المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين فرحتي وفرحة ولدي عند النجاح



ينبع
17-06-2004, 12:23 PM
هل اختلف طعم النجاح ؟
هل اختلفت المقايس و الأولويات حتى عند الأطفال ؟

إليكم هذه القصة وحتى لا أطيل عليكم

نجاحي من الصف الرابع
في اليوم الذي أذكره جيداً ولا أعتقد أنني سأنساه وبينما كنت ألعب في الحارة مع مجموعة من أبناء الجيران ( طبعا في عز القائلة ) جاء أحدهم وقال اليوم ستوزع النتجية في المدرسة السعودية .
طبعا هذا الكلام تقريبا الساعة الثالة ظهراً ( الغذاء كان في حدود الواحدة والنصف إلى الثانية )
المهم سمعت الخبر أنا ومن معي ومباشرة اتجهنا إلى البوابة الشمالية للمدرسة السعودية وإذا بأفواج ممن سمع بالخبر قبلنا يحتشدون أمام البوابة .
طبعاً مكثنا بعض الوقت حتى أصاب بعضنا الملل ولكن هل غادر أحد المكان لا بل العدد في ازدياد .
طبعا باب المدرسة مغلقة والباب لا يفتح إلا لدخول أو خروج أحد المعلمين .

وللتسلية لا أكثر صعدت على سور المدرسة و أخذت ( أنتع لوز هندي )
مر الزمن ببطءوأنا على السور طبعاً لست وحدي معي كثير فوق السور .
وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات خرج أحد المدرسين وأنا أشاهده من على السور وفي يده النتائج قفزت من على السور واتجهة إلى البوابة وتسمرت أمامها وقبل المغرب بفترة فتح الباب فكنت أول الداخلين ومعي ما يقارب الخمسة سألني المعلم عن الصف فقال مبروك (ناجح وينقل للصف الخامس ) وهي عبارة تذيل بها نتيجة أي طالب ناجح .
كل ما مضى كوم وما حدث بعد ذلك شيء آخر أخذت النتيجة واطمننت أنه لا توجد بها دوائر حمر .
وعندها عينك ما تشوف النور، الفرحة لم تسعني كنت أرى نفسي أطير
فتح العم عبدالله شتوي لي الباب للخروج وإذا بحشد هائل من الطلاب على الباب (بالضبط يهيء لي أنني فعلت زي افلام كرتون دفعت كل من حول الباب وخرجت ومن معي من الزملاء أسمعهم يصيحون خلفي هل نجحت ( خلي بالك من خلفي) لأنني كنت أجري بسرعة ألف وستمائه في الثانية وأنا أردد ناجح وينقل للصف الخامس .
كنت أجري وأشعر كل ماهو خلفي يتطاير من السرعة ، فلا ترى خلفي إلا غبار يتطاير وحجار تتناثر وأكوام حصيلي تتبعثر كنت أجري وأنا أزعلق بأعلى صوتي ناجح وينقل للصف الخامس .
لا أسمع سوى صوتي أسابق الريح والزمن كنت أريد أن أصل الحارة ومن ثم البيت قطعت ( زوق أبوصابر ) وكنت أخاف أن أمر فيه وحدي بسرعة تذهل حتى الجن والعفاريت .
دخلت الحارة وومعي النتيجة وأنا أقول نفس العبارة ناجح وينقل للصف الخامس
الحارة كانت مكتظة ( لا زال إلى يومنا هذا يذكرني بعض الأحباب بذلك الموقف )
ثم دخلت البيت فرحا واستبشر الجميع وفرح لفرحي وحصلت على مكافأة
( صمخ ) أربع قروش .
لا زلت أشعر بالسعادة كلما تذكرت ذلك النجاح وذلك اليوم .

وقبل أيام أنهى ولدي الاختبار في نفس المرحلة وعلمت بموعد صدور النتيجة
فقلت له غداً النتيجة فقال لي طيب متى حتجيبها . فقلت ما تبغى تروح معاي فقال عادي عارف نفسي الحمد لله إني ناجح .
المهم ما طولت معاه ثاني يوم اتصلت على المدرسة قالوا لي مبروك الولد ناجح بإمكانك تأخذ التنيجة ذهبت وأخذت النتيجة صراحة هي أفضل من نتيجتي بمراحل .
توجهت إلى البيت وإذا به يلعب في البلاستيشين وقلت له مبروك هذه النتيجة وأنت ناجح من الأوائل .
انتظرت منه الفرحة البهجة يقوم ينط يزعق . أخونا في الله ولا اهتز قال طيب أنا الأول ولا الثاني .
قلت من الأوائل . قال خسارة كنت أبغى أجيب الأول لكن إنشاء الله السنة الجاية أنا الأول .
بس يا بابا الهدية وأخذ يعدد ............ ............. .............
نظرت إليه وأنا أتذكر الصمخ و عبارة ناجح وينقل للصف الخامس .

