أبو سفيان
02-10-2014, 06:02 PM
التوافق في الرأي حين يصبح ثقافة بقلم د/ ياسر حادي
التوافق في الرأي عملية جدلية،تسعى لتحقيق قاعدة مرنة لحياة مشتركة بين الأشخاص المختلفين، عن طريق جعلهم يوافقون على قرار أو خطة غير متفق عليها، ويتطلب مشاركة الجميع في تحقيقها بدون اجبار، فالتوافق الزائف يولد بالتأكيد الاستياء والضغينة.ولتحقيق التوافق في رأي ما، تتناول المجموعة بشكل شامل وجهة نظر كل فرد منهم، ومن ثم يتناولون الاعتراضات استنادا على مبادئ منها: أن الوصول الى قرار سليم وتوافق في الرأي يدعم بشكل أفضل الاهتمامات والقيم الجوهرية للمنظمة، وأن سعي الرئيس أو المدير الأعلى للحصول على اجماع أصوات موظفي المنظمة بدءاّ من الموظفين الأقل أجراّ إلى كبار مدراء الهيئة التنفيذية،انما لتحقيق مبدأ الشورى والمشاركة في اتخاذ القرار، كذلك محاولة التوافق في الآراء والوصول الى حلول ذات أساس مشترك يتطلب أن يتخلى البعض عن فكرة الملكية الفردية والسير على الأنماط القديمة غير القابلة للتطوير ليتمكن من صقل وتحسين الأفكار والمفاهيم المتجددة.
ان التوافق في الرأي أحد أهم الآليات التي ابتكرتها المؤسسات التعليمية أو الادارية الحديثة، من أجل تنظيم الاختلافات بين الموظفين الذين لديهم حق الاختيار في واقعهم العملي، وتعظيم القدرة على العمل المشترك دون تعسف فئة على أخرى أو جماعة على غيرها.وليس هدف التوافق هو التطابق،فإذا ما تأملنا أحد الحوارات فاننا سنجدها تدار بمنطق الأسود والأبيض.أنمطة من التفكير البدائية تديره جماعات مغلقة على نفسها تقدس ما تؤمن به ولا تستطيع أن ترى غيره،ليعكس مدى تطورنا المتعثر في التخطيط والرؤى المستقبلية،بدون أي إجابة بسيطة أو تفسير وحيد لفهم تناول القضايا. والمفارقة أنه إذا حاول بعضنا أن يجيب إجابة للخروج بصيغ نتاج جدل بين مختلفين، نمارس الابتزاز، أو التلويح بالشكاوى، أو استدعاء رموزللحصول على دعمهم، أوالتجريح والتشكيك في النوايا، وتطبيق التوافق قسرا بالعافية،ليتحول إلى نوع من المساومة الفجة.
والخلاصة، أن ما سبق يكشف أزمات حادة، يمكن أن نوجزها في سيادة وتفشي مقولة «من ليس معي هو ضدي»، وبالتالي لا تعود الأمور طبقا للمنطق والتطور بل لمدى التبعية والخضوع للرأي الآخر، ونجد التحزب بالصحبة والطائفة لفرض الرأي، ولا سبيل بأن يفند أحد الرأي وقد احتمى بما هو ثابت لدى أصحابه بالرغم من أن القضايا مختلف عليها، كذلك التشدق الشكلي بالقبول بالرأي الآخر ولكن عند المحك العملي لا يرى المرء إلا رأيه، وأن المخالفين هم إما جهلة أو مأجورون أو لهم مصالح شخصية.
نعتقد جازمين أنه إن كان هناك جو يسمح لبني الإنسان أن يتنفّسوا أصحاء، فما هو إلا جو التوافق والوئام. وهذا الجو لم يزل كالبحر الذي لا تسكن أمواجه، وستنكسر أمواج الأزمات المتلاطمة أو ستتلاشى أضرارها في أقل تقديرإذا تناولنا مصادرها الأصلية والفرعية من القرآن والسنة واستفدنا منهما تمام الاستفادة، مع تثبيت اِلنّيّة وصد التوجه.
ويورد القرآن الكريم الذي تتجلى آياته وأحكامه وضوابطه واضحة في حياة المسلمين الاختلاف باعتباره أصلاً في البشرية، ووجب أن تكون العلاقة معه علاقة فعّالة، والتعامل معه تعاملاً حضاريًّا.وأَمْرنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاتفاق على رأي موحد بنسق حضاري،فإتفاق أصحابه «رضي الله عنهم « فيه الكثير مما يمكن دراسته واتخاذه نموذجًا، فتحلّيهم بالوعي الجمعي مكّنهم من دراسة الكثير من القضايا الحساسة في حياة البشر. .
نحن بحاجة ماسة اليوم إلى زرع ثقافة التوافق والانسجام، لتجتمع الألسنة ولتتناغم في الإصلاح، فالربيع لا يتجلّى في وردة واحدة، وإنما في ورود متجاورة متناسقة، ليُنهي الناس ما بينهم من فرْقة واختلاف، فجذوره تبدأ من القلوب إذا تطهّرت وتزكّت، لتثمر ثمار التوافق والمحبة. والوعي بالإتفاق على رأي موحد يأتي تحقيقًا لمفهوم الأمة التي تعتبر التنوع من منطلق قاعدتين، هما وحدة الخالق وتعدد الخلق.
