثرة وعلى هذه الأبيات الرائعة وقد قمت بتعديل المشاركة ليسهل على المتابع قراءتها بيسر وسهولة وتقبل تحياتي / أخوك الجهني /
[/poet]