فهل تغير طمع النجاح في المدرسة با أخوان .

خواطر
17-06-2004, 01:16 PM
الله عليك يا ينبع

بالفعل شيء رائع مااشاهده الأن

قصه بعيده عن التجمل بعيده كل ابعد عن التصنع والديكورات

قصة رائعه بقلم عفوي شيء رائع والله

اما بالنسبه هناك فرق اكيد

ساابعد أنا معك عن التجمل ونتكلم بالعاميه

شوف انت وين كنت لحظة ماسمعت خبر النجاح

وانظر إلي ولدك وين كان تحت المكيف وامام لعبة البلاستيشين

انظر إنت كيف الأن الدراسه والاشياء المتوفره لهم من ناحية الدراسه

ومن ناحيتك إنت كأب شوف الفرق لما نجح هو يبي الهدايا وشوف

وين وصلت طموحاته فالهدايا وشوف إنت كيف فرحت علشان أربع قروش

يعني كل اسباب الراحه متوفره يعني النجاح بسهوله بس يبيهم يدرسون زين

اكيد راح يكون هنااك فرق اخوي كبير نجاح براحه ونجاح بتعب

اخــي بالفعل

تصور رائع منك وأنا استمتعت بها والله

بتلك العفويه الرائعه والف الف مبروك على نجاحه


دام قلمك اخي


تحـــياتي لك **** خـــــواطـــــر

الحر الفارابي
17-06-2004, 06:31 PM
الله يعين يابوعبدالله
ومبروك نجاحه والى الدكتوراه باذن الله0

أبو تركي
18-06-2004, 02:57 AM
الأخ العزيز والغالي / أبو عبدالله

ما أجمل قصة النجاح وأروعها ووأنعم بها من شهادة كنّا ننتظرها بشوق وحنين وخوف وأنين .
كم منّا قد أفزعه الحلم برسوبه وأسعده الصباح بنجاحه ، كم منّا من طار فرحاً ونشوة بنتيجته الإيجابية وكم منّا من تمدد أرضاً وذاق لسعة السياط لنتيجته السلبية .

نعم أخي إن الفرحة زالت من القلوب وكأن النجاح أصبح شيئاً عادياً بل إنه غدى إحدى روتينيات التعليم ، وقد يرجع ذلك لأسباب عدة أولها الغياب التام للثواب والعقاب في مؤسساتنا التعليمية .

لن أطيل عليك أبو عبدالله لكي لا أدخل في جوانب أجهلها ولكني وصدفة كنت أقرأ صباح هذا اليوم في مجلة التوثيق التربوي عن أوراق العمل المقدمة في ندوة ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين ؟ وقد وقعت عيناي وتفكيري في أحد الآراء والأفكار والتي تناولها الفريق الخاص بالندوة ، وسأترك الجميع مع هذه الرؤية :-

( إن روحاً تشاؤمية لوحظت في البيئة التعليمية وغذاها الانخفاض الملحوظ للروح المعنوية للطالب والمعلم والمدير والمشرف والعامل في المدرسة وانعكست هذه الروح في التبادل الفكري والروحي والعاطفي بين الطالب والمدرسة )

أبو سفيان
18-06-2004, 06:44 PM
كل المقاييس تغيرت يا عمر، ذاك زمان لا يخلو من المر وهذا زمن أمر .
وعليك أن تدرك أن قمة الوعي عند الإنسان بواقعه هو استشعار الحزن في لحظات السعادة فكلاهما حالة منفردة ، متوحدة مع الأخرى ، فلولا الحزن لما عرفنا طعم السعادة، والعكس أيضا. أما حزننا فهو مزعج لأنه غدا طبيعة في سلوكيات ابنائنا على الأقـل .. ولعل الروح التشاؤمية التي أشار إليها الأخ / أبو تركي في الوسط التعليمي خير دليل فلعلها لا تسري ولا تستشري بين طاقم العلم والمتعلمين حتى وإن قيل : بأن الشيء يخرج من نقيضه
..
أما الفرحة هي الفرحة ، لكن الطعم تغير مثل كل شيء في حياتنا
( الأكـل والنوم ، والحارة والغيم ، والسمك واللحم . هل ذوقنا تغير أم تغيرت المواد والمكونات ؟؟؟ هذا سؤال أثاره اندهاشك من ردة فعل النجاح عند ابنك المحروس / عبد الله .. وأنت قد وضعت يـدك على الجـرح ولكن الجراح كثيرة ....

المهم أننا كيف نصمد ونواجه هــذا التحول في هوامش الحياة دون أن نغمض الأعين ونخرس الألسن ..
يقول الشاعر ؛؛ وأظنه حافظ إبراهيم


كم مر بي فيك عيش لست أذكره = ومر بي فيك عيش لست أنساه
فقلت ‏يا ليته دامت صرامته = ما كان أرفقه عندي وأحناه
بدّ لت منه بقيد لست أفلته = وكيف أفلت قيدا صاغه الله