أبو سفيان
14-05-2015, 08:53 PM
محافظ ينبع في حوار الاعترافات والشفافية مع «عكاظ» :
الشائعات لاحقتني والشباب خذلوني
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20150514/images/b024.jpg
حوار: خالد طاشكندي
14/05/2015 02:37:53 ص
على الرغم من مرور أقل من عامين على توليه منصبه محافظا لينبع، نجح المهندس مساعد السليم في إنجاز العديد من الملفات الهامة في طريق تطوير المحافظة على مختلف الأصعدة .. وبرغم ذلك أقر في حوار موسع مع «عكاظ» ببعض العثرات، مشيرا إلى أن الفكر الإداري لن يتطور ما لم نمنح للوقت قيمته ويرى أن أربع سنوات إلى ثماني سنوات كحد أقصى كافية للمسؤول لتقديم كل ما لديه. وكشف السويلم في حواره الكثير من الحقائق بشفافية إيمانا منه بأن الحقيقة يجب أن لا تخفى إذا أراد بالفعل تحقيق كل ما يصبو إليه من أهداف نبيلة، وأشار إلى أن المنشآت الجامعية التي ستنجز خلال عام هي مشروع لجامعة مستقلة في ينبع، وأكد أن مشروع الصرف الصحي المنفذ من شركة المياه الوطنية والذي سيكتمل خلال عام واحد لن يقضي على الأضرار البيئية الناجمة عن تأخر تنفيذ هذه المشاريـع لمدة تزيد على 8 سنوات فقط بل سيحول مدينة ينبع إلى «جنة خضراء»..
فإلى نص الحوار:
• .. تركتم عنيزة بعد إنجازات وجهود مشهودة خلال سنوات عملكم في منصب المحافظ فأثار ذلك حينها العديد من التكهنات حول الأسباب، هل حان الوقت للحديث عنها ؟
•• بعد أن عملت عشر سنوات في محافظة عنيزة وقضيت منها 6 سنوات في منصب المحافظ قدمت خلالها كل ما لدي من جهود وإمكانات لم يعد لدي القدرة على تقديم المزيد فلذلك قررت الرحيل. ولم أرد وقتها على الشائعات التي أطلقها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب الاستقالة، أنا أؤمن بأن أربع سنوات إلى ثماني سنوات كافية للمسؤول كحد أقصى لتقديم كل ما لديه، وأؤمن أيضا بأهمية مغادرة المنصب عندما يصل الشخص إلى قمة الأداء والعطاء وأعتقد أن الترجل حين تكون في قمة المنحنى هو مهارة إدارية بالغة ويجب على الجميع أن يتقنها، بالإضافة إلى ما ذكرته كانت لدي صعوبات مادية للعمل في المجال التجاري حيث حققت من خلاله ما هدفت إليه، ثم بلغتني لاحقا دعوة كريمة من سمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان للعمل في محافظة ينبع وقبلت التضحية بمستقبلي التجاري لأني شعرت بأن العمل مع سموه سيضيف لي الكثير من الإيجابيات، وحظي الجميل أنني أتيت إلى هنا ويكفيني أنني كسبت شرف خدمة أهالي ينبع، وأصبحت ينبع وأهلها الطيبين بالنسبة إلى بمثابة عشق جديد أضفته إلى عشقي القديم لمحافظة عنيزة.
وأود أن أضيف أن ينبع مدينة مستقبلية، وقد لا تنجح في تحقيق أحلامها في وقتي هذا بالشكل المطلوب لأنها مرحلة إعداد وبناء للمستقبل، وإنني أتوقع بحلول عام 1440هـ أن ينبع ستكون مدينة مختلفة بل من أفضل مدن المملكة لأنها مدينة تحتوي على كل ما يدعو للتفاؤل والتميز.
تعثر الوعد
• عند قدومكم إلى المحافظة وضعت أمامك هدفا بأن تكون ينبع خالية من العطالة والعاطلين في غضون عامين إلى ثلاث أعوام، والآن بعد انقضاء المدة .. ماذا تحقق؟
•• لم نحقق الهدف وفق المأمول، ونحن مازلنا سائرين في المشروع حتى وإن كان مسارنا ليس كما ينبغي وذلك لعدة أمور، أبرزها يتعلق برغبة الشباب السعوديين في مدينة ينبع في العمل في القطاع الحكومي فقط رغم نجاحنا في توفير عدد من الفرص في القطاع الخاص بجهود مشتركة مع الغرفة التجارية وصندوق الموارد البشرية ولجنة السعودة، وهذا الأمر صدمني للغاية لأن مسألة التوظيف الحكومي ليست بيدي، وبالرغم من نجاحنا في إقناع عدد من الشباب بقبول بعض فرص العمل في الشركات إلا أن الشريحة الأكبر رفضت الفرص، وهو ما تسبب لي في عائق يصعب تجاوزه لتحقيق طموحنا في القضاء على البطالة وقلل من حماسي لتحقيق هذا الهدف، وخاصة مع بعض الحالات التي رفضت عروضا من شركات برواتب أساسية تصل إلى 5 آلاف ريال وأكدوا أنهم يفضلون العمل الحكومي حتى لو براتب أقل. نحن نحاول الآن تغيير نظرة الشباب تجاه العمل في القطاع الخاص لتوظيف أكبر عدد، ولكن بصراحة لم نستطع تحقيق الهدف مائة بالمائة.
