أبو سفيان
04-04-2015, 12:33 AM
غيب الموت المفكر المغربي " التازي" الذي زار ينبع وكتب عنها
التازي.. رحيل أكاديمي مغربي بارز
http://store2.up-00.com/2015-04/1428093966351.jpg
المفكر المغربي التازي
غيب الموت أمس الخميس المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية عن سن تناهز 94 سنة. وعندما وصلني خبر وفاته من الصديق الدكتور / لطف الله قاري تذكرتُ هذا المؤرخ الكبير عندما زار ينبع قبل سنوات واجتمع بالأستاذ / عبد الرحيم الزلباني وجلس معه عندما كان مديرا لتعليم ينبع ثم اصطحبه بزيارة لينبع النخل بناء على طلب التازي ليقف هناك على مقبرة المثنى التي تضم جثمان جد حكام المغرب ،، وبواسطة الصديق الزلباني كان لي شرف الالتقاء بالمفكر المغربي عندما زارني بمنزلي بصحبة " أبو محمد " وأهديته نسخة من كتابي " مسيرة التعليم في ينبع " ، وكان حديثه آنذاك عن ينبع وتاريخها وأهميتها وبخاصة ينبع النخل ، ثم كتب بحثا يزيد عن 40 صفحة عن ينبع ، وهو معجب بالعلامة الشيخ / حمد الجاسر وتحدث عن لقاءاته به في عد ة مناسبات في المغرب وغيرها ،،
بعض من سيرته
نال التازي المولود في 15 يونيو 1921 بمدينة فاس شهادة العالمية من جامعة القرويين سنة 1947 ، حيث عين أستاذا بها سنة 1948، كما حصل سنة 1953 على بروفي معهد الدراسات المغربية.
وحصل سنة 1963 على دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب بالرباط، وشهادة في اللغة الإنجليزية من معهد اللغات بمدينة بغداد سنة 1966 وفي سنة 1971 تمكن من الحصول على شهادة دكتوراه الدولة من جامعة الإسكندرية، حيث كان موضوع الأطروحة: "جامعة القرويين".
كما عمل التازي، سفيرا للمملكة المغربية لدى مجموعة من الدول منها ليبيا، والعراق، ، والإمارات العربية، وتقلد عدة مناصب, فكان سفيرا للمغرب بالعراق ثم سفيرا للمغرب في ليبيا، ثم مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي، وفقا لما ذكر موقع "هسبريس".
واشتغل أيضا مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، وساهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية، وللتازي أعمال في مجال التحقيق منها، تاريخ المن بالإمامة: لابن صاحب الصلاة والفريد في تقييد الشريد: لأبي القاسم الفجيجي.
ومن الأعمال التي قام بترجمتها إلى اللغة العربية "حقائق عن الشمال الإفريقي" ، ساعات من القرن الرابع عشر في فاس" وغيرها.
وصنف التازي من الشخصيات العلمية التي شكلتها أنماط تعليم مخضرم تجاور فيها التكوين الأصيل العتيق مع التشبع بالمعرفة الحديثة المنهجية وبرحيل العلامة التازي، يسدل الستار عن سيرة شخص تعادل أداء مؤسسة متكاملة العناصر، هو الذي كان الوريث الشرعي لسمات العلماء والمفكرين المتقدمين، حين جمع بين أصناف المعارف الشرعية والدنيوية، العلمية والأدبية، النظرية والتجريبية.
وبغض النظر عن تفوق الراحل في علوم مختلفة من التاريخ إلى اللغة، مرورا بالفقه والجغرافيا والأدب، فإنه طبع عطاءاته في هذه المباحث كلها بوعي الانتماء المغربي، متقفيا إسهامات مغاربة العصور السالفة في إغناء التراكم الكوني في المعارف والعلوم، ونابشا في الصفحات المطمورة من الإبداع المغربي ورابطا صلة الحاضر بالماضي، بهاجس التوثيق والضبط والتدقيق والتحقيق، وفاء للتاريخ وإنصافا للذاكرة.
