المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام /1105 هـ وصلنا مشارف ينبع واستقبلتنا امرأة من جهينة



أبو سفيان
18-07-2015, 05:45 PM
عام /1105 هـ وصلنا مشارف ينبع واستقبلتنا امرأة من جهينة

كنت أتابع بعض ما قاله الرحالون الذين مروا بينبع فوجدت كلاما جميلا للرحّالة الشيخ /عبد الغني النابلسي في حجة عام: 1105هـ في كتابه: ( الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز ) ؛؛ ومما ورد في هذه الفقرة:

" فلما أصبحنا في يوم الاثنين وهو اليوم التاسع من شعبان ؛ ركبنا وسرنا على بركة الله تعالى ؛ وقد نفذ زادنا ونقص مرادنا ؛ ولم يبق معنا ما يمضغ أو يساغ ؛ وما على الرسول إلا البلاغ ؛ ولكن قرُبَ المزار ؛ فاتخذنا من التوكل شعارا ؛ ومن التسليم إزارا ؛ إلى أن صار ضَحوة النهار ؛فأشرفنا من بعيد على بيوت من الشعر لعرب هناك نازلين ؛ في مكان يسمى النَّبَاه : بفتح النون مشددة ؛ وفتح الباء الموحدة ؛ بعدها ألف وهاء ؛ فقلنا : نباه من النباهة ؛ وبيوت من البيتوتة ؛ وعرب من الأعراب ؛ الذي هو الكشف والبيان وشعر من الأشعار ؛ ونحن في حكم بني هاشم ؛ حتى دنونا من الخيام ؛ ونزلنا على العرب منهم مؤذنين بسلام
وإذا هناك امرأة من جـهينة, وبنوها صبية صغار ؛ في ذلك الحي متفرقين ؛ فلما استقر بنا المكان ؛ قلنا ها هنا يحصل المرام ؛ (وعند جهينة الخبر اليقين) فقامت المرأة إلى نار أضرمتها ؛ وتلك الصبية جمعتها ؛ وجاءت إلينا ورحبت بنا ؛ ودعتنا إلى بيوتها ؛ واعتذرت لنا بغيبة رجالها ؛ وأجلستنا في بيت من الشعر ؛ ثم عملت لنا القهـوة ؛ وصنعت الخبز على طريقة أهل البر والبدو ؛ وجأت لنا بشاةٍ وقالت : اذبحوها ؛ وطبختها لنا ؛ وقدمتها بين يدينا ؛ مع الخبز من البُر المرسل إلينا ؛ وقدمت لنا بطيخاً حلواً أحمر ؛ فحملنا معنا ما بقى من اللحم المطبوخ ؛ وظهر الزاد الذي كان لنا في الغيب مضمر ؛ وبقينا هناك إلى أن صلينا صلاة العصر بالجماعة ؛ ثم ركبنا وسرنا بحسب الاستطاعة ؛ وقلنا من النظم ؛ في ذلك المقام :

لقد ظهرت اشارات القبول .... فأهدتنا إلى نهج الوصول
وزمزمت الحداة وصافحتنا ... كفوف العاليات من الاصول
وسرنا والظلام لنا حجاب ....... نشققه بأقمار الأفول
وكدنا أن نطير جَوَّى وشوقا ... إلى نحو المدينة والرسول
سقى الله الحجاز وينبعيه ... وما حَوَيَا من الخير المهول
فينبع بحرهم نفع البرايا .... وينبع نخلهم مثوى القفول
أزال الله وحشة بَدوٍ كُلَّ ... عن المختار بالأنس الذلول


ويتابع الرحالة كلامه :
ولم نزل سائرين إلى نصف الليل , ثم نزلنا في تلك البرية على غير ماء وأرحنا الركاب والخيل , وبتنا تلك الليلة في سرور واشتياق وحنين إلى المنازل الدانية من اماني العشاق , حتى أصبحنا في يوم الثلاثاء وهو اليوم العاشر من شعبان فركبنا وسرنا إلى أن وصلنا بعد الظهر إلى ينبع البحر ونزلنا هناك في القلعة على شاطيء البحر ولا ماء هناك إلا الماء الذي يجلب في وقت الصباح ويباع وكان سمي الينبع تفاؤلا بنبع الماء فيه , أو لنبع الأرزاق المجلوبة إليه من البحر مع ملوحة فيه ,
وقلنا في ذلك إشارة إلى ما هنالك

اتينا محلا شاطيء البحر دافق = لديه بأرزاق بها الله ينفع
جرت منه انواع الجرايات للورى = كما الماء من عين جرى فهو ينبع

رحم الله الرحالة الشيخ /عبد الغني النابلسي فقد خلّد لنا مواقع مهمة وأحداثا نسعد بتأملها والتمعن في مضامينها التاريخية والاجتماعية ونحن نستعرضها اليوم بعد أن مضى عليها أكثر من 330 عاما .

المعلم
18-07-2015, 07:54 PM
شكرا لك

فهد سلامه الرفاعي
19-07-2015, 12:24 AM
الله ... وصف جميل لا يمل .

أين موقع ( القلعة ) التي يذكرها الرحالة النابلسي رحمه الله ؟؟

أبو حنين
19-07-2015, 12:11 PM
التاريخ يسجل كل شىء سواء لك او عليك