• أشرتم مسبقا إلى مساعٍٍ لإنشاء جامعة مستقلة في ينبع .. إلى ماذا توصلتم؟
•• نحن في المرحلة النهائية من إنجاز مشروع جامعة طيبة فرع ينبع حاليا، وستكون جامعة مستقلة وتابعنا هذا الأمر مع وزارة التعليم العالي سابقا وسيكون لنا موعد مع وزير التعليم في هذا الشأن، كما أن سمو أمير المنطقة متحمس بأن تكون لدينا ثلاث جامعات مستقلة، وهي جامعة طيبة، الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وقريبا جامعة مستقلة في مدينة ينبع. وبدأنا المشروع العام الماضي بعد تخصيص أرض بمساحة 2.5 مليون متر مربع في أجمل منطقة مطلة على ساحل «شرم ينبع» وجميع الكليات النسائية في مراحل البناء النهائية، وخلال السنة المقبلة ستتمكن طالبات المرحلة الجامعية في ينبع من بدء الدراسة، وما يدعو للفخر هو أن الإنجاز تم خلال عام واحد فقط.. وبالنسبة إلى كليات البنين في الجامعة فتم رصد ميزانية بقرابة 390 مليون، وسينجز أيضا خلال عام واحد..
الروتين والبيروقراطية
• مدينة الحجاج والمعتمرين في ينبع.. ماذا أنجز فيها بعد توجيه وزير الحج العام الماضي بإنشائها.. متى ستنتهي مراحل المشروع.. ثم ما الجديد في أمر تطوير الميناء التجاري؟
•• لم يتحقق ما نطمح إليه في إنشاء مدينة متكاملة للحجاج والمعتمرين، فقد انقضت قرابة العامين في نقاشات واجتماعات مع فرق العمل في الوزارة، والآن تم إقرار مشروع للمبنى الإداري فقط، وليس هذا ما نحلم به في مدينة متكاملة، وبالتالي ما تم إنجازه حاليا لا يكفي لتحقيق الهدف، خاصة مع ازدياد قدوم المعتمرين سواء عبر المطار أو الميناء، فعلى سبيل المثال الرحلات الدولية القادمة من تركيا ارتفعت مؤخرا من 3 رحلات أسبوعيا إلى 12 رحلة أسبوعية وستصل إلى 15 رحلة في شهر يونيو وأيضا مشروع تطوير ميناء ينبع التجاري كان هناك مرحلة تطويرية له ولم تنجز إلى الآن بسبب بطء الإجراءات الروتينية والبيروقراطية لدى بعض الجهات، ولذلك أنا أنادي بكل وضوح «إن لم يتغير الفكر الإداري في المملكة لن نتقدم، وأقصد بذلك الفكر الذي لا يقيم للوقت الزمني قيمة».
نمو ينبع مهدد بالتوقف
• هل سيربط قطار الحرمين بينبع في ظل الارتفاع السنوي لأعداد الحجاج والمعتمرين القادمين عن طريق الميناء التجاري؟
•• مشروع ربط محافظة ينبع أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة حديديا بقطار الحرمين من جهة رابغ ومن جهة المدينة المنورة بالغ الأهمية، ويشكل ضرورة قصوى إلى ينبع بكل المقاييس وله تأثير مباشر على مستقبل المحافظة وتطورها، ولذلك تمت المطالبة به منذ سنوات وحتى الآن لم يصدر قـرار بالرغم من أهمية تحقيق هذا الربط لاعتبارات عدة دينية واقتصادية وصناعية وسياحية ومجتمعية، إذ تعتبر محافظة ينبع بوابة المدينة المنورة، وقربها من الأماكن المقدسة فتح لها توافد العديد من شركات الطيران للعمل في مجال الحج والعمرة، إضافة إلى وجود المدينة الصناعية الأولى على البحر الأحمر والميناء التجاري، كما أن ثلث بترول المملكة يصدر من ينبع، بالإضافة إلى التوسع في مجال السياحة بعد أن شكلت هيئة الآثار والسياحة فريق عمل متكامل للمدينة، لذلك نتمنى ربط ينبع برابغ والمدينة المنورة حديديا. أقول بحرقة كمواطن إنه إذا لم يتم ربط محافظة ينبع بقطارات النقل والحرمين فإن نمو المحافظة وتطورها مستقبلا مهدد بالتوقف.
• يتساءل المواطنون هنا عن أبرز المشاريـع المزمع تنفيذها حاليا؟
•• العديد من المشاريـع التنموية في مجالات السياحة والآثار والصناعة والخدمات الأساسية، والأبرز هو مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي الذي تنفذه شركة المياه الوطنية بتكلفة تتجاوز 130 مليون ريال وسيتم تشغيل المحطة قريبا، وهي تحتوي على مصب سعة 16 وايت في وقت واحد ووحدات للمصافي الدقيقة والتكرير الثلاثي، بالإضافة إلى خزان للمياه المنقاة وغرفة تحكم رئيسية، ونؤكد بأن شركة المياه ساهمت بشكل رئيسي في حل مشكلة تأخر المشاريع القائمة منذ ثماني سنوات رغم تعاقب الشركات المختلفة عليها، وذلك من خلال المشاريـع العاجلة التي بدأ فريق العمل في الشركة تنفيذها وسننجز المشروع بالكامل خلال 12 شهر، وبالتالي ستعالج الأضرار البيئية الناجمة عن تأخر التنفيذ وإلقاء مياه الصرف الخام في البحيرة الواقعة على طريق ينبع النخل، بل وستساهم المعالجة الثلاثية في تحويل ينبع إلى «جنة خضراء» بسبب وفرة المياه التي ستنتج من تكرير الصرف الحي في سقيا الأشجار في الشوارع والحدائق العامة.