وقد سخر الرجل نفسه حافظا لعظمة واحد من أشهر الشخصيات العربية لدى العالم بأسره، فكان الوصي الأمين على أسفار ابن بطوطة، سليل طنجة، أكبر رحالة في التاريخ، والمحقق الضابط الذي قدم للانسانية تراث ذلك العلم الفذ في كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، مسخرا جهدا لا تقدر عليه المؤسسات والمراكز، بإبراز تفرد شخصية الرحالة الطنجي، وسبقه في التوثيق الجغرافي والتاريخي للأحداث وسمات البلدان والشعوب التي جاب ربوعها من المغرب الى الصين، وأبعد. على خطى ابن بطوطة، كان التازي من الشخصيات التي عاشت على جناح طائرة، متنقلا بين مكتبات العالم، ومراكزه البحثية، محاضرا في المجامع والمؤتمرات، شرقا وغربا،
وحدثني الصديق الدكتور والباحث / لطف الله قاري الذي نقل لي خبر وفاته بأنه تشرف بزيارة التازي في المغرب واشترك معه في مؤتمر بدولة تونس وقال بأن التازي كان رحمه الله من محبي ينبع، برغم رحلاته العديدة في معظم الدول العربية والإسلامية .
من جهته أعرب ملك المغرب محمد السادس في برقية لأسرة المؤرخ المغربي، عبد الهادي التازي
عن أحر تعازيه وأصدق مواساته في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه، وقال الملك المغربي إن وفاة التازي تعد خسارة للمغرب عامة الذي فقد فيه أكاديميا متميزا ، ودبلوماسيا محنكا ، ومؤرخا فذا ،سائلا الله عز وجل أن يلهم أفراد أسرته جميل الصبر وحسن العزاء.
ونحن أيضا نعزي أسرته الكريمة ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويكرم نزله
مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
صورة لأولى ورقات البحث الذي كتبه عن ينبع
http://store2.up-00.com/2015-04/142809373021.jpg
http://store2.up-00.com/2015-04/1428093730332.jpg
http://www.allappme.com/nhdai/uploads/142816813607321.jpg
غلاف الكتاب الذي نُشر فيه البحث وهو من جزأين
التازي.. رحيل أكاديمي مغربي بارز
http://store2.up-00.com/2015-04/1428093966351.jpg
المفكر المغربي التازي
غيب الموت أمس الخميس المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية عن سن تناهز 94 سنة. وعندما وصلني خبر وفاته من الصديق الدكتور / لطف الله قاري تذكرتُ هذا المؤرخ الكبير عندما زار ينبع قبل سنوات واجتمع بالأستاذ / عبد الرحيم الزلباني وجلس معه عندما كان مديرا لتعليم ينبع ثم اصطحبه بزيارة لينبع النخل بناء على طلب التازي ليقف هناك على مقبرة المثنى التي تضم جثمان جد حكام المغرب ،، وبواسطة الصديق الزلباني كان لي شرف الالتقاء بالمفكر المغربي عندما زارني بمنزلي بصحبة " أبو محمد " وأهديته نسخة من كتابي " مسيرة التعليم في ينبع " ، وكان حديثه آنذاك عن ينبع وتاريخها وأهميتها وبخاصة ينبع النخل ، ثم كتب بحثا يزيد عن 40 صفحة عن ينبع ، وهو معجب بالعلامة الشيخ / حمد الجاسر وتحدث عن لقاءاته به في عد ة مناسبات في المغرب وغيرها ،،
بعض من سيرته
نال التازي المولود في 15 يونيو 1921 بمدينة فاس شهادة العالمية من جامعة القرويين سنة 1947 ، حيث عين أستاذا بها سنة 1948، كما حصل سنة 1953 على بروفي معهد الدراسات المغربية.
وحصل سنة 1963 على دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب بالرباط، وشهادة في اللغة الإنجليزية من معهد اللغات بمدينة بغداد سنة 1966 وفي سنة 1971 تمكن من الحصول على شهادة دكتوراه الدولة من جامعة الإسكندرية، حيث كان موضوع الأطروحة: "جامعة القرويين".