ياسر عبدالعزيز حادي - ينبع
التوافق في الرأي عملية جدلية،تسعى لتحقيق قاعدة مرنة لحياة مشتركة بين الأشخاص المختلفين، عن طريق جعلهم يوافقون على قرار أو خطة غير متفق عليها، ويتطلب مشاركة الجميع في تحقيقها بدون اجبار، فالتوافق الزائف يولد بالتأكيد الاستياء والضغينة.ولتحقيق التوافق في رأي ما، تتناول المجموعة بشكل شامل وجهة نظر كل فرد منهم، ومن ثم يتناولون الاعتراضات استنادا على مبادئ منها: أن الوصول الى قرار سليم وتوافق في الرأي يدعم بشكل أفضل الاهتمامات والقيم الجوهرية للمنظمة، وأن سعي الرئيس أو المدير الأعلى للحصول على اجماع أصوات موظفي المنظمة بدءاّ من الموظفين الأقل أجراّ إلى كبار مدراء الهيئة التنفيذية،انما لتحقيق مبدأ الشورى والمشاركة في اتخاذ القرار، كذلك محاولة التوافق في الآراء والوصول الى حلول ذات أساس مشترك يتطلب أن يتخلى البعض عن فكرة الملكية الفردية والسير على الأنماط القديمة غير القابلة للتطوير ليتمكن من صقل وتحسين الأفكار والمفاهيم المتجددة.
ان التوافق في الرأي أحد أهم الآليات التي ابتكرتها المؤسسات التعليمية أو الادارية الحديثة، من أجل تنظيم الاختلافات بين الموظفين الذين لديهم حق الاختيار في واقعهم العملي، وتعظيم القدرة على العمل المشترك دون تعسف فئة على أخرى أو جماعة على غيرها.وليس هدف التوافق هو التطابق،فإذا ما تأملنا أحد الحوارات فاننا سنجدها تدار بمنطق الأسود والأبيض.أنمطة من التفكير البدائية تديره جماعات مغلقة على نفسها تقدس ما تؤمن به ولا تستطيع أن ترى غيره،ليعكس مدى تطورنا المتعثر في التخطيط والرؤى المستقبلية،بدون أي إجابة بسيطة أو تفسير وحيد لفهم تناول القضايا. والمفارقة أنه إذا حاول بعضنا أن يجيب إجابة للخروج بصيغ نتاج جدل بين مختلفين، نمارس الابتزاز، أو التلويح بالشكاوى، أو استدعاء رموزللحصول على دعمهم، أوالتجريح والتشكيك في النوايا، وتطبيق التوافق قسرا بالعافية،ليتحول إلى نوع من المساومة الفجة.
والخلاصة، أن ما سبق يكشف أزمات حادة، يمكن أن نوجزها في سيادة وتفشي مقولة «من ليس معي هو ضدي»، وبالتالي لا تعود الأمور طبقا للمنطق والتطور بل لمدى التبعية والخضوع للرأي الآخر، ونجد التحزب بالصحبة والطائفة لفرض الرأي، ولا سبيل بأن يفند أحد الرأي وقد احتمى بما هو ثابت لدى أصحابه بالرغم من أن القضايا مختلف عليها، كذلك التشدق الشكلي بالقبول بالرأي الآخر ولكن عند المحك العملي لا يرى المرء إلا رأيه، وأن المخالفين هم إما جهلة أو مأجورون أو لهم مصالح شخصية.
نعتقد جازمين أنه إن كان هناك جو يسمح لبني الإنسان أن يتنفّسوا أصحاء، فما هو إلا جو التوافق والوئام. وهذا الجو لم يزل كالبحر الذي لا تسكن أمواجه، وستنكسر أمواج الأزمات المتلاطمة أو ستتلاشى أضرارها في أقل تقديرإذا تناولنا مصادرها الأصلية والفرعية من القرآن والسنة واستفدنا منهما تمام الاستفادة، مع تثبيت اِلنّيّة وصد التوجه.
ويورد القرآن الكريم الذي تتجلى آياته وأحكامه وضوابطه واضحة في حياة المسلمين الاختلاف باعتباره أصلاً في البشرية، ووجب أن تكون العلاقة معه علاقة فعّالة، والتعامل معه تعاملاً حضاريًّا.وأَمْرنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاتفاق على رأي موحد بنسق حضاري،فإتفاق أصحابه «رضي الله عنهم « فيه الكثير مما يمكن دراسته واتخاذه نموذجًا، فتحلّيهم بالوعي الجمعي مكّنهم من دراسة الكثير من القضايا الحساسة في حياة البشر. .
نحن بحاجة ماسة اليوم إلى زرع ثقافة التوافق والانسجام، لتجتمع الألسنة ولتتناغم في الإصلاح، فالربيع لا يتجلّى في وردة واحدة، وإنما في ورود متجاورة متناسقة، ليُنهي الناس ما بينهم من فرْقة واختلاف، فجذوره تبدأ من القلوب إذا تطهّرت وتزكّت، لتثمر ثمار التوافق والمحبة. والوعي بالإتفاق على رأي موحد يأتي تحقيقًا لمفهوم الأمة التي تعتبر التنوع من منطلق قاعدتين، هما وحدة الخالق وتعدد الخلق.
ياسر عبدالعزيز حادي - ينبع