وظائـف نسوية
• للمحافظة خطة محورية لإنجاز مدينة صناعية نسائية مصغرة للأسر المنتجة «واحة مدن» .. ماذا أنجز منها؟ ومتى ينتهي المشروع ؟
•• كل ما نستطيع أن نقدمه على مستوى إمارة منطقة المدينة المنورة ومحافظة ينبع تم تقديمه في المشروع، والمدينة النسائية حسب المخطط الذي اطلعنا عليه يوفر 5 آلاف فرصة وظيفية نسائية لمصانع تتناسب مع طبيعة المرأة، والآن نحن نضع الكرة في ملعب وزارة التجارة والصناعة وهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» التي يديرها المهندس صالح الرشيد وهو من ننتظره للبدء في هذا العمل، نحن جاهزون لإتمام المشروع، وأنا شخصيا أتابع مع «مدن» مراحل التصميم والإخراج والمقاولات والترسية، ولعله من خلال اللقاء مع «عكاظ» نوجه نداءنا للمهندس صالح الرشيد مديرعام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية لنقول إن ينبع تنتظر هذا المشروع الذي وضع أساسه سمو الأمير فيصل بن سلمان العام الماضي.
معلومات قديمة
• اجتمعت المحافظة مع عدد من المسؤولين لبحث نتائج تقرير المرصد الحضري دون توضيح التفاصيل .. وهو ما أبرز مؤشرات المرصد خلال العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة؟
•• من محاسن الصدف أن رئيس بلدية ينبع حاليا المهندس حاتم طه هو من أنشأ أول مرصد حضري في المملكة وهو من تبنى فكرة المرصد ومنها انتشرت المراصد الحضرية، بالرغم من ذلك وبكل أسف نحن لا نعتمد كثيرا على هذه المعلومات الصادرة عن المراصد الحضرية في التخطيط المستقبلي، إنني أعتقد من وجهة نظر شخصية أن تقارير المرصد قديمة وبها معلومات غير محدثة ويبدو لي أنها عملت في فترة حماس معين ثم تركت دون تحديث ومتابعة. وبالتالي إذا تركت لمدة زمنية طويلة لا تكون معلوماتها دقيقة وصالحة للقياس وأيضا صاحب القرار ليس لديه دور فيها ولا يعتمد عليها. وكل محافظة تعتمد على مهارات المسؤول في «المطالبة» لتحقيق المشاريـع والاحتياجات من خلال العلاقات والاتصال بالجهات المسؤولة وبذل جهود مضاعفة للحصول على الدعم الكافي لتحقيق المشاريـع، وأنا شخصيا أتمنى أن نصل إلى مرحلة متقدمة بأن نعتمد على تقارير المراصد الحضرية في رصد الميزانيات وفق الاحتياجات بشكل محدد ومقنن للمشاريع والخدمات.
قريبا مطار دولي
• أعلنت هيئة الطيران المدني أخيرا عن خطة لتوسعة مطار الأمير عبدالمحسن الإقليمي لزيادة الطاقة الاستيعابية تدريجيا من 600 ألف إلى 2.6 ملايين مسافر .. متى سيتحول المطار إلى دولي؟
•• بلغني مطلع الأسبوع الماضي نسخة من خطاب موجه من سمو أمير المنطقة إلى رئيس هيئة الطيران المدني يستفسر فيه عن مشروع الصالة الدولية في مطار الأمير عبدالمحسن والذي تمت ترسيته، وأكد رئيس الهيئة في مضمون الرد بأنهم في مرحلة التصميم الآن وستنتهي المرحلة بنهاية العام الحالي لتلي ذلك مرحلة التنفيذ، وهناك مساعٍ لتسريع الانتهاء، ولذلك نحن بصدد دعوة رئيس هيئة الطيران المدني لزيارة ينبع والاطلاع على خطتنا في هذا الشأن، كما أن لدي معلومات بأن الشركة التركية المشغلة لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة لديها رغبة المشاركة في تشغيل مطار ينبع وتطوير خدماته وهو عامل استثمار إيجابي ودافع نحو الإسراع في التحول من مطار إقليمي إلى دولي بأسرع وقت.
• ما هي المراحل المتبقية من مشروع الواجهة البحرية التي ستكون أكبر واجهة
مطلة على البحر الأحمر؟ وما هي الفرص الاستثمارية المتوقعة؟
•• المشروع هو أحد الإسهامات للهيئة الملكية في ينبع، ويقع على امتداد 14 كيلومترا، وقدمته لنا الهيئة كهدية للمدينة ولمنطقة المدينة المنورة والمملكة في آن واحد، وتم تخطيط وتنفيذ مراحل المشروع بشكل مميز، وأنجز منه المراحل الأولى وتبقى مرحلتان، والمرحلة الأهم هي بناء المستثمرين في الواجهة البحرية، حيث يوجد حاليا فندقان وعدد من المطاعم الراقية المطلة على البحر، وأتوقع حين الانتهاء الكامل من هذا المشروع بأن تكون الواجهة إحدى المعالم البارزة على مستوى المملكة.
ملف العشوائيات معقد
• عند قدومكم للمحافظة قبل عامين تطرقتم إلى وجود نقص وخلل في الخدمات الصحية والمياه والكهـرباء كما وعدتم بحل مشكلة العشوائيات .. ماذا قدمتم في هذا الشان؟
•• بالنسبة إلى الكهرباء والمياه فيعود الفضل إلى سمو أمير المنطقة الذي كان بدوره يؤكد منذ البداية أن أهم الأمور لديه هي دخول خدمة الماء والكهرباء لمنازل المواطنين حتى لو لم يكن لديهم صكوك، وبدأت ينبع بهذه التجربة بتنسيق وجهود مشتركة مع شركة الكهرباء والبلدية والمياه وتكللت بالنجاح، وكانت ينبع إحدى المدن التي فتحت الآفاق في هذا المجال.