كما عمل التازي، سفيرا للمملكة المغربية لدى مجموعة من الدول منها ليبيا، والعراق، ، والإمارات العربية، وتقلد عدة مناصب, فكان سفيرا للمغرب بالعراق ثم سفيرا للمغرب في ليبيا، ثم مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي، وفقا لما ذكر موقع "هسبريس".
واشتغل أيضا مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، وساهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية، وللتازي أعمال في مجال التحقيق منها، تاريخ المن بالإمامة: لابن صاحب الصلاة والفريد في تقييد الشريد: لأبي القاسم الفجيجي.
ومن الأعمال التي قام بترجمتها إلى اللغة العربية "حقائق عن الشمال الإفريقي" ، ساعات من القرن الرابع عشر في فاس" وغيرها.
وصنف التازي من الشخصيات العلمية التي شكلتها أنماط تعليم مخضرم تجاور فيها التكوين الأصيل العتيق مع التشبع بالمعرفة الحديثة المنهجية وبرحيل العلامة التازي، يسدل الستار عن سيرة شخص تعادل أداء مؤسسة متكاملة العناصر، هو الذي كان الوريث الشرعي لسمات العلماء والمفكرين المتقدمين، حين جمع بين أصناف المعارف الشرعية والدنيوية، العلمية والأدبية، النظرية والتجريبية.
وبغض النظر عن تفوق الراحل في علوم مختلفة من التاريخ إلى اللغة، مرورا بالفقه والجغرافيا والأدب، فإنه طبع عطاءاته في هذه المباحث كلها بوعي الانتماء المغربي، متقفيا إسهامات مغاربة العصور السالفة في إغناء التراكم الكوني في المعارف والعلوم، ونابشا في الصفحات المطمورة من الإبداع المغربي ورابطا صلة الحاضر بالماضي، بهاجس التوثيق والضبط والتدقيق والتحقيق، وفاء للتاريخ وإنصافا للذاكرة.
وقد سخر الرجل نفسه حافظا لعظمة واحد من أشهر الشخصيات العربية لدى العالم بأسره، فكان الوصي الأمين على أسفار ابن بطوطة، سليل طنجة، أكبر رحالة في التاريخ، والمحقق الضابط الذي قدم للانسانية تراث ذلك العلم الفذ في كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، مسخرا جهدا لا تقدر عليه المؤسسات والمراكز، بإبراز تفرد شخصية الرحالة الطنجي، وسبقه في التوثيق الجغرافي والتاريخي للأحداث وسمات البلدان والشعوب التي جاب ربوعها من المغرب الى الصين، وأبعد. على خطى ابن بطوطة، كان التازي من الشخصيات التي عاشت على جناح طائرة، متنقلا بين مكتبات العالم، ومراكزه البحثية، محاضرا في المجامع والمؤتمرات، شرقا وغربا،
وحدثني الصديق الدكتور والباحث / لطف الله قاري الذي نقل لي خبر وفاته بأنه تشرف بزيارة التازي في المغرب واشترك معه في مؤتمر بدولة تونس وقال بأن التازي كان رحمه الله من محبي ينبع، برغم رحلاته العديدة في معظم الدول العربية والإسلامية .
من جهته أعرب ملك المغرب محمد السادس في برقية لأسرة المؤرخ المغربي، عبد الهادي التازي
عن أحر تعازيه وأصدق مواساته في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه، وقال الملك المغربي إن وفاة التازي تعد خسارة للمغرب عامة الذي فقد فيه أكاديميا متميزا ، ودبلوماسيا محنكا ، ومؤرخا فذا ،سائلا الله عز وجل أن يلهم أفراد أسرته جميل الصبر وحسن العزاء.
ونحن أيضا نعزي أسرته الكريمة ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويكرم نزله
مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
صورة لأولى ورقات البحث الذي كتبه عن ينبع
http://store2.up-00.com/2015-04/142809373021.jpg
http://store2.up-00.com/2015-04/1428093730332.jpg
http://www.allappme.com/nhdai/uploads/142816813607321.jpg
غلاف الكتاب الذي نُشر فيه البحث وهو من جزأين