أما بالنسبة لموضوع العشوائيات فهو بالغ التعقيد لارتباطه بجهات أخرى في وزارة العدل ووزارة الشؤون البلدية والقروية وجهات إدارية أخرى لم تقدم عملا كافيا خلال السنوات الماضية, ونسعى إلى الاستفادة من تجارب المدن الأخرى في معالجة العشوائيات. أما موضوع القطاع الصحي فهناك إشكالية حقيقية، ففي السابق كان بإمكان سكان ينبع الحصول على علاج في مستشفى الهيئة الملكية وتوقف هذا الأمر مع تزايد الشركات في الهيئة واختصاصاتها.. والمستشفى الحالي في ينبع بالرغم أن سعته تصل إلى أكثر من 340 سريرا ولكنه يعمل فقط بطاقة تشغيلية بسعة 200 سرير نظراً لنقص الإمكانات والكوادر ، بالإضافة إلى أن هناك أعطالا في أجهزة التكييف، ورفعنا مطالبنا لحل الاشكاليات ومتابعتها مع المسؤولين في الوزارة
ولايزال وضعنا الصحي في ينبع ينذر بخطورة كبيرة, ومن خلال الحوار مع «عكاظ» نوجه رسالة بأهمية تلبية احتياجات القطاع الصحي في ينبع, وأن أقل ما يمكن أن يقدم لينبع هو مستشفى متخصص بسعة لا تقل عن 500 سرير, لأن هذا المستشفى لا يخدم ينبع وحدها بل يقدم خدماته لمحافظات أملج ورابغ والعيص وبدر.
منازل للمحتاجين
• على صعيد برامج المسؤولية الاجتماعية .. ما الجهود التي بذلتها المحافظة في سبيل تحقيق الشراكة مع القطاع الصناعي والخاص ؟
•• هناك خطوات في هذا الشأن منها تأسيس «مجلس المسؤولية الاجتماعية» قبل أشهر معدودة ودشنه سمو أمير المنطقة الذي يقدم دعما واهتماما كبيرا لأجل تنمية وتطوير المحافظة، وبالنسبة إلى المجلس فأنا أتولى رئاسة إدارته حاليا والهدف هو أن تمر جميع المشاريع الاجتماعية والخيرية المقدمة من الشركات من خلال المجلس الذي يضم 16 عضو مجلس إدارة وحوالى 70 جمعية عمومية من كل الشركات، وفي نهاية العام سنعلن للجميع ماذا قدمت الشركات لمدينة ينبع بالأرقام والتفاصيل. ومن المشاريـع المقدمة حاليا، مشروع بناء الوحدات السكنية للمحتاجين بواسطة جمعية المستودع الخيري، وتم الآن تشييد 250 منزلا، بالإضافة إلى المشاريع القائمة حاليا لبناء 250 منزلا في ينبع والقرى المجاورة.
«مول» بحري ومساكن لعمال الأحياء
المحافظ استعرض الفرص الاستثمارية المطروحة في ينبع مشيرا الى ان المنطقة في مرحلة نمو مطرد خاصة أن التعداد السكاني سيزداد خلال الخمس سنوات المقبلة إلى 600 ألف نسمة، والفرص التي طرحت مؤخراً تحاكي المرحلة المقبلة ومن بينها التركيز على مشروع المدن العمالية لأننا نعاني في ينبع من مشكلة سكن العمالة داخل الأحياء السكنية بالإضافة إلى رغبتنا في تقديم السكن المريح لكل من يأتي للعمل. وقال: عرضنا فرصتين استثماريتين لبناء مستشفيات واخرى مميزة لبناء مدرسة عالمية لتتواكب مع احتياجات الوافدين من خارج المملكة ولم يستطع أن يستمر أبناؤهم في الدراسة هنا في المنطقة وبالتالي تسهم المدرسة المرتقبة في استقرار هذه العمالة ذات الخبرات المتميزة والبقاء هنا. ومن الفرص أيضاً انشاء «مول تجاري» يحاكي البيئة البحرية بالإضافة إلى عرض ثلاث فرص استثمارية لمواقف مخصصة لسيارات النقل الكبيرة والحافلات الضخمة.
الرياضة ترف .. وليست في أولوياتنا
«عكاظ» سألت محافظ ينبع عن تعثر نهضة الرياضة ومنشآتها وأنديتها وعدم مواكبتها لتطور المدينة فاجاب: لم ولن نفعل شيئا في المرحلة الحالية، لأن الرياضة والأندية الرياضية من وجهة نظري تعتبر «ترف» ولدى سكان محافظة ينبع متطلبات وأولويات أساسية مثل السكن وتحسين مستوى الدخل والتخلص من البطالة وغيرها من الأولويات الأكثر أهمية من تطوير منشآت الرياضة والأندية في هذه المرحلة، وإذا حققنا هذه الأولويات وارتقينا بالخدمات الأساسية وأصبحنا مجتمعا لديه من الرفاهية الشيء الكثير، سنبدأ حينها بالالتفات لتطوير الأندية الرياضية، وهي بالفعل بحاجة إلى إمكانات مادية كبيرة وبدون توفير الإمكانات لا يمكن أن تقدم شيئا بل ستتسبب في استنزاف الجهد الذي يجب أن يخصص حالياً لتحقيق الأولويات الأساسية.
الشائعات لاحقتني والشباب خذلوني
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20150514/images/b024.jpg
حوار: خالد طاشكندي
14/05/2015 02:37:53 ص
على الرغم من مرور أقل من عامين على توليه منصبه محافظا لينبع، نجح المهندس مساعد السليم في إنجاز العديد من الملفات الهامة في طريق تطوير المحافظة على مختلف الأصعدة .. وبرغم ذلك أقر في حوار موسع مع «عكاظ» ببعض العثرات، مشيرا إلى أن الفكر الإداري لن يتطور ما لم نمنح للوقت قيمته ويرى أن أربع سنوات إلى ثماني سنوات كحد أقصى كافية للمسؤول لتقديم كل ما لديه. وكشف السويلم في حواره الكثير من الحقائق بشفافية إيمانا منه بأن الحقيقة يجب أن لا تخفى إذا أراد بالفعل تحقيق كل ما يصبو إليه من أهداف نبيلة، وأشار إلى أن المنشآت الجامعية التي ستنجز خلال عام هي مشروع لجامعة مستقلة في ينبع، وأكد أن مشروع الصرف الصحي المنفذ من شركة المياه الوطنية والذي سيكتمل خلال عام واحد لن يقضي على الأضرار البيئية الناجمة عن تأخر تنفيذ هذه المشاريـع لمدة تزيد على 8 سنوات فقط بل سيحول مدينة ينبع إلى «جنة خضراء»..
فإلى نص الحوار:
• .. تركتم عنيزة بعد إنجازات وجهود مشهودة خلال سنوات عملكم في منصب المحافظ فأثار ذلك حينها العديد من التكهنات حول الأسباب، هل حان الوقت للحديث عنها ؟
•• بعد أن عملت عشر سنوات في محافظة عنيزة وقضيت منها 6 سنوات في منصب المحافظ قدمت خلالها كل ما لدي من جهود وإمكانات لم يعد لدي القدرة على تقديم المزيد فلذلك قررت الرحيل. ولم أرد وقتها على الشائعات التي أطلقها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب الاستقالة، أنا أؤمن بأن أربع سنوات إلى ثماني سنوات كافية للمسؤول كحد أقصى لتقديم كل ما لديه، وأؤمن أيضا بأهمية مغادرة المنصب عندما يصل الشخص إلى قمة الأداء والعطاء وأعتقد أن الترجل حين تكون في قمة المنحنى هو مهارة إدارية بالغة ويجب على الجميع أن يتقنها، بالإضافة إلى ما ذكرته كانت لدي صعوبات مادية للعمل في المجال التجاري حيث حققت من خلاله ما هدفت إليه، ثم بلغتني لاحقا دعوة كريمة من سمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان للعمل في محافظة ينبع وقبلت التضحية بمستقبلي التجاري لأني شعرت بأن العمل مع سموه سيضيف لي الكثير من الإيجابيات، وحظي الجميل أنني أتيت إلى هنا ويكفيني أنني كسبت شرف خدمة أهالي ينبع، وأصبحت ينبع وأهلها الطيبين بالنسبة إلى بمثابة عشق جديد أضفته إلى عشقي القديم لمحافظة عنيزة.
وأود أن أضيف أن ينبع مدينة مستقبلية، وقد لا تنجح في تحقيق أحلامها في وقتي هذا بالشكل المطلوب لأنها مرحلة إعداد وبناء للمستقبل، وإنني أتوقع بحلول عام 1440هـ أن ينبع ستكون مدينة مختلفة بل من أفضل مدن المملكة لأنها مدينة تحتوي على كل ما يدعو للتفاؤل والتميز.
تعثر الوعد
• عند قدومكم إلى المحافظة وضعت أمامك هدفا بأن تكون ينبع خالية من العطالة والعاطلين في غضون عامين إلى ثلاث أعوام، والآن بعد انقضاء المدة .. ماذا تحقق؟
•• لم نحقق الهدف وفق المأمول، ونحن مازلنا سائرين في المشروع حتى وإن كان مسارنا ليس كما ينبغي وذلك لعدة أمور، أبرزها يتعلق برغبة الشباب السعوديين في مدينة ينبع في العمل في القطاع الحكومي فقط رغم نجاحنا في توفير عدد من الفرص في القطاع الخاص بجهود مشتركة مع الغرفة التجارية وصندوق الموارد البشرية ولجنة السعودة، وهذا الأمر صدمني للغاية لأن مسألة التوظيف الحكومي ليست بيدي، وبالرغم من نجاحنا في إقناع عدد من الشباب بقبول بعض فرص العمل في الشركات إلا أن الشريحة الأكبر رفضت الفرص، وهو ما تسبب لي في عائق يصعب تجاوزه لتحقيق طموحنا في القضاء على البطالة وقلل من حماسي لتحقيق هذا الهدف، وخاصة مع بعض الحالات التي رفضت عروضا من شركات برواتب أساسية تصل إلى 5 آلاف ريال وأكدوا أنهم يفضلون العمل الحكومي حتى لو براتب أقل. نحن نحاول الآن تغيير نظرة الشباب تجاه العمل في القطاع الخاص لتوظيف أكبر عدد، ولكن بصراحة لم نستطع تحقيق الهدف مائة بالمائة.
• أشرتم مسبقا إلى مساعٍٍ لإنشاء جامعة مستقلة في ينبع .. إلى ماذا توصلتم؟
•• نحن في المرحلة النهائية من إنجاز مشروع جامعة طيبة فرع ينبع حاليا، وستكون جامعة مستقلة وتابعنا هذا الأمر مع وزارة التعليم العالي سابقا وسيكون لنا موعد مع وزير التعليم في هذا الشأن، كما أن سمو أمير المنطقة متحمس بأن تكون لدينا ثلاث جامعات مستقلة، وهي جامعة طيبة، الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وقريبا جامعة مستقلة في مدينة ينبع. وبدأنا المشروع العام الماضي بعد تخصيص أرض بمساحة 2.5 مليون متر مربع في أجمل منطقة مطلة على ساحل «شرم ينبع» وجميع الكليات النسائية في مراحل البناء النهائية، وخلال السنة المقبلة ستتمكن طالبات المرحلة الجامعية في ينبع من بدء الدراسة، وما يدعو للفخر هو أن الإنجاز تم خلال عام واحد فقط.. وبالنسبة إلى كليات البنين في الجامعة فتم رصد ميزانية بقرابة 390 مليون، وسينجز أيضا خلال عام واحد..
الروتين والبيروقراطية
• مدينة الحجاج والمعتمرين في ينبع.. ماذا أنجز فيها بعد توجيه وزير الحج العام الماضي بإنشائها.. متى ستنتهي مراحل المشروع.. ثم ما الجديد في أمر تطوير الميناء التجاري؟
•• لم يتحقق ما نطمح إليه في إنشاء مدينة متكاملة للحجاج والمعتمرين، فقد انقضت قرابة العامين في نقاشات واجتماعات مع فرق العمل في الوزارة، والآن تم إقرار مشروع للمبنى الإداري فقط، وليس هذا ما نحلم به في مدينة متكاملة، وبالتالي ما تم إنجازه حاليا لا يكفي لتحقيق الهدف، خاصة مع ازدياد قدوم المعتمرين سواء عبر المطار أو الميناء، فعلى سبيل المثال الرحلات الدولية القادمة من تركيا ارتفعت مؤخرا من 3 رحلات أسبوعيا إلى 12 رحلة أسبوعية وستصل إلى 15 رحلة في شهر يونيو وأيضا مشروع تطوير ميناء ينبع التجاري كان هناك مرحلة تطويرية له ولم تنجز إلى الآن بسبب بطء الإجراءات الروتينية والبيروقراطية لدى بعض الجهات، ولذلك أنا أنادي بكل وضوح «إن لم يتغير الفكر الإداري في المملكة لن نتقدم، وأقصد بذلك الفكر الذي لا يقيم للوقت الزمني قيمة».
نمو ينبع مهدد بالتوقف
• هل سيربط قطار الحرمين بينبع في ظل الارتفاع السنوي لأعداد الحجاج والمعتمرين القادمين عن طريق الميناء التجاري؟
•• مشروع ربط محافظة ينبع أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة حديديا بقطار الحرمين من جهة رابغ ومن جهة المدينة المنورة بالغ الأهمية، ويشكل ضرورة قصوى إلى ينبع بكل المقاييس وله تأثير مباشر على مستقبل المحافظة وتطورها، ولذلك تمت المطالبة به منذ سنوات وحتى الآن لم يصدر قـرار بالرغم من أهمية تحقيق هذا الربط لاعتبارات عدة دينية واقتصادية وصناعية وسياحية ومجتمعية، إذ تعتبر محافظة ينبع بوابة المدينة المنورة، وقربها من الأماكن المقدسة فتح لها توافد العديد من شركات الطيران للعمل في مجال الحج والعمرة، إضافة إلى وجود المدينة الصناعية الأولى على البحر الأحمر والميناء التجاري، كما أن ثلث بترول المملكة يصدر من ينبع، بالإضافة إلى التوسع في مجال السياحة بعد أن شكلت هيئة الآثار والسياحة فريق عمل متكامل للمدينة، لذلك نتمنى ربط ينبع برابغ والمدينة المنورة حديديا. أقول بحرقة كمواطن إنه إذا لم يتم ربط محافظة ينبع بقطارات النقل والحرمين فإن نمو المحافظة وتطورها مستقبلا مهدد بالتوقف.
• يتساءل المواطنون هنا عن أبرز المشاريـع المزمع تنفيذها حاليا؟
•• العديد من المشاريـع التنموية في مجالات السياحة والآثار والصناعة والخدمات الأساسية، والأبرز هو مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي الذي تنفذه شركة المياه الوطنية بتكلفة تتجاوز 130 مليون ريال وسيتم تشغيل المحطة قريبا، وهي تحتوي على مصب سعة 16 وايت في وقت واحد ووحدات للمصافي الدقيقة والتكرير الثلاثي، بالإضافة إلى خزان للمياه المنقاة وغرفة تحكم رئيسية، ونؤكد بأن شركة المياه ساهمت بشكل رئيسي في حل مشكلة تأخر المشاريع القائمة منذ ثماني سنوات رغم تعاقب الشركات المختلفة عليها، وذلك من خلال المشاريـع العاجلة التي بدأ فريق العمل في الشركة تنفيذها وسننجز المشروع بالكامل خلال 12 شهر، وبالتالي ستعالج الأضرار البيئية الناجمة عن تأخر التنفيذ وإلقاء مياه الصرف الخام في البحيرة الواقعة على طريق ينبع النخل، بل وستساهم المعالجة الثلاثية في تحويل ينبع إلى «جنة خضراء» بسبب وفرة المياه التي ستنتج من تكرير الصرف الحي في سقيا الأشجار في الشوارع والحدائق العامة.
وظائـف نسوية
• للمحافظة خطة محورية لإنجاز مدينة صناعية نسائية مصغرة للأسر المنتجة «واحة مدن» .. ماذا أنجز منها؟ ومتى ينتهي المشروع ؟
•• كل ما نستطيع أن نقدمه على مستوى إمارة منطقة المدينة المنورة ومحافظة ينبع تم تقديمه في المشروع، والمدينة النسائية حسب المخطط الذي اطلعنا عليه يوفر 5 آلاف فرصة وظيفية نسائية لمصانع تتناسب مع طبيعة المرأة، والآن نحن نضع الكرة في ملعب وزارة التجارة والصناعة وهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» التي يديرها المهندس صالح الرشيد وهو من ننتظره للبدء في هذا العمل، نحن جاهزون لإتمام المشروع، وأنا شخصيا أتابع مع «مدن» مراحل التصميم والإخراج والمقاولات والترسية، ولعله من خلال اللقاء مع «عكاظ» نوجه نداءنا للمهندس صالح الرشيد مديرعام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية لنقول إن ينبع تنتظر هذا المشروع الذي وضع أساسه سمو الأمير فيصل بن سلمان العام الماضي.
معلومات قديمة
• اجتمعت المحافظة مع عدد من المسؤولين لبحث نتائج تقرير المرصد الحضري دون توضيح التفاصيل .. وهو ما أبرز مؤشرات المرصد خلال العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة؟
•• من محاسن الصدف أن رئيس بلدية ينبع حاليا المهندس حاتم طه هو من أنشأ أول مرصد حضري في المملكة وهو من تبنى فكرة المرصد ومنها انتشرت المراصد الحضرية، بالرغم من ذلك وبكل أسف نحن لا نعتمد كثيرا على هذه المعلومات الصادرة عن المراصد الحضرية في التخطيط المستقبلي، إنني أعتقد من وجهة نظر شخصية أن تقارير المرصد قديمة وبها معلومات غير محدثة ويبدو لي أنها عملت في فترة حماس معين ثم تركت دون تحديث ومتابعة. وبالتالي إذا تركت لمدة زمنية طويلة لا تكون معلوماتها دقيقة وصالحة للقياس وأيضا صاحب القرار ليس لديه دور فيها ولا يعتمد عليها. وكل محافظة تعتمد على مهارات المسؤول في «المطالبة» لتحقيق المشاريـع والاحتياجات من خلال العلاقات والاتصال بالجهات المسؤولة وبذل جهود مضاعفة للحصول على الدعم الكافي لتحقيق المشاريـع، وأنا شخصيا أتمنى أن نصل إلى مرحلة متقدمة بأن نعتمد على تقارير المراصد الحضرية في رصد الميزانيات وفق الاحتياجات بشكل محدد ومقنن للمشاريع والخدمات.
قريبا مطار دولي
• أعلنت هيئة الطيران المدني أخيرا عن خطة لتوسعة مطار الأمير عبدالمحسن الإقليمي لزيادة الطاقة الاستيعابية تدريجيا من 600 ألف إلى 2.6 ملايين مسافر .. متى سيتحول المطار إلى دولي؟
•• بلغني مطلع الأسبوع الماضي نسخة من خطاب موجه من سمو أمير المنطقة إلى رئيس هيئة الطيران المدني يستفسر فيه عن مشروع الصالة الدولية في مطار الأمير عبدالمحسن والذي تمت ترسيته، وأكد رئيس الهيئة في مضمون الرد بأنهم في مرحلة التصميم الآن وستنتهي المرحلة بنهاية العام الحالي لتلي ذلك مرحلة التنفيذ، وهناك مساعٍ لتسريع الانتهاء، ولذلك نحن بصدد دعوة رئيس هيئة الطيران المدني لزيارة ينبع والاطلاع على خطتنا في هذا الشأن، كما أن لدي معلومات بأن الشركة التركية المشغلة لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة لديها رغبة المشاركة في تشغيل مطار ينبع وتطوير خدماته وهو عامل استثمار إيجابي ودافع نحو الإسراع في التحول من مطار إقليمي إلى دولي بأسرع وقت.
• ما هي المراحل المتبقية من مشروع الواجهة البحرية التي ستكون أكبر واجهة
مطلة على البحر الأحمر؟ وما هي الفرص الاستثمارية المتوقعة؟
•• المشروع هو أحد الإسهامات للهيئة الملكية في ينبع، ويقع على امتداد 14 كيلومترا، وقدمته لنا الهيئة كهدية للمدينة ولمنطقة المدينة المنورة والمملكة في آن واحد، وتم تخطيط وتنفيذ مراحل المشروع بشكل مميز، وأنجز منه المراحل الأولى وتبقى مرحلتان، والمرحلة الأهم هي بناء المستثمرين في الواجهة البحرية، حيث يوجد حاليا فندقان وعدد من المطاعم الراقية المطلة على البحر، وأتوقع حين الانتهاء الكامل من هذا المشروع بأن تكون الواجهة إحدى المعالم البارزة على مستوى المملكة.
ملف العشوائيات معقد
• عند قدومكم للمحافظة قبل عامين تطرقتم إلى وجود نقص وخلل في الخدمات الصحية والمياه والكهـرباء كما وعدتم بحل مشكلة العشوائيات .. ماذا قدمتم في هذا الشان؟
•• بالنسبة إلى الكهرباء والمياه فيعود الفضل إلى سمو أمير المنطقة الذي كان بدوره يؤكد منذ البداية أن أهم الأمور لديه هي دخول خدمة الماء والكهرباء لمنازل المواطنين حتى لو لم يكن لديهم صكوك، وبدأت ينبع بهذه التجربة بتنسيق وجهود مشتركة مع شركة الكهرباء والبلدية والمياه وتكللت بالنجاح، وكانت ينبع إحدى المدن التي فتحت الآفاق في هذا المجال.
أما بالنسبة لموضوع العشوائيات فهو بالغ التعقيد لارتباطه بجهات أخرى في وزارة العدل ووزارة الشؤون البلدية والقروية وجهات إدارية أخرى لم تقدم عملا كافيا خلال السنوات الماضية, ونسعى إلى الاستفادة من تجارب المدن الأخرى في معالجة العشوائيات. أما موضوع القطاع الصحي فهناك إشكالية حقيقية، ففي السابق كان بإمكان سكان ينبع الحصول على علاج في مستشفى الهيئة الملكية وتوقف هذا الأمر مع تزايد الشركات في الهيئة واختصاصاتها.. والمستشفى الحالي في ينبع بالرغم أن سعته تصل إلى أكثر من 340 سريرا ولكنه يعمل فقط بطاقة تشغيلية بسعة 200 سرير نظراً لنقص الإمكانات والكوادر ، بالإضافة إلى أن هناك أعطالا في أجهزة التكييف، ورفعنا مطالبنا لحل الاشكاليات ومتابعتها مع المسؤولين في الوزارة
ولايزال وضعنا الصحي في ينبع ينذر بخطورة كبيرة, ومن خلال الحوار مع «عكاظ» نوجه رسالة بأهمية تلبية احتياجات القطاع الصحي في ينبع, وأن أقل ما يمكن أن يقدم لينبع هو مستشفى متخصص بسعة لا تقل عن 500 سرير, لأن هذا المستشفى لا يخدم ينبع وحدها بل يقدم خدماته لمحافظات أملج ورابغ والعيص وبدر.
منازل للمحتاجين
• على صعيد برامج المسؤولية الاجتماعية .. ما الجهود التي بذلتها المحافظة في سبيل تحقيق الشراكة مع القطاع الصناعي والخاص ؟
•• هناك خطوات في هذا الشأن منها تأسيس «مجلس المسؤولية الاجتماعية» قبل أشهر معدودة ودشنه سمو أمير المنطقة الذي يقدم دعما واهتماما كبيرا لأجل تنمية وتطوير المحافظة، وبالنسبة إلى المجلس فأنا أتولى رئاسة إدارته حاليا والهدف هو أن تمر جميع المشاريع الاجتماعية والخيرية المقدمة من الشركات من خلال المجلس الذي يضم 16 عضو مجلس إدارة وحوالى 70 جمعية عمومية من كل الشركات، وفي نهاية العام سنعلن للجميع ماذا قدمت الشركات لمدينة ينبع بالأرقام والتفاصيل. ومن المشاريـع المقدمة حاليا، مشروع بناء الوحدات السكنية للمحتاجين بواسطة جمعية المستودع الخيري، وتم الآن تشييد 250 منزلا، بالإضافة إلى المشاريع القائمة حاليا لبناء 250 منزلا في ينبع والقرى المجاورة.
«مول» بحري ومساكن لعمال الأحياء
المحافظ استعرض الفرص الاستثمارية المطروحة في ينبع مشيرا الى ان المنطقة في مرحلة نمو مطرد خاصة أن التعداد السكاني سيزداد خلال الخمس سنوات المقبلة إلى 600 ألف نسمة، والفرص التي طرحت مؤخراً تحاكي المرحلة المقبلة ومن بينها التركيز على مشروع المدن العمالية لأننا نعاني في ينبع من مشكلة سكن العمالة داخل الأحياء السكنية بالإضافة إلى رغبتنا في تقديم السكن المريح لكل من يأتي للعمل. وقال: عرضنا فرصتين استثماريتين لبناء مستشفيات واخرى مميزة لبناء مدرسة عالمية لتتواكب مع احتياجات الوافدين من خارج المملكة ولم يستطع أن يستمر أبناؤهم في الدراسة هنا في المنطقة وبالتالي تسهم المدرسة المرتقبة في استقرار هذه العمالة ذات الخبرات المتميزة والبقاء هنا. ومن الفرص أيضاً انشاء «مول تجاري» يحاكي البيئة البحرية بالإضافة إلى عرض ثلاث فرص استثمارية لمواقف مخصصة لسيارات النقل الكبيرة والحافلات الضخمة.
الرياضة ترف .. وليست في أولوياتنا
«عكاظ» سألت محافظ ينبع عن تعثر نهضة الرياضة ومنشآتها وأنديتها وعدم مواكبتها لتطور المدينة فاجاب: لم ولن نفعل شيئا في المرحلة الحالية، لأن الرياضة والأندية الرياضية من وجهة نظري تعتبر «ترف» ولدى سكان محافظة ينبع متطلبات وأولويات أساسية مثل السكن وتحسين مستوى الدخل والتخلص من البطالة وغيرها من الأولويات الأكثر أهمية من تطوير منشآت الرياضة والأندية في هذه المرحلة، وإذا حققنا هذه الأولويات وارتقينا بالخدمات الأساسية وأصبحنا مجتمعا لديه من الرفاهية الشيء الكثير، سنبدأ حينها بالالتفات لتطوير الأندية الرياضية، وهي بالفعل بحاجة إلى إمكانات مادية كبيرة وبدون توفير الإمكانات لا يمكن أن تقدم شيئا بل ستتسبب في استنزاف الجهد الذي يجب أن يخصص حالياً لتحقيق الأولويات الأساسية.